عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-03-2010, 04:27 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,280
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي

شهادة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم

ولقد شهد الله سبحانه وتعالى له بالأخلاق العظيمة في كل الأمور في حياته صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾ (القلم)، من أجل ذلك ارتضاه الله سبحانه وتعالى للبشرية كلها بأنه القدوة الحسنة، والأسوة الطيبة في كل ما يصدر عنه من أقوالٍ وأفعال.



قال الإمام الشاطبى: "وإنما كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن لأنه حكَّم الوحي على نفسه حتى صار في عمله وعلمه على وفقه، فكان للوحي موافقًا قائلاً مذعنًا ملبيًا واقفًا عند حكمه".



وهذه الخاصة كانت من أعظم الأدلة على صدقه فيما جاء به، إذ قد جاهر بالأمر وهو مؤتمر، وبالنهي وهو منتهٍ، وبالوعظ وهو متَّعظ، وبالتخويف وهو أول الخائفين، وبالترجية وهو سائق دابة الراجين، وحقيقة ذلك كله جعلُهُ الشريعةَ المنزلة عليه حجةً حاكمة عليه، ودلالة له على الصراط المستقيم الذى سار عليه صلى الله عليه وسلم، ولذلك صار عبد الله حقًّا وهو أشرف اسم تسمى به العباد، قال الله تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ (الإسراء: من الآية 1)، وقال عز وجل أيضا: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ (الفرقان: من الآية 1)، وقال أيضًا: وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا (البقرة: من الآية 23)، وما أشبه ذلك من الآيات التي وقع مدحه فيها بصفة العبودية" (الاعتصام للشاطبي 2/339 /340 أول الفصل الرابع).



إن العامل الأكبر في انتشار الإسلام في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح إنما هو القدوة الحسنة والأخلاق الكريمة التي لمسها المدعون في هذا الجيل الفذ من المسلمين، سواء كانت هذه الأخلاق في مجال التجارة من البيع والشراء، مثل الصدق والأمانة أو في مجال الحروب والمعارك، وفي عرض الإسلام عليهم وتخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو المعركة، أو في حسن معاملة الأسرى، أو عدم *** النساء والأطفال والشيوخ والرهبان، هذه الأخلاق وغيرها دفعت هؤلاء الناس يفكرون في هذا الدين الجديد الذى يحمله هؤلاء، وغالبًا كان ينتهي بهم المطاف إلى الدخول في هذا الدين وحب تعاليمه، ومؤاخاة المسلمين الفاتحين في الدين والعقيدة.



فالقدوة هي أسلوب عملي في الدعوة الإسلامية، وإن شئت فقل هي الدعوة الصامتة التي تفتح القلوب والعقول، وتأثيرها في النفوس أشد من تأثير الخطب والدروس.



من فوائد القدوة في مجال الدعوة

إن القدوة الصالحة في مجال الدعوة لها مزايا كثيرة وفوائد متعددة منها: "أنها أوقع في النفس وأفضل عونًا على الفهم والحفظ، وأدعى إلى الاقتداء والتأسي من التعليم بالقول أو البيان، وأن التعليم بالفعل والعمل هو الأسلوب الفطري للتعليم". (الرسول المعلم وأساليبه في التعليم الشيخ/عبد الفتاح أبو غدة صـ65ط/ دار البشائر الإسلامية بيروت لبنان ط/ الثالثة1417هـ، ه1997م).



يقول أ/ محمد قطب: "لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم عجيبة من عجائب الكون، وطاقة كونية صادرة من الله عز وجل، معجزة كآيات الله، عظمات لا تحد، شخوص كثيرة مجتمعة في شخصٍ واحد، كل واحد منها متكامل في ذاته كأنه متخصص في جانبه منقطع له، ثم يجتمع الشخوص كلها- على تكامل كل منها- فتتكامل على نطاق أوسع وتناسق في محيطها الشامل وتتألف منها نفس واحدة، تجمع كل النفوس وتجمعها في توازن واتساق) (منهج التربية الإسلامية محمد قطب ص2/221 ط دار دمشق الثانية .منهج التربية ص2/223).



إن الدعوة الإسلامية في العصر الحاضر تحتاج إلى دعاة متميزين في العلم والأخلاق والعمل؛ حيث إن المهمة شاقة، والعبء ثقيل، والطريق طويلة، والخصوم أكثر من الأنصار، فيستشعر صعوبة المهمة التي يقوم بها، والناس يضعونه تحت المجهر في كل تصرفاته، فلا بد له أن يستعين بالله- عز وجل- حتى يعينه في أن ينتصر على نفسه، فيكون داعيةً بمظهره ومخبره، وحاله ومقاله، وحركته وسكونه، وجمال طلعته، وحسن منطقه، مقتديًا بخاتم النبيين، وإمام المرسلين، ورحمة الله للعالمين.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

----------
__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس