بدأ مفهوم إدارة الجودة الشاملة بالظهور في الثمانينيات من القرن الماضي حيث تضمن هذا المفهوم جودة العمليات بالإضافة إلي جودة المنتج.
وقد ظهر مفهوم الجودة الشاملة في الولايات المتحدة في هذا الوقت لتزايد المنافسة العالمية علي الصعيد الاقتصادي واكتساح الصناعة اليابانية للعالم خاصة في أسواق دول العالم الثالث.
وركز هذا المفهوم علي العمل الجماعي وتشجيع مشاركة العاملين واندماجهم بالإضافة إلي التركيز علي العملاء ومشاركة الموردين.
وانتقل مفهوم الجودة الشاملة من الانتاج إلي الخدمات. حيث تعتبر المؤسسات التعليمية من المؤسسات الخدمية التي ينطبق عليها نظام الأيزو .9002
ويشير مفهوم الجودة الشاملة في التعليم إلي قدرة المؤسسة التعليمية علي تحقيق احتياجات المستفيدين من المؤسسة التعليمية ورضاهم عن المنتج وهي تعني تحقق أهداف البرامج التعليمية في الخريجين وبما يحقق رضا المجتمع بوصفه المستفيد الأول من جودة المؤسسات التعليمية.
وفي حقيقة الأمر فإن محتوي العملية التعليمية يشمل المدرس والمدرسة والمنهج وبالنسبة إلي المدارس نجد أن بعض المدرسين غير مؤهلين للعملية التعليمية والتربوية.
وفيما يتعلق بالمدرسة نجد ضعف الامكانيات والذي يتخذ بعض المظاهر منها نقص المعامل وارتفاع الكثافة الفصلية. وحول المناهج الدراسية نجد انها قد أصبحت تعتمد علي الحفظ والتلقين والجانب النظري.
وعلي ضوء ذلك فإن نظام الجودة في التعليم يجب أن يهدف إلي ضبط وتطوير النظام الإداري في المؤسسة التعليمية وإلي الارتقاء بمستوي الطلاب في جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية وإلي زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوي الأداء للإداريين والمعلمين.
كما يجب أن يهدف إلي الوفاء بمتطلبات الطلاب وتوفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين في المؤسسة التعليمية وإلي رفع مستوي الوعي لدي الطلاب وإلي الترابط والتكامل بين الإداريين والمعلمين والعمل عن طريق الفريق.
وتؤدي هذه العوامل مجتمعة إلي تحقيق الجودة في التعليم علي ضوء القيود والمحددات التي تواجه النظام التعليمي سواء في مجال التعليم قبل الجامعي أو التعليم الجامعي.
ويبرز في هذا المجال أهمية تفعيل دور الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد وذلك للارتقاء بالعملية التعليمية في جميع المؤسسات التعليمية وإجراء التقويم الشامل لهذه المؤسسات وتشجيع التنافس فيما بينها بما يحقق جودة التعليم ومستوي الأداء المستهدف.
خلاصة ما تقدم ان مفهوم الجودة الشاملة في التعليم يقتضي التصدي للمشاكل التي تواجه العملية التعليمية التي تقوم بها المؤسسات التعليمية في المدرسة والجامعة وذلك من خلال الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئة القومية لضمان الجودة في مجال تحسين الجودة والارتقاء بعملية الإعداد والتدريب للعاملين في هذه المؤسسات وذلك للحد من التداعيات السلبية لظاهرة عدم الالتزام والمسئولية في هذه المؤسسات
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|