
14-02-2010, 06:34 AM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 23
|
|
يعيش أهل غزة عزلةً وحصاراً اقتصادياً وغذائياً، ولا نصرة تستحق الذكر من الأمم المسلمة إلا الاستنكار والندب، فإذا عجز المسلمون –وهم قادرون- عن إيصال الطعام والمدد به؛ لَهُم عن السلاح والقتال أعجز.
والواجب على المسلمين نصرة أهل فلسطين قدر وسعهم حتى يخرجوا من الأذى والقتل الذي هم فيه، وتكون لهم المنعة والعزة والاستقرار
.والواجب على أهل الحق بيان وجوب نصرة المظلوم وخطر الباغي، وتبيين عداء اليهود للمسلمين، الذي قرره القرآن في آيات كثيرة وجاء لعنهم في أحاديث كثيرة متواترة
.وإن من أعظم ما أورث في الأمة الرعب من خصومها، ما بثوه ويبثونه من قدرتهم وعجز غيرهم عن مواجهتهم بأي نوع من أنواع المواجهة، فنصروا في نفوس كثير من الحكومات والشعوب بالرعب، واقتنعت الأمة أنها عاجزة وعجزها على الدوام، فأصبح غاية همها التنعم والترفه، لا القوة والتمكين، وكأنها في يأسٍ من قوتها، فتجرأ عدوها على النيل منها وتنقصها، وسلب خيراتها، وهذا عقوبة الإعراض عن تصديق كلام رب البرية والعمل به، أن اليهود أضعف الخلق وأشدهم جبناً (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جُدُر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى( ..
وفي حال المستضعفين في فلسطين يجب على الأمة نصرتها بكل ما يستطيعون من أنواع النصرة، وسنة الله ماضية أن من قدر على نصرة مظلوم فلم ينصره إلا سلط الله عليه من الأعداء من يسومه مثل ما يجد ذلك المظلوم، والأزمات التي تلحق بالدول والشعوب الإسلامية ما هي إلا بسبب جبنهم مع قدرتهم على نصرة المظلومين والضعفاء من المسلمين في العالم.
والوصية للأخوة في فلسطين في مثل هذه الأزمات الاعتماد على الله حيث قل الناصر والمعين أن يسددهم ويعينهم على عدوهم، والوصية للمسلمين الدعاء في القنوت في المساجد وتحري مواضع الإجابة .والله الناصر والمعين وحده ،،
يقول تبارك وتعالى: "وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًاً"
سُبحانَ الله، كلنا ينتظرُ النصرَ، ينتظرُ الفرجَ، ينتظرُ أن نستيقظَ صَباحاً فإذا بفلسطينَ حُرّةً أبيةً.. صارَت بِلا مُحتلٍّ غاصِبٍ.. يمرُّ بها حجاجُ بيتِ اللهِ الحرامِ فلا يعودُونَ إلى دِيارِهِم إلا وقد مرَّتْ قلوبُهم قَبلَ أرجلهم بِمسرَى نبينا صَلواتُ ربِّنَا وَسلامُهُ عَليهِ..
لكنّنا نستيقِظُ كُلَّ يومٍ ونَرَى أجزاءً من جَسَدِنا مُستباحة.. فَنحنُ جميعاً كالجَسَدِ الواحدِ كمَا روى الإمامُ مُسلم عَنْ النُعمانِ بِن بَشير رَضِي اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلم: "مَثلُ المؤمنينَ فِي تَوادِّهِم وَتراحُمِهِم وَتَعَاطفِهم مَثلُ الجَّسدِ الواحدِ إذا اشتكى مِنهُ عُضوٌ تَداعى لَه سَائرَ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمّى"، وفي رواية له: "المسلمونَ كرجلٍ واحدٍ؛ إن اشتكى عَينُهُ اشتكى كُلهُ، وَإن اشتكى رأسُهُ اشتكى كلهُ".
... نعم كُنّا كَالجَسَدِ الوَاحِدِ.. لَكِنّا الآن أجزاءً مُشتّتةً، جِراحَهَا أكبَرُ بِكثيرٍ..
الكثيرُ مِنّا يَستصرِخُ وَيَستغيثُ.. وَيقولُ مَتَى نَصرُ اللهِ؟!!!
يُناجُونَ رَبَّهُم بِالدُعَاءِ وَيَتَضرّعُونَ، يتساءلون ليلاً وَنَهَارَاً: أما مِنْ حَلٍ لِهَذِهِ المَهَازِلِ؟!! أما مِنْ مَخْرَجٍ؟!! فَجِرَاحُنَا تَنْزِفُ، وَلا حَيَاةَ لِمَنْ تُنادِي..
فيا كل غيور على جسد يُستباح دمه ويُستهان عرضه ويُغتصب حقه كل صباح....
يا كُل مُحب لله ولرسوله..
يا كل مُحب لأمته..
يا كل مُحبِ للجنة ومُشتاق لها.. كما تشتاق هي لأهلها..
ويا... كل غيور على محارم الله التي تُنتهك صباح مساء..
هيّا لِنُحاول جميعا لملمة شتاتُنا الإسلامي..
فالجِراح صارت غائرة بدرجة كبيرة...
هيّا نُعيد الجسد الواحد...
هيّا سويّا نتعرف على مكان كل واحد فينا:
ما هو دوره؟! ما هو واجبه؟! ونترك السلبية..
يقول الله تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وقالَ عزّ وجل: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)
فإن نصرنا الله تبارك وتعالى في أنفسنا أولاً:
- فالنفس البشرية هي أصعب جهاد.. فمن تغلب عليها كان على غيرها أقدر..
فلا نصر ولا تمكين ولا جمع شتات للجسد من جديد إلا بعد أن يقوم كل فرد منّا بلمام شتات نفسه..
فلنسأل أنفسنا يومياً
هَلْ أدّيتَ صَلاةِ الفَجرِ فِي وَقتِهَا..؟؟
هَلْ أديتَ أذكارَكَ اليوميةِ..؟؟
هَلْ أتقنتَ عَمَلكَ..؟؟
هَلْ أحييتَ كتابَ اللهِ، تلاوةً وعَمَلاً وَدَعوَةً ..؟؟
هَلْ عَمِلتَ عَلَى إنشاءِ جِيل رَبّانِي عَابِد للهِ..؟؟
هَلْ أعْطَيتَ كُلَّ صَاحِبِ حَقٍّ حَقّهُ..؟؟
هَلْ نمتَ وَلَمْ تَظلِم مُسلِماً..؟؟
وما أكثرها من أسئلةٍ لابدّ مِنها..!!
صِدقا لن نُنصر إلا بعد أن ننتصر بمعركتنا الأولى على النفس وأدبناها وعلّمناها ما هو الخير لها..
فَلا نَصرَ وَلا تَمكينَ وَلا مَجْدَ لِلأمةِ ولا اجتِماعَ لِشتَاتِ الجسدِ مِنْ جَديدٍ إلا بَعدَ جَمْعِ شَتاتِ النّفسِ أولاً وَإلزَامِهَا كَلمةَ التَقوَى، وَتجنِيبهَا الجَفاءَ وَالبعادَ عَنْ خَالِقِهَا..
أما باقي الأسباب الأخرى التي ستجعلنا أهلاً للتمكين والنصرة.. فلكم بعضاً منها
ولكن لنتذكر جميعنا نقطة هامة قبل التكلُم عن أي شيء..
فلسطين إسلامية وعربية.. وعلينا أن نتذكر أن ما يسمى "إسرائيل" ما هي إلا أكذوبة أقامها المغتصبون في بلادنا.
...***...
وها هي بعض الوسائل العملية لنصرة فلسطين:
1- المعرفة الحقيقية بالقضية..
بمعنى أن نتعرّف يومياً على أخبار إخواننا ونعلم عِلم اليقين من هم أعداؤنا.. ونتعلّم من جديد ما حدث لبلادنا من ******ات.. واعتداءات.. وانتهاكات..
2- نشر القضية بكل وسط نحيا به.. ولنجعلها أمام أعيننا ولا نغفل عنها..
ولنتذكر "الدال على الخير كفاعله"، ونشر قضايا المسلمين هو خير دليل على الاهتمام بأمة الإسلام وإعادتها للجسد الواحد من جديد..
فدور الأم في بيتها تنشئة صغارها على فهم أعدائنا وفهم قضايانا، ودور المعلم مع طلابه، ودور التاجر، ودور إمام المسجد،... كُلٌ مِنّا حسب مكانه...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أحب الناس إلى الله أنفعهم (يعني للناس) وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ».
ونشر القضية يفيد إخواننا هناك في فلسطين.. ليعلم العالم بأسره من هو المغتصب ومن هو المُعتدى عليه..
..فالدعاء سلاح المؤمن.. خاصة لو تحرينا وقت السحر ساعات الإجابة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم تبارك وتعالى حي كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين" ..
4- التبرع بشكل مادي ومعنوي..
يقول النبي صلوات ربنا وسلامه عليه
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر". رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: « إدخالك السرور على مؤمن شبعت جوعته، أو كسوت عورته، أو قضيت له حاجة ». رواه الطبراني وحسنه الألباني.
فالتبرع ولو بالقليل.. سيشفي مريضاً أو يسد حاجة محتاج.. أو يكفل يتيما.. وليس شرطا أن أكفله بالمال الكثير.. بل من الممكن أن أكفل طفلاً فلسطينياً.. كأن يتم الاتفاق مع أخوة في الله على أن يدفع كلٌ واحد مبلغاً شهرياً ولو كان قليلاً.. فقليل مع قليل نحصد كثيراً..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين -وأشار بالسبابة والوسطى » صححه الألباني.
وأيضًا التبرع من مالنا لنُجهز غازيا فى سبيل الله
{انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (41) سورة التوبة
{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (11) سورة الصف
ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلّف غازياً في أهله بخير فقد غزا » متفق عليه.
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه, وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل, وأجري عليه رزقه وأمن الفتان » رواه مسلم -
وفي بعض البلاد تم الإعلان عن "حملة المليار" لدعم الفلسطينيين، في ليلة واحدة، فلم تمر ثلاث ساعات، حتى جُمع أكثر من سبعة ملايين ونصف من الجنيهات، فلم لا يكون هنالك كل فترة تذكرة بسيطة بعمل لأهلنا هناك نجتمع جميعنا على تأديتها..
5- قراءة تاريخ فلسطين والتزود بالعلم الصحيح عن القضية الفلسطينية لنستطيع خدمة فلسطين عن علم ودراية..
6- الدعم الإعلامي بكل ما لدينا..
برسم تصميم بسيط أو نشر صورة.. أو حتى بالقلم.. بأي مكان في الانترنت.. حتى ولو برسالة قصيرة على الموبايل..
7- المقاطعة المالية والاقتصادية والفكرية والسياسية..
ولنعلم جميعاً أن اليهود وكل من يُساندهم تكبدوا خسائر فادحة بمجرد مقاطعة المسلمين لهم أشهراً معدودة ..فما بالنا لو قاطعناهم سنيناً!!!
8- متابعة آخر الاخبار والمستجدات الخاصة بفلسطين،
9- التأكيد واليقين أن النصر للمسلمين.. وأن سنُة الله في الأرض قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها...
وأن هؤلاء الصهاينة.. ما هم إلا شرذمة قليلة.. ستُكسر شوكتها قريباً..
ولعلنا وإياكم بهذه الأعمال نُعتذر إلى ربنا يوم نلقاه... فاللهم وحِّد المسلمين.. واجعلهم أهلا للنصرة والتمكين.. وردّ اللهم شتات المسلمين إلى وحدة الصف من جديد..واجمعهم على رايات التوحيد..
منقول
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

|