عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14-03-2010, 02:23 AM
الصورة الرمزية م. محمد حمدي
م. محمد حمدي م. محمد حمدي غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
العمر: 48
المشاركات: 114
معدل تقييم المستوى: 17
م. محمد حمدي is on a distinguished road
افتراضي


(5)
نظام التشغيل دوس DOS:
في مطلع الثمانينات، أنتجت أي بي إم حاسبها الشخصي، وتطلعت حولها بحثا عن البرامج التي ستعمل عليه.. وقد طلبت من بيل جيتس أن يُمدّها بنسخة من لغة البيزيك، وسألته عن نظام تشغيل مناسب لحاسوبهم.. ولقد نصحهم بيل جيتس حينها بالتوجه إلى شركة البحوث الرقمية، أكبر شركة نظم تشغيل حينها.. لكن كيلدال ارتكب أكبر حماقة في تاريخ الأعمال، حينما رفض مقابلة أي بي إم، وأرسل مندوبا عنه بدلا من ذلك.. ولكي يزداد الطين بلة، رفض محامي كيلدال التوقيع على تعهد بضمان سرية المعلومات حول حاسوب أي بي إم الذي لم يعلن عنه بعد.. لهذا، عادت أي بي إم إلى بيل جيتس لتسأله إن كان قادرا على كتابة نظام تشغيل لهم.
هنا قرر جيتس اغتنام الفرصة، وكان على علم بأن شركة محلية مصنعة للحاسب اسمها "سياتل لمنتجات الحاسب" Seattle Computer Products تمتلك نظام تشغيل يسمى "نظام التشغيل من الأقراص" Disk Operating System أو ما عرف اختصارا باسم دوس DOS، فاشتراه منها بخمسين ألف دولار، وعرضه على آي بي إم، التي طلبت بعض التعديلات.. هنا وظّف بيل جيتس في شركته (ميكروسوفت) الوليدة، تيم باترسون Tim Paterson الذي كان قد كتب الدوس لشركة سياتل.. وقد أجرى توم التعديلات المطلوبة وتم تسمية نظام التشغيل MS-DOS حيث إن MS هي اختصار "ميكروسوفت" Microsoft.
وسرعان ما تسيد هذا النظام سوق حواسب آي بي إم، ليبدأ عصر ميكروسوفت كأكبر شركات نظم التشغيل.
ولم يَخل الأمر من لعبة احتكارية من ألعاب الداهية بيل جيتس المعتادة، فقد باع البيزيك مع نظام الدوس DOS لشركة IBM كحزمة واحدة، بدلا من أن يتبع سياسة كيلدال في بيع نظام التشغيل CP/M للمستخدمين النهائيين وليس للشركات المصنّعة، وبالتالي صار الإقبال على أجهزة أي بي إم المزودة بنظام تشغل دوس ولغة برمجة البيزيك أعلى، لأن ذلك أرخص من شراء جهاز ثم شراء نظام تشغيل ثم شراء لغة برمجة!
ورغم أن الدوس كان متواضعا في بدايته، إلا أن إصداراته المتتابعة شهدت تطويرات كثيرة، بما في ذلك نقل بعض إمكانيات نظام يونيكس إليه.
حتى ذلك الحين، كانت أنظمة التشغيل تعمل بكتابة المستخدم للأوامر يدويا من لوحة المفاتيح، لإدخال سطر في نافذة سوداء، ثم ضغط زر الإدخال Enter لتنفيذ هذه الأوامر، والانتظار إلى أن يتم عرض النتائج على الشاشة.

واجهة الاستخدام المرئية Graphical User Inteface والويندوز Windows:
في الستينات نجح دوج إنجلبارت Doug Engelbart في مؤسسة ستانفورد للبحوث Stanford Research Institut في ابتكار واجهة المستخدم الرسومية
Graphical User Interface أو اختصارا GUI، وشمل ذلك النوافذ Windows
والأيقونات Icons والقوائم Menus واستخدام الفأرة Mouse.. وقد تبنى الباحثون في مؤسسة زيروكس بارك Xerox PARC هذه الأفكار، وتم تطبيقها على الآلات التي يبنونها.
وذات يوم، كان ستيف جوبس ـ الذي شارك في اختراع حاسوب آبل ـ في زيارة لشركة زيروكس بارك، حينما شاهد واجهة المستخدم الرسومية، فأدرك في الحال قيمتها الهائلة التي لم تدركها شركة زيروكس نفسها!. لهذا شرع جوبس في بناء واجهة استخدام رسومية لشركة آبل.. ولقد أسفر هذا المشروع عن الحاسب ليزا Lisa الذي كان غالي الثمن وفشل تسويقه تجاريا.. لكن جوبس لم يقنط، وعمل مجددا ليخرج بحاسوب ماكنتوش الذي لاقى نجاحا باهرا، ليس فقط لرخص سعره، لكن كذلك لأنه كان مريحا للمستخدم، فقد كان موجها إلى المستخدم الذي يجهل كل شيء عن الحاسب، بل ولا يريد حتى أن يتعلم!!
وحينما قررت ميكروسوفت إنشاء الجيل التالي للدوس من نظم التشغيل، كانت متأثرة بشدة بنجاح ماكنتوش، لهذا أنشأت في عام 1985 نظام تشغيل ذا واجهة رسومية أسمته الويندوز Windows (أو النوافذ)، الذي كان يعمل على نظام تشغيل دوس.. بمعنى أنه كان أشبه بغلاف Shell، تعمل من خلاله برامج أخرى.. لعل هذا يفسر لك استخدام مصطلح Shell للدلالة على وظائف الويندوز التي تتعامل مع الملفات والبرامج.
وقد استمر هذا النظام كذلك لعشر سنوات متتالية، حتى أصدرت ميكروسوفت نسخة ويندوز 95، الذي احتوى على إمكانيات كبيرة كنظام تشغيل متطور.. ثم تلاه إصدار ويندوز 1998 مع مزيد من التحسينات.. لكن كلا النظامين كانا ما زالا يحتويان على الكثير من كود لغة التجميع Assembly المكتوب لمشغلات إنتل القديمة التي تقرأ البيانات في حزم تتكون من 16 خانة 16 bits، بينما كانت المشغلات الجديدة تتعامل مع حزم بيانات تتكون من 32 خانة.. لهذا لم يكن أي من النظامين نظام ويندوز 32 كاملا.
على صعيد آخر، كانت ميكروسوفت تطور منذ بداية التسعينات نظام ويندوز إن تي Windows NT، حيث يختصر الحرفان NT تعبير "التقنية الجديدة"
New Technology.. ويمتاز هذا النظام بأنه مكتوب من جذوره ليكون ويندوز 32 32-bit Windows.. ولقد كان على رأس مطوري هذا الويندوز ديفيد كاتلر
David Cutler، الذي كان أحد مطوري نظام تشغيل آخر يدعي VAX VMS، ومن الطبيعي حتما أن تنتقل بعض أفكار هذا النظام إلى الويندوز الجديد.
وقد توقعت ميكروسوفت أن يزيح هذا النظام كل إصداراتها الأخرى من الدوس والويندوز، ولكن هذا لم يحدث، ولم يبدأ ويندوز إن تي في الانتشار إلا مع ظهور الإصدار الرابع منه، والذي كان يدعم التعامل مع شبكات الحاسب Networks.
وقد أطلقت ميكروسوفت الإصدار الخامس من هذا النظام في مطلع عام 1999 تحت اسم ويندوز 2000، وكانت تتوقع أن يكون البديل لويندوز 95 و 98 وويندوز إن تي 4، لكن هذا لم يحدث أيضا، ربما بسبب عدم ملاءمته لقدرات بعض الأجهزة القديمة التي كانت لا زالت مستخدمة لدي الشركات والأفراد.. لهذا اضطرت ميكروسوفت إلى إصدار نسخة مطورة من ويندوز 98 أسمتها ويندوز الألفية (أو ويندوز ميلينيوم) Windows Millennium، أو اختصارا Win ME.
ثم في عام 2001 أطلقت ميكوسوفت نسخة أفضل أسمتها ويندوز اكس بي Win XP.. هذه النسخة كانت أكثر إراحة وأقل مشاكل لمستخدمي الأجهزة الشخصية من نسخة ويندوز 2000، وقد صدرت منها بعد ذلك عدة نسخ مطورة.
الجدير بالذكر أن ميكروسوفت دفعت المبرمجين إلى استخدام ويندوز 2000 وويندوز اكس بي بجعل بيئة فيجيوال ستديو دوت نت VS.NET التي أصدرها في عام 2001، لا تعمل إلا على هذين النظامين.. أذكر حينها أن ويندوز ميلينيوم كان أكثر ملاءمة لإمكانيات جهازي، لكنني اضطررت إلى الانتقال إلى ويندوز إكس بي حتى أستطيع استخدام فيجيوال بيزيك دوت نت التي هي إحدى لغات فيجوال ستديو دوت نت.
ثم أصدرت ميكروسوفت ويندوز فيستا Win Vista في نهاية عام 2006، ومنه نسخ 64 خانة، ثم تلاه ويندوز 7، والبقية تترى!