عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-03-2010, 11:53 PM
عبد الفتاح الحصري عبد الفتاح الحصري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 5
معدل تقييم المستوى: 0
عبد الفتاح الحصري is on a distinguished road
افتراضي بحثا عن فكرة جديدة

هناك ثلاثة أنواع من الأفكار يطرحها الإنسان من أجل التغيير و التى تربط بين المفهوم و تنزيله على الواقع ، وبين المشاكل و علاجها ، وبين النظرية و التطبيق. النوع الأول هو الأفكار التي تعمد إلى التحسين البسيط والمستمر لتفاصيل العملية التعليمية دون الاهتمام بالشكل العام والشامل للتعليم و أهدافه. والنوع الثانى من الأفكار هو الأفكار التطورية ، فهى تسير فى اتجاه التطور الناتج من تراكم الخبرات التعليمية و الإجراءات التحسينية لفترات طويلة من الزمن. أما النوع الأخير من الأفكار فهى الأفكار الثورية ، وهى الأفكار التى تبدل الأساس القديم و تغيره .

وفى مجال التعليم مررنا بالأفكار التحسينية و الأفكار التطورية ، و عشنا معها عشرات السنين ، ومع ذلك مازلنا نشكو من التعليم و مخرجاته ، و لم نستفد بالتحسن و التطور فى أفكارنا التعليمية ، ولم نجرب بعد الأفكار الثورية. وربما يكون وضعنا الحالى يرجح حاجتنا إلى فكر ثورى جديد يغير الأساس التعليمى ، فكر يربط النظرية بالعمل ، فكر يدرس حدوده و إمكانية تنفيذه قبل المناداة بتطبيقه . نحن نحتاج مشروعا تعليميا مبنيا على هذا الفكر ، مشروعا قوميا قابلا للتنفيذ ، و يجد من يقف وراءه ويؤيده ، مشروعا ليس طرحا فقط لمنتجات العصر من أسماء أجهزة ، ومصطلحات ، وكلمات رنانة.

مجرد عرض الأفكار و إلقاء الكلمات عن ثورة المعرفة ، والاتصالات و المعلومات ، والحاسب أو الحاسوب الآلي ، وشبكة الإنترنت ، وغيرها ، لن يؤدى إلى عائد مجز ما لم يترجم إلى خطه عمل متكاملة . وليس تكرار الكلام حول الإبداع والحداثة وما بعدها والتقدم والعلم والتكنولوجيا والعلمانية والعولمة و القرن الواحد والعشرين…. و غيرها من كلمات ظريفة ، ليس هذا الاستعمال هو الذي يحل مشاكل التربية و التعليم ، وليس هو الذى يطور المناهج ويرتقى بمؤسسات التعليم ولكنه يدل على إننا عندنا مثقفين على وعى محمود بإنتاج الغرب الفكرى . ولكننا نريد أن نستفيد من هذه الثقافة و هذا الفكر و تلك الكلمات والمصطلحات ونوظفها فى التخطيط لمشروع قومى للتعليم ، يثوره و يؤهل القائمين عليه لقبوله وإداراته ، ويخرج لنا طالبا له عقل و قلب و ساعد. عقل يفكر و يخطط ، وقلب يحب و يشعر و يشتاق و يحلم فيدفع و يحفز ، وأخيرا ساعدا يعمل و ينفذ.

علينا إذن أن نفكر من جديد ونتأمل ونناقش مفاهيمنا الأساسية حول التعليم فى ضوء منجزات عصر الطب و الهندسة ، وعلينا أن نستفيد بما حققاه (الطب و الهندسة) من ربط النظرية بالتطبيق ، وبعد ذلك نعيد بلوره مفاهيمنا التعليمية فى إطار التغيرات الحادثة فى مجالات النظريات العلمية الخاصة بالتعلم والإدراك والمعلومات والاتصالات وعلوم الحاسب الإلكتروني ، ثم نصب كل ذلك فى مشروع ثورى للتعليم. و نحن هنا فى أشد الحاجة للتأييد والتشجيع والمؤازرة من أولياء الأمور والطلاب