ترجمة أم تخريب؟
قراصنة البحر الكاريبي كتاب أقرأه حالياً لجمهور من نفرين: ابني أختي ، الكبير في الحادية عشر من عمره ، يزيد عن أخيه الأصغر بأربع سنوات.
قصة بناها مؤلف من لبنات مخطوط الفيلم المصور الذي أنتجته والت ديزني من عدة سنين بنفس الإسم. و قد شاهدت الفيلم مسبقاً في ليلة تيبست عضلاتي فيها حد الشقاء ، فناولني بضع ابتسامات و الكثير من الدهشة. حينها لفتت انتباه الصبيين إليه فشاهداه دون أن يفهما منه الكثير ، كلاهما لا يحسن قراءة شريط الترجمة ، فقط يعنيهما الإقتتال و المبارزات السارية بين أبطاله، لكن الفيلم به أكثر من ذلك حيث حدث يفضي لما بعده ، سبب و نتيجة ، عقدة يتابعها الأبطال حتى تنحل و كل قد نال جزاء أفعاله ، أليس هذا مغزى التعليم أياً ما كان صنف العلم الذي تغذي به النشىء؟
من معرض الكتاب يشتري الكبير أجزاء الفيلم في ثلاث كتب و يلقي في حجري أول الأجزاء.
يجلس ثلاثتنا على سجادة صغيرة في وسط الحجرة نتناول مخفوق الحليب مع العسل الشهي و نمضغ التمر الطيب ، أقرأ لهما فينصتان ، و لأن لغة الكتاب هي الإنجليزية التي لا يحسنها أياً منهما و لأن القوم هناك يحسنون استخدام لغتهم تلك في خطاب عقول الشباب فلا يقتطعون من قواعدها بزعم التيسير ، كان علي أن اضطلع بالترجمة الفورية.
لا تفي العامية بالغرض ، أزيح ركامها فقد أتلفت قصة قوية و أتجه إلى فصحى ميسرة تأخذ بأفق العامية ، تستسيغها ذائقتهما .
تتسع الأعين بفعل الإثارة و تتقافز منهما الضحكات كلما صب المعنى في عقولهما فهم الأحداث و متعة المغامرة، حيث لا عقبات تصرف الأبطال عن مبتغاهم.
تكتسب روايتي للأحداث بهاء مناظر للغة الأصل التي كتب الكتاب بها ، كان مذاقها جيد.
********************
|