عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 22-02-2010, 02:32 AM
the long night the long night غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
the long night is on a distinguished road
افتراضي

الباب الثالث :المتلاعبون بالعقول

وهو محاولة تقدم بياناً على قدر الحاجة ، بعيداً عن تخمة الإسراف ، و مخمصة التقتير .. تتحدث بلسان الداعية ، وتؤكد الأفكار بعقل السياسي .. تنظر لواقعنا المعاش ، و تجربة العصر ، و توقعاته وإحباطاته ، وانتصاراته وهزائمه .. وتؤكد أن هذا الواقع يصب الماضي فيه باعتباره ذاكرة ، ويصب المستقبل فيه باعتباره أملاً ..

قد لا يشعر القاريء أن هذا الباب قد كشف له عن وقائع لم يكن يعرفها أو أحداث كان يجهلها، ولكنه ربما شعر أنه قد أعيد تصنيف الأشياء والظواهر وترتيب أهميتها علي نهج جديد ، بحيث تتعدل لديه الأوزان النسبية بين الظواهر والحقائق ، فيصير أَحدَ بصراً ، وأدق ميزاناً ، وأقدر علي التمييز للواقع الذي يحرّك العبيد في سعيهم وكدهم وتفاهمهم .. ويرى دون لبس أو غموض أو إيهام كيف يصرفهم الإعلام عن صميم المشكلات ، ويطمس الحقائق و يختلق البدائل ، ويزينها في أعينهم ، لتغيير قناعاتهم .. فتروج سوق النفاق ، وازدواج المعايير فيما يشبه السحر الجماعي الذي يتم تحقيقه بالمثابرة على تكرار الفكرة ربما للمرة المليون ، وسط ميدان كثرت فيه ألاعيب السحرة ، وغابت عنه عصا موسى ..!!



ولأن هذا الواقع له قانونه الخاص الذي لا يمكن معرفته إلا بالغوص فيه ، ومعرفة مكوناته .. ولأن واقعنا قد تحوّل إلى ما يشبه مياه المحيط التى كلما تعمقت فيها ، كلما ازدادت ظلاماً ، وازداد ضغطها على جسمك وعقلك ، حتى تفقد ولو للحظات قدرتك على فهم ما يحدث أو حتى تفهمه ..!!

لذلك كله لم يعد يجدي أن نقوم بتغطية هذا الواقع بطبقة رقيقة من الخطابة أو المعارضة العلنية أو السرية ، أو الهجرة خارج الأوطان أو داخلها ، أو اليأس والإحباط والتوقف في المكان .. بل الواجب تحليل مكوناته وتفاعلاته الداخلية وميزان قواه ؛ فقد كان :

ـ الفصل الأول : فقه الواقع

والذي أكدنا من خلاله أنَّ وعي الواقعِ هو المقدمة الصحيحة لتغييره .. وأنه كلما زاد الوعي قل الانحراف ، ويبقي الانحراف ما قلّ الوعي أو تلاشي ، ولذلك نرى المستبدين يُركِّزون على سَلْب الوعي والإدراك من المستعبَدين ، حتي يفقدوهم الإحساس بالوقع الاجتماعي ، فلا يكترثون بظلم ولا بعدل ، بل ربما لا يفرقون بينهما .. وتصبح محاولاتهم للتغيير ـ إن حاولوا ـ بلا فاعلية ؛ لأنها تكون منفصلة عن إطارها الاجتماعي ، فتكون المواقف مجرد ردود فعل لما يرسمه المستبدون ، ويكون أسلوب العمل والعلاج عشوائياً خاطئاً كمن يداوي بالكي رجلاً من خشب .!!

إن الاستبداد يمارس مع المستعبَدين لعبة مصارعة الثيران ، والتي يلوح فيها المصارع بقطعة قماش أحمر أمام ثور هائج في حلبة الصراع، فيزداد هيجانه بذلك ، وبدلاً من أن يهجم علي المصارع يستمر في الهجوم علي المنديل الأحمر الذي يلوح به حتى تنتهك قواه !!

فالاستبداد يلوح في مناسبات معينة ، بشيء يثير غضب المستعبَدين ، ليغرقهم في حالة شبيهة بالحالة التنويمية التي يفقد معها الإنسان شعوره ويصبح عاجزاً عن إدراك موقفه ، وعن الحكم عليه حكماً صحيحاً ، فيوجه ضرباته وإمكانياته توجيهاً أعمي ، ويسرف من قواه دون أن يصيب بضربة صادقة المصارع الذي يلوح بالمنديل الأحمر... و يستمر الاستبداد في التلويح بالمنديل الأحمر ، حتى لا تكون للعبيد فرصة يتداركون أمورهم ، وينظرون إلي مشكلاتهم بمنطق الفعالية ..

إن فقيه التغيير لا بد له من خارطة تضاريس الواقع الذي يحيط به إجتماعيا وسياسياً ، لتحديد مساره بدقة ، وذلك من خلال معرفة مستمرة ومتجددة بهذا الواقع ، يقوم فيها الفقيه بين وقت وآخر بنوع من الحساب والمراجعة والتثبت بالحذف والإضافة حيال زمن يتغير ، وواقع يتبدل باستمرار ، وإلا سيكتشف أنه قد توقف فى إحدي محطات الماضي فى الحكم على واقعه ، وأن تصرفاته بعيدة كل البعد عن الزمن الذي يحيا فيه العالم ، ومن خلاله يُصاغ مستقبل البشرية .!!



ومن هنا ، فإن الفقيه الذي نحتاجه هو الفقيه القادر علي التحرك وسط سائر الظروف ، بكل جزء من المعرفة يكتسبه ، ويتفاعل به مع ما يستجد حوله تفاعلاً حياً يُصلْح الخطأ ويجعله مصدراً للخبرة ، وينَمي الكفاءة ويجعلها سبيلاً لابتكار وسائل التغيير المتجددة .. وليس ذلك الفقيه الذي نرى في واقعه أن القصد قد غاب ، والهدف قد غام ، ولم يعد فكره يصب في الواقع فضلاً عن أن يحركه ، بل انعزل وطار فوقه ، ولم يعد مؤثراً في شيء .. ومن ثم تحول فكره إلى غطاء للواقع أكثر منه مرآة تعكسه أو مبضعاً يشرحه !!



إن غبار المعركة بين الحق والباطل مازال مثاراً ، وجلجلة سلاح الفكر بينهما مسموعة .. يصطرعان ، ولا يلتقيان .. جموع الباطل يحدوها الزيف والمكر فى غالب الأحوال ، وإن حملت أحياناً شكلاً من أشكال الموضوعية .. و جموع الحق تتزاحم أقدامهم على بوابات الخروج من نفق العبودية .. وليس من سبيل للخروج من ظلمات هذا النفق إلا باب " فقه الواقع " وعبر " الوعي " بما نحياه ..



ولذلك فإننا نحتاج في هذا الواقع ى أن نلاحظ بعناية ، وأن نقارن بدقة ، وأن نستنتج بعمق ، و أن نلتفت إلى كل دقائق هذا الواقع حتى ما يمكن أن يرى البعض أنه حركات بريئة ، وأن نحرر عقولنا ومشاعرنا من أن نصدق مقولات الآخرين دون أن نتغلغل فيما يعتقدون .. بل لا بد أن تخضع كل الملاحظات للتحليل المستمر ، والتحاور حول كل دقيقة فيها ، مع التحقق من معطياتها .. حتي لا يهزمنا أعداءنا من خلال ..

ـ الفصل الثاني : إغتيال العقول

والذي أوضحنا فيه أنه مع إدراكنا أنه ليس كل ما يُعلم يُقال ، وليس كل ما يُقال ، يُقال في كل وقت ، وأنه في بعض الأوقات يكون الصمت هو الواجب .. إلا أننا نرى أن الكلام يصبح هو الواجب حين يستغل الاستبداد صمتنا ، ولذلك كان هذا الفصل محاولة للتوفيق بين واجب الصمت وواجب الكلام في كيفية اغتيال الاستبداد لعقول المستعبَدين ، وبعد قراءة الفصل يكفي القارئ أن يفتح عينيه على الواقع ليرى أمارات هذا الاغتيال ، بل ربما يستخلص من الوقائع المعروضة نتائج لم تلفت انتباهنا ، أو أغفلناها خلال هذا الفصل احتياطاً من التطويل ورغبة في التحديد.



لقد أصبح الإعلام من أقوي " الأسلحة " ، ووُظفَت دراسات علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما من العلوم في خدمته ، حتى أصبح قادراً علي " صناعة " اهتمامات الفرد ، و " صياغة " أفكاره ، و " تغيير " سلوكه بما يتفق مع التغيير الاجتماعي المنشود .

ولقد قطع الإعلام المعاصر خطوات كبيرة نحو " الإنسان " حتى أوقعه في أسر العبودية ، و خففت نعومة وسائل الإعلام من غلواء القهر والاستعباد ، وشككت المستعبَدين في قدرتهم علي التغيير.. بالتماس الحيلة فى إدارة النفس الإنسانية ، والتي أصبح تعبيد البشر من خلالها فناً كاملاً ، وعلوماً وممارسة !! .. وأضحت هذه الطاقة الإعلامية ذات قدرة فائقة علي صياغة حياة الإنسان وعالمه وأفكاره ومشاعره .



وأمطرت سماء الإعلام المنظم الشرس الأرض بمعلومات خاطئة ، و أفكار أعمت الأبصار ، فشغلت العقول بما لا ينفع ، وأفقدتها ربط الأفكار ربطاً صحيحاً ، حتى تكبلت بقيود أفقدتها حتى التبصر بالبديهة عبر إزاحة حواسّ المتفرج ، وإلغاء الاستقلالية والحيادية لتلك الحواسّ ، والوقوف فى وسط الطريق بين الإدراك بالرؤية بالعين والسمع بالأذن والتعبير باللسان ، و استخدام العقل بحكمة وموضوعية .. ثم الاستعاضة عن ذلك بسديم ضبابي يخدّر الحواس جميعاً ، ويمنحها متعة سريعة طارئة وزائلة فى الوقت ذاته .. ثم هو في ذات الوقت يمنع العقول من أن تربط بين الأحداث ، فتصاب بما يمكن أن نطلق عليه " الذريّة " في النظر لتلك الأحداث ، واعتبارها ذرّات منفصلة ليس بينها أي ارتباط عضوي ، و لا يمكن استخلاص قانونها العام الذي يمكن تطبيقه في الحالات المشابهة !!



وهكذا .. يستمر اغتيال العقول ، فتأتي الأخبار أنهم يريدون تغيير نظام هنا أو تثبيت آخر هناك ، بينما هم يريدون نظام حياتنا ..!! وتؤكد التحليلات .. لقد حاولوا اغتيال فلان أو فلان ، بينما قنّاصهم دوماً يصوّب سلاحه نحو رأسي ورأسك !! .. لا يريدون قتلي أو قتلك ، وإنما يريدون كلاً منا حياً بأفكار ميتة ..!!

وتأتي أنباء الحروب أن صواريخهم تدّك ما أنشأنا من مباني ، بينما عيونهم على ما نشأنا عليه من قيّم ..!!

و بين السطور ، ووراء الأخبار .. خلف التحليلات والتعليقات .. خارج لغة البيانات التى تتمخض عن المؤتمرات .. أكون أنا وأنت دوماً البند الأول غير المعلن ..!!



إن عصابات الاستبداد تبني خطتها على أن الحراس قليلون أو نائمون ، وأن المنافذ سهلة لا وعرة ، وأن الاستيلاء على الغنائم لن يكلف جهداً يذكر ، فهي تقوم بعملها لا يخامرها قلق ، وكثيراً ما تعود من مغامراتها وهي راضية بما نالت ؛ لأنها تتخفي وتتلون وتقوم في كل مرة باحتلال مساحات صغيرة من عقول المستعبَدين ، ونفوسهم ، ثم تحلل هذه النفوس في مختبرات متخصصة في الكيمياء السياسية ـ إن صح التعبير ـ تخصصاً عميقاً ، لتكتشف الطريق إلي إبقائهم في دائرة الاستعباد ، ثم تبدأ في إقامة مناطق مراقبة لا يعي المستعبَدون مدي انتشارها ، لتنسج من خلال كل تلك الخيوط :

ـ الفصل الثالث : بيت العنكبوت

وقد أوضحنا من خلاله أن خطط الاستبداد تكون أحيانا مدوية واضحة ؛ حروب وانفجارات وصواريخ .. ومرات تكون سرية وخفية .. حيث يُحفر الفخ شيئاً فشيئاً ، بصمت العنكبوت ، ومكر الثعلب ، وبطء السلحفاة ، ومثابرة النملة ، وتلوّن الحرباء ، وغدر الذئب .. فيسقط فيه المستعبَدون الذين ـ ربما ـ توهموا أن الاستبداد قد اقترف خطأَ كبيراً !!

وهكذا .. يتحكم الاستبداد في المستعبدين من خلال " خيوط العنكبوت " التي ينسجها وفقاً لانفعالاتهم ، ولعقدهم ، ولنفسيتهم .. ذلك أن العبيد لا يفعلون ، وإنما ينفعلون .. ولذلك فإنه بينما يفكّر الاستبداد في الحُفر الموحلة التي يريد أن يوقعهم فيها ، فإنهم لا يفكرون إلا فيما وقعوا فيه بالأمس من حفر موحلة .. !!



إن المؤامرة هنا ليست نظرية ، وليست افتراضاً ، وليست وجهة نظر .. إنها الواقع المحبوك الذى نعيشه ، والذى يحاصرنا من كل الجهات .. إنها اليقين الذى نقطع به فى عالم ملىء بالافتراضات والاحتمالات والمتغيرات .. إنها الحقيقة القاطعة مثل حد سكين يخترق الرقاب ، أو شفرة حادة لا نجرؤ على ابتلاعها ، ولا نقدر على إخراجها .. إنها الواقع الذى يبتلعنا مثل أخطبوت هائل الحجم لا متناهي الأذرع .. إنها المؤامرة المحبوكة المخطط لها ، والتي يشعر معها المرء أنه ذرة ألقيت بين قوي رهيبة متطاحنة ، فإذا لم تسحق إلي غبار الغبار فإنها معحزة .. ذلك ان الاستبداد يتعامل مع المعارضين عبر وصفة ثلاثية مضمونة .. فإمّا شراؤهم بالمال .. أو توريطهم بمنحهم مقاعد وثيرة فى ديكور سياسي فيه كل شىء إلا ما ينفع أو يفيد .. أو السجن لمن يعاندون مكاناً ضيقاً حتى تتعفن عظامهم .. وبذلك ينضبط المجتمع ويعمّه سكون المقابر !!



ولا شك أن للمحترفين من رجال الدين وظيفة أساسية في بيت العنكبوت .. تلك هي وظيفة التخدير والتغرير بالجماهير ، وإقناعها بأن القهر حرية ، وأنَّ الفقر نَماء ، وأنَّ ما يحصل لنا قدر ..!! كل ذلك من خلال خطاب يقترب أن يكون لوناً من التجارة بالدين .. تلك التجارة التي تجعل من العاملين للإسلام جزءاً مكملاً لجهاز الاستبداد .. كما كان فرعونُ يضع قيداً حول رقبة الرجل ويَمتطي كتِفيه، بينما يقومُ قارون بتفريغ جيوبه ، وكان بَلعمُ بن باعوراء مكلفاً بالهمس في أذنه بِرقَّة وحنان وعطف، وإقناعه بأن يَتحمَّل هذا الوضع ويعتبرَه مشيئةَ الله ..!!

وهكذا يحاول الطغاة أن يجعلوا من العبيد قطيعاً من الأبدان تروح وتغدو ، تائهة المسير ، مسلوبة الإرادة ، فاقدة الوعي .. يحاولون ذلك من خلال معاقبة المخالفين في الرأي ، ومكافأة الأزلام .. ومن قبل ذلك ومن بعده ، من خلال الإكراه العقائدي الذي لا يشم الإنسان معه رائحة الحرية إلا حين يكون وراء قضبان السجون !! ..



إن الطغاة في سبيل الوصول إلي أهدافهم يسوغون كل انتهاك للمبادئ والأخلاق ، فالمباديء عندهم لا تعدو أن تكون برقعاً جميلاً يخفي وراءه وجهاً بشعاً ، وكلاماً علي اللسان معسولاً يغطي فعلاً أثيما .. والأخلاق عندهم لا تعدو أن تكون مناديل ورقية تستخدم لمرة واحدة لتحقيق المصالح ، ثم تلقي في سلة المهملات .. !!

ولهم في ذلك أسوة بأسيادهم من اليهود البعيدين عن الإنسانية ، والمعادين لها ، الذين يرضون بديلاً عن خضوع الإنسانية لسلطانهم من خلال كل صور الفتنة والفساد التي تسولها لهم أنفسم المغلولة .



و في كل الأحوال يحرص الطغاة علي إبقاء المستعبَدين في حالة من الاستكانة ، والجهالة والخضوع انتظاراً لخيرات يتفضل بها " السادة " على " عبيدهم " .. فإذا بدأت النذر بأن السماء قد تمطر ناراً أو دماراً علي أعداء الله ، بأيدي أولياء الله .. عندها يبدأ الاستبداد " لعبة " جديدة يمسك فيها بالمستعبدين من خلال خيوط من الخوف رفيعة كخيوط العنكبوت .. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ، لو كانوا يعلمون ..!!



إن الطغاة يحاولون من خلال المكر والتآمر إلقاء الخوف في قلوبنا ، بينما الحقيقة أنهم هم الخائفون ، ويغطون خوفهم بتصدير الخوف لنا .. وما خوفنا منه إلا وهم تصنعه عقدة النقص التي تربت فينا في مواجهتهم .. ولكي نتخلص من هذه العقدة ؛ لا بد أن نؤمن أن الصراع بيننا وبينهم هو في حقيقته صراع إرادات ، من يُصدر الخوف لمن ؟ من يُلقي الرعب في قلب الآخر ؟ .. وأنه إن كان يصعب علينا ـ أحياناً ـ مواجهة قوتهم لعجزنا عن تلك المواجهة ؛ فإن قدرتنا علي تقوية أنفسنا ستظل أمراً متاحاً لا يقدر أحد علي منعنا منه .. فإذا امتلكنا القوة السياسية التي تقوم علي قواعد الحرية و العدل و الإحسان ، وإنزال القيم مناط التطبيق ، وحمل المبادئ فوق الأشخاص ، وزرع نبتة الأخوة الحقيقية ؛ فإننا قادرون ـ بإذن الله ـ علي هدم بيت العنكبوت ..!!

ولست أزعم هنا أنني قلت عن بيت العنكبوت كل ما ينبغي أن يقال ، فنحن في زمان يجعل ما يسكت عنه المرء – فى بعض الأوقات ـ أهم مما يقوله ، و يشبه الخوض فى بعض قضاياه الدخول إلى " جحور الأفاعي " !! .. وإنما حاولت إلقاء ضوء على عناصر القوة وعناصر الضعف في هذا البيت .. وإلقاء حجر في مياه وعينا لتحريكه ، و ليتأمل القاريء بين الأسطر ، ويحاول اكتشاف دقائق هذا الواقع ، ويستجلي خطط المجرمين ، ليصبح قادرًا على معرفة ألاعيبهم ، ومن ثم مواجهتها بجدية وقوة تتناسب مع الرسالة التي يحملها للعالمين بالخروج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. تلك الرسالة التي نتحدث عنها من خلال :
__________________
إلي الذين يحلمون بميلاد مجتمع الحرية حيث يسود فيه الاسلام و تعود الأمة الاسلامية إلي قيادة البشرية
أهدي لهم كتاب
نحو مجتمع الحرية
لفضيلة الشيخ الدكتور
محمد محمد بدري
رد مع اقتباس