عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-02-2010, 02:46 PM
prof/ Ahmed Gouda prof/ Ahmed Gouda غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 129
معدل تقييم المستوى: 17
prof/ Ahmed Gouda is on a distinguished road
افتراضي

أولا : أنت حرفت كلامى وهو أنى قلت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد جوده مشاهدة المشاركة



دعنا نتفق حتى نكون محايدين ان تخرج من عباءة السلفيين


لاحظ أنا قلت السلفيين وليس السلفيه وهناك فرق فى المعنى وفى الجوهر


ثانياً : بخصوص النقطة الأولى ( البنا والتصوف )

اتهام الشيخ البنا بالصوفية، كلمة سمعناها من الكثير يرددها دون معرفه ما هو التصوف، ومن هم المتصوفة،فإذا سألت أحد أجابك بغير تردد فئة ضالة مضلة كافرة،
هكذا وفي جملة واحدة اختصر القضية، وأتى بالحكم بدون حيثيات ولا بينات ولا شهود، ثم انبرى ينسبها إلى آل من يريد،
بسبب وبدون سبب، اعتمادا على ورود حتى اسمها مجردا على لسان من يتهمون
.


ما معنى التصوف وبإختصار :

أقوال العلماء الراسخين في العلم، مثل الإمام ابن تيمية، والإمام الشاطبي - رضي الله عنهما - صاحب كتاب ( الاعتصام) ذلك الكتاب الذي يعتبر المرجع المبرز في بيان البدع والمبتدعة في الدين، فقال - رضي الله عنه - في الاعتصام - الجزء الأول، ص 89- 91 طبعة المعرفة
(“ الوجه الرابع” من النقل ما جاء في ذم البدع وأهلها عن الصوفية المشهورين عند الناس. وإنما
خصصنا هذا الموضوع بالذكر، وإن كان فيما تقدم من النقل كاية لأن كيرا من الجهال يعتقدون فيهم أنهم متساهلون في الاتباع، وأن اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به، فأول شئ بنوا عليه طريقتهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها حتى زعم مذكرهم، وحافظ مأخذهم،وعمود نحلتهم، ( أبو القاسم القشيري) أنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع ؟ فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم” لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة، إذ لا فضيلة فوقها، ثم سمي من يليهم التابعين، ورأوا هذا الاسم أشرف الأسماء، ثم قيل لمن بعدهم أتباع التابعين. ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن له شدة عناية في الدين: الزهاد العباد.
قال: ثم ظهرت البدع، وادعى كل فريق أن فيهم زهادا وعبادا فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله، الحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف، هذا معنى كلامه، فقد عد هذا اللقب مخصوصا باتباع السنة ومباينة البدعة،
وفي ذلك ما يدل على خلاف ما يعتقده البعض ومن لا عبرة به من المدعين للعلم.

وأنه إنما داخلتها المفاسد وتطرقت إليها البدع من جهة قوم تأخرت أزمانهم
عن عهد ذلك السلف الصالح، وادعوا الدخول فيها من غير سلوك شرعي، ولا فهم لمقاصد أهلها، وتقولوا عليهم ما لم يقولوا به ؟ حتى صارت في هذا الزمان الأخير كنها شريعة أخرى غير ما أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأعظم من ذلك يتساهلون في اتباع السنة، ويرون اختراع العبادات طريقا للتعبد صحيحا، وطريقة القوم بريئة من هذا الخباط
وقال لرجل أوصاه: (ليكن اثر الأشياء عندك وأحبها إليك أحكام ما افترض الله عليك، واتقاء ما نهاك عنه، فإن ما تعبدك الله به خير لك مما تختاره لنفسك من أعمال البر التي تجب عليك، وأنت ترى أنها أبلغ لك فيما تريد، وآذلك يؤدب نفسه بالفقر والتقلل وما أشبه ذلك، وإنما للعبد أن يراعي أبدا ما وجب عليه من فرض يحكمه على تمام حدوده، وينظر إلى ما نهئ عنه فيتقيه على أحكام ما ينبغي، فإن الذي قطع العباد عن ربهم، وقطعهم عن أن يذوقوا حلاوة الإيمان وأن يبلغوا حقائق الصدق، وحجب قلوبهم عن النظر إلى الآخرة ؟ تهاونهم بأحكام ما فرض عليهم في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وألسنتهم
وأيديهم وأرجلهم وبطونهم وفروجهم، ولو وقفوا على هذه الأشياء وأحكموها لأدخل عليهم البر إدخالا تعجز أبدانهم وقلوبهم عن حمل ما رزقهم الله من حسن معونته، وفوائد آرامته، ولكن أكثر القراء والنساك حقروا محقرات الذنوب،
وتهاونوا بالقليل مما هم فيه من العيوب، فحرموا ثواب لذة الصادقين في العاجل).
هذا قليل من كير نقله الإمام أبو إسحاق الشاطبي في عشر صفحات من سفره العظيم، وقال -رحمه الله -: وكلامهم في هذاالباب يطول، وقد نقلمنه جملة من أحاديث مشايخهم تربو على اثنين وأربعين شيخا، جميعهم يرون الابتداع ضلالا،

ويأمر بالاستمساك بالكتاب والسنة، وانما الذي خرج عن هذا الأصل جماعة ضالة من المتأخرين انتسبوا إلى التصوف
.(98 - زورا وحالهم معروف لا يخفي على أحد ( انظر في ذلك”الاعتصام” للشاطبي ص 89



التصوف في رأي ابن تيمية
يتكلم الإمام ابن تيمية على التصوف كلام العلماء الأثبات الذين يضعون الأمور في نصابها، ولا يزيفون التاريخ، أو يقعون في أعراض الناس ويتهمونهم بغير حق دون خشية من الله، ولا احترام للعلم، أو مراعاة للتعاليم الإسلامية.
وأول ما يتكلم ابن تيمية -رحمه الله -تكلم عن اسم التصوف، فيقول: عرف أن منشأ التصوف كان في البصرة، وأنه كان فيها من يسلك طريق العبادة والزهد مما له فيه اجتهاد، كما كان في الكوفة من يسلك طريق الفقه والعلم وله فيه اجتهاد، وهؤلاء الصوفية نسبوا إلى لبس الصوف، فقيل في أحدهم:”صوفي” وليس طريقهم مقيدا بلباس الصوف، ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به، ولكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال.
ثم يقول رحمه الله: ( وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد - وعبد الواحد من أصحاب الحسن -وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك، ما لم يكن في سائر أهل الأمصار، ولهذا كن يقال: فقه كوفي، وعبادة بصرية).
عبادة الصوفية وما يتبعها من مواجد:
ثم يتطرق الإمام ابن تيمية إلى أصول هؤلاء في مواجدهم وكثرة خوفهم من الله، ويجين رأيه ورأي العلماء في ذلك:
فأولا: يورد الأحوال التي كانت تقع منهم، ثم يبين المنكرين لها وحججهم، ثم يبين المجيزين لها وهم جمهور العلماء، وهو
موافق لهم، ثم يبين أسباب ذلك وأدلته ويرد على المنكرين، فيقول في بيان الأحوال: ويحكي عن عباد أهل البصرة، مثل
حكاية من مات أو غشي عليه في سماع القرآن، ونحوه، كقصة زرارة بن أوفي قاضي البصرة، فإنه قرأ في صلاة الفجر:”فإذا نقر في الناقور" يخر ميتا، وكقصة أبي جهير الأعمى الذي قرأ عليه صالح المري فمات، وكذلك غيره ممن روي أنهم ماتوا باستماع قراءته، وكان فيهم طوائف يصعقون عند سماع القرآن، ولم يكن في الصحابة من هذا حاله.
من أنكر ذلك”
ثم يقول -رحمه الله -: وممن أنكر ذلك أسماء بنت أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن سيرين، وقالوا: إنه تكلف وتصنع، ومنهم من قال: إن ذلك مخالف لما كان عليه الصحابة.
من أجاز ذلك:
ثم يقول ابن تيمية: ( والذي عليه جمهور العلماء، أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه، وان كان حال الثابت أكمل منه، ولهذا لما سئل الإمام أحمد- رضوان الله عليه - عن هذا، قال: قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغشي عليه، ولو قدر أحد أن يدفع عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه، ونحو هذا، وقد نقل عن الإمام الشافعي أنه أصابه ذلك، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة، وبالجملة فهذا كثير ممن لا يستراب في صدقه. لكن الأحوال التي
كانت في الصحابة هي المذكورة في القرآن، وجل القلوب، ودموع العين، واقشعرار الجلود، كما قال تعالى:"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون"(الأنفال 20)

وقال تعالى: “إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياً” (مريم: 58)







يتبع