عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 23-02-2010, 12:18 AM
الصورة الرمزية حسام المصري
حسام المصري حسام المصري غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 1,360
معدل تقييم المستوى: 19
حسام المصري is on a distinguished road
افتراضي

قصة عيد الشرطة

عيد الشرطة و هو أيضا العيد القومي لمحافظةالإسماعيلية (الموافق 25 يناير 1952 فيحتفل به 25 يناير من كل عام) يوضح لنا قصةكفاح شعب مصر ضد الاحتلال البريطاني الغاشم بكل طبقاته من شرطة و فدائيين و عمال وطلبة و مفكرين .. الخ .. أحببت أن نتعرف معا على قصة عيد الشرطة
يعتبرعـــام 1952 ، العام الثوري في تاريخ مصر الحضاري
ولنبدأ ..... ب
مجـزرة الإسماعيلية بوم الجمعة 25 يناير 1952
وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع عندما اشتدتأعمال التخريب والأنشطة الفدائية فى ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنالفقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة في الفترةالأولى، وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز إلى وضعالقوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد.
- وحينما أعلنت الحكومة عنفتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاحالوطني سجل [91572] عاملاً أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951
- كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرىالضرورية لإعاشة [80] ثمانون ألف جندي وضابط بريطاني
فانعكس ذلك في قيامالقوات البريطانية بمجزرة الإسماعيلية التي تعتبر من أهم الأحداث التي أدت إلى غضبالشعب والتسرع بالثورة في مصر
فقد أقدمت القوات البريطانية على مغامرة أخرىلا تقل رعونة أو استفزازًا عن محاولاتها السابقة لإهانة الحكومة وإذلالها حتى ترجععن قرارها بإلغاء المعاهدة، ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 فاستدعى القائدالبريطاني بمنطقة القناة –"البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًابأن تسلم قوات البوليس "الشرطة" المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية،وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها. والانسحاب إلىالقاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقةالقنال
ورفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية " فؤادسراح الدين باشا " الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدمالاستسلام.
فقد القائد البريطاني في القناة أعصابه فقامت قواته ودباباتهوعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس "شرطة" الإسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسلإنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره ، غير أن ضباطوجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الإنذار
ووجهت دباباتهم مدافعهموأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعةالكاملة ، ولم تكن قوات البوليس "الشرطة" مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة
بطولة وشجاعة رجال البوليس "الشرطة" ضدالبريطانيين
وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم البوليس "الشرطة" الصغير مبنى المحافظة في الإسماعيلية ، سبعة آلاف جندي بريطاني مزودينبالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان ،بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانينفي المحافظة، لا يحملون غير البنادق.
واستخدم البريطانيون كل ما معهم منالأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومونببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقواتالشرطة المحاصرة في القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتينطويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 (خمسون) شهيدًا و (ثمانون) جريحا وهم جميعأفراد جنود وضباط قوة الشرطة التي كانت تتمركز في مبنى القسم ، وأصيب نحو سبعونآخرون، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم.
كما أمرالبريطانيون بتدمير بعض القرى حول الإسماعيلية كان يعتقد أنها مركز اختفاءالفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا أثناءعمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى المسالمة
وانتشرت أخبار الحادث فيمصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة فيالقاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 منيناير 1952
وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهيرالغاضبة، حتى غصت الشوارع بالجماهير الذين راحوا ينادون بحمل السلاح ومحاربةالإنجليز.
وكانت معركة الإسماعيلية ، الشرارة لنار تشتعل وتغير مجرىالتاريخ
بداية المعركة
في يوم الجمعة ‏25‏ يناير ‏1952‏ أقدم الاستعمار البريطاني عليارتكاب مجزرة وحشية لا مثيل لها من قبل‏..‏ ففي فجر هذا اليوم تحركت قوات بريطانيةضخمة تقدر بسبعة آلاف ضابط وجندي من معسكراتها إلي شوارع الإسماعيلية وكانت تضمعشرات من الدبابات والعربات المدرعة ومدافع الميدان وعربات اللاسلكي واتجهت هذهالحملة العسكرية الكبيرة إلي دار محافظة الإسماعيلية وثكنة بلوكات النظام التيتجاورها واللتين لم تكن تضمان أكثر من‏850‏ ضابطا وجنديا حيث ضربت حولهما حصارامحكما‏.‏
وقدم الجنرال اكسهام قائد القوات البريطانية في الإسماعيليةفي منتصف الساعة السادسة صباحا إنذارا إلي ضابط الاتصال المصري، المقدم شريف العبد،طلب فيه أن تسلم جميع قوات الشرطة وبلوكات النظام في الإسماعيلية أسلحتها وان ترحلعن منطقة القناة في صباح اليوم نفسه بكامل قواتها‏,‏ وهدد باستخدام القوه في حالةعدم الاستجابة إلي إنذاره‏,‏ وقام اللواء احمد رائف قائد بلوكات النظام‏,‏ وعليحلمي وكيل المحافظة بالاتصال هاتفيا علي الفور بوزير الداخلية وقتئذ فؤاد سراجالدين في منزله بالقاهرة فأمرهما برفض الإنذار البريطاني ودفع القوة بالقوةوالمقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل‏.‏
وفي السابعة صباحا بدأت المجزرةالوحشية وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏( السنتوريون‏)‏الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبني المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلاشفقة أو رحمة‏.‏
وبعد ان تقوضت الجدران وسالت الدماء انهارا أمرالجنرال اكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكي يعلن علي رجال الشرطة المحاصرين فيالداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعي الأيدي وبدون أسلحتهم وإلا فانقواته ستستأنف الضرب باقصي شدة‏.‏
وتملكت الدهشة القائد البريطاني المتعجرفحينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية وهو النقيبمصطفي رفعت فقد صرخ في وجهه في شجاعة وثبات‏:‏
- لنتتسلموا منا الا جثثاً هامدة
واستأنف البريطانيون المذبحةالشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر علي المباني حتىحولتها إلي أنقاض بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهمالعتيقة من طراز ‏(لي انفيلد‏)‏ اقوي المدافع واحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدتذخيرتهم وسقط منهم في المعركة ‏50‏ شهيدا و ‏80‏ جريحا‏,‏ بينما سقط من الضباطالبريطانيين‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا واسر البريطانيون من بقي منهم علي قيد الحياة منالضباط والجنود وعلي رأسهم قائدهم اللواء احمد رائف ولم يفرج عنهم الا في فبراير‏ 1952.
ولم يستطع الجنرال اكسهام أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين فقالللمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏:‏
- لقد قاتل رجال الشرطه المصريونبشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطاوجنودا
وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال اكسهام بأداءالتحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهمأمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏.
لماذاالاحتفال بـ25 يناير 1952 في عام 1951 قررت الحكومة المصرية إلغاء المعاهدة التيأبرمتها مع بريطانيا عام 1936، و كان الوضع على الأرض شديد التعقيد ، فالقواتالعسكرية البريطانية كانت متمركزة في منطقة القنال وما حولها وكانت أعداد ضخمة منالعمال المصريين يعملون في معسكراتهم و كان القائمون على توريد الأغذية و الخضر وخلافه من المصريين يسدون احتياجات هذه القوات التي تحتل مصر . وفى أعقاب إلغاءالمعاهدة امتد شعور وطني جارف داخل المصريين بكافة طبقاتهم ، وقرر العمال هجر أماكنعملهم في معسكرات الانجليز وأوقف الموردون أعمالهم ، وتعرضت القوات العسكريةالبريطانية لموقف في غاية الإحراج حيث تعطل العمل داخل المعسكرات ، وصارت قواتهمشبة محصورة فبدأو يضغطون على الحكومة المصرية للتراجع عن موقفها و إرهاب الأهالي والعمال على السواء ، وذلك بمهاجمة المدنيين و إطلاق الرصاص على الأفراد و المنازل وإلقاء القنابل وغيره من الأعمال الوحشية ، وإزاء عدم استطاعة مصر الدفع بجيشها فيتلك المعارك خوفا من تصفيته ، واتخاذ الإنجليز ذلك ذريعة لإعادة احتلال القاهرة وباقي محافظات مصر . تقرر أن يتحمل عبء الدفاع عن القنال رجال البوليس البواسل منبلوكات النظام ، و في أيام معدودة التحم الشعب بالشرطة و خاضوا معا معارك حربيةحقيقية مع القوات البريطانية ، وقللت الحماسة الوطنية من خسائر المصريين وهونت منها، وشعر المواطنون بالأمن في ظل رجال البوليس الذين لم ينسحبوا او يتخاذلوا من معركةواحدة رغم بدائية تسليحهم مقارنة بالقنابل و المدافع و الطائرات البريطانية . و صارمن الطبيعي أن يسقط شهداء المقاومة مع شهداء البوليس ، وان تحتضن أجسادهم ترابالوطن متراسين ، وأن يبكى الشعب رجالة الأبطال دون تفرقة ،وأدى وصول أعداد منالفدائيين إلى منطقة القنال - من كافة الطيارات السياسية و الطبقات الشعبية- إلىتنامي و ازدهار التلاحم الوطني ، واستمر الحال لأشهر قبل أن يصمم الإنجليز علىإخراج جنود بلوكات البوليس من القنال لإنهاء مقاومتهم المسلحة لهم ولرفع الغطاءالمادي والمعنوي عن الفدائيين والأهالي الذين يشنون عليهم حرب عصابات لذا تجمعتقوات عسكرية بريطانية مزودة بالدبابات والمصفحات والمدافع وحاصرت ثكنات بلوكاتالنظام ومبنى المحافظة ، وأرسلوا إنذار مهينا طلبوا فيه خروج قوات البوليس بدونسلاح ومغادرتها منطقة القنال ورفض الرجال البواسل ذلك الطلب ، وعزز قرارهم تأييدوزير الداخلية لعدم استسلامهم والمقاومة ، وكان التصرف البريطاني بالمحاصرة قد أوقعالبوليس في موقف صعب حيث أن المعارك الماضية كانت تجرى عادة في مناطق واسعة يتمتبادل الرصاص فيها من على أسطح المنازل وخلف المتاريس وعلى ضفتي المعابر المائية ،وكانت تسمح بالتلاحم الوطني ، فالأهالي كانوا يحملون الذخيرة والمؤن للرجال البواسل، إما محاصرتهم بتلك القوات الضخمة فكان يعنى إمكانية نسف المكان عليهم وقتلهمجميعا ، ورغم ذلك قرورا المقاومة ، ودارت معركة حامية بين جيش الاحتلال وجنودالبوليس الذين رفضوا تسليم سلاحهم ، وانتهت المقاومة في ثكنات بلوكات النظام حيناقتحمت المكان الدبابات البريطانية وأسرت رجال البوليس ، أما المحاصرون في مبنىمحافظة الإسماعيلية فقد تمكنوا من الصمود لفترة طويلة ولكن نفاد ذخيرتهم وشدة القصفعليهم حال دون استمرارهم ، وعلى الرغم من خروجهم من المبنى إلا أنهم خرجوا رافعيالرؤوس وعم الحزن والأسى قلوب المصرين لسقوط حوالي 50 شهيدا و 80 جريحا من قواتالبوليس البواسل ، وتخليدا هذه الذكرى التي حزن لها الجميع فان الوطن قرر أن يكونيوم 25 يناير من كل عام هو عيد للشرطة إحياء لذكرى الدماء التي جرت من اجل مصروللرجال اللذين رفضوا تسليم سلاحهم الوطني.
من أقوال الزعماء (اللواء/ محمد نجيب ) "
أبنائي و إخواني ضباط وجنود البوليس.. إننا نحتفل اليومبذكرى شهدائنا الأبطال .. الذين سجلوا لمصر مجدا و عظمة و فخرا .. في كل يوم تظهرلنا الأيام مثلا جديدا يضربه المصري فئ البطولة و الشجاعة و التضحية .. وإننا إذارجعنا إلى المثل الذي نحتفل بة اليوم فلا تجد له مثيلا .. نفر قليل من المؤمنين منأبطالنا ضحوا غالى أخر نسمة من أرواحهم في سبيل الوطن أمام قوات تفوقهم قوة و عتاداوعددا.. إنهم قد فنوا عن بكرة أبيهم و في هذا أقصى درجات المجد و كفاهم فخرا أنواحدا منهم لم يتزحزح عن مكانه.. أو يتخل عن موقعه.. فعلينا إلا ننسى شهداءنا ، وقدسبقهم غيرهم من الشهداء في فلسطين و فى غيرها من الميادين.. إنهم جميعا كانواالطليعة لحركتنا المباركة .. كانوا نواتها التي بدأت تضع لنا الأسس.. فحذونا حذوهمو سرنا على سنتهم .. فعلى أرواحهم وأرواح شهداء البوليس و الجيش و الشهداء جميعانقرأ الفاتحة".
)الرئيس/ جمال عبد الناصر) "
إننا كنا نرقب دائما أيامالقتال كيف كان يكافح رجال البوليس العزل من السلاح رجال الإمبراطورية البريطانيةالمسلحين بأقوى الأسلحة و كيف صمدوا ودافعوا عن شرفهم وشرف الوطن ، كنا نرقب كل هذاو كنا نحس في نفس الوقت أن الوطن الذي يوجد فيه هذا الفداء و توجد فيه هذه التضحيةلابد أن يمضى قدما إلى الأمام .. لابد أن ينتصر .. لقد راقبا معركة الإسماعيلية وكنا نتلظى في الجيش ، كنا نريد أن نفعل شيئا و لكننا في تلك الأيام لم يكن لنا حيلةو لكن كان هذا يدفعنا إلى الأمام و ذلك بدفاعهم و استشهادكم فيالإسماعيلية"
) الرئيس / أنور السادات ) "
كانت حوادث القتال تتفاقم يومابعد يوم وكان شباب مصر يقوم بأعمال عظيمة وهو أعزل من كل سلاح إلا وطنيته و إيمانه .. وكان رجال البوليس يتحملون العبء الأكبر من أعباء الجهاد ضد جيش كبير كاملالتسليح ... راحت أيام شهر يناير سنة 1952 تمضى والحالة تسوء يوما بعد يوم إلى أنكان يوم 25 يناير الذي ضربت فيه قوات بريطانيا المسلحة - بأحدث الأسلحة والمدافع - دار المحافظة في الإسماعيلية حيث توجد قوات البوليس المصري المجردين من كل سلاحاللهم الا بنادق الحراسة القديمة وهدمتها فوق ضباط وجنود البوليس البواسل الذينأبوا أن يسلموا كما طلب منهم "
) الرئيس / حسنى مبارك ) "
في هذا اليوممن كل عام يحتفل شعبنا الوفي بأحد أعيادة الوطنية التي يعتز بها كل مواطن ينتمي إلىالبلد الأمين .. لقد جسدت الشرطة على مر السنين القيم الراسخة للشعب المصري حينالتزمت بالأمانة والإخلاص في تحمل المسئولية مهما كانت تضحياتها .. وقد كان الولاءالاسمي لله والوطن والالتزام الصارم للواجب والمسئولية هما العنصران اللذان دفعارجال الشرطة إلى التفاني التام في عملهم ليل نهار .. وكان طبيعيا أن يقف أبناءالشرطة في خندق واحد مع رجال القوات المسلحة البواسل وهم يتصدون للذود عن سلامةالتراب الوطني والدفاع عن سيادة الوطن وسلامته والتصدي لكل تهديد أو عدوان .. كماوقفت مع جماهير الشعب التي ثارت للخلاص من الاستعمار والاحتلال الأجنبي والسيطرةالخارجية وسقط منها شهداء أبرار في ساحة العطاء الأكبر فضربت بذلك أروع الأمثال فئالوعي الوطني ووضع حقوق الوطن فوق كل اعتبار لان مصر الكنانة ها الغاية والأمل وهىمهد الحضارة الذي خصه الله بالذكر في كتابة الحكيم ".

المواطن ومدى تعاونه مع الشرطةفيمكافحة الجريمة
يعتبر الأمن من أهم الحاجات الأساسية التي لا بد من توفرها للإنسان ليعيش حياه كريمة , بل وتعتبر لبنه أساسية ولا غنى عنها فيكل بلدان العالم , فان مدى أهمية الأمن تكمن فيتوفير الاستقرار للمجتمع والابتعاد عن الخوف والخطر.
فالمجتمع حتى يبقى متين البنية مزدهر النمو ومستقر الأوضاع وبعيدا عن كل الإخطار يجب ان تحقق له كل سبل الطمأنينة والرفاهية .
ان كثير من المواطنين يشككون فيمصداقية الشرطةولا يثقوا بها وغيرها من الأمور , والسبب فيذلك هو سوء الفهم لديهم ونقص المعلومات الحقيقية والكافية لديهم , فكلما زادت معرفة المواطنين بأفراد الشرطةوأهدافها التي تسعى الى تحقيقها كلما زادت الثقة والاحترام والمصداقية وبالتالي تتحول من تشكيك وعدم ثقة الى تعاون وايجابية .
وبالتالي فان المواطن الذي يدرك انه يستطيع ان بسهم فيتحقيق أهداف الشرطةوالمتمثلة فيمنع الجريمة قبل وقوعها , والبحث وراء الجاني وإلقاء القبض عليه بعد وقوع الجريمة , وكل هذا لتحقيق مجتمع امن مستقر بعيدا عن كل المخاطر .
أن المواطن يستطيع ان يسهم فيتحقيق اهداف الشرطةفيجعل المجتمع امن ومستقر وخالي من اي نوع من أنواع الجريمة ,و تكون من خلال عدة امور وهي :
اولا : اطاعة المواطنين للقوانين والانظمة .
ويتم ذلك ان المواطن الملتزم بالقوانين والأنظمة يحقق هدف الشرطةمن خلال انه لايقوم بالأعمال المخلة بالانظمة والقوانين ويترك فرصة للشرطة لملاحقة من هم خارجون عن الأنظمة والقوانين .
فكلما زادات نسبة المواطنين الملتزمين فياحترام القوانين والأنظمة كلما ساعد رجالالشرطةووفر لهم الوقت والجهد والتكاليف , وبالتالي يساعدهم هذا الامر من التمكن من السيطرة على من هم خارجون عن القانون , وبالتالي اتخاذ الاجراءات الكفيلة بردعهم وتخليص المجتمع من جرائمهم فينجح رجالالشرطةمن القليل والحد من حجم الجريمة .
ثانيا : اتخاذ الاجراءات الكفيلة لمنع وقوع الجريمة .
ان منع وقوع الجريمة يعني الوقاية منها قبل وقوعها والتقليل من فرص الشخص الذي ينوي ارتكاب الجريمة , وبالتالي يكون سياج يحيط بالمجتمع .
ومنع الجريمة ليست من مسؤولية الشرطةوحدهم وانما يجب ان يشارك المواطنين فيها , بسبب ان المواطن يجب ان يكون محتاطا لحماية نقسه وماله وعرضه من المجرمين , ولعله من اهم الاجراءات التي يمكن للمواطنين ان يتخذوها لمنع خطر الجريمة عن اموالهم وانفسهم واولادهم هو الانتباه لحيل النصابين والمشعوذيين , وتربية الابناء تربية سليمة وعد الاعتداء على الاخرين , حتى لا تكون هناك فتنة تؤدي الى ارتكاب الجريمة .
ثالثا : التبليغ عن الجرائم .
ان التبليغ عن الجرائم يساعد على كشف الجرائم وسهل معاقبة مرتكبيها , ويعاون الشرو على حفظ النظام والامن , ولا شك ان التبليغ عن الجرائم من قبل المواطنين يساعد الشرطةفيتحقيق اهدافها فيحماية الارواح والاموال وغيرها .
ويجب على المواطنين المبادرة فيالتبليغ عن الجرائم سواء وقعت الجريمة اولم تقع وسواء كانوا هم المجني عليهم او غيرهم , والتبليغ عن الجريمة واجب على كل مواطن , ولكن يجب ان ل يكون التبليغ كاذبا او رغبة فيالتضليل او وسيلة لاشباع احقاد شخصية , لان فيمثل هذا التبليغ يترتب عليه اضرار واخطار كثيرة .
رابعا : التقدم للشهادة .
ان التقدم للشهادة يساعد رجالالشرطةعلى ضبط الجريمة والتوصل الى معرفة مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة .
ويجب على المواطنين عدم كتمان الشهادة والتقدم للشهادة من غير تردد , حيث ان عدم التقدم للشهادة او كتمان الشهادة بسبب الخوف او الرهبة او عدم المبالاة وغيرها يؤدي الى ضياع الكثير من الجرائم وعدم تحقيق العدالة , او قد يؤدي ذلك الى تبرئة المجرم ومعاقبة البرئ .
ويجب على المواطنين ان يدركوا اهمية الشهادة التي تلعب دورمهم فيتحقيق اهداف الشرطة .
خامسا : المحافظة على مسرح الجريمة .
ان الشخص الجاني عادة يترك مسرح الجريمة او ادلة فيمسرح الجريمة تعطي اهمية كبيرة فيكيفية ارتكابه لجريمته , حيث ان الجاني يترك ادلة مادية كثيرة فيمسرح الجريمة تدل على علاقته بالجريمة , وغالبا تكون هذه الادلة بدون قصد منه .
فان اي عبث بهذا المسرح سوف يؤدي الى تغيير الصورة الحقيقية لمسرح الجريمة , وقد ادى هذا التغيير فيكثير من الجرائم الى ضياع ملامح الطريق التي ارتكبت بها الجريمة , والى ضياع كثير من الادلة المادية الهامة التي من الممكن ان تساعد رجالالشرطةفيالوصول الى مرتكب الجريمة .
ومن هنا يأتي دورالمواطن بمساعدة رجالالشرطةعلى المحافظة علىمسرح الجريمة من خلال المحافظة على مسرح الجريمة كما هو حتى يصلوا رجالالشرطةاليه , ومن خلال منع اي شخص من الاقتراب اليه او العبث فيه , وتنبه الاخرين الى ضرورة الاحتفاظ بهذا المسرح دون تغيير او تعديل .
وبهذا يكون المواطن قد اسهم فيتحقيق اهداف الشرطة , وساعدهم على زيادة فعاليتهم فيجمع الادلة المادية والاستنتاجات الحقيقية لطبيعة الجريمة , وذلك بهدف تعقب المجرم والقبض عليه وتسليمه للعدالة .
سادسا : المساعدة فيالقبض على الجاني .
ان اسهام المواطنين فيكافة ميادين تحقيق الامن والاستقرار الذي يعيش فيه ليس فقط فياتخاذ الاجراءات الوقائية لمنع وقوع الجرائم والمخالفات وانما فيمجال تقصي الجناه والقبض عليهم وتسليمهم لرجالالشرطة .
فاذا وقع اما مواطن جرم مشهود سواء اعتداء علة الاموال او الانفس زصادف انه لا يوجد شرطة فيتلك اللحظة ويستطيع بامكانياته الجسدية والعقلية القاء القبض عليه فيجب عليه الاسراع الى الامساك بهذا الجاني وتسليمه الى رجالالشرطةمع الادلاء بشهادته بما حصل .
وبعد ذلك فان الكثير من المواطنين الذين كانوا يلاحقون الجنا ولم يستطيعوا الامساك بهم كانوا ينجحون فيمعظم الاوقات باخذ اوصافهم وارقام السيارات التي كانوا يستخدموها ويطاردوهم حتى يمسكوا بهم ويسلموهم الى رجالالشرطة .
وتقوم أجهزتنا الشرطية بتكريم هؤلاء المواطنين فيكل عملية يقومون بها فيمجال القاء القبض على الجناة , وتنوه بجودهم فيوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ,
وفيالنهاية فان من اهم القضايا التي يجب ان تدرس وتعطى الاولوية فيمجتمعنا أن للمواطنين دورمهم وايجابي فيتحقيق اهداف الشرطةالمتمثلة فياقرار النظام والامن العام , وان هناك عدة مجالات يمكن ان يسهموا من خلالها فيحماية المجتمع من شرور الجريمة والمجرمين كما اشرنا سابقا .
واخيرا فان دورالمواطن لا يقل اهمية عن دوررجل الشرطةفيتحقيق اهداف الامن , ولكن لن يؤدي المواطن دوره المناسب الا اذا كانت علاقته جيدة مع رجل الشرطة , ويؤمن باهمية هذه العلاقة .
وزير الداخلية
وذكر انه "في ظل غياب الامن يتعثر التعليم وتتدهور الاوضاع الصحية وتتعطل التنميةالاقتصادية وتسوء الاحوال التجارية وتتعذر الظروف المعيشية الملائمة ولا يبقى منالمجتمعومؤسساته سوى مسميات بلا اداء حقيقي لدورها في رعاية مصالح الوطنوالمواطنين".
واكد ان كل هذه المعطيات تضاعف مناهميةالدورالامنيمبيناان العالم اصبح بفضل ثورة الاتصالات والمواصلات وشبكات المعلومات بمنزلة قرية واحدة "وما يحدث اليوم في اقصى الارض من جرائم سواء قديمة او مستحدثة يجد صداه في باقيارجاء المعمورة وما كان وقفا على عالم الجريمة في مجتمع ما اصبح قابلا للانتقالكالعدوى الى باقي المجتمعات".
واوضح ان كل جرائم الارهاب والمخدرات والنفسوالمال والعرض وكل ما يخطر على بال الانسانية من الجرائم اصبح قابلا للتداولوالتقليد "مما يرفع سقف التحديات التي يواجهها رجال الامن خلال مكافحتهم لهذهالجرائم الى اقصى حد".
وقالوزيرالداخليةان كل هذهالتحديات التي باتت تتضخم من يوم الى اخر تتطلب من رجلالشرطةان يطور قدراتهاولا فأولا حتى يستطيع مواجهتها مضيفا ان الاستراتيجية الامنية الكفيلة بوضع الخطوطالعريضة لهذه المواجهة تتطلب شمولية التطوير لعناصرالعملالامني.
واضافانه "اذا كان عنصر القدرات التقنية وعنصر الكوادر البشرية هما جناحي هذاالعملفانالحصول على احدث المعدات والتقنيات في مجال الامن وتدريب وتأهيل رجالالشرطةعلىارفع مستويات التأهيل والتدريبضرورةحتمية لضمان نجاحهذه الاستراتيجية".
واكدوزيرالداخليةان "مواكبة اجهزةالشرطةلما يطرأ من مستجدات على عالم الجريمة وقدرة هذه الاجهزة على الرصد والملاحقةوالقبض على متجاوزي القوانين هي الضمان الحقيقي لتوفير اجواء الاستقرار اللازمةللتنمية الانسانية والعمرانية والحياتية على ارض الوطن".
وقال ان "الاستراتيجيةالامنية التي يتم تطبيقها بدقة من واقع هذه النظرة الشمولية لاهمية الامن لا تعتمدفقط على ان تكون قبضة الامن حديدية وانما تتجاوز ذلك الى ما هو اهم بان تكون العقولالامنية حديدية".
واوضح ان القبضة الحديدية "كانت تصلح في فترة مضت حين كان عملالشرطةلايتجاوز ملاحقة وضبط المتجاوزين للقانون اما العقل الحديدي فدوره ان يرسم سياسةالمواجهة مع الجريمة وان يستبق وقوعها ليكشفها قبل ان تتم وان يرصد المؤشراتوالمعدلات اليومية للجرائم والظواهر السلبية ويقوم بتحليل مضمونها وتقديم رؤيتهلكيفية مكافحتها".
وبينوزيرالداخليةان مسيرةالمجتمعنحوالمستقبل تتوقف على مدى قدرة الاجهزة الامنية على تحقيق الاستقرار المنشود مضيفا ان "اول ملامح هذا الاستقرار ان يكون الجميع سواسية امام القانون فلا احد اكبر من الحقولا اعتبارات خارج حدود التطبيق".
وقال ان رجلالشرطة "هو ممثل السلطةوالمنفذ لتشريعاتها وعليه ان يمارس واجبه في ضبط متجاوزي القوانين بتجرد ونزاهةبعيدا عن الانتماءات الضيقة" مؤكدا انالمجتمعبكامله يأتمنه علىالنفس والعرض والمال.
واضاف ان رقى المجتمعات يقاس بمدى احترام وتقدير الناسلرجلالشرطةومدى محبتهم لهواعتزازهم به. وهنأوزيرالداخليةرجالالشرطةبمناسبة يومالشرطةالعربية متمنيا لهمالنجاح والتوفيق في مهمتهم الانسانية السامية.
وقال ان على رجالالشرطةمسؤولية مضاعفة عناستقرارالمجتمعوامان مواطنيهمضيفا ان التحديات المتزايدة تشكل خطورة حقيقية وتتطلب مضاعفة رجالالشرطةلما يبذلونه منتضحيات ويقدمونه من وقت وجهد.(النهاية
ولعل أحدث وأعرف تقييم للشرطة بالمجتمعات
هو أن تكون مهمتها الوقاية والعلاج، حيثثبتت جدواها وإن اهتمامها بالحدث يحد من انتشار الانحراف لدى الصغار بشكل ملموس،كذلك كان على شرطة الاحداث وهي الجهاز المختص بالقضاء على انتشار الجرائم وتكوينالمجرمين أن تتقدم للعمل بصورة جادة في ميدان حماية الأحداث على أسس علمية حديثة.
لهذا ارتفعت الأصوات من مختلف دول العالم منادية بضرورة تخصيص جهاز لشرطةالأحداث فاستجابت لها أجهزة الشرطة بدرجات متفاوتة.
إن إدارة الشرطة هي الهيئةالتي يتركز فيها الحد من الجنوح والقضاء عليه، لأنها عادة هي أول جهة تكتشف الأشخاصوالظروف التي تنبئ بهذا السلوك، وعليها القيام بالإجراء الأول حيث لا بديل عنها فيذلك ولديها بالطبع الوسائل الكثيرة التي تؤهلها لملاحظة الأحداثالجانحين.
المعروف ان نسبة كبيرة من نزلاء السجون، تخرجوا من بين صفوف الاحداثالجانحين، فإذا تمكنا من حماية الصغار من عوامل الانحراف كان ذلك بمثابة خط الدفاعالاول ضد الجريمة حيث دلت الإحصاءات الجنائية على ان الأفعال العدوانية ضد المجتمعيقترفها الصغار خلال أوقات الفراغ.
وبحكم تواجد رجال الشرطة بين افراد المجتمعوخصوصاً الاحداث منهم، فمن الضروري أن يتعرفوا عليهم ويتوددوا اليهم ويحتضنوامشاكلهم ويعملوا على حلها ويشعروهم بالعطف والحنان ويبتعدوا عن اسلوبالتهديد.
ولا شك ان شرطة الاحداث تستطيع ان تقدم الكثير في هذا المضمار فهيبحكم اتصالها المباشر بهؤلاء الأحداث تستطيع الكشف عن بوادر الانحراف والعمل علىوقاية الصغار قبل وقوعهم بالجريمة من عواملها والملاحظ ان شرطة الاحداث في الوقتالحاضر لا تهتم بتقديم يد المساعدة لهؤلاء الصبية الا بعد ان يتعرضوا بالفعلللانحراف، اما قبل ذلك فلا تقدم لهم المساعدة التي كان من الممكن ان تبعدهم عن هذاالمصير التعس.
أليس من العجيب الا تبادر الشرطة بالبحث عن ايجاد عمل مناسبللحدث الا بعد ان يهيم في الأزقة والطرقات ويقع فريسة سائغة في أيدي العصاباتالمتخصصة في افساد أخلاقهم وتحريضهم على ارتكاب الجرائم !!.
وبتصورنا ان اسلوبشرطة الأحداث المقترح:
* يجب ان يبدأ قبل ظهور اعراض الانحراف على هؤلاء الصغار،وليس بعد ذلك ولو ان شرطة الاحداث فكرت يومها بزيارة دوائر الاحوال الشخصية ودوائرالضمان الاجتماعي والشؤون الاجتماعية، لأمكنها الحصول على معلومات قيمة عن حالاتكثيرة على كافة انواع الانحراف، او أسر على وشك التفكك والانهيار، ولو تدخلت فيالوقت المناسب لتكمنت من حماية هذه الاسر وانقاذ ابنائها من الانحراف.
*علىشرطة الاحداث التعرف على ظروف الفساد والبؤر الاجرامية التي يلتف حولها الاحداثوالشبان وتشد انتباههم مثل صالات لعب الاتاري والبليارد والبلي ستيشن وحالات عرضالافلام الخاصة (الجنسية) وخاصة في المقاهي الشعبية ومحال لعب القمار المبطن ومحالبيع الخمور وغير ها من الاماكن.
* وعليهم مراقبتها المراقبة الكفيلة بحمايتهم منشرورها والاتصال مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للعمل سوية على تطويرها وقديكون التعامل مع هذه الجهات والجمعيات المهتمة بالطفولة، كفيلاً بانشاء النواديومراكز الشباب لتنمية طاقات الصغار وكشف هواياتهم المحببة مع اعطائهم جرعات مبسطةعن مبادىء وقيم الدين واداب السلوك والعلاقات الاسرية السلمية.
فمن المعروف لدىالجميع ان التشرد من الآفات والامراض الاجتماعية الخطيرة، لا يكفي القانون لعلاجه،بقدر حاجته الى مساعدات انسانية، اما تسليط القانون بعقوباته القاسية فقد يزيدالحال استفحالاً خاصة اذا كانت العقوبة الرئيسية فيه هي الحكم بالوضع تحت مراقبةالشرطة، بما فيها من عيوب اهمها مطاردة المحكوم عليه في عقر داره، بما يسد غالباًفي وجهه ابواب العيش الشريف والاصلاح.
ان وظيفة شرطة الأحداث الاجتماعية ، لاتعتمد على مطاردة الحدث وسد السبل امامه وتهديده بتطبيق احكام القانون. على ضوء ماتقدم نستطيع ان نضع بعض المقترحات والتوصيات التي تسهم في برمجة عمل مستقبلي للشرطةالمتخصصة بوقاية الأحداث..
1- يجب ان تضطلع الشرطة العصرية بدور اجتماعي لايعتمد على ذلك الاسلوب التقليدي في مكافحة الجريمة بل يعتمد اساسا جديدا في وقايةالمجتمع من الجريمة.
2- يجب ان تتظافر كل الجهود الحكومية ومنظمات المجتمعالمدني مع الجهود المبذولة من قبل شرطة الأحداث في مكافحة الجريمة، باعتبار ذلك مناهم المشكلات الوطنية في الوقت الحاضر، وليس هي مشكلة شرطة الاحداث وحدها، انمكافحة انحراف الاحداث هي واجب اساسي يقع على عاتق المجتمع العراقي كله وليس علىجهاز من اجهزة المجتمع.
3- من الضروري ان تتبنى الحكومة فكرة انشاء نواد وجمعياتفي الشرطة للشباب، والنوادي المماثلة التي تديرها الشرطة في الدنمارك والسويدوالولايات المتحدة الأمريكية لاستقطاب الشباب اليها لقضاء أوقات فراغهم بهاوتوجيههم الى ما يصلح من احوالهم وإشراكهم في مختلف البرامج الترفيهية والرياضيةوالثقافية مما يحفزهم على التعاون مع الشرطة ويدعم العلاقات العامة ويحقق امنالمجتمع.
4- ان النجاح في استعادة المجرمين والجانحين وتكيفهم اجتماعياً لنيتحقق بالفعالية المطلوبة الا بمشاركة اجهزة الاعلام التي يجب ان تساهم في توعيةالمواطنين بأبعاد هذه المشكلة وكذلك طلب العون من الوزارات والهيئات والنقاباتومنظمات المجتمع المدني للمساهمة في انجاح اجراءات التأهيل وقبول طلبات المذكورينللعمل ببعض الوظائف، وبذلك تتحقق النتائج المرجوة من تأهيل الجانحين.


للأمانة منقول من دةمنتديات مصرية وعربية
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2

آخر تعديل بواسطة حسام المصري ، 23-02-2010 الساعة 12:21 AM