بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام علىرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
الأحبة في الله ...
أهلا ومرحبًا بكم معنا في هذه الدورة المباركة إن شاء الله تعالى ، والتي ستكون في رياض معرفة الله تعالى ، والله أسأل أن يجعلها بركة علينا وعلى أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه بالإجابة جدير، نعم المولى ونعم النصير .
هذه الرسالة مقدمة للدورة ، لنتعرف أكثر على الفكرة المنشودة منها ، ولنبدأ سويًا وضع اللبنات لصرح الالتزام الصحيح ، فكماتعرفون أنَّ أهل العلم ذكروا أنَّ أصل الأصول هو معرفة الله تعالى ، والمراد منها ما ذكره العلامة ابن القيم في كتابه " الفوائد " حين قال : "معرفة الله سبحانه نوعان :
(1) معرفة إقرار : وهي التي اشترك فيها الناسالبروالفاجر والمطيع والعاصي .
(2) والثاني معرفة توجب الحياء منه ، والمحبة له ، وتعلق القلب به ، والشوق إلى لقائه ، وخشيته والإنابة إليه، والأنس به والفرار من الخلق إليه .
وهذه هيا لمعرفة الخالصة الجارية على لسان القوم وتفاوتهم فيها لا يحصيه إلا الذي عرفهم بنفسه وكشف لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عنسواهم "
نعم نريد هذه المعرفة الخالصة ، هذه المعرفة التي هُجرت للأسف من دروس " العقيدة " وهي أساس علم " الاعتقاد " ولب " التوحيد "
ومن هنا فإننا في " تعرف " نبدأ بداية مختلفة ؛ لأننا نريد أن نفعّل هذه العقيدة في حياتنا ، نريد أن نخرج من هذه الدورة أكثر إقبالا على الله تعالى ، وأكثر بيانًا لحقائق أنفسنا .
إخوتاه ...
إننا في " تعرف " نركز على جانب " علامات العارفين " لأنها مرآة لأنفسنا .
في " تعرف " الاهتمام ليس بالدرس الأكاديمي المعتاد ، بل بالتفعيل والتطبيق لتتبصر الطريق بشكل عملي .
في " تعرف " نهتم ببناء التصورات والمفاهيم الصحيحة حول كثير من المعاني المختلطة على الناس .
في " تعرف " نجمع بين الشق العلمي والعملي ، وبين مخاطبة العقل وإرواء الوجدان
فيا أحبتي في الله ...
" تعرف " والذي نفسي بيده فرصة قد لا تتكرر ، وهي عطاء يؤتيه الله من يشاء ؛ ولذلك أنتم أمراء أنفسكم ، وقد استودعتكم هذه الأمانة ، لأنها " معرفة الله " المقصود الأسمى للإنسان في هذه الحياة .
"تعرف " تحتاج منك جهدًا ، و تفرغًا ، وتفاعلاً ، وصدقًا لتنال ثمرتها .
" تعرف " تريدك صاحب فهم عن الله ، وتصنع منك صاحب رسالة ،لو تبينت مغزاها ومقصدها .
إخوتاه ...
انتظروا رسائل " تعرف " التوجيهية لكم ، وبالله استوصوا بها خيرا ، ومن لا يجد في نفسه الشروط اللازمة لايثقل علينا ، ومن وضع يده في أيدينا فليكن على قدر المسئولية .
ونسأل الله تعالى العونوالصدق والإخلاص في القول والعمل
والله المستعان
محبكم
هاني حلمي
11 ربيع الآخر 1431هـ
|