عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-04-2010, 05:06 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِشِيمَتُكَ الصّبرُ،
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ،
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَالهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُالكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَجَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَةُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ،
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَلالقَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َبيننا
و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلاصحائفٌ
لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ فيالحَيّ غَادَة ً
هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ،وإنّ لي
لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّوَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ،لأنني
أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ،وإنّهُمْ
وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُوالخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُولمْ يكنْ
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَاشَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلةٌ
لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَايَسْتَفِزّها،
فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُالمهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهيعليمة ٌ ،
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلىحَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لهاالهوى :
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْتتعنتي ،
وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِبي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُبعدنا!
فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنتلاِ الدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ،مَسلَكٌ
إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلىجسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِوالجِدّ مُهجَة ٌ
إذا مَا عَداها البَينُعَذّبَها الهَجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ،لعاشقٍ ؛
وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُبِهِ صِفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً،
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَالهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِوَحكمِها،
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى بهوَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَظَبْيَة ً
على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنوكأنما
تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُالحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ،إنهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِالبَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُمنكرٍ
إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَالنضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبةٍ
معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بهاالنصرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفةٍ
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُوَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُوَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّالخَلُوفَ بِغَارَة ٍ،
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِهقَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني،مَنِيعَة ٍ
طلعتُ عليها بالردى ، أناوالفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتىملكتهُ
هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي،لَقِيتُهَا
فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولاوعرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُالجَيشُ كُلَّهُ
و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابهاسترُ
و لا راحَ يطغيني بأثوابهِالغنى
و لا باتَ يثنيني عن الكرمِالفقر
و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟
إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلاوَفَرَ الوَفْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدىالوغى ،
ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ علىأمرىء ٍ
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
وقالَ أصيحابي: " الفرارُأوالردى ؟ "
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ،أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لايَعِيبُني،
وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهماالأسْرُ
يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َبالردى "
فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَانَالَني خُسْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً،
إذَا مَا تَجَافَى عَنيَالأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلالك ذِكْرُه،
فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَالذكرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلةٍ
كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ،وإنما
عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّنصلهُ
وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَالصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّجدّهُمْ،
" وفي الليلة ِ الظلماءِ ،يفتقدُ البدرُ "
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذييَعْرِفُونَه
و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُالشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّمَيّتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ،وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ،اكتفوا بهِ؛
وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَالصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَعِنْدَنَا،
لَنَا الصّدرُ، دُونَالعالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالينُفُوسُنَا،
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلهاالمهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذويالعلا ،
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِوَلا فَخْرُ
صاحبٌ لمَّـا أساءَ
أتبعَ الـدَّلوَالرشاءَ
ربَّ داءٍ لا أرىمنــ
ــهُ سوى الصبرِشفاءَ
أحمدُ اللهَ على ما
سرَّ منْ أمري وساءَ

أبو فراس الحمدانى

كانَ قضيباً لهُانثناءُ
و كانَ بدراً لهُضياءُ
فَزَادَهُ رَبُّهُعِذَاراً
تَمّ بِهِ الحُسْنُوَالبَهَاءُ
كذلكَ اللهُ كلّ َوقتٍ
يزيدُ في الخلقِ مايشاءُ

أبو فراس الحمدانى

أيَا سَيّداً عَمّنيجُودُهُ،
بِفَضْلِكَ نِلْتُ السَّنَىوَالسَّنَاءَ
و كمْ قد أتيتكَ من ليلةٍ!
فنلتُ الغنى وسمعتُالغناءَ

أبو فراس الحمدانى

أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِجَفاءِ،
بدنوِّ طيفٍ منْ حبيبِناءِ!
بأبي وأمي شادنٌ قلنا لهُ :
نَفْدِيكَ بِالأمّاتِوَالآباءِ
رشأ إذا لحظَ العفيفَ بنظرةٍ
كانتْ لهُ سبباً إلىالفحشاءِ
وَجَنَاتُهُ تَجْني عَلىعُشّاقِهِ
ببديعِ ما فيها مناللألآءِ
بِيضٌ عَلَتها حُمْرَة ٌفَتَوَرّدَتْ
مثلَ المدامِ خلطتهابالماءِ
فكأنما برزتْ لنا بغلالةٍ
بَيْضَاءَ تَحْتَ غِلالَة ٍحَمْرَاءِ
كيفَ اتقاءُ لحاظهِ ؛وعيوننا
طُرُقٌ لأسْهُمِهَا إلىالأحْشاءِ؟
صَبَغَ الحَيَا خَدّيْهِ لَوْنَمدامعي
فكأنهُ يبكي بمثلِبكائي
كيفَ اتقاءُ جآذرٍيرميننا
بظُبى الصّوَارِمِ من عيونِظِباءِ؟
يا ربِّ تلكَ المقلة ِ النجلاءِ،
حاشاكَ ممَّـا ضمنتْأحشائي؟
جازيتني بعداً بقربي فيالهوى
وَمَنَحْتَني غَدْراً بِحُسْنِوَفائي
جَادتْ عِرَاصكِ يا شآمُسَحَابَة ٌ
عَرّاضة ٌ مِنْ أصْدَقِالأنْواءِ!
بَلَدُ المَجَانَة ِوَالخَلاعَة ِ وَالصِّبَا
وَمَحَلُّ كُلِّ فُتُوّة ٍوَفَتَاءِ
أنْوَاعُ زَهْرٍ وَالتِفَافُحَدَائِقِ
وَصَفَاءُ مَاءٍ وَاعْتِدالُهَوَاءِ
وَخَرَائِدٌ مِثْلُ الدُّمَىيَسْقِينَنَا
كَأسَيْنِ مِنْ لَحْظٍ وَمنصَهْبَاءِ
وَإذا أدَرْنَ على النَّدامَىكَأسَهَا
غَنّيْنَنَا شِعْرَ ابنِ أوْسِالطّائي
فارقتُ ، حينَ شخصتُ عنها ،لذتي
وتركتُ أحوالَ السرورِورائي
و نزلتُ منْ بلدِ " الجزيرة ِ " منزلاً
خلواً من الخلطاءِوالندماءِ
فَيُمِرُّ عِنْدي كُلُّ طَعْمٍطَيّبٍ
من رِيْقِهَا وَيَضِيقُ كُلُّفَضَاءِ
ألشّامُ لا بَلَدُ الجَزيرة ِلَذّتي
و " قويق " لا ماءُ " الفراتِ " منائي
وَأبِيتُ مُرْتَهَنَ الفُؤادِبِمَنبجَ السّـ
ـوداءِ لا " بالرقة ِ " البيضاءِ
منْ مبلغُ الندماءِ : أنيبعدهمْ
أُمْسِي نَديمَ كوَاكِبِالجَوْزَاءِ؟
ولَقد رَعَيْتُ فليتَ شِعرِي منرَعى
منكمْ على بعدِ الديارِإخائي؟
فحمَ الغبيُّ وقلتُ غيرَملجلجٍ:
إنّي لَمُشْتَاقٌ إلىالعَلْيَاءِ
وَصِناعَتي ضَرْبُ السّيُوفِوَإنّني
مُتَعَرّضٌ في الشّعْرِبِالشّعَرَاءِ
و اللهُ يجمعنا بعزٍدائمٍ
و سلامة ٍ موصولة ٍببقاءِ

أبو فراس الحمدانى

أما يردعُ الموتُ أهلَالنهى
وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْغَوَى !
أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌبالزّمانِ
يروحُ ويغدو قصيرَالخطا
فَيَا لاهِياً، آمِناً،وَالحِمَامُ
إليهِ سريعٌ ، قريبُالمدى
يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْمَضَى ،
و يأمنُ شيئاً كأنْ قدأتى
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِالقُبُورِ
تيقنتَ أنكَ منهمْغدا
و أنَّ العزيزَ ، بها ،والذليلَ
سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَالِلْبِلَى
غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَامُؤنِسٌ،
وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِالثّرَى
فلا أملٌ غيرُ عفوِالإلهِ
وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْمَضَى
فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراًتَنَالُ؛
و إنْ كانَ شراً فشراًيرى

أبو فراس الحمدانى

كأنما تساقطُالثلجِ
ـجِ بِعَيْنَيْ مَنْرَأى
أوراقُ وردٍ أبضٍ
وَالنّاسُ في شَاذكُلَى

أبو فراس الحمدانى

أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُالوَفَاءِ
وَقد حجبَ التُّرْبُ من قدحَجَبْ
فإنْ كنتَ تصدقُ فيماتقولُ
فمتُ قبلَ موتكَ معْ منْتحبْ
وَإلاّ فَقَدْ صَدَقَالقَائِلُونَ:
ما بينَ حيٍّ وميتٍنسبْ
عقيلتيَ استُلبتْ منْيدي
و لمـَّا أبعها ولمَّـاأهبْ
وَكُنْتُ أقِيكِ، إلى أنْرَمَتْكِ
يَدُ الدّهرِ مِن حَيثُ لمأحتَسِبْ
فَمَا نَفَعَتْني تُقَاتيعَلَيْكِ
وَلا صرَفتْ عَنكِ صرْفَالنُّوَبْ
فلا سلمتْ مقلة ٌ لمْتسحَّ
وَلا بَقِيَتْ لِمّة ٌ لَمْتَشِبْ
يعزُّونَ عنكِ وأينَ العزاءُ ‍‍!؟
و لكنها سنة ٌتُستحبْ
وَلَوْ رُدّ بِالرّزْءِ مَاتَستَحِقّ
لَمَا كَانَ لي في حَيَاة ٍأرَبْ

أبو فراس الحمدانى

أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَالعَرَبْ
علامَ الجفاءُ ‍ وفيمَالغضبْ‍‍‍؟
وَمَا بَالُ كُتْبِكَ قدأصْبَحَتْ
تنكبني معَ هذيالنكبْ
وَأنْتَ الكَرِيمُ، وَأنْتَالحَلِيمُ،
وأنْتَ العَطُوفُ، وأنْتَالحَدِبْ
و مازلتَ تسبقنيبالجميلِ
و تنزلني بالجنابِالخصبْ
وَتَدْفَعُ عَن حَوْزَتيّالخُطُوبَ،
وَتَكْشِفُ عَنْ نَاظِرَيّالكُرَبْ
و إنكَ للجبلُالمشمخـ
ـرّ لي بَلْ لِقَوْمِكَ بَلللعَرَبْ
عُلى ً تَسْتَفَادُ، وَمَالٌيُفَادُ،
وَعِزٌّ يُشَادُ، وَنُعْمَىتُرَبْ
و ما غضَّ منيَ هذاالإسارُ
و لكنْ خلصتُ خلوصَالذهبْ
فَفِيمَ يُقَرّعُنيبالخُمُو
لِ مَوْلى ً به نِلتُ أعلىالرّتَبْ؟
وَكانَ عَتِيداً لَدَيّالجَوَابُ،
وَلَكِنْ لِهَيْبَتِهِ لَمْأُجِبْ
فَأشْكَرُ ما كنتُ فيضَجْرَتي،
و أني عتبتكَ فيمنْ عتبْ ‍!
فَألاّ رَجَعْتَفَأعْتَبْتَني،
وَصَيّرْتَ لي وَلِقَوْليالغَلَبْ!
فلا تنسبنَّ إليَّالخمولَ
أقمتُ عليكَ فلمْأغتربْ
وأصْبَحْتُ مِنكَ فإنْ كانفضْلٌ
وَبَيْني وَبَيْنَكَ فوقالنّسَبْ!
و ما شككتنيَ فيكَالخطوبُ
و لا غيَّـرتني فيكَالنُّـوبْ
و أسكنُ ما كنتُ فيضجرتي
وَأحْلَمُ مَا كُنْتُ عِنْدَالغَضَبْ
وَإنّ خُرَاسَانَ إنْأنْكَرَتْ
علُايَ فقدْ عرفتها " حلبْ "
وَمِنْ أينَ يُنْكِرُنيالأبْعَدُونَ
أمنْ نقصِ جدٍ أمنْ نقصِأبْ؟!
ألَسْتُ وَإيّاكَ مِنْ أُسّرَةٍ،
و بيني وبينكَ قربُالنسبْ!
وَدادٌ تَنَاسَبُ فِيهِالكِرَامُ،
و تربية ٍ ومحلٍأشبْ!
و نفسٍ تكبرُ إلاعليكَ
وَتَرْغَبُ إلاّكَ عَمّنْرَغِبْ!
فَلا تَعْدِلَنّ، فِدَاكَ ابنُعَمّـ
ــكَ لا بلْ غلامكَ - عمَّـايجبْ
و أنصفْ فتاكَفإنصافهُ
منَ الفضلِ والشرفِالمكتسبْ
وَكُنْتَ الحَبِيبَ وَكُنْتَالقَرِيبَ
لياليَ أدعوكَ منْ عنْكثبْ
فلمَّـا بعدتُ بدتْ جفوةٌ
و لاحَ منْ الأمرِ ما لاأحبْ
فلوْ لمْ أكنْ بكَ ذا خبرةٍ
لقلتُ : صديقكَ منْ لمْيغبْ

أبو فراس الحمدانى

للهِ بردٌ مـا أشــ
ـدَّ ومنظرٌ ما كانَأعجبْ
جَاءَ الغُلامُبِنَارِهِ
حمراءَ في جمرٍتلهبْ
فكأنما جُمعَالحلــ
ـيّ فمُحرَقٌ مِنهاوَمُذهَبْ
ثمَّ انطفتْ فكأنها
مَا بَيْنَنَا نَدٌّمُشَعَّبْ

أبو فراس الحمدانى

تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقيإلَيْكَ
و يشهدُ قلبي بطولِالكربْ
وإني لَمُجْتَهِدٌ فيالجُحُودِ،
وَلَكِنّ نَفْسِيَ تَأبَىالكَذِبْ
وَإني عَلَيْكَ لجَارِيالدّمُوعِ،
وَإني عَلَيْكَ لَصَبٌّوَصِبْ
و ما كنتُ أبقي علىمهجتي
لَوَ أني انْتَهَيْتُ إلى مَايَجِبْ
و لكنْ سمحتُ لهابالبقاءِ
رَجَاءَ اللّقَاءِ عَلى مَاتُحِبْ
و يبقي اللبيبُ لهُ عدةً
لوقتِ الرضا في أوانِالغضبْ

أبو فراس الحمدانى

و ما أنسَ لا أنسَ يومَالمغارِ
محجبة ً لفظتهاالحجبْ
دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِالفِعَالِ
لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لاتُحِبّ
فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ فيمِرْطِهَا،
و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْكثبْ
وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّاطَلَعْـ
ـتَ دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْالرُّعُبْ
تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّةً،
و تهتزُّ في المشيِ لا منْطربْ
فلمَّـا بدتْ لكَ فوقَالبيوتِ
بدا لكَ منهنَّ جيشَلجبْ
فكنتَ أخاهنَّ إذْ لاأخٌ
و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَأبْ
وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتيالجَمِيلَ
و تحمي الحريمَ ، وترعىالنسبْ
و تغضبُ حتى إذا ماملكتَ
أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَالغَضَبْ
فَوَلّيْنَ عَنْكَيُفَدّينَهَا،
وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ماانسَحَبْ
يُنَادِينَ بينَ خِلالِالبُيُو
تِ: لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَالعَرَبْ
أمرتَ - وأنتَ المطاعُ الكريمُ -
ببذلِ الأمانِ وردِالسلبْ
و قدْ رحنَ منْ مهجاتِالقلوبِ
بأوفرِ غنمٍ وأغلىنشبْ
فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِالكِرَامِ،
رددنَ القلوبَ رددناالنهبْ

أبو فراس الحمدانى

الشّعرُ دِيوانُالعَرَبْ،
أبداً ، وعنوانُالنسبْ
لَمْ أعْدُ فِيهِمَفَاخِري
و مديحَ آبائيالنجبْ
و مقطعاتٍ ربمـا
حَلّيْتُ مِنْهُنّالكُتُبْ
لا في المديحِ ولاالهجاءِ
ءِ وَلا المُجُونِ وَلااللّعِبْ

أبو فراس الحمدانى

لنْ للزمانِ ، وإنْصعبْ
وَإذَا تَبَاعَدَفَاقْتَرِبْ
لا تَكْذِبَنْ، مَنْ غَالَبَالـ
أيامَ كانَ لها الغلبْ

أبو فراس الحمدانى

ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُرَاكِبٍ
عَلا رَاكِبُوها ظَهْرَ أعوَجَأحدَبَا
شموسٌ متى أعطتكَ طوعاًزمامها
فكُنْ للأذى مِنْ عَقّهَامُتَرَقِّبَا

أبو فراس الحمدانى

منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدىنشباً
فأنتَ أنفقتَ فيه النفسَوالنشبا
يُذكي أخوكَ شِهَابَ الحرْبِمُعتمداً
فَيَسْتَضِيءُ، وَيَغشَىجَدُّكَ اللّهَبَا

أبو فراس الحمدانى

أتَزْعُمُ، يا ضخمَاللّغَادِيدِ، أنّنَا
وَنحن أُسودُ الحرْبِ لانَعرِفُ الحرْبَا
فويلكَ ؛ منْ للحربِ إنْ لمْنكنْ لها ؟
ومنْ ذا الذي يمسي ويضحي لهاتربا؟
و منْ ذا يلفّ الجيشَ منْجنباتهِ؟
و منْ ذا يقودُ الشمَّ أو يصدمُالقلبا؟
وويلكَ ؛ منْ أردى أخاكَ " بمرعشٍ"
وَجَلّلَ ضرْباً وَجهَ وَالدِكَالعضْبَا؟
وويلكَ منْ خلى ابنَ أختكَموثقاً؟
وَخَلاّكَ بِاللَّقَّانِتَبْتَدِرُ الشِّعبَا؟
أتوعدنا بالحربِ حتىكأننا
و إياكَ لمْ يعصبْ بها قلبناعصبا؟
لَقد جَمَعْتنَا الحَرْبُ منقبلِ هَذِهِ
فكنا بها أسداً ؛ وكنتَ بهاكلبا
فسلْ " بردساً " عنا أباكَوصهرهُ
وسلْ آلَ " برداليسَ " أعظمكمخطبا!
وَسَلْ قُرْقُوَاساًوَالشَّمِيشَقَ صِهْرَهُ،
وَسَلْ سِبْطَهُ البطرِيقَأثبَتكم قلبَا
وَسَلْ صِيدَكُمْ آلَالمَلايِنِ إنّنَا
نهبنا ببيضِ الهندِ عزهمُنهبا!
و سلْ آلَ " بهرامٍ " وآلَ " بلنطسٍ "
و سلْ آلَ " منوالِ" الجحاجحة َالغلبا!
و سلْ "بالبرطسيسِ" العساكرَكلها
و سلْ " بالمنسطرياطسِ " الرومَوالعربا
ألَمْ تُفْنِهِمْ قَتْلاًوَأسْراً سُيُوفُنَا
وأسدَ الشرى الملأى وإنْ جمدتْرعبا
بأقلامِنَا أُجْحِرْتَ أمْبِسُيُوفِنَا؟
و أسدَ الشرى قدنا إليكَ أمِالكتبا؟
تركناكَ في بطنِ الفلاة ِتجوبها
كمَا انْتَفَقَ اليَرْبُوعُيَلتَثِمُ التّرْبَا
تُفاخِرُنَا بالطّعنِوَالبضّرْبِ في الوَغى
لقد أوْسَعَتْك النفسُ يابنَاستها كِذبَا
رعى اللهُ أوفانا إذا قالَ ذمةً
وَأنْفَذَنَا طَعْناً،وأَثْبَتَنَا قَلْبَا
وَجَدْتُ أبَاكَ العِلْجَ لمّاخَبَرْتُهُ
أقَلّكُمُ خَيراً، وَأكْثَرَكمْعُجبَا

أبو فراس الحمدانى

نُدِلّ عَلى مَوَالِينَاوَنَجْفُو
و نعتبهمْ وإنَّ لناالذنوبا
بِأقْوَالٍ يُجَانِبْنَالمَعَاني
و ألسنة ٍ يخالفنَالقلوبا

أبو فراس الحمدانى

أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّانْسِكَابَا
و نارُ ضلوعهِ إلاالتهابا
و منْ حقِّ الطلولِ عليَّألا
أُغِبَّ مِنَ الدّموعِ لهَاسَحابَا
وَمَا قَصّرْتُ في تَسْآلِرَبْعٍ،
و لكني سألتُ فماأجابا
رأيتُ الشيبَ لاحَ فقلتُ : أهلاً !
وودعتُ الغواية َوالشبابا
وَمَا إنْ شِبتُ من كِبَرٍ،وَلكِنْ
رأيتُ منَ الأحبة ِ ماأشابا
بعثنَ منَ الهمومِ إليَّركباً
و صيرنَ الصدودَ لهاركابا
ألَمْ تَرَنَا أعَزَّ النّاسِجَاراً
و أمنعهمْ ؛ وأمرعهمْجنابا؟!
لَنَا الجَبَلُ المُطِلُّ علىنِزَارٍ
حَلَلْنَا النّجْدَ مِنهُوَالهِضَابَا
تفضلنا الأنامُ ولانحاشى
و نوصفُ بالجميلِ ؛ ولانحابى
و قد علمتْ " ربيعة ُ" بلْ " نزارٌ "
بِأنّا الرأسُ والناسَالذُّنابى
فلما أنْ طغتْ سفهاءُ" كعبٍ"
فَتَحْنَا بَينَنا لِلْحَرْبِبَابا
مَنَحْنَاها الحَرَائِبَ غَيرَأنّا
إذا جَارَتْ مَنَحْنَاهاالحِرَابَا
و لما ثارَ " سيفُ الدينِ" ثرنا
كَمَا هَيّجْتَ آسَاداًغِضَابَا
أسِنّتُهُ، إذا لاقَىطِعَاناً،
صوارمهُ ، إذا لاقىضرابا
دعانا - والأسنة ُ مشرعاتٌ -
فكنا، عندَ دعوتهِ ،الجوابا
صَنَائِعُ فَاقَ صَانِعُهَافَفَاقَتْ،
وَغَرْسٌ طابَ غَارِسُهُ،فَطَابَا
و كنا كالسهامِ ؛ إذاأصابتْ
مراميها فراميهاأصابا
و نكبنَ " الصبيرة َ " و" القبابا"
و جاوزنَ " البدية َ " صادياتٍ؛
يلاحظنَ السرابَ ؛ ولاسرابا
عبرنَ " بماسحٍ " والليلُطفلٌ
وَجِئْنَ إلى سَلَمْيَة َ حِينَشَابَا
فما شعروا بها إلاثباتاً
دوينَ الشدِّ نصطخبُاصطخابا
بهِ الأرواحُ تنتهبُانتهابا
تنادوا ، فانبرتْ ، منْ كلٍِّفجٍ ،
سوابقُ ينتجبنَ لناانتجابا
وَقادَ نَدي بنُ جَعْفَرَ منعُقيلٍ
شعوباً ، قدْ أسلنَ بهِالشعابا
فما كانوا لنا إلاأسارى
و ما كانت لنا إلانهابا
كأنَّ " ندي بنَ جعفرِ" قادَمنهمْ
هدايا لمْ يرغْ عنهاثوابا
وَشَدّوا رَأيَهُمْ بِبَنيقُرَيْعٍ،
فخابوا - لا أبا لهمُ - وخابا
و لما اشتدتِ الهيجاءُكنا
أشَدَّ مَخَالِباً، وَأحَدَّنَابَا
و أمنعَ جانباً ؛ وأعزَّ جاراً؛
و أوفى ذمة ً ؛ وأقلَّعابا
سقينا بالرماحِ بني " قشيرٍ"
ببطنِ " الغنثرِ " السمَّالمذابا
و سقناهمْ إلى " الحيرانِ " سوقاً
كما نستاقُ آبالاًصعابا
و نكبنا " الفرقلسَ " لمْنردهً
كَأنّ بِنَا عَنِ المَاءِاجْتِنَابَا
وَمِلْنَ عَنِ الغُوَيْرِوَسِرْنَ حتى
وردنَ عيونَ " تدمرَ" و" الحبابا "
و أمطرنَ " الجباة َ " بمرجحنَّ
وَلَكِنْ بِالطِّعَانِ المُرِّصَابَا
وَجُزْنَ الصَّحصَحانَ يخدِنَوَخداً
و يجتبنَ الفلاة َ بنااجتيابا
قرينا " بالسماوة ِ" من " عقيلٍ"
سِبَاعَ الأَرْضِ وَالطّيرَالسِّغَابَا
و " بالصباحِ " و" الصباحُ " عبدٌ
قتلنا ، منْ لبابهمُاللبابا
تركنا في بيوتِ بني " المهنا"
نوادبَ ينتحبنَ بهاانتحابا
شَفَتْ فِيهَا بَنُو بَكْرٍحُقُوداً
و غادرتِ " الضبابَ " بهاضبابا
وَأبْعَدْنَا لِسُوءِ الفِعْلِكَعْباً
و أدنينا لطاعتها " كلابا"
وَشَرّدْنَا إلى الجَوْلانِطَيْئاً
و جنبنا " سماوتها " جنابا
سَحَابٌ مَا أنَاخَ عَلىعُقَيْلٍ
و جرَّ على جوارهمُذنابا
وَمِلْنَا بِالخُيُولِ إلىنُمَيرٍ
تجاذبنا أعنتهاجذابا
يعزُّ على العشيرة ِ أنْيصابا
وَمَا ضَاقَتْ مَذاهِبُهُ،وَلَكِنْ
يُهَابُ، مِنَ الحَمِيّة ِ، أنْيُهابَا
و يأمرنا فنكفيهِالأعادي
هُمَامٌ لَوْ يَشَاءُ كَفَىوَنَابَا
فلما أيقنوا أنْ لاغياثٌ
دعوهُ للمغوثة ِفاستجابا
و عادَ إلى الجميلِ لهمْ ؛فعادوا
وَقَدْ مَدّوا لِصَارِمِهِالرّقَابَا
أمَرّ عَلَيْهِمُ خَوْفاًوَأمناً
أذَاقَهُمُ بِهِ أرْياًوَصَابَا
أحَلّهُمُ الجَزِيرَة َ بَعدَيَأسٍ
أخُو حِلْمٍ إذا مَلَكَالعِقَابَا
و أرضهمُ اغتصبناها******ا
وَلَوْ شِئْنَا حَمَيْنَاهَاالبَوَادِي
كما تحمي أسودُ الغابِغابا
أنا ابنُ الضاربينَ الهامَقدماً
إذا كَرِهَ المُحَامُونَالضّرَابَا
ألَمْ تَعْلَمْ؟ وَمِثْلُكَقالَ حَقّاً:
بأني كنتُ أثقبهاشهابا‍!

أبو فراس الحمدانى

أتَعجَبُ أنْ مَلَكنَا الأرْضَقَسْراً
وَأنْ تُمْسِي وَسَائِدَنَاالرّقَابُ؟!
و تربطُ في مجالسناالمذاكي
و تبركُ بين أرجلناالركابُ؟
فهذا العزُّ أثبتهُالعوالي
و هذا الملكُ مكنهُالضرابُ
و أمثالُ القسيِّ منَالمطايا
يَجُبّ غِرَاسَهَا الخَيْلُالعِرَابُ
فَقَصْراً! إنّ حَالاًمَلّكَتْنَا
لَحَالٌ لا تُذَمّ وَلاتُعَابُ

أبو فراس الحمدانى

احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! ‍فإنهُ
ينبيكَ ، عنهمْ في الأمورِ ،مجربُ
قومٌ ، إذا أيسرتَ ، كانوا إخوةً
و إذا تربتَ ، تفرقواوتجنبوا
اصبرْ على ريبِ الزمانِفإنهُ
بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ماتَتَطَلّبُ

أبو فراس الحمدانى

قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِصَلِيبَة ٌ،
وعودي ، على ما تعلمانِصليبُ
صبورٌ على طيِ الزمانِ ونشرهِ؛
و إنْ ظهرتْ للدهرِ فيندوبُ
و إنَّ فتى لمْ يكسرِ الأسرُقلبهُ
وَخَوْضُ المَنَايَا جِدَّهُلَنَجِيبُ

أبو فراس الحمدانى

أقرُّ لهُ بالذنبِ ؛ والذنبُذنبهُ
وَيَزْعُمُ أنّي ظَالِمٌ،فَأتُوبُ
وَيَقْصِدُني بالهَجْرِ عِلْماًبِأنّهُ
إليَّ ، على ما كانَ منهُ ،حبيبُ
و منْ كلِّ دمعٍ في جفوني سحابةٌ
و منْ كلِّ وجدٍ في حشايَلهيبُ

أبو فراس الحمدانى

أسَاءَ فَزَادَتْهُ الإسَاءَة ُحُظْوَة ً،
حَبِيبٌ، عَلى مَا كَانَ مِنهُ،حَبِيبُ
يعدُّ عليَّ العاذلونَذنوبهُ
وَمِنْ أينَ للوَجْهِ المَلِيحِذُنُوبُ؟
فيا أيها الجافي ، ونسألهُالرضا
وَيَا أَيّهَا الجَاني،وَنَحْنُ نَتُوبُ!
لَحَى اللَّهُ مَن يَرْعَاكَ فيالقُرْبِ وَحده
وَمَنْ لا يَحُوطُ الغَيبَحِينَ تَغيبُ

أبو فراس الحمدانى

أبِيتُ كَأني لِلصَّبَابَة ِصَاحِبُ،
و للنومِ مذْ بانَ الخليطُ ،مجانبُ
وَمَا أدّعِي أنّ الخُطُوبَتُخِيفُني
لَقَدْ خَبّرَتْني بِالفِرَاقِالنّوَاعِبُ
و لكنني ما زلتُ أرجووأتقي
وَجَدَّ وَشِيكُ البَيْنِوَالقَلْبُ لاعِبُ
و ماهذهِ في الحبِّ أولَ مرةٍ
أسَاءَتْ إلى قَلبي الظّنُونُالكَوَاذِبُ
عليَّ لربعِ " العامرية " وقفةٌ
تُمِلّ عَليّ الشّوْقَوَالدّمعُ كاتِبُ
فلا ، وأبي العشاقِ ، ما أناعاشقٌ
إذا هيَ لَمْ تَلْعَبْ بِصَبرِيالمَلاعِبُ
و منْ مذهبي حبُّ الديارِلأهلها
وَللنّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَمَذَاهِبُ
عتادي لدفعِ الهمِّ نفسٌ أبيةٌ
وَقَلبٌ على مَا شِئتُ مِنْهُمُصَاحِبُ
حَسُودٌ عَلى الأمرِ الذي هُوَعَائِبُ
وَخُوصٌ كأمْثَالِ القِسِيّنَجَائِبُ
تكاثرَ لوامي على ماأصابني
كأنْ لم تنبْ إلا بأسريالنوائبُ
يقولونَ : " لمْ ينظرْعواقبَأمرهِ "
و مثلي منْ تجري عليهٍِالعواقبُ
ألألمْ يعلمِ الذلانُ أنَّ بنيالوغى
كَذاكَ، سَليبٌ بِالرّمَاحِوَسَالِبُ
أرى ملءَ عيني الردىفأخوضهُ
إذِ المَوْتُ قُدّامي وَخَلْفيالمَعَايِبُ
وَإنّ وَرَاءَ الحَزْمِ فِيهَاوَدُونَهُ
مَوَاقِفَ تُنْسَى دُونَهُنّالتّجَارِبُ
و أعلمُ قوماً لو تتعتعتُدونها
لأجهَضَني بالذّمّ مِنهُمْعَصَائِبُ
و مضطغنٍ لمْ يحملِ السرَّقلبهُ
تَلَفّتَ ثمّ اغْتَابَني، وَهوَهَائِبُ
تردى رداءَ الذلِّ لمَّـالقيتهُ
كما تتردى بالغبارِالعناكبُ
ومنْ شرفي أنْ لا يزالَيعيبني
حسودٌ على الأمرِ الذي هوَعاتبُ
رَمَتْني عُيُونُ النّاسِ حَتّىأظُنّهَا
ستحسدني ، في الحاسدينًَ ،الكواكبُ
فَلَسْتُ أرَى إلاّ عَدُوّاًمُحارباً،
و آخرَ خيرُ منهُ عنديالمحاربُ
وَيَرْجُونَ إدْرَاكَ العُلابِنُفُوسِهِمْ
وَلَمْ يَعْلَمُوا أنّالمَعَالي مَوَاهِبُ
فكمْ يطفئونَ المجدَ واللهُموقدٌ
وَكَمْ يَنْقُصُونَ الفَضْلَوَاللَّهُ وَاهبُ
و هلْ يدفعُ الإنسانُ ما هوَواقعٌ
وَهَلْ يَعْلَمُ الإنسانُ ماهوَ كاسِبُ؟
و هلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِغالبٌ
وهلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِهاربُ؟
وَلا ذَنبَ لي إنْ حارَبَتنيالمَطالِبُ
وهلْ يرتجي للأمرِ إلاَّرجالهُ
وَيأتي بصَوْبِ المُزْنِ إلاّالسّحائِبُ!؟
و عنديَ صدقُ الضربِ في كلِّمعركٍ
و ليسَ عليَّ إنْ نبونَالمضاربِ
إذا كانَ "سيفُ الدولة ِ" الملكُ كافلي
فلا الحَزْمُ مَغلوبٌ ولاالخصْمُ غالِبُ
إذا اللَّهُ لَمْ يَحْرُزْكَمِمّا تَخَافُهُ،
عَليّ لِسَيْفِ الدّولَة ِالقَرْمِ أنْعُمٌ
وَلا سَابِقٌ مِمَّا تَخَيّلْتَسَابِقٌ،
ولاَ صاحبٌ مما تخيرتَصاحبُ
أأجْحَدُهُ إحْسَانَهُ فيّ،إنّني
لكافرُ نعمى ، إنْ فعلتُ ،مواربُ
لَعَلّ القَوَافي عُقْنَ عَمّاأرَدْتُهُ،
فلا القولُ مردودٌ ولا العذرُناضبُ
و لا شكَّ قلبي ساعة ً فياعتقادهِ
وَلا شَابَ ظَني قَطّ فِيهِالشّوَائِبُ
تُؤرّقُني ذِكْرَى لَهُوَصَبَابَة ٌ،
وَتَجْذُبُني شَوْقاً إلَيْهِالجَوَاذِبُ
وَلي أدْمُعٌ طَوْعَى إذا مَاأمَرْتُها،
وَهُنّ عَوَاصٍ في هَوَاهُ،غَوَالِبُ
فلا تخشَ " سيفَ الدولة ِ" القرمَ أنني
سِوَاكَ إلى خَلْقٍ مِنَالنّاسِ رَاغبُ
فلا تُلبَسُ النّعمَى وَغَيرُكَمُلبِسٌ،
وَلا تُقْبَلُ الدنيَاوَغَيرُكَ وَاهِبُ
وَلا أنَا، مِنْ كُلّالمَطاعِمِ، طَاعِمٌ
وَلا أنَا، مِنْ كُلّالمَشَارِبِ، شَارِبُ
وَلاَ أنَا رَاضٍ إنْ كَثُرْنَمكاسِبي،
إذا لمْ تكنْ بالعزِّ تلكَالمكاسبُ
و لا السيدُ القمقامُ عنديبسيدٍ
إذا اسْتَنْزَلَتْهُ عَن عُلاهُالرّغَائِبُ
أيَعْلَمُ مَا نَلْقَى ؟ نَعَمْيَعْلَمُونَهُ
على النأيِ أحبابٌ لناوحبائبُ
أأبْقَى أخي دَمْعاً، أذاقَكَرى ً أخي؟
أآبَ أخي بعدي ، منَالصبرِآئبُ؟
بنَفسِي وَإنْ لمْ أرْضَ نَفسِيلَرَاكِبٌ
يُسَائِلُ عَني كُلّمَا لاحَرَاكِبُ
قريحُ مجاري الدمعِ مستلبُالكرى
يُقَلْقِلُهُ هَمٌّ مِنَالشوْقِ نَاصِبُ
أخي لا يُذِقْني الله فِقْدَانَمِثْلِهِ!
و أينَ لهُ مثلٌ ، وأينَالمقاربُ؟
تَجَاوَزَتِ القُرْبَىالمَوَدّة ُ بَيْنَنَا،
فأصْبَحَ أدْنَى مَا يُعَدّالمُنَاسِبُ
ألا لَيْتَني حُمّلْتُ هَمّيوَهَمّهُ،
وَأنّ أخي نَاءٍ عَنِ الهَمّعَازبُ
فَمَنْ لمْ يَجُدْ بالنّفسِ دونحبيبِهِ
فما هوَ إلاَّ ماذقُ الودِّكاذبُ
أتَاني، مَعَ الرُّكْبَانِ،أنّكَ جَازِعٌ،
وَغَيرُكَ يَخْفَى عَنْهُ للهواجِبُ
وَمَا أنْتَ مِمّنْ يُسْخِطُالله فِعلُهُ
و إن أخذتْ منكَ الخطوبُالسوالبُ
وَإني لَمِجْزَاعٌ، خَلا أنّعَزْمَة ً
تدافعُ عني حسرة ًوتغالبُ
و رقبة َ حسادٍ صبرتُلوقعها
لها جانبٌ مني وللحربِجانبُ
فكمْ منْ حزينٍ مثلَ حزنيووالهٍ
ولكنني وحدي الحزينُالمراقبُ
ولستُ ملوماً إنْ بكيتكَ منْدمي
إذا قعدتْ عني الدموعُالسواكبُ
ألا ليتَ شعري هلْ أبيتنَّ ليلةً
تناقلُ بي فيها إليكَالركائبُ؟

أبو فراس الحمدانى

أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَامَذَاهِبُ،
و إنْ جمعتنا في الأصولِالمناسبُ
فأقْصَاهُمُ أقْصَاهُمُ مِنْمَسَاءتي،
وَأقْرَبُهُمْ مِمّا كَرِهْتُالأقَارِبُ
غَرِيبٌ وَأهْلي حَيْثُ مَاكانَ ناظِري،
وَحِيدٌ وَحَوْلي مِن رِجاليعَصَائِبُ
نسيبكَ منْ ناسبتَ بالودِّقلبهُ
وجاركَ منْ صافيتهُ لاالمصاقبُ
و أعظمُ أعداءِ الرجالِثقاتها
و أهونُ منْ عاديتهُ منْتحاربُ
وَشَرّ عَدُوّيْكَ الّذي لاتُحَارِبُ،
و خيرُ خليليكَ الذي لاتناسبُ
لقد زدتُ بالأيامِ والناسِ خبرةً
و جربتُ حتى هذبتنيالتجاربُ
وَما الذّنبُ إلاّ العَجزُيَرْكبُهُ الفَتى ،
و ما ذنبهُ إنْ طارتهُالمطالبُ
وَمَن كان غَيرَ السّيفِ كافِلُرِزْقِهِ
فللذلِ منهُ لا محالة َجانبُ
وَمَا أُنْسُ دارٍ لَيْسَفِيهَا مُؤانِسٌ،
و ما قربُ قومٍ ليسَ فيهمْمقاربُ ‍!؟

أبو فراس الحمدانى

أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّثَوَابُ،
وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّمَتَابُ؟
لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُخَرِيدة ٌ،
و قدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِكعابُ
و لكنني - والحمدُ للهِ - حازمٌ
أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ
وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُقَلْبيَ كُلّهُ
و إنْ شملتها رقة ٌ وشبابُ
وَأجرِي فلا أُعطي الهوَى فضْلَمقوَدي،
وَأهْفُو وَلا يَخْفَى عَلَيّصَوَابُ
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَإلاّ مَلالَة ً،
فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ٍما أُرِيدُهُ
فعندي لأخرى عزمة ٌ وركابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ،فإن يكُن
فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقيةٌ
قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ
وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِتَنوشُني
وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌوَذَهابُ
وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِبِمُقْلَة ٍ
بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ
بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُفِيمَا يَنُوبُهُ
وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِصِحَابُ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُإلاّ أقَلَّهُمْ
ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوةً
بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ًوَتُرَابُ
وَلَوْ عَرَفُوني حَقّمَعْرِفَتي بهِم،
إذاً عَلِمُوا أني شَهِدْتُوَغَابُوا
وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَىبِفِعْلِهِ،
و لا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ
وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَمَسامِعي
كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِذُبابُ
إلى الله أشْكُو أنّنَابِمَنَازِلٍ
تحكمُ في آسادهنَّ كلابُ
تَمُرّ اللّيَالي لَيْسَللنّفْعِ مَوْضِعٌ
لديَّ ، ولا للمعتفينَ جنابُ
وَلا شُدّ لي سَرْجٌ عَلىظَهْرِ سَابحٍ،
ولا ضُرِبَتْ لي بِالعَرَاءِقِبَابُ
و لا برقتْ لي في اللقاءِقواطعٌ
وَلا لَمَعَتْ لي في الحُرُوبِحِرَابُ
ستذكرُ أيامي " نميرٌ" و" عامرٌ"
و" كعبٌ " على علاتها و" كلابُ "
أنا الجارُ لا زادي بطيءٌعليهمُ
وَلا دُونَ مَالي لِلْحَوَادِثِبَابُ
وَلا أطْلُبُ العَوْرَاءَمِنْهُمْ أُصِيبُهَا،
وَلا عَوْرَتي للطّالِبِينَتُصَابُ
وَأسْطُو وَحُبّي ثَابِتٌ فيصُدورِهِمْ
وَأحلُمُ عَنْ جُهّالِهِمْوَأُهَابُ
بَني عَمّنا ما يَصْنعُ السّيفُفي الوَغى
إذا فلَّ منهُ مضربٌ وذبابُ ؟
بَني عَمِّنا لا تُنكِرواالحَقَّ إِنَّنا
شِدادٌ عَلى غَيرِ الهَوانِصِلابُ
بَني عَمّنَا نَحْنُالسّوَاعِدُ والظُّبَى
ويوشكُ يوماً أنْ يكونَ ضرابُ
وَإِنَّ رِجالاً ما اِبنَكُمكَاِبنِ أُختِهِم
حَرِيّونَ أَن يُقضى لَهُموَيُهابوا
فَعَنْ أيّ عُذْرٍ إنْ دُعُواوَدُعِيتُمُ
أبَيْتُمْ، بَني أعمَامِنا،وأجَابُوا؟
وَمَا أدّعي، ما يَعْلَمُ اللهغَيْرَهُ
رحابُ " عليٍّ " للعفاة ِ رحابُ
و أفعالهُ للراغبين َ كريمةٌ
و أموالهُ للطالبينَ نهابُ
و لكنْ نبا منهُ بكفيصارمٌ
و أظلمُ في عينيَّ منهُ شهابُ
وَأبطَأ عَنّي، وَالمَنَايَاسَرِيعة ٌ،
وَلِلْمَوْتِ ظُفْرٌ قَدْ أطَلّوَنَابُ
فَإِن لَم يَكُن وُدٌّ قَديمٌنَعُدُّهُ
وَلا نَسَبٌ بَينَ الرِجالِقُرابُ
فأَحْوَطَ لِلإسْلامِ أنْ لايُضِيعَني
و لي عنهُ فيهِ حوطة ٌ ومنابُ
ولكنني راضٍ على كل حالةٍ
ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ
و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبةً
لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ
وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّأرْضَهُ،
و ذكرى منى ً في غيرها وطلابُ
كذاكَ الوِدادُ المحضُ لايُرْتَجى لَهُ
ثوابٌ ولا يخشى عليهِ عقابُ
وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُجامعٌ
و في كلِّ يومٍ لقية ٌ وخطابُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُقيصرٍ
وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَة ٌوَعُبَابُ
أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيماتريدهُ
أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَأُثَابُ؟
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاةُ مَرِيرَة ٌ،
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُغِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْنيوَبَيْنَكَ عَامِرٌ
و بيني وبينَ العالمينَخرابُ

أبو فراس الحمدانى

إنّ في الأسْرِلَصَبّاً
دمعهُ في الخدِِّصبُّ
هُوَ في الرّومِمُقِيمٌ،
ولهُ في الشامِقلبُ
مستجدٌ لمْ يصادف
عِوَضاً مِمّنْ يُحِبّ

أبو فراس الحمدانى

زماني كلهُ غضبٌوعتبُ
و أنتَ عليَّ والأيامُإلبُ
وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَسَهْلٌ،
و عيشي وحدهُ بفناكَصعبُ
وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّخَطْبٍ،
معَ الخطبِ الملمِّ عليَّخطبُ
إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَجُرْمٌ
و كمْ ذا الإعتذارُ وليسَذنبُ؟
فلا بالشامِ لذَّ بفيَّشربٌ
وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّقَلْبُ
فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍجَريحٍ
بهِ لحوادثِ الأيامِندبُ
أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ؟
وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِكِذْبُ؟
جناني ما علمتَ ، وليلسانٌ
يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَعَضْبُ
وزندي ، وهوَ زندكَ ، ليسَيكبو
وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَتخبو
و فرعي فرعكَ الزاكيالمعلى
وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكيوَحَسْبُ
" لإسمعيلَ " بي وبنيهِفخرٌ
وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِعُجْبُ
و أعمامي " ربيعة ُ "و هيَصيدٌ
وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَغُلْبُ
و فضلي تعجزُ الفضلاءُعنهُ
لأنكَ أصلهُ والمجدُتربُ
فدتْ نفسي الأميرَ ، كأنَّحظي
وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَقُرْبُ
فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُدُوني،
و أصبحَ بيننا بحرٌ و" دربُ"
ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَبَعْدِي
و يبلغني اغتيابكَ مايغبُّ
فقلْ ما شئتَ فيَّ فليلسانٌ
مليءٌ بالثناءِ عليكَرطبُ
و عاملني بإنصافٍوظلمٍ
تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَاتَحِبّ

أبو فراس الحمدانى

لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُعَيلانَ أنّنا
بنا يدركُ الثأرُ الذي قلَّطالبهْ
وَأنّا نَزَعْنَا المُلْكَ مِنعُقْرِ دَارِهِ
و ننتهكُ القرمَ الممنعَجانبهْ
وَأنّا فَتَكْنَا بِالأغَرّابنِ رَائِقٍ
عَشِيّة َ دَبّتْ بِالفَسَادِعَقَارِبُه
أخَذْنَا لَكُمْ بِالثّار ثَارِعُمَارَة ٍ،
و قد نامَ لمْ ينهدْ إلى الثأرِصاحبهْ

أبو فراس الحمدانى

و زائرٍ حببهُإغبابهُ
طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَىاجتِنابُهُ
وافاهُ دهرٌ عصلٌأنيابهُ
واجتابَ بطنانَ العجاجِجابهُ
يدأبُ ما ردَّ الزمانُدابهُ
وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُوَرَابُهُ
وافى أمامَ هطلهِربابهُ
باكٍ حزينٌ ، رعدهُانتحابهُ
جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ،
رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَاهِبَابُهُ
ذيالة ً ذلتْ لهاصعابهُ
ركبُ حيَّا كانَ الصباركابهُ
حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْأسْبَابُهُ
وضربتْ على الثرىعقابهُ
و ضربتْ على الرباقبابهُ
وَامْتَدّ في أرْجَائِهِأطْنَابُهُ
وَتَبِعَ انْسِجَامَهُانْسِكَابُهُ
وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُاضْطِرَابُهُ
كأنما قدْ حملتْسحابهُ
ركنَ شروري واصطفتْهضابهُ
جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرىكِتَابُهُ
وَشَرِقَتْ بِمَائِهَاشِعَابُهُ
و حليتْ بنورهارحابهُ
كَأنّهُ لَمّا انْجَلَىمُنْجَابُهُ
و لمْ يؤمنْ فقدهُإيابهُ
شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ

أبو فراس الحمدانى

و لا تصفنَّ الحربَ عنديفإنها
طَعَامِيَ مُذْ بِعْتُ الصِّبَاوَشَرَابي
و قد عرفتْ وقعَ المساميرِمهجتي
و شققَ عنْ زرقِ النصولِإهابي
وَلَجّجْتُ في حُلوِ الزّمَانِوَمُرّهِ،
وَأنْفَقْتُ مِن عُمرِيبِغَيْرِ حِسابِ

أبو فراس الحمدانى

منْ لي بكتمانِ هوىشادنٍ
عيني لهُ عونٌ على قلبي؟
عرَّضتُ صبري وسلوىلهُ
فاستشهدا في طاعة ِالحبِّ

أبو فراس الحمدانى

لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُراضعٌ
إلى أنْ تَرَدّى رَأسُهُبِمَشِيبِ
و بتنا كغصني بانة ٍعابثتهما
إلى الصّبْحِ رِيحَا شَمْألٍوَجَنُوبِ

و تطرفُ عنا عينَ كلِّرقيبِ
إلى أنْ بَدَا ضَوْءُ الصّبَاحِكَأنّهُ
مَبَادِي نُصُولٍفي عِذَارِخَضِيبِ
فَيَا لَيْلُ قَد فَارَقْتَغَيرَ مُذَمَّمٍ،
و يا صبحُ قدْ أقبلتَ غيرَحبيبِ

أبو فراس الحمدانى

وَلَمّا أنْ جَعَلْتُاللّـ
ـهَ لي ستراً منَالنوبِ
رَمَتْني كُلُّ حَادِثَةٍ
فأخطتني ولمْ تصبِ

أبو فراس الحمدانى

مُسِيءٌ مُحْسِنٌ طَوْراًوَطَوْراً،
فما أدري عدوي أمحبيبي
يقلبُ مقلة ً ، ويديرُ طرفاً،
بِهِ عُرِفَ البَرِيءُ مِنَالمُرِيبِ
وَبَعْضُ الظّالمِينَ، وَإنْتَنَاهَى ،
شَهِيُّ الظّلمِ، مُغْتَفَرُالذّنُوبِ

أبو فراس الحمدانى

ندبتَ لحسنِ الصبرِ قلبَنجيبِ
و ناديتَ للتسليمِ خيرَمجيبِ
وَلمْ يَبْقَ مِني غَيْرَقَلْبٍ مُشَيَّعٍ
و عودٍ على نابِ الزمانِصليبِ
و قدْ علمتْ أمي بأنَّمنيتي
بحدِ سنانٍ أو بحدِقضيبِ
كما علمتْ ؛ منْ قبلِ أنْ يغرقَآبنها ،
بِمَهْلَكِهِ في المَاءِ، أُمُّشَبِيبِ
تحملتُ ، خوفَ العارِ ، أعظمَخطة ٍ
وَأمّلْتُ نَصْراً كَانَ غَيرَقَريبِ
وَللعَارِ خَلّى رَبُّ غَسَّانَمُلْكَهُ
وَفَارَقَ دِينَ اللَّهِ غَيْرَمُصِيبِ
ولمْ يرتغبْ في العيشِ"عيسى بنُمصعبِ"
وَلا خَفّ خوْفَ الحرْبِ قلبُحبيبِ
رضيتُ لنفسي : " كانَ غيرَموفقٍ "
ولم ترضَ نفسي : كانَ غيرَنحيبِ

أبو فراس الحمدانى

يَا عيِدُ! مَا عُدْتَبِمَحْبُوبِ
على معنى القلبِ ،مكروبِ
يَا عيِدُ! قَد عُدْتَ علَىناظِرٍ،
عن كلٍ حسنٍ فيكَ ،محجوبِ
يَا وَحْشَة َ الدّارِ التيرَبُّهَا
أصْبَحَ في أثْوَابِمَرْبُوبِ
قَدْ طَلَعَ العِيدُ عَلىأهْلِهِ
بِوَجْهِ لا حُسْنٍ وَلاطِيبِ
ما لي وللدهرِوأحداثهِ
لقدْ رماني بالأعاجيبِ

أبو فراس الحمدانى

رَدَدْتُ عَلى بَني قَطَنٍبِسَيْفي
أسِيراً غَيْرَ مَرْجُوّالإيَابِ
سَرَرْتُ بِفَكّهِ حَيَّيْنُمَيْرٍ،
وسؤتُ بني " ربيعة َ " و" الضبابِ "
و ما أبغي سوى شكريثواباً
و إنَّ الشكرَ من خيرالثوابِ
فَهَلْ مُثْنٍ عَليّ فَتىنُمَيْرٍ
بحلي عنهُ قدَّ بني " كلابِ "

أبو فراس الحمدانى

وَعِلّة ٍ لَمْ تَدَعْ قَلْباًبِلا ألَمٍ
سَرَتْ إلى طَلَبِ العَلْيَاوَغَارِبِهَا
هَلْ تُقبَلُ النّفسُ عَن نَفسٍفأفديَه؟
اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَغْلُوعَلَيّ بِهَا
لئنْ وهبتكَ نفساً لا نظيرَلها
فَمَا سَمَحْتُ بِهَا إلاّلِوَاهِبِهَا

أبو فراس الحمدانى

فَعَلَ الجَميلَ وَلم يكُنْ منقَصْدِهِ
فَقَبِلْتُهُ وَقَرَنْتُهُبِذُنُوبِهِ
و لربَّ فعلٍ جاءني منفاعلٍ
أحمدتهُ وذممتُ منْ يأتيبهِ

أبو فراس الحمدانى

فديتكَ ، ما الغدرُ منْشيمتي
قديماً وَلا الهَجرُ مِنمَذْهَبي!
وهبني ؛ كما تدعي ؛ مذنباً ‍!
أما تقبلُ العذرَ منْ مذنبِ؟
وَأوْلى الرّجالِ، بِعَتْبٍ،أخٌ
يكرُّ العتابَ على معتبِ

أبو فراس الحمدانى

ألزمني ذنباً بلاذنبِ
وَلَجّ في الهِجْرَانِوَالعَتْبِ
أحاولُ الصبرَ علىهجرهِ
وَالصّبْرُ مَحْظُورٌ علَىالصّبّ
وَأكْتُمُ الوَجْدَ، وَقَدْأصْبَحَتْ
عينايَ عينينِ علىالقلبِ
قدْ كنتُ ذا صبرٍ وذا سلوةٍ
فاستشهدا في طاعة ِالحبِّ

أبو فراس الحمدانى

ياليلُ ؛ ما أغفلَ ، عما بي،
حبائبي فيكًَوأحبابي
يا ليلُ ، نامَ الناسُ عنْموضعٍ
ناءٍ، عَلى مَضْجَعِهِنَابي
هبتْ لهُ ريحٌ شاميةٌ
مَتّتْ إلى القَلْبِبِأسْبَابِ
أدتْ رسالاتِ حبيبٍلنا
فَهِمْتُهَا مِنْ بَيْنَأصْحَابي

أبو فراس الحمدانى

أبنيتي ، لا تحزني
كلُّ الأنامِ إلىذهابِ
أبنيتي ، صبراًجميـ
ـلاً للجَليلِ مِنَالمُصَاب!
نُوحِي عَلَيّ بِحَسْرَةٍ!
من خَلفِ سترِكوَالحجابِ
قُولي إذَانَادَيْتِني،
و عييتِ عنْ ردِّ الجوابِ :
زينُ الشبابِ ، " أبوفرا
سٍ، لمْ يُمَتَّعْبِالشّبَابِ!

أبو فراس الحمدانى

وَقَفَتْني عَلى الأَسَىوَالنّحِيبِ
مُقْلَتَا ذَلِكَ الغَزَالِالرّبِيب
كلما عادني السلوُّ ؛رماني
غنْجُ ألحاظِهِ بِسَهْمٍمُصِيبِ
فَاتِرَاتٍ قَوَاتِلٍ،فَاتِنَاتٍ،
فاتكاتٌ سهامها فيالقلوبِ
هَلْ لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ مِنْمُعِينٍ؟
و لداءٍ مخامرٍ منْ طبيبِ؟
أيّهَا المُذْنِبُ المُعَاتِبُحَتى
خِلْتُ أنّ الذّنُوبَ كانَتْذُنوبي
كنْ كما شئتَ منْ وصالٍوهجرٍ
غِيَرُ قَلْبي عَلَيْكَ غَيرُكَئِيبِ
لكَ جسمُ الهوى ، وثغرُ الأقاحي،
و نسيمُ الصبا ، وقدُّالقضيبِ
قَد جَحدتَ الهَوَى وَلكِنْأقَرّتْ
سِيمِيَاءُ الهَوَى وَلَحظُالمُرِيبِ
أنا في حالتي وصالٍوهجرٍ
من جوى الحبِّ في عذابٍمذيبِ
بينَ قربٍ منغصٍبصدودٍ
ووصالٍ منغصٍبرقيبِ
يَا خَلِيليَّ، خَلِّيانيوَدَمْعي
إنّ في الدّمْعِ رَاحَة َالمَكْرُوبِ
ما تقولانِ في جهادٍمحبٍ
وَقَفَ القَلْبَ في سَبِيلِالحَبِيبِ؟
هلْ منَْ الظاعنينَ مهدٍسلامي
للفَتى المَاجِدِ الأرِيبِالأدِيبِ؟
ابنُ عَمّي الدّاني عَلى شَحطِدارٍ
وَالقرِيبُ المَحَلّ غَيرُقَرِيبِ
خالصُ الودِّ ، صادقُ الوعدِ ،أنسي
في حُضُورِي مُحافظٌ فيمَغِيبي
كُلَّ يَوْمٍ يُهْدي إليّرِيَاضاً
جادها فكرهُ بغيثٍسكوبِ
وارداتٍ بكلِ أنسٍوبرٍّ
وَافِدَاتٍ بِكُلّ حُسْنٍوَطِيبِ
" يابنَ نصرٍ " وقيتَ بؤسَالليالي
و صروفَ الردى ، وكربَالخطوبِ
بَانَ صَبْرِي لمّا تَأمّلَطَرْفي:
بَانَ صَبري ببَينِ ظَبيٍرَبِيبِ

أبو فراس الحمدانى

يا ضَارِبَ الجَيشِ بي فيوَسْطِ مَفرِقهِ
لقدْ ضربتَ بنفسِ الصارمِالغضبِ
لا تَحرُزُ الدّرْعُ عَني نَفسَصَاحبِها
وَلا أُجِيرُ ذِمَامَ البِيضِوَاليَلَبِ
و لا أعودُ برمحي غيرَمنحطمٍ
و لا أروحُ بسيفي غيرَمختضبِ
حَتى تَقُولَ لَكَ الأعْداءُرَاغِمَة ً
" أضحى ابنُ عمكَ هذا فارسَالعربِ "
هيهاتَ لا أجحدُ النعماءَمنعمها
خلفتَ " يابنَ أبي الهيجاءِ " فيَّ أبي؟
يَا مَنْ يُحاذِرُ أنْ تَمضِيعَليّ يَدٌ
مَا لي أرَاكَ لبِيضِ الهِندِتسمحُ بي؟
و أنتَ بي منْ أضنِّ الناسِكلهمِ
فكيفَ تبذلني للسمرِوالقضبِ؟
ما زلتُ أَجهلُهُ فضلاًوأُنكره
نعمى ، وأوسعُ منْ عجبٍ ومنْعجبِ
حتى رأيتكَ بينَ الناسِمجتنباً
تُثْني عَليّ بِوَجْهٍ غَيرِمُتّئِبِ
فعندها ، وعيونُ الناسِترمقني
عَلِمْتُ أنّكَ لم تُخطىء ولَمأصِبِ

أبو فراس الحمدانى

وَمُعَوَّدٍ للكَرّ في حَمَسِالوَغَى ،
غادرتهُ ؛ والفرُّ منْعاداتهِ
حَمَلَ القَنَاة َ عَلى أغَرَّسَمَيْذَعٍ،
دَخّالِ مَا بَينَ الفَتىوَقَنَاتِهِ
لا أطْلُبُ الرّزْقَ الذّلِيلَمَنَالُهُ
فَوْتُ الهَوَانِ أذَلّ مِنْمَقْنَاتِهِ
علقتْ بناتُ الدهرِ ، تطرقُساحتي
لما فضلتُ بنيهِ فيحالاتهِ
فالحربُ ترميني ببيضِرجالها
وَالدّهْرُ يَطرُقُني بِسُودِبَنَاتِهِ

أبو فراس الحمدانى

و ما هوَ إلاَّ أنْ جرتْبفراقنا
يَدُ الدّهرِ حتى قيلَ، مَنهُوَ حارِثُ؟
يُذَكّرُنا بُعْدُ الفِرَاقِعُهُودَهُ،
وَتِلْكَ عُهُودٌ قَدْ بَلِينَرَثَائِثُ

أبو فراس الحمدانى

ألا ليتَ قومي، والأماني مثيرةٌ ،
شُهُودِيَ، وَالأَرْوَاحُ غَيرُلَوَابِثِ
غداة ً تناديني الفوارسُ ؛والقنا
تردُّ إلى حدِّ الظبا كلَّناكثِ
" أحارثُ " إنْ لمْ تصدرِالرمحَ قانياً
و لمْ تدفعٍِ الجلى فلستَ " بحارثِ

أبو فراس الحمدانى

قامتْ إلى جارتها
تشكو ، بذلٍوشجا
أما ترينَ ، ذا الفتى؟
مَرّ بِنَا مَاعَرّجَا
إنْ كانَ ما ذاقَ الهوى،
فَلا نَجَوْتُ، إنْنَجَا

أبو فراس الحمدانى

جَارِيَة ٌ، كَحْلاءُ، ممشوقَةٌ،
في صدرها : حقانِ منعاجِ
شَجَا فُؤادي طَرْفُهَاالسّاجي،
وكُلّ سَاجٍ طَرْفُهُشَاجِ

أبو فراس الحمدانى

ألا أبلغْ سراة َ " بني كلابِ "
إذا ندبتْ نوادبهمْصباحا
جزيتُ سفيههمْ سوءءاًبسوءٍ
فَلا حَرَجاً أتَيْتُ وَلاجُنَاحَا
قَتَلْتُ فَتى بَني عَمْرِو بنِعَبْدٍ
وَأوْسَعَهُمْ عَلى الضِّيفَانِسَاحَا
قَتَلْتُ مُعَوَّداً عَلَلَالعَشَايَا،
تخيرتِ العبيدُ لهُاللقاحا
ولستُ أرى فساداً فيفسادٍ
يَجُرّ عَلى طَرِيقَتِهِصَلاحَا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->