عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-04-2010, 04:54 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو العتاهية

مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْلهُ أدَبُ
للمَرْءِ في الحِرْصِ همّة ٌعَجَبُ
للّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَلَهُ،
فِي جمعِ مالٍ مَا لَهُأدَبُ
مَا زالَ حِرْصُ الحرِيصِيُطْمِعُهُ
في دَرْكِهِ الشّيءَ، دونَهالطّلَبُ
مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّولاَ
فارَقَهُ التّعسُ مِنْهُوالنّصَبُ
البَغْيُ والحِرْصُ والهَوَىفِتَنٌ
لم يَنْجُ عنها عُجْمٌ ولاعَربُ
ليَسَ على المَرْءِ فيقَناعَتِهِ،
إنْ هيَ صَحّتْ، أذًى ولانَصبُ
مَن لم يكِنْ بالكَفافِمُقْتَنِعاً،
لَمْ تكفِهِ الأرْضُ كلُّهَاذَهَبُ
مَنْ أمكَنَ الشَّكَّ مِنْعزِيمتِهِ
لَمْ يَزَلِ الرأْيُ مِنْهُيضْطَرِبُ
مَنْ عَرَفَ الدَّهْرُ لمْ يزلْحذراً
يَحذرُ شِدَّاتِهِويرْتقِبُ
مَنْ لَزِمَ الحِقْدَ لم يَزَلْكَمِداً،
تُغرِقُهُ، في بُحُورِها،الكُرَبُ
المَرْءُ مُستَأنِسٌ بمَنْزِلَةٍ،
تُقْتَلُ سُكّانُها،وتُستَلَبُ
والمرءُ فِي لهوهِوباطِلِهِ
والمَوْتُ مِنْهُ فِي الكُلِّمقتَرِبُ
يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَصِباً
والعُجْبُ واللّهْوُ مِنكَواللّعِبُ
دارُكَ تَنعَى إلَيكَساكِنَهَا،
قَصرُكَ تُبلي جَديدَهُالحِقَبُ
يا جامِعَ المالِ منذُ كانَغداً
يأْتِي عَلَى ما جمعتَهُالحرَبُ
إيَّاكَ أنْ تأْمَنَ الزَّمَانَفَمَا
زالَ عَلَيْنَا الزّمانُيَنْقَلِبُ
إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُظُلَمٌ
إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُكذِبُ
بينَا تَرَى القَوْمَ فِيمَجَلَّتِهِمْ
إذْ قيلَ بادوا، وقيلَ قَدذَهَبُوا
إنِّي رأَيْتُ الشَّرِيفَمعتَرِفاً
مُصْطَبِراً للحُقُوق، إذْتَجِبُ
وقدْ عَرَفْتُ اللِّئامَ لَيْسَلهمْ
عَهْدٌ، ولا خِلّة ٌ، ولاحَسَبُ
احذَرْ عَلَيْكَ اللِّئامَإنَّهُمُ
لَيسَ يُبالُونَ منكَ مارَكِبُوا
فنِصْفُ خَلْقِ اللِّئامِ مُذْخُلِقُوا
ذُلٌّ ذَليلٌ، ونِصْفُهُشَغَبُ
فِرَّ مِنَ اللُّؤْمِواللِّئامِ وَلاَ
تَدْنُ إليْهِمْ فَإنَّهُمْجَرَبُ

أبو العتاهية

أيا إخوتي آجالُناتتقرَّبُ
ونحْنُ معَ الأهلينَ نَلْهُوونَلْعَبُ
أُعَدّدُ أيّامي، وأُحْصِيحِسابَها،
ومَا غَفْلَتِي عَمَّا أعُدُّوَأحسِبُ
غَداً إنَّا منْ ذَا اليومِأدْنَى إلى الفَنَا
وبَعْدَ غَد إليهِ أدنىوأقرَبُ

أبو العتاهية

يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبوأبي،
وأبُوهُ عدِّي لا أبَا لكِواحْسُبِي
عُدّي، فإنّي قد نَظَرْتُ، فلمأجدْ
بينِي وبيْنَ أبيكِ آدَمَ مِنْأبِ
أفأنْتِ تَرْجينَ السّلامَة َبَعدَهمْ،
هَلاّ هُديتِ لسَمتِ وجهِالمَطلَبِ
قَدْ ماتَ ما بينَ الجنينِ إلىالرَّضيعِ
إلىالفطِيْمِ إلى الكبيرِالأشيبِ
فإلى متَى هذَا أرانِيلاعباً
وأرَى َ المنِّية َ إنْ أتَتْلم تلعَبِ

أبو العتاهية

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِعيني
فلم يُغنِ البُكاءُ ولاالنّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ علىشَبابٍ،
نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُالخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُغضاً
كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِالقَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُيَوْماً،
فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَالمَشيبُ

أبو العتاهية

لِدُوا للموتِ وابنُوالِلخُرابِ
فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلىتَبابِ
لمنْ نبنِي ونحنُ إلىترابِ
نصِيرُ كمَا خُلِقْنَا منْترابِ
ألا يا مَوْتُ! لم أرَ منكَبُدّاً،
أتيتَ وما تحِيفُ وماتُحَابِي
كأنّكَ قد هَجَمتَ علىمَشيبي،
كَما هَجَمَ المَشيبُ علىشَبابي
أيا دُنيايَ! ما ليَ لاأراني
أسُومُكِ منزِلاً ألا نبَابِي
ألا وأراكَ تَبذُلُ، يازَماني،
لِيَ الدُّنيا وتسرِعُباستلابِي
وإنَّكِ يا زمانُ لذُوصروفُ
وإنَّكَ يا زمانُ لذُوانقلابِ
فما لي لستُ أحلِبُ منكَشَطراً،
فأحْمَدَ منكَ عاقِبَة َالحِلابِ
وما ليَ لا أُلِحّ عَلَيكَ،إلاّ
بَعَثْتَ الهَمّ لي مِنْ كلّبابِ
أراكِ وإنْ طلِبْتِ بكلِّوجْهٍ
كحُلمِ النّوْمِ، أوْ ظِلِّالسّحابِ
أو الأمسِ الذي ولَّىذهَاباً
وليسَ يَعودُ، أوْ لمعِالسّرابِ
وهذا الخلقُ منكِ علىوفاءِ
وارجلُهُمْ جميعاً فيالرِّكابِ
وموعِدُ كلِّ ذِي عملٍوسعيٍ
بمَا أسدَى ، غداً دارالثّوَابِ
نقلَّدت العِظامُ منَالبرايَا
كأنّي قد أمِنْتُ مِنَالعِقاب
ومَهما دُمتُ في الدّنْياحَريصاً،
فإني لا أفِيقُ إلىالصوابِ
سأسألُ عنْ أمورٍ كُنْتُفِيهَا
فَما عذرِي هُنَاكَ وَمَاجوَابِي
بأيّة ِ حُجّة ٍ أحْتَجّ يَوْمَالـ
ـحِسابِ، إذا دُعيتُ إلىالحسابِ
هُما أمْرانِ يُوضِحُ عَنْهُمالي
كتابي، حِينَ أنْظُرُ فيكتابي
فَإمَّا أنْ أخَلَّدَ فينعِيْم
وإمَّا أنْ أحَلَّدَ فيعذابِي

أبو العتاهية

لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُيفُوتُ
إذْ نحْنُ نعلمُ أنَّنَاسنمُوتُ
مَنْ لم يُوالِ الله والرُّسْلَالتي
نصَحتْ لهُ، فوَليُّهُالطّاغوتُ
عُلَماؤنَا مِنّا يَرَوْنَعَجائِباً،
وَهُمُ على ما يُبصِرونَسكُوتُ
تفنيهمِ الدُّنيا بوشْكٍزوالِهَا
فجميعُهُمْ بغرورِهَامبْهُوتُ
وبحسبِ مَن يَسمو إلى الشّهواتِما
يكفيهِ مِنْ شهواتِهِويقُوتُ
يَا برزخَ الموْتَى الذِينَزَلُوا بهِ
فهُمُ رُقُودٌ في ثَراهُ،خُفُوتُ
كَمْ فيكَ ممَّنْ كانَ يوصَلُحَبْلُهُ
قد صارَ بعَدُ وحَبلُهمَبتوتُ

أبو العتاهية

كأنّني بالدّيارِ قَدخَرِبَتْ،
وبالدّموعِ الغِزارِ قَدسُكبَتْ
فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِيا
دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْكَلِبَتْ
الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِيةٌ
وكُلُّ نفسٍ تجزَى بِمَاكَسَبُتْ
يَا لكِ منْ جيفَة ٍ معفَّنَةٍ
أيّ امتِناعٍ لهَا إذاطُلِبَتْ
ظَلَّتْ عَلَيْها الغُوَاة ُعاكِفَة ً
ومَا تُبَالِي الغُوَاة ُ مَاركِبَتْ
هيَ التي لم تَزَلْ مُنَغِّصَةً،
لا درَّ دَرُّ الدُّنْيَا إذَااحتلِبَتْ
ما كُلُّ ذِي حاجة ٍبمدركِهَا
كمْ منْ يَدٍ لاَ تَنَالُ مَأطلبَتْ
في النّاسِ مَنْ تَسهُلُالمَطالبُ أحْـ
ـياناً عَلَيهِ، ورُبّماصَعُبَتْ
وشرَّة ُ النَّاسِ رُبَّمَاجمحتْ
وشهوَة ُ النّفسِ رُبّماغَلَبَتْ
مَنْ لم يَسَعُهُ الكَفافُمُقْتَنِعاً،
ضاقتْ عَلَيْهِ الدّنيَا بِمَارحُبَتْ
وبَينَما المَرْءُ تَستَقيمُلَهُ الـ
الدُّنيا علَى مَا اشتَهَى إذاانقلبَتْ
مَا كذبتنِي عينٌ رأَيتُبِهَا
الأمواتَ والعينُ رُبَّماكذبَتْ
وأيّ عَيشٍ، والعَيشُمُنقَطِعٌ؛
وأيّ طَعْمٍ لِلَذّة ٍذَهَبَتْ
ويحَ عقولِ المستعصمينَبدارِ
الذلِّ فِي أيِّ منشبٍنشبَتْ
منْ يبرِمُ الانتقاضَ مِنْهَاومنْ
يُخمِدُ نيرانَها، إذاالتَهَبَتْ
ومَنْ يُعَزّيهِ مِنْمَصائِبِها؛
ومَنْ يُقيلُ الدّنْيا إذانَكَبَتْ
يا رُبّ عَينٍ للشّرّ جالِبَةٍ،
فتلْكَ عينٌ تُجلَى بِمَاجَلَبَتْ
والنَّاسُ في غفلة ٍ وقدخَلَتِ
الآجالُ من وقتِهاواقتربتْ

أبو العتاهية

نسيتُ الموتَ فيمَا قدْنسِيتُ
كأنّي لا أرَى أحَداًيَمُوتُ
أليسَ الموْتُ غاية َ كلّحيٍّ،
فَمَا لي لاَ أُبادِرُ مَايفوتُ

أبو العتاهية

مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْيمُتْ
والمَنايا لا تُبالي مَنْأتَتْ
كم وكم قد درَجتْ، منقَبلِنا،
منْ قرونٍ وقُرُونٍ قَدْمضتْ
أيّها المَغرورُ ما هذاالصِّبَا؟
لَوْ نهيتَ النفْسَ عَنْهُلانْتَهتْ
أنِسِيتَ المْوتَ جَهْلاًوالبِلَى
وسَلَتْ نفْسُكَ عَنْهُولَهَتْ
نحنُ في دارِ بَلاءٍ وأذًى،
وشَقَاءٍ، وعَنَاءٍ،وعَنَتْ
مَنْزِلٌ ما يَثبُتُ المَرْءُبِهِ
سالماً، إلاّ قَليلاً إنْثَبَتْ
بينمَا الإنسانُ فِي الدُّنيالَهُ
حرَكاتٌ مُقلِقاتٌ، إذْخَفَتْ
أبَتِ الدّنْيَا علىسُكّانِها،
في البِلى والنّقصِ، إلاّ ماأبَتْ
إنّما الدّنْيا مَتاعٌ، بُلغةٌ،
كَيفَما زَجّيْتَ في الدّنيازَجَتْ
رحمَ اللهُ امرءاً انصفَمِنْ
نَفسِهِ، إذ قالَ خيراً، أوْسكَتْ

أبو العتاهية

للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِالمُشْعَباتْ،
أخَذوا جَميعاً في حَديثِالتُّرَّهات
وأمَا وربِّ المسجِدينِكِلاَهُمَا
وأمَا وربِّ مِنَي وربِّالرَّاقصاتْ
وأما وربِّ البيتِ ذِيالأستَارِ
والمسعَى وزمزَمَ والهدايَاالمشْعِراتْ
إنَّ الذِي خُلِقَتْ لهُالدُّنْيا ومَا
فيها لنَا ذُلٌّ يَجِلّ عنِالصّفاتْ
فلينظُرِ الرَّجُلُ اللَّبيبُلنفسِهِ
فجميعُ مَا هوَ كائنٌ لاَ بُدَّآتْ

أبو العتاهية

منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّبذكرِهِ
وحيٌّ سليمٌ وهْوَ فِي النَّاسِمَيتُ
فأمَّا الذي قَدْ ماتَ والذِكرُناشرٌ
فمَيتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُيُنعَتُ
وأمّا الذي يَمشي، وقد ماتَذِكرُهُ،
فأحْمَقُ أفنى دينَهُ، وهوَأمْوَتُ
وما زالَ مِنْ قوْمي خَطيبٌوشاعِرٌ،
وحاكِمُ عَدْلٍ، فاصِلٌ،مُتَثَبِّتُ
سأضرِبُ أمثالاً لمَنْ كانَعاقِلاً،
يسيرُ بها مِنِّي رَوِيٌّمبيَّتُ
وحَيّة ُ أرْضٍ لَيسَ يُرْجَىسَليمُها
تراهَا إلَى أعدَائِهِتتفَلَّتُ

أبو العتاهية

قَلّ للّيْلِ وللنّهارِاكْتِراثي،
وهُما دائِبانِ في استِحثَاثي
ما بَقائي على اخْتِرامِاللّيالي،
ودَبيبِ السَّاعَاتِ بالأحداثِ
يا أخِي مَا أغرَّنَاباِلمَنَايَا
فِي اتِّخاذِ الأَثاثِ بَعْدَالأثَاثِ
لَيتَ شِعري، وكيفَ أنتَ، إذاما
وَلوَلَتْ باسمِكَ النّساءُألرّواثي
لَيتَ شِعري،وكيفَ أنتَمُسجَى
تحتَ رَدْمٍ حَثَاهُ فَوْقَكَحاثي
لَيتَ شِعري، وكَيفَما حالُكَفيـ
ـمَا هُناكَ تكونُ بَعدَ ثَلاثِ
إنَّ يوماً يكونُ فيهِبمالِ
ـمَرْءِ أدْلى بهِ ذَووالمِيراثِ
لحقِيقٌ بإنْ يكونَ الَّذِييرْ
حَلُ عمَّا حَوَى قَلِيلَالتَّرَاثِي
أيّها المُستَغيثُ بي حَسبُكَالله
مُغيثُ الأنَامِ مِنْمُسْتَغاثِ
فلَعَمري لَرُبّ يَوْمِقُنُوطٍ،
قَدْ أتَى اللهُ بَعْدَهُبالغِيَاثِ

أبو العتاهية

النّاسُ في الدين والدّنْيا،ذوُو درَجِ،
والمالُ ما بَينَ مَوْقوفٍ،ومُحتَلَجِ
منْ عاشَ تقْضَى لَهُ يوْماًلُبَانَتُهُ
وللمضايقِ أبوابٌ منَالفرجِ
مَنْ ضاقَ عنكَ، فأرْضُ اللهواسِعة ٌ،
في كلّ وَجْهِ مَضِيقٍ وَجْهُمُنفَرَج
قَدْ يدرِكُ الرَّاقِدُ الهادِيبرقْدَتِهِ
وقَدْ يخيبُ أخُو الرَّوْحاتِوالدَّلَجِ
خيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِأنْجَحُها،
وأضيَقُ الأمرِ أقصاهُ منَالفَرَجِ
لقَد عَلِمتُ، وإنْ قصّرْتُ فيعملي،
أَنَّ ابنَ آدَمَ لاَ يخلُو منَالحُجَجِ
أمَنْ تكُونُ تَقيّاً عندَ ذيحرجٍ
مَا يتقِي الله إلاَّ كلُّ ذِيحَرَجِ

أبو العتاهية

لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّخائفٌ
منْ رجا خافَ ومَنْ خافَرَجَا
قَلَّمَا ينجُو امرُوءٌ منْفتْنَة ٍ
عَجَباً مِمَّن نجَا كَيفَنَجَا
تَرْغَبُ النّفسُ، إذارَغّبْتَها،
وإِذَا زَجَّيْتَ بِالشِّيءِزَجَا

أبو العتاهية

أسلُكْ منَ الطُّرُقِالمَنَاهِجُ
واصبرْ وإِنْ حُمِلْتَلاَعِج
وانبُذْ هُمُومَكَ أنْتَضِيـ
ـقَ بهَا، فإنّ لهَامَخارِجْ
واقضِ الحوائِجَ مَااستطَعْتَ
ـتَ وكنْ لهَمّ أخيكَفارِجْ
فَلَخَيْرُأيّامِ الفَتَى،
يَوْمٌ قَضَى فيهِالحَوائِج

أبو العتاهية

ذَهبَ الحرصُ بأصحابِالدَّلجْ
فَهُمُ فِي غمرة ٍ ذاتِلُجَجْ
ليسَ كُلُّ الخيرِ يأْتِيعَجَلاً
إنّما الخَيرُ حُظوظٌودَرَجْ
لا يَزَالُ المَرْءُ ما عاشَلَهُ
حاجَة ٌ فِي الصَّدْرِ مِنْهُتختلِجْ
رُبَّ أمْرٍ قَدْ تضايقتُبِهِ
ثمّ يأتي الله مِنْهُبالفَرَجْ

أبو العتاهية

خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْيتفرَّجُ
ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ،فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ،والعدلُ قائمٌ
عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّأعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِيالبرِّ في الدُّجى
لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ،مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌنَقِيّة ٌ،
وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَتتجلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّةٌ،
وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة ٍ اللهِمخرجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌكَثيرَة ٌ،
ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ فيشَرَفاتِه،
فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّوتزعَجُ
وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُلمبعَّدٌ
وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَلمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا فيكَرامَة ٍ،
ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِمُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّنَفِيسَة ٌ،
وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَاوزَبْرجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّحَبيبَة ً،
فإني إلى حَظِّي منَ الدِّينأحوجُ

أبو العتاهية

تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْتنجُو
فَفِي البرِّ والتَّقوى لكَالمسْلَكُ النَّهْجُ
رأيْتُ خرابَ الدَّار يحليهِلهْوهَا
إذا اجتَمَعَ المِزْمارُوالطّبلُ والصَّنج
ألا أيّها المَغرورُ هَلْ لَكَحُجّة ٌ،
فأنْتَ بها يَوْمَ القِيامَة ِمُحتَجُّ
تُديرُ صُرُوفَ الحادِثاتِ،فإنّها
بقَلْبِكَ منها كلَّ آوِنَة ٍسَحجُ
ولاَ تحْسَبِ الحَالاَتِ تبْقَىلإهْلِهَا
فقَد يَستَقيمُ الحالُ طَوْراً،ويَعوَجّ
مَنِ استَظرَفَ الشيءَ استَلَذّبظَرْفِه،
ومَنْ مَلّ شَيئاً كانَ فيهِلهُ مَجّ
إِذَا لَجَّ أهْلُ اللُّؤْمِطَاشَتْ عُقُولُهُمْ
كَذَاكَ لجَاجاتُ اللِّئامِإِذَا لَجُّوا
تبارَكَ منْ لَمْ يَشْفِ إِلاَّالتُّقَى بهِ
وَلَمْ يأْتَلِفُ إِلاَّ بهِالنَّارُ والثَّلْجُ

أبو العتاهية

الله أكرَمُ من يُناجَى،
والمرءُ إِنْ راجَيْتَ راجَى
والمَرءُ ليسَبمُعظِمٍ
شَيئاً يُقَضّي منهُ حاجَا
كَدَرَ الصّفاءُ مِنَالصّديـ
قِ فلا ترَى إلاّ مِزاجَا
وإذا الأمُورُتَزاوَجَتْ،
فالصَّبْرُ أكْرَمُهَا نِتَاجَا
والصدقُ يعقِدُ فوقَرَأسِ
حليفهِ للبِّرِ تَاجَا
والصِدْقُ يثقُبُزندُهُ
في كلّ ناحيَة ٍ سِراجَا
ولربَّما صَدَعَالصّفا
ولربَّما شعبَ الزُّجَاجَا
يأْبَى المعَلَّقُبالهوَى
إلاَّ رَوَاحاً وادِّلاَجاً
أُرْفُقْ فعُمرُكَ عُودُذي
أوَدٍ، رأيتُ له اعوِجاجَا
والمَوْتُ يَخْتَلِجُالنّفو
سَ وإن سهتْ عنه اختلاجا
إجْعَلْ مُعَرَّجَكَالتّكَرّ
مَ مَا وجَدتَّ لَهَا انعِراجَا
يا ربَّ برْقٍشمْتُهُ
عَادَتْ مخيلَتُهُ عَجَاجَا
ولرُبَّ عَذْبٍ صارَبَعْدَ
عذوبة ٍ مِلْحاً أجاجَا
ولَرُبّ أخْلاقٍحِسانٍ،
عُدْنَ أخلاقاً سِماجَا
هَوّنْ عَلَيكَ مَضايِقَالـ
الدُّنيَا تَعُدْ سُبُلاًفجاجَا
لا تَضْجَرَنّ لضيقَةٍ
يَوْماً فَإنَّ لَهَا انفراجَا
منْ عاجَ منْ شَيْءٍإِلى
شيءٍ أصَابَا لَهُمَعَاجَا

أبو العتاهية

ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُلاَئحُ
وأنّ لحاجاتِ النّفوسِجَوايِحُ
إذَا المرْءِ لَمْ يَكْفُفْعَنِ النَّاسِ شَرَّهُ
فلَيسَ لهُ، ما عاشَ، منهممُصالحُ
إذَا كفَّ عَبْدُ اللهِ عمَّايضرُّهُ
وأكثرَ ذِكْرَ الله، فالعَبْدُصالحُ
إذا المرءُ لمْ يمدَحْهُ حُسْنُفِعَالِهِ
فلَيسَ لهُ، والحَمدُ لله،مادِحُ
إذا ضاقَ صَدْرُ المرءِ لمْيصْفُ عَيْشُهُ
ومَا يستطِيبُ العَيْشَ إلاَّالمُسامِحُ
وبَيْنَا الفَتى ، والمُلهِياتُيُذِقنَهُ
جَنَى اللهْوِ إذْ قَامَتْعَلَيْهِ النَّوَائِحُ
وإنَّ امرَأً أصفاكَ في اللهوُدّهُ،
وكانَ علَى التَّقْوى مُعِيناًلناصِحُ
وإنْ ألبَّ النَّاسِ منْ كانَهَمُّهُ
بما شَهِدَتْ منهُ عَلَيهِالجَوارِحُ

أبو العتاهية

لاحَ شيبُ الرأسِ منِّيفاتَّضحْ
بَعدَ لَهْوٍ وشَبابٍ ومَرَحْ
فَلَهَوْنَا وفَرِحْنَا، ثمّلَمْ
يَدَعِ المَوْتُ لذي اللّبّفَرَحْ
يا بَنِي آدَمَ صُونُوادينَكُمْ
يَنْبَغي للدّينِ أنْ لايُطّرَحْ
وأحْمَدُوا اللهَ الذِيأكرَمَكُمْ
بنذيرٍ قامَ فيكُمْ فنصَحْ
بخطيبٍ فتحَ اللهُبهِ
كُلَّ خيرٍ نلتُمُوهُوشرَح

أبو العتاهية

دعنيَ منْ ذكرِ أبٍوجدِّ
ونَسَبٍ يُعليكَ سُورَالمَجْدِ
ما الفَخرُ إلاّ في التّقَىوالزّهْدِ،
وطاعة ٍ تعطِي جِنانَالخُلْدِ
لا بُدَّ منْ وردٍ لأهْلِالورْدِ
إمّا إلى خَجَلٍ، وإمّاعَدّ

أبو العتاهية

ألاً إنَّنَا كُلُّنَابائدُ
وأيّ بَني آدَمٍخالِدُ؟
وبدءُهُمُ كانَ مِنْربِّهِمْ
وكُلٌّ إلى رَبّهِعائِدُ
فيَا عَجَبَا كيفَ يَعصِيالإلهَ
أمْ كيفَ يجحدهُالجاحِدُ
وللهِ فِي كلِّ تحرِيكَةٍ
وفي كلّ تَسكينَة ٍشاهِدُ
وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آيةٌ
تَدُلّ على أنّهُالواحِدُ

أبو العتاهية

لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ ياخيرَ معبودِ
ويا خَيرَ مَسؤولٍ، ويا خيرَمَحمودِ
شهدْنَا لَكَ اللهُمَّ أنْ لستَمحدَثاً
ولكِنَّكَ المَوْلَى ولستَبمجحودِ
وأنَّكَ معروفٌ ولستَبموصُوفٍ
وأنَّكَ مَوجُودٌ ولستَبمجدودِ
وأنَّكَ رَبٌّ لاَ تزالُ ولمتَزَلْ
قَريباً بَعيداً، غائِباً، غيرَمَفقودِ

أبو العتاهية

يا راكِبَ الغَيّ، غيرَمُرْتَشِدِ،
شتَّانَ بينَ الضَّلالِوالرشَدِ
حَسْبُكَ ما قَدْ أتَيْتَمُعْتَمِداً،
فاستغفرِ اللهَ ثمَّ لاَتعُدِ
يَا ذا الذي نقصُهُزيادَتُهُ
إنْ كنتَ لم تَنتَقِصْ، فلَمْتَزِدِ
مَا أسرعَ الليلَ والنَّهارَبِسَا
عاتٍ قِصارٍ، تأتي عَلىالأمَدِ
عجبْتُ منْ آمِلٍوَوَاعظُهُ
المَوْتُ فَلَمْ يتَّعِظْ ولَمْيكَدِ
يجرِي البِلَى فِيهَا عَلَيْنَابِمَا
كانَ جَرَى قَبْلَنَا عَلَىلُبَدِ
يا مَوْتُ يا مَوْتُ كمْ أخيثقة ٍ
كلَّفْتنِي غمضَ عينهِبيدِي
يا مَوْتُ يا موتُ قد أضفتَإلَى
الفِلَّة ِ منْ ثروة ٍ ومنْعُدَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ صحبتْنَابِكَ
الشَّمْسُ ومسَّتْ كوَاكِبُالأسَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ لاَ أرَاكَمنَ
ـخَلْقِ، جَميعاً، تُبقي علىأحَدِ
ألحَمْدُ لله دائِماًأبَداً،
قَدْ يَصِفُ القَصْدَ غَيرُمقتصدِ
منْ يستتِرْ بالهدَى يبَرَّومَنْ
يبغِ إلى اللهِ مَطْلَباًيَجِدِ
قُلْ للجَليدِ المَنيعِ لَستَمنَ الـ
الدُّنيا بذِي منعة ٍ ولاَجَلَدِ
يا صاحبَ المُدّة ِ القَصيرَة ِلا
تغفُلْ عنِ المَوْتِ قَاطِعِالمُدَدِ
دَعْ عنكَ تقوِيمَ منْتقَوِّمُهُ
وابدأ، فَقَوّمْ ما فيكَ منْأوَدِ
قدْ ملأَ المَوْتٌ كُلَّ أرْضٍوَمَا
يَنزِعُ مِنْ بَلْدَة ٍ إلىبَلَدِ

أبو العتاهية

ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ،مَجيدُ،
لَطيفٌ، جَليلٌ، غنيٌّ،حَميدُ
رأيْتُ المُلُوكَ، وإنّعَظُمَتْ،
فإنَّ المُلُوكَ لرَبِّيعَبيدُ
تُنَافِسُ فِي جَمْعِ مَالٍحُطَامٍ
وكلٌّ يَزُولُ، وكلٌّيَبِيدُ
وكَمْ بادَ جَمْعٌ أُولُو قُوّةٍ،
وحِصْنٌ حَصِينٌ وقصرٌمَشِيدُ
ولَيسَ بباقٍ علىالحادِثاتِ،
لشيءٍ مِنَ الخَلْقِ رُكنٌشديدُ
وأيّ مَنيعٍ يَفُوتُالفَنَا،
إذا كانَ يَبلَى الصَّفَاوالحَديدُ
ألا إنّ رأياً، دَعَا العَبْدَأنْ
يُنيبَ إلى الله، رَأيٌسَديدُ
فَلا تَتَكَثّرْ بدارِ البِلَى،
فإنّكَ فيها وحيدٌفَريدُ
أرى َ الموتُ ديْناً لَهُعِلَّة ٌ
فَتِلْكَ الَّتِي كُنْتَمِنْهَا تحِيدُ
تيقَّظْ فإنَّكَ فِي غَفْلَةٍ
يَميدُ بكَ السُّكْرُ ،فيمَنْيَميدُ
كأنّكَ لم تَرَكَيفَالفَنَا،
وكيفَ يَمُوتُ الغُلامُالرَّشِيدُ
وكيفَ يموتُ المُسِنُّالكَبيرُ
وكيفَ يموتُ الصَّغِيرُالوَليدُ
ومَنْ يأْمَنِ الدَّهْرِ فِيوَعْدِهِ
وللدّهرِ في كلّ وَعْدٍوعيدُ
أراكَ تُأمّلُ،والشّيبُقَدْ
وأنْتَ بظَنّكَ فيهاتزيدُ
وتَنْقُصُ في كُلّ تَنفيسَةٍ،
وأنَّكَ فِي ظَنِكَ قَدْتزيدُ

أبو العتاهية

أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى،
أصْفاكِ مُمتَلىء ٌقَذَى
أينَ الذينَعَهِدْتُهُمْ
قَطَعُوا الحَياة َ،تَلَذُّذَا
دَرَجُوا، غَداة َرَماهُمُ
رَيْبُ الزّمانِ،فأنْفَذَا
سنصيرُ أيْضاًمِثْلَهُمْ
عَمَّا قَليلٍهكذا
يَا هؤْلاَءِتفَكَّرُوا
لِلْمَوتِ يَغذُو مَنْغذَا

أبو العتاهية

عِشْ ما بَدَا لكَسالماً،
في ظِلّ شاهقَة ِالقُصورِ
يسْعَى عليكَ بِمَااشتهيْتَ
لدَى الرَّوَاح أوِالبُكُورِ
فقال حسن ثم ماذا؟ فقال:فإذاالنّفوسُ تَقعَقَعَتْ،
في ظلّ حَشرجَة ِالصّدورِ
فَهُناكَتَعلَم،مُوقِناً،
مَا كُنْتَ إلاَّ فِيغُرُورِ

أبو العتاهية


ألا إنّما الدّنيا علَيكَحِصارُ
يَنالُكَ فيها ذِلّة ٌوصَغارُ
ومَالكَ فِي الدُّنيا مِنَالكَدِّ راحَة ٌ
ولاَ لكَ فِيهَا إنْ عَقَلْتَقرارُ
وما عَيشُها إلاّ لَيالٍقَلائِلٌ،
سراعٌ وأيَّامٌ تَمُرُّقِصَارُ
وما زِلْتَ مَزْمُوماً تُقادُإلى البِلى ،
يَسُوقُكَلَيلٌ، مرّة ً،ونَهارُ
وعارية ٌ ما فِي يَدَيْكَوإنَّمَا
يُعارُ لرَدٍّ ما طَلَبْتَيُعارُ
إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِمُجيرُ،
يهلِكُ المُستجَارُوالمستَجِيرُ
إنْ تكُن لَستَ خابِراًباللّيالي
وبأحداثِهَا فإنِّيخَبِيرُ
هنَّ يبلَيْنَ والبِلَى نحْنُفِيهَا
فسَواءٌ صغيرُناوالكَبيرُ
أيُّهَا الطَّالِبُ الكثِيرَليغْنَى
كلُّ مَنْ يَطُلبُ الكَثيرَفَقِيرُ
وأقَلُّ القَليلِ يُغنيويَكْفي،
لَيْسَ يُغْنِي ولَيْسَ يَكْفِيالكثيرُ
كيفَ تَعمى عنِ الهدى ، كيفَتعمى ،
عَجَباً والهُدَى سِرَاجٌمُنيرُ
قدْ أتاكَ الهُدَى من اللهِنُصحاً
وِبَهِ حَيّاكَ البَشيرُالنّذيرُ
ومعَ اللهِ أنتَ مَا دُمْتَحيّاً
وإلى َ اللهِ بعدَ ذاكَتَصيرُ
والمَنَايَا رَوائِحٌوغَوادٍ،
كُلَّ يومٍ لَها سحابٌمطيرُ
لا تَغُرَّنَّكَ العُيُونُفكمْ
أعْمَى تراهُ وإنَّهُلبصِيرُ
أنا أغنى العِبادِ ما كانَ ليكِنٌّ،
وما كانَ لي مَعاشٌيَسيرُ

أبو العتاهية

مَا للْفَتَى مانِعٌ منَالقَدَرِ
والمَوْتُ حَوْلَ الفَتَىوبِالأثَرِ
بَيْنَا الفَتَى بالصَّفَاءِمغتبِطٌ
حتى رَماهُ الزّمانُبالكَدَرِ
سائِلْ عنِ الأمرِ لستَتعرِفُهُ
فَكُلُّ رشدٍ يأتِيكَ فِيالخبرِ
كمْ فِي ليالٍ وفيتقلبِهَا
مِنْ عِبَرٍ للفَتى ، ومِنْفِكَرِ
إنّ امرَأً يأمَنُ الزّمانَ،وقَدْ
عايَنَ شِدّاتِهِ، لَفيغَرَرِ
ما أمكَنَ القَوْلُ بالصّوابِفقُلْ
واحذَرْ إذا قُلْتَ موضِعَالضَّررِ
ما طَيّبُ القَوْلَ عندَسامِعِهِ الـ
ـمُنْصِتِ، إلاّ لطيْبِالثّمَرِ
الشَّيْبُ فِي عارضَيكَ بارقَةٌ
تَنهاكَ عَمّا أرَى منَالأشَرِ
ما لكَ مُذْ كُنتَ لاعِباًمرِحاً،
تسحَبُ ذيلَ السَّفاهِوالبطَرِ
تَلعَبُ لَعْبَ الصّغيرِ،بَلْهَ، وقَد
عمّمَك الدَّهرُ عمة َالكِبَرِ
لوْ كنتَ للموْتِ خائفاًوجِلاً
أقرَحْتَ منكَ الجُفُونَبالعِبَرِ
طَوّلْتَ مِنكَ المُنى وأنتَ منالـ
الأيَّامِ فِي قِلَّة ٍ وفِيقِصَرِ
لله عَيْنَانِ تَكْذِبانِكَفي
ما رَأتَا مِنْ تَصرّفِالعِبَرِ
يا عَجَباً لي، أقَمتُ فيوَطَنٍ،
ساكِنُهُ كُلّهُمْ علىالسّفَرِ
ذكَرْتُ أهْلَ القُبورِ منثقتي،
فانهلَّ دمعي كوابلِالمطرِ
فقل لأهلِ القبورِ من ثقةٍ
لَسْتُ بِناسيكُمُ مَدَىعُمُرِي
يا ساكِناً باطِنَ القُبُورِ: أمَا
للوارِدينَ القُبُورَ مِنْصَدَرِ
ما فَعَلَ التّارِكُونَمُلكَهُمُ،
أهلُ القِبابِ العِظامِ،والحجَرِ
هَلْ يَبْتَنُونَ القُصورَبَينَكُمُ،
أمْ هلْ لهمْ منَ عُلًى ومنخَطَرِ
ما فَعَلَتْ منهُمُ الوُجُوهُ: أقَدْ
بدّدَ عَنْهَا محاسِنُالصُّورِ
اللهُ فِي كلِّ حادثٍثقَتِي
واللهُ عزّي واللهُمفتخرِي
لَستُ مَعَ الله خائِفاًأحَداً،
حسبِي بهِ عاصماً منَالأشرِ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->