مجلس الشعب غايتنا والسياسة دستورنا والجهاد في سبيل السلطة أسمى أمانينا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لاشك أن من يرمى إلى تمرير قانون أو تشريع يخالف شريعة الحق جل وعلا - في هذه الأيام - وليس في أراء العلماء أو الفقهاء ما يخدمه يقول "هذه سياسة" والسياسة التي يقصدها هنا هي السياسة الديمقراطية العلمانية وهي التشريع الذي لا يستند إلى رأي الشريعة ولا يراه من منظور الدين ومن هنا خرج التقسيم المبتدع المتداول على ألسنة الساسة والمفكرين ( رجال الدين ورجال الدولة ) فرجال الدين هم العلماء والفقهاء ورجال الدولة هم الساسة والمفكرون مع أن السياسة هي في الأصل مهنة الأنبياء والمرسلين وكذا المصلحين ومن سار على دربهم والدليل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي"
فهذا دليل واضح على أن السياسة جزء من عمل المرسلين ومن ورث ميراثهم وهم العلماء والمصلحين ولئن كان المشرعون يتناولون الدستور وفق منهج بشري قد يتفق أو يختلف مع حكم الشريعة ومنهجها وأصولها وثوابتها فهؤلاء قد علمنا خطأهم وبطلانهم لأنهم أعلنوها صراحة بلا مراوغة ولكن الخطر كل الخطر فيمن يدعي قوانين تخالف شريعة الحق جل وعلا ويمرر قوانين تصطدم مع حكم الله ثم يلصق ذلك الباطل بالإسلام ويدعي أن هذا هو حكم الله وحكم رسوله وما عداه هو الزيف والضلال ثم يقول بعد ذلك " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت " فهذا – ولا شك - أشد جرما وأبعد خطرا ممن علم خطره وخطأه .
فباسم الإسلام ، ساندت جماعة الإخوان البهائيين الكفار من منطلق حرية الرأي وحرية الاعتقاد .
وباسم الإسلام ساندت جماعة الإخوان الشيعة الروافض ودعت إلى التقريب بين السنة والشيعة بل وافق مرشد الإخوان على المد الشيعي في المنطقة ولا يرى أن هذا المد خطر على المسلمين مع أن حكم الإسلام صريح في هؤلاء الروافض بل لا يوجد عالم سني اتفقت الأمة على إمامته شكك في خطر الروافض فضلا عن أن يحذر منهم ومن ضلالهم .
وباسم الإسلام أجاز الإخوان تهنئة النصارى بأعيادهم وباسم الإسلام يذهبون إلى القسيس لتهنئنه بعيده الكفري ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وباسم الإسلام أجاز الإخوان تولي النصراني الكافر حكم بلاد المسلمين إذا اختار الشعب ذلك وارتضاه .
وباسم الإسلام أجاز الإخوان تغيير المادة الثانية من الدستور المصري الذي ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس من مصادر التشريع
وباسم الإسلام أجاز الإخوان تولية المرأة للمناصب العامة للدولة.
وباسم الإسلام أجاز الإخوان- كما قال عصام العريان - دخول السائحات بالملابس الفاضحة إلى شواطئ مصر.
وباسم الإسلام أجاز الإخوان خروج النساء إلى المظاهرات فضلا عن خروجهم أنفسهم إلى المظاهرات.
وباسم الإسلام أجاز الإخوان سب الحكام بل وصف عاكف الحكام العرب بأنهم صهاينة بل أخطر من الصهاينة.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير مما ألصقه هؤلاء بالإسلام والإسلام من افتراءاتهم برئ ومن العجيب أنهم يذيلون هذه الأفكار البشعة والضلالات القبيحة بقول الله تعالى ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت )
وبعد هذا كله ترفع الجماعة شعار " الإسلام هو الحل " ويوقعون تحت شعارهم الإسلام غايتنا والقرآن دستورنا والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا ، ولذلك رأيت أن يغير كما في عنوان المقال.
فاللهم رحماك ارحمنا وثبتنا على الحق في هذا الزمن الذي ماجت فيه الفتن لاسيما فتن الشبهات فكل ما سبق من باطل هو من قبيل فتن الشبهات .
** تنبيه : من أجل الإنصاف فإن بعض الآراء التي استند إليها الإخوان قال بها بعض الفقهاء الذين لا يعدون على أطراف اليد الواحدة وأرائهم – التي خالفوا بها جمهور المسلمين - لا ينظر إليها ولا يعتد بها بل تسمى في عرف الفقهاء " بالقول الشاذ " أما غير ذلك فهي من قبيل التفسير العقلاني المميع الذي يصب في المصلحة السياسية للجماعة وليس المصلحة الدينية.
تنبيه : اشتهر عن جماعة الإخوان تجويزهم تولي المرأة المناصب العامة في الدولة وكذا تولية النصراني حكم بلاد المسلمين ولكني قرأت لأحد قادتهم أن القرار الأخير المعمول به برنامجهم الحزبي السياسي رفض هذين الرأيين بيد أنه إلى الآن لم يخرج قرارا موثقا من الجماعة يثبت ذلك .
كتبه / محمود الشرقاوي