■■ مفهوم آخر من المفاهيم الهامة التي يجب أن تحرك وتثار وسط جموع المسلمين:
مفهوم إسرائيل الكبرى:
إسرائيل الكبرى هو مشروع صهيوني حقيقي لا تخفيه إسرائيل بل تعلنه بسفور، والشواهد تدل على سعيهم لتطبيقه.
مشروع إسرائيل الكبرى يشمل فلسطين بكاملها - بما فيها الضفة الغربية وغزة طبعاً - بالإضافة إلى الأردن، ولبنان، وسوريا، والعراق حتى دجلة أوالفرات، جنوب تركيا، ومصر حتى الفرع الغربي من النيل - فرع رشيد - وشمال السعودية حتى المدينة المنورة، بل في بعض الخرائط حتى 122 كم جنوب المدينة المنورة، خيب الله ظنونهم وأفشل خططهم.
يستند هذا المشروع إلى توراتهم المحرفة حيث يقولون إن الرب قال ليعقوب عليه السلام: ((وهبتك يا إسرائيل ما بين دجلة والنيل)).
- أعلن هذا المشروع بن جوريون عند إعلان إسرائيل سنة 1948م.
- وذكره تيودور هرتزل المؤسس الحقيقي لدولة إسرائيل في مذكراته.
- وجاء كذلك في مذكرات روتشيلد المليونير اليهودي والممول الأساسي للمشروع الصهيوني.
- وذكره موشى ديان لما احتل اليهود القدس سنة 1967م قال: الآن أصبح الطريق مفتوحاً إلى يثرب وإلى بابل، خيب الله ظنه، ولما احتل اليهود سيناء قال: الآن حررنا سيناء.
- مشروع إسرائيل الكبرى يرسمونه على ظهر عملتهم الشيكل.
- وخريطة إسرائيل الكبرى مرسومة على باب الكنيست.
- وحرب 67 ما كانت إلا حلقة في المشروع.
- وكذلك إجتياح لبنان في سنة 1982م.
- أيضاً لا شك أن حرب الخليج وتمركز القوات الأمريكية في هذه المنطقة من العوامل التي تسهل على المشروع أن يطبق على أرض الواقع.
- وايضاً إضعاف الدول المحيطة بإسرائيل عسكرياً، وربطها إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً بأمريكا الحليف الرئيسي لإسرائيل حلقات في المشروع الصهيوني البشع.
- الصداقة بين تركيا وإسرائيل.
- تدمير القوة العسكرية العراقية.
كل هذه محطات لا تخفى على عاقل.
والمسلمون لا يفيقون إلا على الكوارث.
دول المنطقة جميعاً توقع على معاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي بينما إسرائيل تمتلك أعداداً ضخمة من الرءوس النووية وتأبى أن توقع على هذه المعاهدة!! علامات استفهام خطيرة!! أنا لا أدري كيف نشعر بالزمن، ونفترض وفاء اليهود مع كل هذه الملابسات.. والله أنا أعتقد استراتيجياً وبلا أي عوامل أخوة أو شرع أو واجب ديني، فإنه لا بد على البلاد الإسلامية المحيطة بفلسطين أن تؤيد الإنتفاضة بكل ما تستطيعه وبسرعة.. أهل فلسطين هم خط الدفاع الأول لنا.. الدرع البشري الواقي للدول المحيطة.. إذا سقط هذا الخط الأول، فسيأتي الدور لا محالة على غيرهم.. وهنا سيقول الضحايا [أكلنا يوم أكل الثور الأبيض].
من شك في مشروع إسرائيل الكبرى، واستبعد أن تحتل إسرائيل كل هذه البلاد فعليه أن يراجع تاريخ نشأة إسرائيل داخل فلسطين.. راجع هذا التاريخ وستجد العجب العجاب.. كيف أن دولة قوية كإسرائيل قامت من لاشيء.. فإذا كانوا قد أنشأوا دولة من لا شيء، فهم على التوسع أقدر.. ولكم في حرب 1967م عبرة.
■■ مفهوم آخر في غاية الأهمية:
دراسة التاريخ:
من المستحيل أن تفهم القضية فهماً صحيحاً، ومن المستحيل أن تحركها تحريكاً إيجابياً سليماً، ومن المستحيل أن تقوم للمسلمين حضارة قائمة قوية، بغير دراسة التاريخ والإعتبار به... دراسة تاريخ نشأة إسرائيل داخل فلسطين الحبيبة تعتبر أمراً حتمياً لمن أراد أن يساهم مساهمة حقيقية في حل هذه القضية.. أمراً حتمياً بمعنى الكلمة.
طبعاً من المستحيل أن ألخص التاريخ كله في هذه العجالة، لكن أشير هنا إلى بعض النقاط بسرعة:
أولاً: التاريخ الإسلامي زُوِّر لنا بعناية، فشوهت صورة الأبطال وعظمت صور الخائنين.
التزوير كان عن طريق التعليم والإعلام أساساً.
ولابد أن ينتبه المسلمون، فلسطين لم تحتل إلا بعد إسقاط الخليفة العثماني الجبل السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، وإلغاء الخلافة العثمانية التي كانت تحمي فلسطين.. ومع ذلك فإن التعليم والإعلام صور لنا الخلافة العثمانية الإسلامية على أنها إحتلال تركي للأراضي العربية.
ثانياً: نقطة أخرى في غاية الأهمية زورت في التاريخ وهي قضية أن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود.. وبالتالي فالذنب ذنبهم، ولا داعي لشغل الذهن بفلسطين!
تعالوا بسرعة نراجع التاريخ:
- اليهود عند بدء حرب 1948م كانوا يملكون 5,7% فقط من أرض فلسطين!.
- 2% أخذوها من الحكومة العلمانية التي قامت مكان الخلافة العثمانية، وهي حكومة مصطفى كمال أتاتورك زعيم حزب الإتحاد والترقي أخذوها عن طريق الرشوة من هذا العميل وأتباعه.
- 1,2% إهداء من حكومة الإنتداب البريطاني بلا ثمن.
- 1,5% شراء من عائلات نصرانية سورية ولبنانية مثل عائلات سرسق والمطران وتيان كانت تعيش في فلسطين.
- يتبقى 1% فقط من الأرض هو الذي باعه الفلسطينيون فعلاً من أرضهم، وهؤلاء اعتبروا من الخائنين. أفتى بذلك فقهاء فلسطين مثل المفتي أمين الحسيني رحمه الله، وذلك منذ عام 1922م.
إذن 1% فقط من الأرض الفلسطينية هو الذي بيع!!
أما بقية الأرض فقد أحتلت في حرب 1948م بالدبابات والآليات العسكرية وبالخيانة العربية المعروفة.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا انتشرت هذه الإشاعة المفتراة.. طبعاً الصهاينة سعداء لنشرها ومستفيدون من أنها تثبت لهم حقاً في الأرض..
لكن المشكلة الكبرى أن العرب أيضاً كانوا سعداء بهذه الإشاعة وروجوا لها ومازال بعضهم يروج لها!!
سبحان الله.. لماذا؟
ذلك الأمر واضح وهو إسكات الضمير وتسكين النفس وتطمين القلب.. الناس تريد أن تنشغل بأمورها الحياتية الكثيرة، وتريد أن تنسى قضية فلسطين، فالأسهل تقول: باعوا الأرض، ومن ثم ننساهم دون أن يتألم الضمير.
وحتى لو باعوا أكثر من ذلك، وهل يملك أحد في الدنيا - حتى الفلسطينيين أنفسهم - حق حكم الله للأرض فيبيعوه؟! إن الحكم إلا لله.
ثالثاً: ملحوظة هامة في التاريخ:
إن أقدام اليهود لم توضع في فلسطين فقط بسبب الخيانة من الزعامات العربية، بل كانت الشعوب العربية نفسها مغيبة.. كان الحكام الخائنون إفرازاً طبيعياً للشعوب.. فليس من سنة الله أن يتولى حكم الصالحين رجل فاسد، أو يتولى حكم الفاسدين رجل صالح، [كما تكونوا يول عليكم] وهنا يبرز دور تربية الشعوب فإذا ربي الشعب على الفهم الصحيح للإسلام بشموله وكماله، فإنه يفرز زعيماً صالحاً، وذلك مثل الفترة التي عمل فيها عز الدين القسام رحمه الله وجماعته على تربية الشعب، فأنتجت ثورة عظيمة، وقادة عمالقة أمثال عبد القادر الحسيني رحمه الله.. أما الشعب الذي رُبي على الدعة والخضوع والميوعة والخلاعة، فإنه لا يتمعر وجهه في سبيل الله.. رأينا كيف بدل أتاتورك الدين وحرَّف فيه تحريفاً خطيراً، ومع ذلك لم يعترض عليه شعبه، إما جهلاً أو كسلاً وإما خوفاً أو طمعاً.. والنتيجة إنهيار مروع.
رابعاً: من الملاحظ أن الوسيلة الرئيسية التي أسقطت الأمة الإسلامية في براثن الإستعمار، الإنجليزي والفرنسي واليهودي وغيره كانت التفرقة بين المسلمين على أساس العتصر.. أي على أساس القوميات.. فهذا عربي (قومية عربية) وهذا تركي (قومية تركية) وهذا كردي (قومية كردية) وهذا بربري (قومية بربرية) وهكذا.. فعلى دعاة القومية أن ينتبهوا..
إذن في هذه الجولة السريعة تحدثنا عن الواجب الأول الهام جداً ناحية قضية فلسطين ألا وهو تحريك القضية في كل الدوائر المتاحة وبسرعة وبالمفاهيم الصحيحة..
وانتقيت لكم بعض المفاهيم التي فصلنا فيها هناك فأشرنا إليها هنا على عجالة.. هذه المفاهيم كانت:
1- مفهوم أن فلسطين بكاملها إسلامية ولذلك نحررها,, والرد على من اراد تجزئة القضية، أو القتال من أجل القدس أو الأقصى فقط، وأيضاً الرد على من رفع شعار فلسطين عربية.
2- مفهوم وجوب إستمرار الإنتفاضة، وإنها الطريق الوحيد للتحرير.
3- مفهوم إسرائيل الكبرى وحقيقته.
4- مفهوم أهمية دراسة التاريخ الإسلامي بصفة عامة، وتاريخ فلسطين الحديث بصفة خاصة والتعليق على بعض النقاط فيه..
ومن المؤكد أن هناك مفاهيم أخرى كثيرة يجب أن تدرس بعناية وتفصيل ولا يتسع المجال هنا لدراستها، وأسأل الله أن ييسر لنا بسطها في مكان آخر.<div align="center">~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~</div>
بهذا يكون الواجب الأول قد إنتهي وبإذن الله لي عودة مع بقية الواجبات..
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
|