عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 03-04-2010, 10:49 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 826
معدل تقييم المستوى: 15
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

الهيكل العظمي المتكون من العظام


يحتوي جسم الإنسان على 206 عظم، ربما تتساءلون عن السبب في وجود مثل هذا العدد الكبير من العظام في أجسامنا . ولكن المثال الآتي سيزيل علامات الاستفهام من مخيلتنا وسيقنعنا بأهمية هذا العدد من العظام . فلو كانت الأصابع تتألف من عظم واحد فقط لما استطعنا أبدا الإمساك بهذا الكتاب الذي بين أيدينا، لماذا؟ لأن عظما واحدا يجعل الإصبع منتصبا، ولا يكون قابلا للانطواء، وإذا حاولنا أن نطويها تتعرض للانكسار، وبالتالي سوف نعجز عن الإمساك بالأشياء وحتى عن الكتابة أو تناول الطعام . فالذي يسهل علينا الإمساك بالكتابة أو الإمساك بالفاكهة التي نأكلها أو القيام بأي عمل آخر باستخدام أصابع اليد يرجع إلى تكون اليد والأصابع من 27 عظما .




وكما ذكرنا في السطور السابقة، يحتوي جسم الإنسان على 206 عظام مرتبطة مع بعضها البعض . وهذه العظام موزعة في أنحاء الجسم بصورة رائعة . ووفق هذا التوزيع نستطيع أن ننحني أو نلوي سيقاننا أو ندير رؤوسنا بسهولة ويسر، إلا أن جميع هذه الأعمال لا نستطيع أن نقوم بها بواسطة العظام فقط لأن العظام صلبة ولا يمكن أن تنحني أو تنطوي . ولهذا فالعظام ترتبط ببعضها البعض بنقاط رابطة تدعى المفاصل . وبواسطة هذه المفاصل نستطيع بسهولة أن نطوي الذراع أو أن نرفع سيقاننا ونحرك أصابعنا .


ولأجل
أن نفهم الأهمية الكبرى لوجود المفاصل في أجسامنا دعونا نطلع على المثال الآتي :

لنفرض أننا صنعنا دمية من خشب، فنحن في حاجة طبعا إلى جزء متحرك يربط كتف الدمية مع ذراعها وذلك لتسهيل تحريك هذا الذراع، وسنحتاج إلى جزء متحرك آخر يربط الساق بالجذع للسبب نفسه . وينبغي أن نفعل الشيء نفسه في صنع الذراعين والساقين، أي أن نجعلها متكونين من قطع مرتبطة ببعضها البعض بأجزاء متحركة، فعندئذ نستطيع أن نطوي ذراع الدمية من المرفق والرسغ وأن نطوي الساق من الركبة والكعب . ومن هنا تتضح لنا أهمية تكون الهيكل العظمي من عدد كبير من العظام والمفاصل .




الخصائص الفريدة للعظام


هناك أنواع متعددة للمفاصل التي تربط العظام، فهناك مفصل يسهل على العظام الحركة للإمام والخلف، وأخرى تسمح بالحركة في جهة الجانب . ولنتفحص معا ولو بشكل مبسط جوف العظام والمفاصل .

كما تعلمون أعزائي الأطفال، إن العظام تقوم بحمل ثقل الجسم وحمايته، ولهذا السبب خلقت بالصلابة والقوة التي تتطلبها عملية الحمل . وتتميز عظامنا بكونها مجوفة على شاكلة خلية النحل المليئة بالثقوب، وبالتالي توصف عظامنا بأنها خفيفة نسبيا .




يرى في الصورة البناء المثقوب الذي يكسب العظام قوتها المعروفة. وقد شُيّد برج إيفل المعروف بأسلوب شبيه ببناء العظام الداخلي.
وهذه الثقوب العديدة تجعل عظامنا متينة وصلبة بالرغم من كونها خفيفة، ولكن هذا لا يعنى أن عظامنا سهلة الكسر . وبالعكس فهي أكثر قوة بخمسة أضعاف من الفولاذ . وعلى سبيل المثال يستطيع عظم الفخذ في حالة انتصابه أن يحمل ثقلا مقداره طنا كاملا، ويستطيع أن يحمل ثقلا مقداره ثلاثة أضعاف ثقل الجسم في حالة المشي . ولا يحدث شيء ضار بالنسبة إلينا بفضل القوة التي تتميز بها عظام هيكلنا العظمي




الجمجمة: العظم الواقي للمخ


تتولى الجمجمة حماية المخ وكذلك توفر نقاط ربط للعينين والأذنين والأنف والفم. وتبدو الجمجمة في شكلها بسيطة نوعا ما، ولكنها في الحقيقة من أكثر عظام الهيكل العظمي تعقيدا لأنها تتألف بمفردها من 22 عظما ترتبط فيما بين بعضها البعض ارتباطا وثيقا.
ولكن ما هو الشيء الذي يكسب عظامنا هذه الصلابة؟ إن الجواب كامن في تكوين العظام نفسها . فجوف العظام يشبه خلية النحل من حيث الثقوب المتشعبة والمرتبطة ببعضها البعض . وهذا التركيب يجعل العظام خفيفة وصلبة في آن واحد . ولو حدث العكس، أي لو كانت العظام ممتلئة لأصبحت ثقيلة الوزن ولكانت سهلة الكسر وعديمة المرونة أمام المؤثرات الخارجية . أي أن عظام ذراع الإنسان تصبح في هذه الحالة سهلة الكسر لو اصطدمت مثلا بزاوية دولاب الملابس التي توجد في الغرفة . ولكن العظام خلقت بالمرونة والمتانة المعروفة كي نستطيع أن نمارس الحركة والنشاط بكل سهولة ويسر . وكل ذلك بفضل الله عز وجل ورحمته الواسعة .



تبدأ العظام في النمو منذ لحظة الولادة وحتى سنّ البلوغ، ويكون هذا النمو شاملا لكل العظام وبالتناسب فيما بينها. وبسبب هذا التناسب يزداد طول جسم الإنسان كلما تقدم في العمر حتى سن البلوغ.


تتكون العظام من مادة خاصة يوليها العلماء اهتماما خاصا منذ أمد بعيد ويحاولون إنتاجها في مختبراتهم صناعيا . وتتميز هذه المادة بكونها خفيفة وقوية، والأهم من ذلك أنها قادرة على تنمية نفسها بنفسها . فغالبا ما لاحظتم أن هناك فرقا في الطول بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-5 أعوام وبين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19-20 عاما . ويرجع سبب هذا الفرق إلى اختلاف طول العظام حسب الفئة العُمْرية . وبالإضافة إلى هذا فإنّ نمو العظام يحدث بتناسب فيما بينها . فعندما يحدث نمو في عظام الساق يحدث في الوقت نفسه نمو في عظام الذراع وبشكل متناسب تماما . وكذلك تنمو عظام الأصابع بالتناسب فيما بينها سواء أكانت في اليدين أو القدمين . وهذه الخاصية لنمو العظام موجودة في جسم كل الإنسان .

وكما بينا سابقا فإن العلماء يبذلون جهدا حثيثا لإنتاج مادة شبيهة بمادة العظام، ولكن دون جدوى فلا أحد بإمكانه إنتاج مثل هذه المادة الفريدة في خصائصها، وهي المادة التي تتكون منها العظام التي خلقها الله عز وجل بقدرته ورحمته كي نتحرك ونمارس نشاطات مختلفة بكل سهولة ويسر ودون ألم، فتبارك الله أحسن الخالقين .
مفاصلنا القادرة على صيانة نفسها بنفسها



قد أوضحنا فيما سبق أن العظام ترتبط ببعضها البعض بنقاط ربط تدعى المفاصل . وعلى سبيل فالمرفق والركبة مفصلان من مفاصل الجسم التي بواسطتها نحرك أطرافنا بكل سهولة . ولا تحتاج هذه المفاصل إلى تزييت نتيجة حركتها المستمرة مدى الحياة، إلا أن ثمة آلات عملها شبيه بعمل المفاصل تحتاج إلى تزييت بصورة دورية . فعلى سبيل المثال تحتاج دواسات الدرجات الهوائية إلى التزييت مثلها مثل السلسلة المعدنية المرتبطة بها لأن الحركة الدائمة تؤدي إلى تقليل الزيت وبالتالي تصّعب حركتها .

أما مفاصل الجسم فلا تحتاج إلى تزييت بالرغم من تعرض رؤوسها إلى حركة دائمة متوازية مع حركة الجسم . ولكن لماذا؟ إن هذا السؤال شغل بال العلماء كثيرا وبذلوا جهودا كبيرا من أجل التوصل إلى إجابة عليه، ثم اكتشفوا أن سطح المفاصل يتميز بتركيب رفيع ومثقوب . ويوحد سائل زيتي تحت هذا السطح مباشرة، فإذا ضغط العظم على إحدى نواحي المفصل يبدأ السائل الزيتي في التدفق من الثقوب ليصبح سطح المفصل زلقا ومرنا .



إن هذه الأمثلة تثبت لنا أن جسم الإنسان مخلوق بصفات وميزات فريدة ورائعة . وهو نتيجة لعلمية خلق إعجازية . ونحن إذ نمارس حياتنا اليومية بهذا النشاط والحيوية فإننا نستخدم عظام أجسامنا ومفاصلها للقيام بمختلف الحركات وفي جميع الاتجاهات . والذي جعل العظام والمفاصل بهذه الخصائص هو الله العليم القدير، وقد دعا الإنسان إلى التفكر في كيفية خلق العظام فقال سبحانه :
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . البقرة، 259




تؤدي الخلايا العظمية الهدمية وظائفها دون أي خطأ في المقاييس وكأنها نحات ماهر، فهي تعرف جيدا مقاييس العظام و أبعادها. وهي تتكاثر عند اللزوم وتتوقف عند الضرورة أيضا. والآن، فكروا قليلا فيما لو استمرت عظام اليدين أو الساقين في النمو. إنه شيء مخيف حقا، ولكن مثل هذا الأمر لا يحدث أبدا. وهذا الأمر يعكس حقيقة مهمة وهي أن الخلايا تمارس نشاطها بإلهام من الله تعالى جلت قدرته.

كيف يلتئم العظم المكسور؟





لا يستوي أي عظم من عظام القدم مع أي عظم من عظام اليد، فكل عظم في الجسم له شكله وسمكه وأبعاده الخاصة به. ولكنها جميعا نتاج نوع واحد من الخلايا وهي الخلايا البنائية العظمية.




لقد تحدثنا فيما سبق عن خصائص العظام ذات القوة والصلابة، ولكن هذه العظام قد تتعرض إلى كسر نتيجة بعض الصدمات والضربات الخارجية . ولكن ما الذي يحدث بعد انكسار العظم؟ يبدأ العظم بترميم نفسه، وكل ما يفعله الأطباء في حالات الكسور هو إعادة العظم إلى موضعه الصحيح وإحاطته بطبقة من الجبس كي يلتئم في موضعه الصحيح من تلقاء نفسه . وهي حالة عجيبة بالفعل أن يرمم العظم نفسه وأن يرجع أقوى مما كان قبل الكسر . وهذه الحالة المعجزة تحدث على النحو الآتي :



قبل كل شيء يبدأ الدم المحيط بالعظم المكسور بالتخثر، وتتكون طبقة كبيرة من الخثرة الدموية تدعى "الهماتوم ". وهذه الطبقة تشبه القشرة التي تتكون على الجروح التي تعرفونها جيدا، ومن ثم تبدأ الخلايا العظمية البنائية في تحويل هذه الطبقة إلى عظم، وبعدها تبدأ الخلايا العظمية الهدمية في العمل .

وينحصر عملها في إضفاء شكل معين للعظم الجديد عبر إفراز حامض الهيدروكلوريك . وتسلك هذه الخلايا الهدمية سلوك نحات ماهر يتفنن في إعطاء شكل معين لما ينحته . وتستمر هذه العملية حتى يتخذ العظم الجديد شكله السابق . وقد تستمر الخلايا العظيمة الهدمية في العمل لمدة سنة ما بعد حادث الكسر ودون أن نشعر وذلك كي يرجع العظم الجديد إلى حالته السابقة تماما .
وهي تشبه تماما النحات الماهر الذي يعمل بدأب وصبر كي ينحت الشيء ويعطيه شكله المناسب . ويتضح لنا أن عمل الخلايا العظمية بهذا الشكل الواعي هو دليل على كونها مخلوقات راقية بالرغم من كونها لا تملك عيونا مبصرة . والخلايا البنائية تعلم جيدا أين تبدأ بالعمل ومتى تنهيه . وبعدها يأتي الدور على الخلايا الهدمية التي تدرك جيدا أن العظم الجديد في حاجة إلى تهذيب . وتبدأ في تهذيبه مثل نحات ماهر يدرك ما يفعل وذلك باستخدام حامض الهيدروكلوريك بكمية زائدة هنا وكمية أقل هناك حتى يتخذ العظم شكله الطبيعي .
لقد تعرفنا على الخلايا العظمية بعد هذا العرض الموجز، وتعلمنا كيف ومتى وأين تتصرف بالشكل المطلوب والصحيح . وهذه الخلايا تعمل ضمن نظام رائع لترميم العظام وإعادتها إلى الشكل السابق الذي كان قبل حادث الكسر . ويحاول العلماء أيضا منذ سنوات عديدة تقليد الخلايا العظمية في عملها مختبريا ولكن دون جدوى .

ولكن من أين اكتسبت الخلايا العظيمة هذه القدرة على الترميم ؟ كيف تعرف الخلايا العظمية المواد اللازمة لبناء العظام؟ وكيف تعرف الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا البناء؟ لقد اطلعنا معا على نوعين من الخلايا العظمية البنائية والهدمية . كيف قامت الخلايا العظمية بتوزيع المهام فيما بينها؟ كيف لا يحدث تضارب أو خلط بين النوع الأول والثاني؟ هل اكتسبت الخلايا العظمية هذه المزايا من تلقاء نفسها؟
من المستحيل طبعا أن تكتسب الخلايا غير المرئية بالعين المجردة هذه المزايا من تلقاء نفسها، ومن المستحيل أيضا أن تكون قد اكتسبتها بالمصادفة . إذن فالخلايا العظمية تسلك هذا سلوك النحات الماهر بفضل الإلهام الإلهي وتوجيهه جلت قدرته .
العظام؟ مثلما ذكرنا سابقا فإن الجسم يحتوي على



هل فكرتم كيف تقوم خلايا الجسم بتكوين 206 عظام، إلا أن معظم هذه العظام تختلف فيما بينها من حيث الشكل , ويبدأ الاختلاف في الظهور في الأيام الأولى لتكونها، أي عندما يكون الإنسان جنينا في بطن أمه . فكلما ازدادت خلايا الجنين عددا ازدادت تخصصا واختلافا فيما بينها، وكأنها تعرف مسْبقا الشكل والوظيفة اللذين ستتخذها .
فبعض الخلايا تتحول إلى عظام والبعض الآخر تتحول إلى الكبد وهكذا بالنسبة إلى باقي الخلايا . إلا أن هذه الخلايا لا تكتفي بتشكيل الأعضاء الجسمية التي نعرفها بل إن الاختلاف بين الخلايا يحدث بين الخلايا المكونة للعضو الواحد أيضا . وعلى سبيل المثال تبدأ الخلايا العظمية باتخاذ الشكل المناسب في المكان المناسب من الجسم .


لعظام جمجمة الطفل فراغات بينية تمتلأ كلما تقدم في العمر.
فعظام القدم تتخذ شكلا مقوسا نحو الداخل بسلوك الخلايا العظمية المكونة لها، ومثلها عظام الأصابع أيضا . وكذلك عظام الجمجمة التي تتخذ شكلا مناسبا مع حجم المخ الذي تحيط به . فلا هي صغيرة أكثر مما ينبغي وبذلك تحول دون الضغط على المخ، ولاهي كبيرة أكثر مما ينبغي بحيث تسبب قلقا للإنسان، إنها تمام مثلما ينبغي أن تكون .


ترى من أين تعلمت الخلايا هذا القياس الدقيق عند اتخاذ الشكل المناسب، وكيف عرفت أنها ينبغي أن تكون خلية عظمية وتكون ذات شكل معين؟ إن الله عز وجل هو الذي خلق هذه الخلايا وألهمها وظائفها بعلمه الواسع الذي ورد ذكره في القرآن الكريم :



تنمو عظام اليد مثلها مثل باقي عظام الجسم كلما تقدم العمر، والملفت للنظر هنا هو نمو العظام بالتناسب فيما بينها.

وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ . الروم، 26-27

__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس