إسلامه قال ابن إسحاق: كان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الحبشة، وعن عمر بن الخطاب قال: " خرجت أتعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن قال فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال فقرأ "إنه لقول رسول كريم و ما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون"، قال: قلت: كاهن قال: "و لا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين* و لو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين"، قال فوقع الإسلام في قلبي كل موقع (أخرجه أحمد).
عن ابن عباس قال: قال علي: ما علمت أن أحد من المهاجرين هاجر إلا متخفيًا إلا عمر بن الخطاب فإنه لما هاجر تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وامتضى في يده أسهمًا واختصر عنزته ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعًا متمكنًا، ثم أتى المقام فصلى متمكنًا، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة، فقال لهم: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن يثكل أمه، أو ييتم ولده، أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فإني مهاجر، قال علي: فما اتبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم ما أرشدهم، ثم مضى لوجهه (أخرجه ابن السمان).
عن عائشة: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا لعمر بن الخطاب وأبي جهل ابن هشام، فأصبح و كانت الدعوة يوم الأربعاء و أسلم عمر يوم الخميس، فكبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل البيت تكبيرة سمعت من أعلى مكة، فقال عمر: يا رسول الله على ما نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إنا قليل" فقال عمر: والذي بعثك بالحق نبيًا لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان، ثم خرج فطاف بالبيت ثم مر بقريش و هم ينظرونه فقال أبو جهل بن هشام: زعم فلان أنك صبوت، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فوثب المشركون فوثب عمر على عتبة بن ربيعة فبرك عليه وجعل يضربه وأدخل إصبعيه في عينيه، فجعل عتبة يصيح فتنحى الناس عنه، فقام عمر فجعل لا يدنو منه أحد إلا أخذ شريف من دنا منه حتى أحجم الناس عنه، واتبع المجالس التي كان يجلس فيها، فأظهر الأيمان ثم انصرف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ظاهر عليهم فقال: ما يحبسك، بأبي أنت وأمي فوالله ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلا ظهرت فيه بالإيمان، غير هائب ولا خائف، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمر أمامه وحمزة بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت وصلى الظهر معلنا، ثم انصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى دار الأرقم ومن معه (أخرجه أبو القاسم الدمشقي).
|