أستغفر الله العلي العظيم و أتوب إليه
ينهي الجرس وقت الصلاة و يعلن بدء الحصة ، أخطو إلى فصل ممتلىء بالشكَل جراء بعض القبح دار بين الفتيات . .
آمر بالذهاب للصلاة ، فيتباطئن ثم يحملهن الشتات لكل أرض . يركض الزمن ناحية الحصة التي بعدي بينما آخر اليوم الدراسي يحضر من الشعث و الفوضى ما يخبط أعصابي خبطاً . تحمّـلهن ما لا يطقن ، ثم تشكل وجدانهن ، زهق و تعب و اختلاط ، فيشتكين:
دروس لا منفعة منها ، لا هدف و لا رعاية ، يعلو المر الربى .
لا أحب الشد و التوتر ، لكن العمل الذي إزائي يأمر بقدر من الإنضباط حتى ينتهي .
في بيتي ، يصيبني النكد بالضيق حد أن لا تتصور أعصابي الأمور على شكل أفضل . تدريس العلوم في هذه البلاد محاصر من كل ناحية ، يحجب منهج اللغة الإنجليزية الطويل الشمس ، تقطع الوزارة سبل الإصلاح ، تصمم على كتب معتقة ، تفوح منها رائحة التخلف تزكم الأنوف. يلقي بسمعي حديث لحبيبي صلوات ربي و سلامه على : (من لزم الإستغفار ، جعل الله له من كل هم فرجاً و من كل ضيق مخرجاً و رزقه من حيث لا يحتسب .)
رب اغفر لي ذنوبي و إسرافي في أمري ، رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً و إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين .
لكن تدريس اللغات يقطع على طريق الإصلاح فمناهجهم طويلة ، لا يعبأ الطلاب بغيرها حتى لو أرادوا ...... ما أكثر خطأك ، اصغ جيداً :
رب اغفر لي ذنوبي ،
لكن تدريس العلوم أمر غير ذي جدوى ، أحياناً أتمنى لو كنت أدرس اللغة الإنجليزية ..
ربنا اغفر لنا ذنوبنا و اسرافنا في أمرنا و ثبّـت أقدامنا ، يا ربي خطأي فأصلح لي شأني كله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .
هكذا تنضبط أعصابي .
اليوم التالي ، يقل تعقيد الأمور . أنهيت درسي بخفة و أكملت شرحه و حل اسئلته .
****************
|