وانا ابحث عن اجابه لسؤالى وجدت هذا الكلام الطيب
وسـائـل الثبـات على الإيمـان ۩¤ۣۜ۩
لا شك أن الفتن التي يتعرض لها المؤمنون في هذه الأزمنة المتأخرة كثيرة متنوعة، فهناك فتن الشبهات والشهوات، وفتنة المال والجاه، وفتنة الشهرة، وهناك فتنة غلبة الظلمة والطواغيت وغير ذلك من الفتن الكثيرة، نسأل الله العافية.
وقد ذكر العلماء عوامل وأسباباً للثبات على الحق، نذكر منها على سبيل الإشارة ما يلي:
1ـ اللجوء إلى الله وإعلان الافتقار إليه ودعاؤه:
فليس بالعبد غناء عن ربه طرفة عين، فإن لم يثبته ربه ضل وهلك وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً)
ولأجل هذا كان رسول الله صلى الله وسلم يدعو ربه أن يثبت قلبه على دينه، وكثيراً ما كان يقسم فيقول: "لا ومقلوب القلوب"
إن استشعار العبد فقره وحاجته إلى ربه ومولاه يجعله دائم الارتباط به، دائم الإقبال عليه، فيتولاه ربه ويصرف عنه السوء والفحشاء والفتن.
2ـ تدبر القرآن ومدارسته والعمل به:
قال الله(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً)، وقال (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين) .
وإن القرآن يشتمل على الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد كما قال تعالى
( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم . وأن عذابي هو العذاب الأليم) وغيرها من الآيات،
كما أن مدارسته وسماعه تزيد الإيمان، كما قال تعالى ( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
وقال تعالى عن المؤمنين (وإذا تليت عليهم آيته زادتهم إيماناً) والقرآن شفاء لأمراض الشبهات والشهوات كما قال تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) وقال (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) فإذا سلم القلب من أمراض الشبهات والشهوات كان أقوى على مواجهة الفتن، وأكثر ثباتاً على الحق.
كما أنه يشتمل على قصص السابقين التي تبشر المؤمنين بالنصر والتمكين وتبين عاقبة الظالمين والمجرمين (وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك)
فلهذه الأسباب وغيرها كانت مدارسة القرآن من أعظم أسباب الثبات.
3ـ العمل بطاعة الله والكف عن معاصيه:
فالطاعات أغذية للقلوب، كما أن المعاصي سموم تصيب القلب في مقتل، قال الله تعالى(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون). وقال تعالى (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً) فمهما أطاع العبد ربه والتزم أوامره، وانتهى عما نهى عنه كان قويا في مواجهة الفتن، ومهما كان مفرطاً في اتباع الشرع، مقبلاً على المعاصي كان ضعيفاً أمام الفتن، قال بعضهم:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
4ـ كثرة ذكر الله عز وجل:
فالله جل وعلا يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)
وقال الله عز وجل (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ألم تر أن الله عز وجل لما أرسل موسى وهارون إلى فرعون أوصاهما بالإكثار من ذكره سبحانه، فقال (ولا تنيا في ذكري)
وأمر الله المؤمنين عند ملاقاة الكفار بأن يكثروا من ذكره فقال: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) فكثرة الذكر تقوي القلب والبدن، فيستعان بالذكر في مواجهة الفتن والابتلاءات وعند ملاقاة الأعداء.
5ـ القرب من العلماء العاملين
فإن العلماء هم ورثة الأنبياء الذين يأخذون بأيدي أتباعهم إلى الله، قال أنس رضي الله عنه وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.كيف لا وقد قال الله عز وجل في حق رسوله مع أمته: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
قال الشيخ سعيد حوى رحمه الله معلقا على مقولة أنس رضي الله عنه في الحديث ما يدل على أن الرقي القلبي منوط بالاجتماع مع أهل الحق، والارتباط الروحي بهم، ومن هنا نؤكد على الانتساب للعلماء العاملين، والربانيين المخلصين.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله واصفاً شيخه ابن تيمية رحمه الله: وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوة ويقينا وطمأنينة.
ولأن القلوب تتقلب، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه الثبات على الحق "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فنسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخره
وقرأت ايضا
الأسبـــاب والأعمال التي تعيننا على الثبات في طاعه الله تبارك وتعالى!!
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم الجبل فضربه برجله فقال "اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان"[رواه البخاري]
ومنذ هذه اللحظة فاعتبر نفسك كالجبل، فعليك أن تثبت ولا تضيِّع ما قدمت من أعمال مهما كانت قليله او صغيره فى نظرك لعلها عن الله كبيره وثوابها عظيم فالطاعه يليها طاعه اكبر منها ان شاء الله،ومن الأسبـــاب والأعمال التي تعينك على الثبات:
1) تجديد الاحتساب :جدد نواياك، استحضرها دائمًا ومررها على قلبك حتى تكون سببًا في ثباتك.
2) زدّ من الجرعة القرآنية: فالقرآن من أعظم أسباب الثبات، لقوله تعالى {..كَذَلِكَ لِنثَبِّتَ بِهِ فؤَادَكَ وَرَتَّلنَاه تَرتِيلًا}[الفرقان: 32] .. فإن كنت تقرأ ختمة في الشهر فجعلها ختمتين وهكذا.
3) تجديد التوحيد:قال تعالى {يثَبِّت اللَّه الَّذِينَ آَمَنوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَفِي الآَخِرَةِ ..} [إبراهيم: 27]
فأكثِّر من قول لا إله إلا الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
4)أعمـــال المثــابرة :أي الطاعات التي تستغرق منك بعض المجهود، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بني الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر"[رواه الترمذي وصححه الألباني]،وعليك أن تكثِّر من النوافل بشكل عام،يقول تعالى في الحديث القدسي "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" [رواه البخاري]
5) الإكثار من الذكر:فالذكر من أعظم أسباب التثبيت،قال تعالى {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آَمَنوا إِذَا لَقِيتم فِئَةً فَاثبتوا وَاذكروا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكم تفلِحونَ}[الأنفال: 45]،فعليك بكثرة الإستغفار .. عن عبد بن بسر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
وأكثر من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم .. فإنها من أعظم المكفرات وهي الدليل إلى الجنة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة"[رواه ابن ماجة وصححه الألباني]،وأكثِّر من التسبيح والتحميد وقول لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا يفتر لسانك من ذكر الله.
6) الإكثار من الدعــــاء:وبالأخص قول {رَبَّنَا لَا تزِغ قلوبَنَا بَعدَ إِذ هَدَيتَنَا وَهَب لَنَا مِن لَدنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّاب}[آل عمران: 8]، وقل كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
7) تشييــع جنــــازة:كي تتذكر الموت وما بعده من نعيم الجنة أو عذاب النار فهي من أعظم أسباب الثبات،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين"[متفق عليه]
8) الدعوة إلى الله تعالى:فالدعوة سبب للإستقامة، كما في قوله تعالى {فَلِذَلِكَ فَادع وَاستَقِم كَمَا أمِرتَ ..}[الشورى: 15]،والدعوة واجب علينا جميعًا ومن الممكن أن تكون عن طريق شريط أو كتاب .. في العمل وداخل البيت لأفراد الأسرة بالأساليب التي تؤلِّف بها قلوبهم ، قال تعالى {وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ}[الشعراء: 214]
9) احرص على أن يكون لك رفقة إيمانية:حتى تعينك على الطاعة.
10) الإستماع إلى المواعظ: لكي تجدد نشاطك وإيمانك، قال تعالى{..وَلَو أَنَّهم فَعَلوا مَا يوعَظونَ بِهِ لَكَانَ خَيرًا لَهم وَأَشَدَّ تَثبِيتًا} ...
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
آخر تعديل بواسطة مستر/ عصام الجاويش ، 03-04-2010 الساعة 12:13 AM
|