عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 04-04-2010, 05:21 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 63
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

و ظبيٍ غريرٍ ، في فؤادي كناسهُ،
إذا اكْتَنَسَ العِينُ الفَلاةَ وَحُورُهَا
تُقِرّ لَهُ بِيضُ الظّبَاءِوَأُدْمُهَا
و يحكيهِ ، في بعضِ الأمورِ ،غريرها
فَمِنْ خَلْقِهِ لَبّاتُهَاوَنُحُورُهَا،
وَمِنْ خُلْقِهِ عِصْيَانُهَاوَنُفُورُهَا

أبو فراس الحمدانى

ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَوَللبَدْرِ،
وَمَا لمَكَانٍ أنْتَ فِيهِوَللقَطْرِ
تجللتَ بالتقوى ، وأفردتَبالعلاَ ،
وَأُهّلْتَ للجُلَّى ،وَحُلّيتَ بالفَخْرِ
وَقَلّدْتَني، لمّا ابتَدَأتَبمَدْحَتي،
يدأ لا أوفي شكرها ، أبدالدهرِ
فإنْ أنا لمْ أمنحكَ صدقَمودتي
فَمَا لي إلى المَجدِالمُؤثَّلِ من عُذْرِ
أيا بنَ الكرامِ الصيدِ ، جاءتْكريمة ً :
" أيا بنَ الكرامِ الصيدِوالسادة ِ الغرِّ "
فضلتَ بها أهلَ القريضِ ،فأصبحتْ
تَحيّة َ أهلِ البَدْوِ،مُؤنِسة َ الحَضرِ
وَمِثْلُكَ مَعدومُ النّظِيرِمن الوَرَى
و شعركَ معدومُ الشبيهِ منالشعرِ
كأنَّ على ألفاظهِ ،ونظامهِ
بَدَائِعَ مَا حَاكَ الرّبيعُمنَ الزّهْرِ
تَنَفّسَ فيه الرّوْضُ فاخضَلّبالنّدى
و هبَّ نسيمُ الروضِ يُخبرُبالفجرِ
إلى الله أشكُو مِنْ فِرَاقِكَلَوْعَة َ،
طويتُ لها ، مني الضلوعَ ، علىجمرِِ
و حسرة َ مرتاحٍ إذا اشتاقَقلبهُ ،
تَعَلّلَ بالشّكْوَى وَعَادَإلى الصّبرِ
فعدْ يا زمانَ القربِ ، في خيرِعيشة ٍ ،
و أنعمَ بالٍ ، ما بدا كوكبٌدري،
وعشْ "يابنَ نصرٍ" ما استهلتْغمامة ٌ ،
تَروحُ إلى عِزٍّ وَتَغدُو عَلىنَصْرِ

أبو فراس الحمدانى

مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ،
وَمُضَامُ الهَوَى بِغَيْرِنَصِيرِ
مَا لِمَنْ وَكّلَ الهَوَىمُقْلَتَيْهِ
بِانْسِكَابٍ وَقَلْبَهُبِزَفِيرِ؟!
فَهْوَ مَا بَينَ عُمْرِ لَيْلٍطَوِيلٍ،
يَتَلَظّى ، وَعُمُرِ نَوْمٍقَصِيرِ
لا أقولُ : المسيرُ أرّ‍َقَعيني ‍‍!
قدْ تناهى البلاءُ ، قبلَالمسيرِ‍‍!
يا كثيباً ، منْ تحتِ غصنٍرطيبٍ ،
يتثنى ، منْ تحتِ بدرٍمنيرِ ‍!
شَدّ مَا غَيّرَتْكَ بَعْدي،اللّيالي
يا قليلَ الوفا ، قليلَالنظيرِ
لكَ وصفي ، وفيكَ شعري ؛ ولاأعـ
ـرفُ وصفَ المؤارة ِالعيسجورِ
وَلِقَلْبِي مِنْ حُسنِوَجْهِكَ شغلٌ
عَنْ هَوَى قاصِراتِ تِلكَالقُصُورِ
قد منحتُ الرقادَ عينَخليٍّ
بَات خِلْواً مِمّا يُجِنّضَمِيري
لا بَلا اللَّهُ مَنْ أُحِبّبِحُبٍّ،
وَشَفَى كُلّ عَاشِقٍمَهْجُورِ
يا أخي " يا أبا زهيرٍ " أليعنــ
ـدَكَ عَوْنٌ عَلى الغَزَالِالغَرِيرِ؟
إنَّ لي ، مذء نأيتَ ، جسمَمريض
و بكا ثاكلٍ ، وذلَّأسيرِ
لمْ تزل مشتكايَ ، في كلِّ أمرٍ،
وَمُعِيني، وَعُدّتي،وَنَصِيري
وَرَدَتْ مِنْكَ، يا بنَ عَمّي،هَدَايا
تتهادى في سندسٍ ،وحريرِ
بفوافٍ ، ألذَّ منْ باردِالما
ءِ، وَلَفْظٍ كَاللّؤلُؤِالمَنْثُورِ
محكمٍ ، قصَّرَ " الفرزدقُ " و" الأخـ
ـطَلُ عَنْهُ، وَفَاقَ شِعْرَجَرِيرِ
أنتَ لَيثُ الوَغَى ، وَحَتْفُالأعَادي
وَغِيَاثُ المَلْهُوفِوَالمُستَجِيرِ
طُلْتَ، في الضّرْبِ للطُّلى عنشَبيهٍ
وَتَعَالَيْتَ، في العُلا، عَنْنَظِيرِ
كُنْتَ جَرّبْتَني، وَأنْتَكَثِيرُ الـ
ـكَيْسِ، طَبٌّ بِكُلّ أمْرٍكَبِيرِ
و إذا كنتَ ، " يابنَ عمي " ،قنوعاً
بِجَوَابي، قَنِعْتَبِالمَيْسُورِ
هَاجَ شَوْقي إلَيكَ، حينَأتَتْني:
«هَاجَ شَوْقُ المُتَيَّمِالمَهْجُورِ»

أبو فراس الحمدانى

عَذيرِيَ مِن طَوَالعَ فيعِذَارِي،
وَمِنْ رَدّ الشّبَابِالمُسْتَعَارِ!
و ثوبٍ ، كنتُ ألبسهُ ،أنيقٍ
أجررُ ذيله، بينَالجواري
و ما زادتْ على العشرينَسني
فما عذرُ المشيبِ إلى عذاري؟
و ما استمتعتُ منْ داعيالتصابي
إلى أنْ جَاءني داعيالوَقَار
أيا شيبي ، ظلمتَ ‍! وياشبابي
لقَد جَاوَرْتُ، مِنكَ، بشَرّجارِ!
يُرَحِّلُ كُلّ مَنْ يَأوِيإلَيْهِ
و يختمها بترحيلِالديارِ
أمرتُ بقصهِ ، وكففتُ عنهُ،
وقرَّ على تحمُّـلهِقراري
وَقُلْتُ: الشّيبُ أهوَنُ مَاأُلاقي
مِنَ الدّنْيا وَأيْسَرُ ماأُدارِي!
وَلا يَبْقَى رَفِيقي الفَجْرُحَتى
يضمَّ إليهِ منبلجَ النهارِ "
"و إني ما فجعتُ بهِلألقى
بهِ ملقى العثارِ منَالشعارِ"
و كمْ منْ زائرٍ بالكرهِمني
كرهتُ فراقهُ بعدَ المزارِ !
متى أسلو بلا خلٍّوصولٍ
يُوَافِقُني، وَلا قَدَحٍمُدَارِ؟
و كنتُ ، إذا الهمومُ تناوبتني،
فزعتُ منَ الهمومِ إلىالقفارِ
أنَختُ وَصَاحِبَايَ بذيطُلُوحٍ
طَلائِحَ، شَفَّهَا وَخْدُالقِفَارِ
وَلا مَاءٌ سِوَى نُطَفِالأدَاوِي،
وَلا زَادٌ سِوَى القَنَصِالمُثَارِ
فَلَمَّا لاحَ بَعْدَ الأينِسَلْعٌ،
ذكرتُ منازلي وعرفتُداري
ألَمّ بِنا، وَجُنْحُ اللّيلِداجٍ،
خيالٌ زارَ وهناً منْنوارِ
أبَاخِلَة ٌ عَلَيّ، وَأنتِجارٌ،
وَواصِلَة ٌ عَلى بُعْدِالمَزَارِ!
تلاعبُ بي ، على هوجَ المطايا،
خلائِقُ لا تَقُرّ عَلىالصَّغَارِ
و نفسٌ ، دونَ مطلبهاالثريا
وَكَفّ دُونَهَا فَيضُالبِحَارِ
أرى نفسي تطالبنيبأمرٍ
قَلِيلٌ، دُونَ غَايَتِهِ،اقتِصَاري
و ما يغنيكَ منْ هممٍطوالٍ
إذا قرنتْ بأعمارٍقصارِ؟
وَمُعْتكِفٍ عَلى حَلَبٍبَكِيٌّ،
يقوتُ عطاشَ آمالٍغزارِ
يقولُ ليَ : " انتظرْ فرجاًَ " ومن لي
بأنَّ الموتَ ينتظرُ انتظاري؟ !
عليَّ لكلِّ همٍ ، كلُّعيسٍ
أمونُ الرحلِ موخدة ُالقفارِ
وَخَرّاجٌ مِنَ الغَمَراتِخِرْقٌ،
أبو شبلينِ ، محميُّالذمارِ
شَدِيدُ تَجَنّبِ الآثَامِوَافٍ،
عَلى عِلاّتِهِ، عَفُّالإزارِ
فَلا نَزَلَتْ بيَ الجِيرَانُإنْ لمْ
أُجَاوِرْهَا مُجَاوَرَة َالبِحَارِ
أُصَاحِبْهَا بِمَأمُونِالفِرَارِ
وَلا صَحِبَتْنيَ الأمْلاكُ إنْلمْ
أُصَبّحْهَا بِمُلْتَفّالغُبَارِ
بجيشٍ لا يحلُّ بهمْمغيرٌ
وَرَأيٍ لا يَغِبّهُمُمُغَارِ
شددتُ على الحمامة ِ كورَرحلٍ
بعيدُ حلهُ ، دونَاليسارِ
تَحُفّ بِهِ الأسِنّة ُ،وَالعَوَالي،
و مضمرة ُ المهاري ،والمهاري
يعدنَ ، بعيدَ طولِ الصونِ ،سعياً
لِمَا كُلّفْنَ مِنْ بُعْدِالمَغَارِ
و تخفقُ حوليَ الراياتُ حمراً،
وتتبعني الخضارمُ منْ "نزارِ "
وَإنْ طُرِقَتْ بِدَاهِيَة ٍنَآدٍ
تدافعها الرجالُ بكلِّجارِ
عَزِيزٌ حَيثُ حَطّ السّيرُرَحْلي،
تداريني الأنامُ ولا أداري !
و أهلي من أنختُ إليهِ عيسي،
وَدَارِي حَيثُ كُنتُ مِنَالدّيَارِ

أبو فراس الحمدانى

تواعـــدنا بآذارِ
لمسعى ً غيرِمختارِ
وَقُمْنَا، نَسحَبُالرَّيْطَ،
إلى حانة ِ خمَّـارِ؛
فَلَمْ نَدْرِ، وَقَدْفاحَتْ
لَنَا مِنْ جَانِبِالدّارِ
بخمارٍ ، منَ القومِ،
نَزَلْنَا، أمْبِعَطّارِ؟
فلما ألبسَ الليلُ،
لنا ثوباً منَالقارِ
وَقُلْنَا: أوْقِدِالنّارَ
لِطُرَاقٍوَزُوّارِ
وَجَا خَاصِرَة َالدّنّ
فأغنانا عنِالنارِ
وَمَا في طَلَبِاللّهْوِ،
عَلى الفِتْيَانِ، مِنْعَارِ!

أبو فراس الحمدانى

صبرتُ على اختياركَواضطراري
وَقَلّ، مَعَ الهَوَى ، فِيكَانْتِصَارِي
و كانَ يعافُ حملَ الضيمِ قلبي،
فقرَّ على تحملهِقراري
فديتكَ ، طالَ ظلمكَواحتمالي
كما كثرتْ ذنوبكَواعتذاري

أبو فراس الحمدانى

ما آنَ أنْ أرتاعَللشــ
ـيْبِ، المُفَوَّفِ فيعِذَارِي؟
وَأكُفَّ عَنْ سُبُلِالضّلا
لِ، وَأكْتَسِي ثَوْبَالوَقَارِ
أمْ قَدْ أمِنْتُالحَادِثَا
تِ من الغواديوالسواري
إني أعوذُ ، بحسنِعفــ
ــوِ اللهِ ، منْ سوءِاختياري

أبو فراس الحمدانى

هَل تَرَى النّعْمَة َدَامَتْ
لصغيرِ أوْ كبيرِ؟
أوْ تَرَى أمْرَيْنِجَاءَا
أوّلاً مِثْلَأخِيرِ
إنما تجريالتصاريــ
ــفُ بتقليبِالدهورِ
ففقيرٌ منْ غنيٍّ ؛
وَغَنيّ مِنْ فَقِيرِ!

أبو فراس الحمدانى

منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ،الأحورِ ،
في الخدِّ ، مثلُ عذارهِالمتحدرِ ؟!
قَمَرٌ، كَأنّ بِعَارِضَيْهِكِلَيْهِمَا
مِسْكاً، تَسَاقَطَ فَوْقَوَرْدٍ أحمَرِ

أبو فراس الحمدانى

وَوَارِدٍ مُورِدٍ أُنْساً،يُؤكّدُهُ
صُدُوره عَنْ سَلِيمِ الوِرْدِوَالصَّدَرِ
شدتْ سحائبهُ منهُ علىنزهٍ
تقسّمَ الحُسنُ بَينَ السّمعِوَالَبَصَرِ
عذوبة ٌ ، صدرتْ عنْ منطقٍ جددٍ؛
كالماءِ يخرجُ ينبوعاً منَالحجرِ
وروضة ٌ منَ رياضِ الفكرِ ،دبَّجها
صوبُ القرائحِ لا صوبٌ منالمطرِ
كَأنّمَا نَشَرَتْ أيْدِيالرّبِيعِ بهَا
برداً من الوشيِ أو ثوباً منالحبرِ

أبو فراس الحمدانى

ولي مِنّة ٌ في رِقَابِالضبَاب،
وأُخْرى تَخص بَنيجَعْفَرِ
عشية َ روَّحنَ من " عرقة ٍ "
وَأصْبَحْنَ فَوْضَى ، عَلىشَيْزَرِ
وقد طالَ ما وردتْ " بالجباة "
وَعَاوَدَتِ المَاءَ فيتَدْمُرِ
قَدَدْنَ البَقِيعَة َ، قَدّالأدِيـ
ـمِ، وَالغَرْبُ في شَبَهِالأشْقَرِ
و جاوزنَ " حمصَ " ؛ فلمْينتظرْ
نَ على موردٍ أو علىمصدرِ
وَبِالرَّسْتَنِ اسْتَلَبَتْمَوْرِداً،
كَوِرْدِ الحَمَامَة ِ أوْأنْزَرِ
وَجُزْنَ المُرُوجَ، وَقَرْنَيْحَمَاة َ
و "شيزرَ " ، والفجرُ لمْيسفرِ
و غامضتِ الشمسًإشراقها
فَلَفّتْ كَفَرْطَابَبِالعَسْكَرِ
ولاقتْ بها عصبَالدارعيــ
ـنَ بكلِّ منيعِ الحمىمسعرِ
عَلى كُلّ سَابِقَة ٍبِالرّدِيفِ،
وكلِّ شبيهٍ بهامجفرِ
و لما اعتفرنَ ولماعرقنَ
خَرَجْنَ، سِرَاعاً، مِنَالعِثْيَرِ
نُنَكِّبُ عَنْهُنّفُرْسَانَهُنّ،
ونبدأُ بالأخيرِالأخيَرِ
فلما سمعتُ ضجيجَالنسا
ءِ ناديتُ : " حارِ" ، ألافاقصر !
أ "حارثُ " منْ صافحَ ،غافرٌ
لهنَّ ، إذا أنتَ لمْ تغفرِ ؟ !
رَأى ابنُ عُلَيّانَ مَاسَرّهُ
فَقُلْتَ: رُوَيْدَكَ لاتُسْرَرِ!
فإني أقومُ بحقِِّالجوا
رِ ثُمّ أعُودُ إلىالعُنْصُرِ

أبو فراس الحمدانى

و يومٍ جلا فيهِ الربيعُبياضهُ
بِأنْوَاعِ حَليٍ، فَوْقَأثوَابِهِ الخُضْرِ
كأنَّ ذيولَ الجلنارِ ، مطلة ً،
فُضُولُ ذُيولِ الغانِياتِ منالأُزْرِ

أبو فراس الحمدانى

وواللهِ ، ما أضمرتُ في الحبِّسلوة ً ،
وواللهِ، ماحدثتُ نفسيَبالصبرِ
و إنكَ في عيني ، لأبهى منَالغنى ،
وإنكَ، في قلبي ، لأحلى منًَالنصرِ
فيا حكمي المأمولَ جرتَ معَالهوى ‍!
وياثقتي المأمونَ ، خنتَ معَالدهرِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

سَأُثْني عَلى تِلكَالثَّنَايَا، لأنّني
أقولُ على علمٍ ، وأنطقُ عنْخبرِ
و أنصفها ، لا أكذبُ اللهَ ، أنني

أبو فراس الحمدانى

يا طِيبَ لَيْلَة ِ مِيلادٍ،لَهَوْتُ بِهَا
بأحورٍ ، ساحرِ العينينِ ،ممكورِ
وَالجَوُّ يَنْشُرُ دُرَّاً،غَيرَ مُنْتَظِمٍ،
والأرْضُ بَارِزَة ٌ في ثَوْبِكَافُورِ
وَالنّرْجسُ الغضّ يحكي حسنُمنظرِهِ
صَفْرَاءَ صَافِيَة ً في كَأسِبَلّورِ

أبو فراس الحمدانى

وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَعَتْبٌ وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ
أقُومُ بِهِ مَقَامَالاعْتِذَارِ
حمَلْتُ جَفَاكَ، لا جَلَداً،وَلكِنْ
صبرتُ على اختياركَواضطراري

أبو فراس الحمدانى

جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ،
وَعَادَ، فَعُدْتَ بِالكَرَمِالغَزِيرِ
صبرتَ عليهِ حتى جاءَ ، طوعاً،
إلَيْكَ، وَتِلْكَ عَاقِبَة ُالصّبُورِ
فَإنْ تَكُ عَدْلَة ٌ فيالجِسْمِ كَانَتْ
فما عدلَ الضميرُ عنِالضميرِ
و مثلُ " أبي فراسٍ " منْتجافى
لَهُ عَنْ فِعْلِهِ، مِثْلُالأمِيرِ

أبو فراس الحمدانى

بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَنافعي ،
رَجَعتُ إلى صَبرٍ، أمَرّ مِنَالصّبرِ
و قدرتُ أنَّ الصبرَ ، بعدَفراقهم ،
يساعدني ، وقتاً ، فعزيتُ عنْصبري

أبو فراس الحمدانى

ما زالَ معتلجَ الهمومِبصدرهِ
حَتى أبَاحَكَ مَا طَوَى مِنسِرّهِ
أضمرتُ حبكَ ، والدموعُ تذيعهُ،
و طويتُ وجدكَ ، والهوى فينشرهِ
تردُ الدموعُ ، لما تجنُّضلوعهُ ،
تترى إلى وجناتهِ أونحرهِ
من لي بعطفة ِ ظالمٍ ، منْشأنهِ
نسيانُ مشتغلِ اللسانِ بذكرهِ؟
يا ليتَ مؤمنهُ سلوى - مادعتْ
ورقُ الحمامِ - مؤمني منْهجرهِ
منْ لي بردِّ الدمعِ ، قسراً ،والهوى
يغدو عليهِ ، مشمراً ، في نصرهِ؟
أعيا عليَّ أخٌ ، وثقتُ بودهِ،
وَأمِنْتُ في الحَالاتِ عُقْبَىغَدْرِهِ
وَخَبَرْتُ هَذَا الدّهْرَخِبْرَة َ نَاقِدٍ
حتى أنستُ بخيرهِوبشرهِ
لا أشْتَرِي بَعْدَ التّجَرّبِصَاحِباً
إلا وددتُ بأنني لمْأشرهِ
منْ كلِّ غدارٍ يقرُّبذنبهِ
فيكونُ أعظمُ ذنبهِ فيعذرهِ
ويجيءُ ، طوراً ، ضرهُ في تفعهِ،
جهلاً ، وطوراً ، نفعهُ فيضره
فصبرتُ لمْ أقطعْ حبالَودادهُ
و سترتُ منهُ ، مااستطعتُ ،بسترهِ
وَأخٍ أطَعْتُ فَمَا رَأى ليطَاعَتي
حَتى خَرَجتُ، بأمرِهِ، عَنْأمرِهِ
و تركتُ حلوَ العيشِ لمْ أحفلْبهِ
لمَّـا رأيتُ أعزَّهُ فيمره
وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبَالِغٍ فيأرْضِهِ،
كالصقرِ ليسَ بصائدٍ فيوكرهِ
أنفقْ منَ الصبرِ الجميلِ ،فإنهُ
لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْصَبرِهِ
واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ ،وقلْ لهُ
حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَبِهُجْرِهِ
وَأحَبُّ إخْوَاني إليّأبَشَّهُم
بصديقهِ في سرهِ أوجهرهِ
لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْيكنْ
أصفى مشارب برهِ فيبشرهِ
ألقى الفتى فأريدُ فائضَبشرهِ
و أجلُّ أنْ أرضى بفائضِبرهٍ
ياربِّ مضطغنِ الفؤادِ ،لقيتهُ
بِطَلاقَة ٍ، فَسَلَلْتُ مَا فيصَدْرِهِ

أبو فراس الحمدانى

و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَوبيننا
خليجانِ و" الدربُ " الأشمُّ و" آلسُ "
ولا أنني أستصحبُ الصبرَ ساعةً
ولي عنكَ مناعٌ ودونكَحابسُ
ينافسني فيكَ الزمانُوأهلهُ
وَكُلُّ زَمَانٍ لي عَلَيْكَمُنَافِسُ
شرَيتُكَ من دهرِي بذي النّاسكلّهم
فلا أنا مَبخُوسٌ وَلا الدّهرُبَاخِسُ
وَمَلّكتُكَ النّفسَ النّفيسَةطائِعاً،
و تبذلُ للمولى النفوسُالنفائسُ
تَشَوّقَني الأهْلُ الكِرَامُوأوْحَشَتْ
مَوَاكِبُ بَعْدِي عِنْدَهُمْوَمَجالِسُ
وَرُبّتَمَا زَانَ الأمَاجِدَمَاجِدٌ،
وَرُبّتَمَا زَانَ الفَوَارِسَفَارِسُ!
رفعتُ على الحسادِ نفسي ؛ وهلْهمُ
و ما جمعوا لوْ شئتُ إلا فرائسُ؟
أيدركُ ما أدركتُ إلاَّ ابنُهمة ٍ
يُمَارِسُ في كَسبِ العُلى ماأُمارِسُ؟
يضيقُ مكاني عنْ سوايَلأنني
عَلى قِمّة ِ المَجْدِالمُؤثَّلِ جَالِسُ
سبقتُ وقومي بالمكارمِوالعلاَ
و إنْ زعمتْ منْ آخرينَالمعاطسُ

أبو فراس الحمدانى

سقى ثرى " حلبٍ " ما دمتَساكنها
يا بدرُ ، غيثانِ منهلُّومنبجسُ
أسِيرُ عَنهَا وَقَلبي فيالمُقَامِ بِهَا،
كأنّ مُهرِي لِثُقلِ السّيرِمُحتَبَسُ
هَذا وَلَوْلا الّذي في قَلْبِصَاحِبِهِ
مِنَ البَلابِلِ لمْ يَقْلَقْبهِ فَرَسُ
كأنّما الأرْضُ والبُلدانُمُوحشَة ٌ،
و ربعها دونهنَّ العامرُالأنسُ
مثلُ الحصاة ِ التي يرمى بهاأبداً
إلى السماءِ فترقى ثمَّتنعكسُ

أبو فراس الحمدانى

لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَيُذهَبُ بي؟
قَدْ صَرّحَ الدّهْرُ ليبِالمَنعِ وَاليَاسِ
أبْغي الوَفَاءَ بِدَهْرٍ لاوَفَاءَ لَهُ،
كَأنّني جَاهِلٌ بِالدّهْرِوَالنّاسِ!

أبو فراس الحمدانى

لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِبِخَدّهِ
ظلتْ تقابلهُ بوجهٍ عابسِ ‍!
خَلَفَ السّنَانُ بهِ مَوَقِعَلَثْمِهَا،
بئسَ الخلافة ُ للمحبِّ البائسِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني :
" أزرى السنانُ بوجهِ هذاالبائسِ! "
قالتْ لهنَّ ، وأنكرتْ ما قلنهُ :
أجَمِيعُكُنّ عَلى هَوَاهُمُنَافِسِي؟
إني ليعجبني ، إذا عاينتهُ،
أثرُ السنانِ بصحنِ خدِّالفارسِ

أبو فراس الحمدانى

المَرْءُ رَهْنُ مَصَائِبٍ لاتَنْقَضِي
حَتى يُوَارَى جِسْمُهُ فيرَمْسِهِ
فَمُؤجَّلٌ يَلقَى الرّدى فيأهلِهِ،
وَمُعَجَّلٌ يَلقَى الرّدى فينَفسِهِ

أبو فراس الحمدانى

تَنَاهَضَ القَوْمُلِلْمَعَالي
لمّا رَأوْا نَحْوَهَانُهُوضِي
تَكَلّفُوا المَكْرُمَاتِ،كَدَّاً،
تَكَلُّفَ الشِّعْرِبِالعَرُوضِ

أبو فراس الحمدانى

أيا قلبي ، أما تخشعْ؟
وَيَا عِلْمي، أمَاتَنْفَعْ؟
أما حقي بأنْ أنظـ
ـرَ للدّنْيَا، وَمَاتَصْنَعْ؟
أمَا شَيّعْتُأمْثَالي
إلى ضِيقٍ مِنَالمَضْجَعْ
أما أعلمُ أنْ لاَبـ
ـدّ لي مِنْ ذَلِكَالمَصْرَعْ؟
أيا غوثاهُ ، يااللـ
ـهُ هذا الأمرُ ما أفظعْ !!

أبو فراس الحمدانى

أبَى غَرْبُ هَذا الدّمْعِ إلاّتَسَرُّعَا
وَمَكْنُونُ هَذا الحُبّ إلاّتَضَوُّعَا
وكُنْتُ أرَى أني مَعَ الحَزْمِوَاحِدٌ،
إذا شئتُ لي مَمضًى وَإن شِئتُمَرْجِعَا
فَلَمّا استَمَرّ الحُبّ فيغُلَوَائِهِ،
رَعَيتُ مَعَ المِضْيَاعَة ِالحُبَّ ما رَعى
فَحُزْنيَ حُزْنُ الهَائِمِينَمُبَرِّحاً،
و سريَ سرُّ العاشقينَمضيعا
خَلِيلَيّ، لِمْ لا تَبكِيانيصَبَابَة ً،
أأبْدَلْتُمَا بالأجرَعِالفَرْدِ أجرَعَا؟
عليَّ ، لمنْ ضنتْ عليَّجفونهُ
غَوَارِبُ دَمْعٍ يَشمَلُ الحيَأجمَعَا
وَهَبْتُ شَبَابي، وَالشّبَابُمَضَنَّة ٌ،
لأبلجَ منْ أبناءِ عمي ،أروعا‍!
أبيتُ ، معنى ، منْ مخافة ِعتبهِ ،
و أصبحُ ، محزوناً ، وأمسي ،مروعا‍!
فَلَمّا مَضَى عَصْرُالشّبِيبَة ِ كُلّهُ،
وَفَارَقَني شَرْخُ الشّبَابِ،مُوَدِّعَا
تَطَلّبْتُ بَينَ الهَجرِوَالعَتْبِ فُرْجَة ً،
فحاولتُ أمراً ، لا يرامُ ،ممنعا
وَصِرْتُ إذا مَا رُمْتُ فيالخَيرِ لَذّة ً
تَتَبّعتُهَا بَينَ الهُمُومِ،تَتَبُّعَا
وَهَا أنَا قد حَلَّى الزّمَانُمَفَارِقي،
و توجني بالشيبِ تاجاًمرصعا
فلوْ أنني مكنتُ مماأريدهُ
منَ العيشِ ، يوماً ، لمْ يجدْفيَّ موضعا ‍!
أما ليلة ٌ تمضي ولا بعضُ ليلةٍ !
أسُرّ بهَا هذا الفُؤادَالمُفَجَّعَا؟
أمَا صَاحِبٌ فَرْدٌ يَدُومُوَفَاؤهُ!
فيُصْفي لمن أصْفى وَيَرْعىلمنْ رَعى ؟
أفي كُلّ دارٍ لي صَدِيقٌأوَدُّهُ،
إذَا مَا تَفَرّقْنَا حِفِظْتُوَضَيّعَا؟
أقمتُ بأرضٍِ الرومِ ، عامينِ ،لا أرى
منَ الناسِ محزوناً ولامتصنعا
إذا خِفتُ مِنْ أخوَاليَالرّومِ خُطّة ً
تخوفتُ منْ أعمامي العربِأربعا
و إن أوجعتني منْ أعاديَّ شيمةٌ
لَقِيتُ مِنَ الأحبَابِ أدْهَىوَأوْجعَا
ولوْ قدْ رجوتُ اللهَ لا شيءَغيرهُ
رَجَعْتُ إلى أعْلى وَأمّلْتُأوْسَعَا
لَقد قَنِعُوا بَعدي من القَطرِبالنّدى ،
و منْ لمْ يجدْ إلاَّ القنوعَتقنعا
و ما مرَّ إنسانٌ فأخلفَ مثلهُ؛
ولكنْ يزجي الناسُ أمراًموقعا
تنكرَّ "سيف الدين" لما عتبتهُ،
وَعَرّضَ بي، تحتَ الكلامِ،وَقَرّعَا
فَقُولا لَهُ: مِنْ أصْدَقِالوُدّ أنّني
جعلتكَ مما رابني ، الدهرَمفزعا
و لوْ أنني أكننتهُ فيجوانحي
لأوْرَقَ مَا بَينَ الضّلُوعِوَفَرّعَا
فلاَ تغترر بالناسِ، ما كلُّمنْ ترى
أخُوكَ إذا أوْضَعتَ في الأمرِأوْضَعَا
وَلا تَتَقَلّدْ مَا يَرُوعُكَحَلْيُهُ
تقلدْ ، إذا حاربتَ ، ما كانَأقطعا‍!
وَلا تَقْبَلَنّ القَوْلَ منكلّ قائِلٍ!
سأرضيكَ مرأى لستُ أرضيكَمسمعا
و للهِ صنعُ قدْ كفانيالتصنعا
أراني طريقَ المكرماتِ ، كماأرى ،
عَلِيٌّ وَأسْمَاني على كُلّمَنْ سعَى
فإنَّ يكُ بطءٌ مرة ًفلطالما
تَعَجّلَ، نحْوِي، بالجَميلِوَأسْرَعَا
و إنْ يحفُ في بعضِ الأمورِفانني
لأشكرهُ النعمى التي كانَأودعا
و إنْ يستجدَّ الناسَ بعدي فلمْيزلْ
بذاكَ البديلِ ، المستجدِّ ،ممتعا ‍!

أبو فراس الحمدانى

و ما تعرضَ لي يأسٌ سلوتُبهِ
إلاّ تَجَدّدَ لي في إثْرِهِطَمَعُ
و لا تناهبتُ في شكوىمحبتهِ
إلاّ وَأكثَر مِمّا قُلْتُ مَاأدَعُ

أبو فراس الحمدانى

ما للعبيدِ منَالذي
يقضي بهِ اللهُامتناعُ
ذُدْتُ الأسُودَ عَنِالفَرَا
ئسِ ، ثمَّ تفرسنيالضباعُ

أبو فراس الحمدانى

المَجْدُ بِالرَّقّة ِمَجْمُوعُ،
وَالفَضْلُ مَرْئِيّوَمَسْمُوعُ
إنَّ بها كلَّ عميمِالندى
يداهُ للجودِينابيعُ
و كلَّ مبذولِ القرى ، بيتهُ،
عَلى عُلا الْعَلْيَاءِ،،مَرْفُوع
لكنْ أتاني خبرٌرائعٌ
يضيقُ عنهُ السمعُوالروعُ
أنّ بَني عَمّي،وَحَاشَاهُمُ،
شَعْبُهُمْ بِالخُلْفِمَصْدوع
مالعصا قومي قدْشقها
تَفَارطٌ مِنهُمْوَتَضْيِيع؟
بَني أبي، فَرّقَ مَابَيْنَكُمُ
وَاشٍ، عَلى الشّحنَاءِمَطبُوع!
عُودوا إلى أحْسَن مَاكُنْتُمُ،
فأنتمُ الغرُّ المرابيعُ ‍!
لا يكملُ السؤددُ في ماجدٍ،
لَيْسَ لَه عَوْدٌوَمَرْجُوع
أنَبْذِلُ الودّلأعْدَائِنَا،
و هوَ عنِ الإخوة ِ ممنوعُ ؟ ‍!
أوْ نَصِلُ الأبْعَدَ مِنْقَوْمِنَا،
وَالنّسَبُ الأقْرَبُمَقْطُوع؟
لا يَثْبُت العِزّ عَلى فُرْقَةٍ،
غيركَ بالباطلِ مخدوعُ!

أبو فراس الحمدانى

هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتيالمَرَابعُ،
فحتى متى ياعينُ ، دمعكِ هامعُ؟!
ألمْ يَنهكِ الشّيبُ الذي حَلّنازِلاً؟
وَللشَيْبُ بَعدَ الجَهلِللمَرْء رَادع!
لئنْ وصلتْ " سلمى " حبالَمودتي
فإنَّ وشيكَ البينِ ، لا شكَّ ،قاطعُ
و إنْ حجبتْ عنا النوى " أممالكٍ "
لَقَدْ سَاعَدَتْهَا كِلّة ٌوَبَرَاقِع!
و إن ظمئتْ نفسي إلى طيبِريقها
لقدْ رويتَ بالدمعِ منيالمدامعُ
وَإنْ أفَلَتْ تِلْكَ البُدورُعَشِيّة ً،
فإنَّ نحوسي بالفراقِطوالعُ
وَلمّا وَقَفْنا لِلْوَدَاعِ،غَدِيّة ً،
أشارتْ إلينا أعينٌوأصابعُ
وَقالت: أتَنْسَى العهدَبالجِزْعِ وَاللّوَى
و ما ضمهُ منا النقا والأجارعُ؟
وَأجرَتْ دمُوعاً من جُفونٍلِحَاظُها
شِفَارٌ، على قَلبِ المُحبّقَوَاطِع
فقلتُ لها : مهلاً ‍! فماالدمعُرائعي ،
وَمَا هُوَ للقَرْمِالمُصَمِّمِ رَائِع!
لَئنْ لمْ أُخَلّ العِيسَوَهْيَ لَوَاغِبٌ
حدابيرَ ، منْ طولِ السرى ،وظوالعُ
فما أنا منْ " حمدانَ " فيالشرفِ الذي
لَه مَنْزِلٌ بَينَالسّمَاكَينِ طَالِع

أبو فراس الحمدانى

و لقدْ أبيتُ ، وجلُّ ما أدعوبهِ ،
حَتى الصّبَاحِ، وَقد أقضّالمضْجَعُ
لا همَّ ، إنَّ أخي لديكَ وديعةٌ
مني وليسَ يضيعُ ما تستودعُ ‍!

أبو فراس الحمدانى

مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْأرْفَعُ،
وصدركَ الدهناءُ ، بلْ أوسعُ‍
وَقَلْبُكَ الرّحْبُ الّذِيلَمْ يَزَلْ،
للجدِّ والهزلِ ، بهموضعُ
رفهْ بقرعِ العودِ سمعاً ،غدا
قرعُ العوالي جلَّ مايسمعُ

أبو فراس الحمدانى

لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ"
فإنَّ لها عندي يداً لاأضيعها
أحبُّ بلاد اللهِ ، أرضٌ تحلها،
إليَّ ؛ ودارٌ تحتويكَربوعها
أفي كلِّ يومٍ ، رحلة ٌ بعدَرحلة ٍ
تجرعُ نفسي ، حسرة ً ، وتروعها؟
فَلي، أبَداً، قَلْبٌ كَثِيرٌنِزَاعُه،
وَلي، أبَداً، نَفْسٌ قَلِيلٌنُزوعُهَا
لحَى الله قَلْباً لا يَهِيمصَبَابَة ً
إلَيْكَ، وَعَيْناً لا تَفِيضُدُمُوعُهَا

أبو فراس الحمدانى

أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ،
و الماءُ في بركِ البديعِ،
و إذا الرياحُ جرتْعليـ
ـهِ في الذهابِ وفي الرجوعِ،
نثرتْ على بيضِالصفا
ئِحِ بَيْنَنَا حَلَقَالدّروعِ

أبو فراس الحمدانى

كيفَ أرجو الصلاحَ منْ أمرِقومٍ
ضيعوا الحزمَ فيه أيَّضياعِ؟
فَمُطَاعُ المَقَالِ غَيْرُسَدِيدِ،
وسديدُ المقالِ غيرُمطاعِ

أبو فراس الحمدانى

مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَأغْتَرِفْ،
و بفضلِ علمكَأعترفْ
أنشدتني ؛ فكأنمــا
شققتَ عنْ درٍّصدفْ
شِعْراً، إذَا مَاقِسْتُهُ
بجميعِ أشعارِالسلفْ
قصَّرنَ ، دونَ قراهُتقــ
ـصِيرَ الحُرُوفِ عَنِالألِفْ

أبو فراس الحمدانى

إني أقُولُ بِمَاعَلِمْتُ
وَلا أجُورُ وَلاأُخِيفْ
أما عليُّ الجعفريْ
يُ فإنهُ الحرُّالعفيفُ
نسبٌ شريفٌ ، زانهُ
في أهلهِ خلقٌ شريفُ

أبو فراس الحمدانى

أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍!
أتلزمني ذنبَ المسيء تعجرفا؟
بَدَأتَ بتَنْمِيقِ العِتابِ،مَخَافَة َ الـ
ـعتابِ ، وذكري بالجفا ، خشية َالجفا‍!
أوافي، على علاتِ عتبكَ ،صابراً
وألفى ، على حالاتِ ظلمكَ ،منصفا
و كنتُ ، إذا صافيتُ خلاً ،منحتهُ
بهجرانهِ وصلاً ، ومنْ غدرهِوفا
فَهَيّجَ بي هذا الكِتَابُصَبَابَة ً،
و جددَ لي هذا العتابُتأسفا
فإنْ أدْنَتِ الأيّامُ داراًبِعِيدَة ً
شفى القلبَ مظلومٌ منَ العتبِواشتفى ‍‍!
فإنْ كُنْتُهُ أقْرَرْتُبالذّنْبِ، تائِباً،
وَإنْ لم أكنْ أمسَكْتُ عنهُ،تألُّفَا!

أبو فراس الحمدانى

غلامٌ فوقَ ما أصفُ،
كَأنّ قَوَامَهُألِفُ
إذَا مَا مَالَيُرْعِبُني
أخَافُ عَلَيْهِيَنْقَصِفُ
و أشفقُ منْ تأودهِ،
أخافُ يُذِيبُهُالتّرَفُ
سُرُورِي عِنْدَهُلُمَعٌ،
و دهري ، كلهُ ،أسفُ
وَأمْرِي، كُلّهُ،أمَمٌ،
وَحُبّي وَحْدَهُ سَرَفُ

أبو فراس الحمدانى

غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُالجَافي،
و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِالوافي
لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَلمْ يَدُمْ
عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِالإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتيبهِ
عِوَضاً من الإلحَاحِوالإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّبنفسهِ
وَلَوأنّهُ عارِي المَناكِبِ،حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِكافياً،
فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍكافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِأُبُوّتي،
و مروءتي ، وفتوتي ،وعفافي
ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِبزائدي
شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِالضّافي
خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌنَفعُها
بينَ الصوارمِ ، والقناالرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ومنزلي
مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُالأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدةً
حتى كأنَّ صروفهُأحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَايَافِعٌ،
وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَاأسْلافي

أبو فراس الحمدانى

بَعضُ الجُفَاة ِ إلىالمَجْفُوّ مُشتَاقُ
ودونَ ما أملَ المعشوقُمعتاقُ
أعْصي الهَوَى ، وَأُطِيعُالرّأيَ في وَلَدٍ
بَعدَ النّصِيحَة ِ رَابَتْمِنهُ أخْلاقُ
فَمَا نَظَرْتُ بِعَيْنِالسّوءِ مُعتَمِداً
إلَيْهِ إلاّ وَلِلأحْشَاءِإطْرَاقُ
و ما دعاني إلى ما ساءهُسخطٌ
إلا ثناني إلى ما شاءَإشفاقُ

أبو فراس الحمدانى

الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُمُفْتَرِقُ،
و الحبُ مختلفٌ ، عنديومتفقُ
وَلي، إذا كُلّ عَينٍ نَامَصَاحِبُهَا،
عينٌ تحالفَ فيها الدمعُوالأرقُ
لَوْلاكِ يا ظَبْيَة َ الإنسِ،التي نظرَتْ،
لما وَصَلْنَ إلى مَكْرُوهيَالحَدَقُ
لكنْ نظرتِ ، وقدْ سارَ الخليطُضحى ،
بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنْهُمُستَرَقُ

أبو فراس الحمدانى

و لمَّـا عزَّ دمعُ العينِفاضتْ
دماءً ، عندَ ترحالِالفريقِ
وَقَدْ نَظَمتْ على خَدّيسُموطاً
منَ الدرِّ المفصلِبالعقيقِ

أبو فراس الحمدانى

يا أخي قدْ وهبتُ ذنبَزمانٍ
طَرَقَتْني صُرُوفُهُبِالمَهَالِكْ
لمْ يهبْ لي صبابة ً منْرقادٍ
لمْ يَجُدْ لي فيهَا بِطَيْفِخَيَالِكْ
قَدْ قَنِعْنَا بِذَلِكَالنّزْرِ مِنْهُ،
وَغَفَرْنَا لَهُ الذّنُوبَلِذَلِكْ

أبو فراس الحمدانى

يا غُلاَمي، بَلْ سَيّدي، لَنْأمَلّكْ،
هَبْ لمَولاكَ، لا عَدمتُكَ،عَدلَكْ
خوفَ أنْ يصطفيكَ غيريبعدي
لا أرى أنْ أقولَ قدمتُقبلكْ

أبو فراس الحمدانى

بالكرهِ منيواختياركْ،
أنْ لا أكونَ حليفَداركْ
يَا تَارِكَي، إنّيلِذِكْـ
ـركَ ، ما حييتُ ، لغيرُتاركْ!
كن كيفَ شئتَ ،فإنني
ذاكَ المواسي والمشاركْ

أبو فراس الحمدانى

أليكَ أشكو منكَ ، يا ظالمي،
إذْ لَيسَ، في العالمِ، مُعدٍعَلَيكْ
أعَانَكَ الله بِخَيْرٍ،أعِنْ
مَنْ لَيْسَ يَشْكُو مِنكَ إلاّإليكْ

أبو فراس الحمدانى

أيَا سَافِراً! وَرِدَاءُالخَجَلْ
مقيمٌ بوجنتهِ ، لمْ يزلْ ‍!
بعيشكَ ، ردَّ عليكَ اللثامَ !
أخَافُ عَلَيْكَ جِرَاحَالمُقَلْ
فَما حَقُّ حُسْنِكَ أنْيُجتَلى ،
وَلا حَقُّ وَجْهِكَ أنْيُبْتَذَلْ
أمنتُ عليكَ صروفَ الزمانِ،
كَمَا قَدْ أمِنْتَ عَلَيّالمَلَلْ

أبو فراس الحمدانى

مَا زِلْتَ تَسْعَىبِجِدٍّ،
برغمِ شانيكَ ،مقبلْ
تَرَى لِنَفْسِكَأمْرَاً،
و ما يرى اللهُ أفضل

أبو فراس الحمدانى

قدْ عذُبَ الموتُبأفواهنا
والموتُ خيرٌ منْ مقامِالذليلْ
إنّا إلى الله، لِمَانَابَنَا،
و في سبيل اللهِ خيرِ السبيل ‍!

أبو فراس الحمدانى

قِفْ في رُسُومِالمُسْتَجَا
بِ وَحَيّ أكْنَافَ المُصَلّى !
فـ" الجوسقِ " الميمونِ ، فـ" السـ
قيا" بها ، فالنهر أعلى !
تلكَ المنازلُ ،والملا
عبُ ، لا أراها اللهُ محلا !
أوطنتها زمنَ الصبا؛
وَجَعَلْتُ مَنْبِجَ ليمَحَلاَّ
حيثُ التفتَّ رأيتَما
ءً سَابِحاً، وَسَكَنْتُظِلاً
ترَ دارَ " وادي عينِقا
صرَ" منزلاً رحباً ،مطلاَّ
وَتَحُلّ بِالجِسْرِالجِنَا
نَ ، وتسكنِ الحصنَالمعلى
تَجْلُو عَرَائِسُهُلَنَا
هَزْجَ الذّبَابِ إذَاتَجَلّى
و إذا نزلنا بـ "السوا
جيرِ" اجتنينا العيشَسهلاَ
والماءُ يفصلُ بينَزهـ
رِ الروضِ ، في الشطينِ،فصلا
كَبِسَاطِ وَشْيٍ،جَرّدَتْ
أيْدِي القُيُونِ عَلَيْهِنَصْلاَ
مَنْ كَانَ سُرّ بِمَاعَرَا
ني ، فليمتْ ضراًوهزلاَ
لَمْ أخْلُ، فِيمَانَابَني،
منْ أنْ أعزَّ ، وأنْأجلاَّ
رُعْتُ القُلُوبَ، مَهَابَةً،
وَمَلأتُهَا، فَضْلاًوَنُبْلاَ
ما غضَّ مني حادثٌ؛
وَالقَرْمُ قَرْمٌ، حَيْثُحَلاّ
أنَّى حللتُ فإنما
يدعوني السيفَالمحلَّى
فَلَئِنْ خَلَصْتُفَإنّني
شرقُ العدا ، طفلاًوكهلاَ
ما كنتُ إلا السيفَ ،زا
دَ عَلى صُرُوفِ الدّهرِصَقلاَ
ولئنْ قتلتُ ،فإنما
موتُ الكرامِ الصيدِقتلاَ
يغترُّ بالدنياالجهو
لُ، وَلَيسَ في الدّنيامُمَلاّ!

أبو فراس الحمدانى

أجْمِلي يَا أُمّعَمْرٍو،
زَادَكِ اللهجَمَالاَ
لا تَبِيعِينيبِرُخْصٍ؛
إنَّ في مثلي يغالى !
أنَا، إنْ جُدْتِبِوَصْلٍ،
أحسنُ العالمِ حالاَ !

أبو فراس الحمدانى

أأبَا العَشَائِرِ، إنْأُسِرْتَ فَطَالَمَا
أسرتْ لكَ البيضُ الخفافُرجالاَ‍!
لمّا أجَلْتَ المُهْرَ، فَوْقَرُؤوسِهِمْ،
نسجتْ لهُ حمرُ الشعورِعقالاَ
يا مَنْ إذا حَمَلَ الحصَانَعلى الوَجى
قالَ: اتخذْ حبكَ التريكِنعالاَ
ما كُنتَ نُهزَة َ آخِذٍ،يَوْمَ الوَغَى ،
لَوْ كُنْتَ أوْجَدتَ الكُمَيتَمجَالاَ
حملتكَ نفسُ حرة ٌ وعزائمٌ،
قصَّرنَ منْ قللِ الجبالِطوالاَ
وَرَأيْنَ بَطْنَ العَيرِظَهْرَ عُرَاعِرٍ،
وَالرّومَ وَحْشاً، وَالجِبَالَرِمَالاَ
أخَذُوكَ في كَبِدِالمَضَايِقِ، غِيلَة ً،
مِثْلَ النّسَاءِ، تُرَبِّبُالرّئْبَالاَ
ألاَّ دَعَوْتَ أخَاكَ، وَهْوَمُصَاقِبٌ
يكفي العظيمَ ، ويدفعُ ،الأهوالاَ؟
ألاَّ دَعَوْتَ أبَا فِرَاسٍ،إنّهُ
مِمّنْ إذَا طَلَبَ المُمَنَّعَنَالاَ؟
وردتْ ، بعيدَ الفوتِ ، أرضكَخيلهُ،
سَرْعَى ، كَأمْثَالِ القَطَاأُرْسَالاَ
زللٌ منَ الأيامِ فيكَ ،يقيلهُ
مَلِكٌ إذَا عَثَرَ الزّمَانُأقَالاَ
ما زالَ " سيفُ الدولة ِ " القرمَ ، الذي
يَلْقَى العَظِيمَ، وَيَحْمِلُالأثْقَالاَ
بالخيلِ ضمراً ، والسيوفِقواضباً ،
و السمرِ لدناً ، والرجالِعجالاَ
وَمُعَوَّدِ فَكَّ العُنَاة ِ،مُعَاوِدٍ
قَتْلَ العُدَاة ِ، إذااسْتَغارَ أطَالاَ
صفنا " بخرشنة ٍ " وقطعنا الشتا،
و بنو البوادي في "قميرَ " حلالاَ
وَسَمَتْ بِهِمْ هِمَمٌ إلَيْكَمُنِيفَة ٌ
لكنهُ حجرَ الخليجِوجالاَ
وَغَداً تَزُورُكَ بِالفِكَاكِخُيُولُهُ،
مُتَثَاقِلاتٍ، تَنْقُلُالأبْطَالاَ
إنَّ ابنَ عمكَ ليسَ يغفلُ ،إنهُ
ملكَ الملوكَ ، وفككَّالأغلالاَ !

أبو فراس الحمدانى

في النّاسِ إنْفَتّشْتَهُمْ،
منْ لا يعزَّكَ أوتذلهْ
فاتركْ مجاملة َاللئيـ
ـمِ، فَإنّ فِيهَا العَجْزَكُلَّهْ

أبو فراس الحمدانى

أيا عجباً لأمرِ ": بني قشيرٍ " !
أراعونا ؛ وقالوا القومُقلُّ
وَكَانُوا الكُثْرَ،يَوْمَئِذٍ؛ وَلكن
كثرنا ، إذ تعاركنا ،وقلوا
وَقَالَ الهَامُ لِلأجْسَادِ: هَذَا
يفرقُ يننا إنْ لمْ تولوا !
فَوَلّوا، للقَنَا وَالبِيضِفِيهِمْ
وَفي جِيرَانِهِمْ نَهَلٌوَعَلّ
ورحنا بالقلائعِ ، كلُّنهدٍ
مطلٍ ، فوقهُ نهدٌ مطلُّ

أبو فراس الحمدانى

يَا عَمّرَ الله سَيْفَ الدّينِمُغْتَبِطاً،
فكلُّ حادثة ٍ يرمى بهاجللُ
مَنْ كانَ مِن كلّ مَفقُودٍلَنا بدلاً
فَلَيْسَ مِنْهُ عَلى حَالاتِهِبَدَلُ
يبكي الرجالُ، و"سيفُ الدينِ" مبتسمٌ،
حتى عنْ ابنكَ تعطى الصبرَ ، ياجبلُ
لمْ يَجهَلِ القَوْمُ منهُفَضْلَ ما عرَفوا
لكِنْ عَرَفتَ من التّسليمِ ماجهِلُوا
هلْ تبلغُ القمرَ المدفونَرائعة ٌ
منَ المقالِ ، عليها للأسى حلل؟
ما بَعدَ فَقدِكَ، في أهلٍ،وَلا وَلَدٍ،
و لا حياة ٍ ، ولا دنيا ، لنا ،أملُ
يا منْ أتتهُ المنايا ، غيرَحافلة ٍ !
أينَ العَبيدُ وَأينَ الخَيلُوَالخَوَلُ؟
أينَ الليوثُ ، التي حوليكَ ،رابضة ً ؟
أينَ الصّنائعُ؟ أينَ الأهلُ؟ما فَعَلوا؟
أينَ السّيُوفُ التي يَحمِيكَأقْطَعُهَا؟
أينَ السّوَابقُ؟ أينَ البِيضُوَالأسَلُ؟
ياويحَ خالكَ ‍! بلْ يا ويحَكلِّ فتى ً ‍!
أكُلَّ هذا تخَطَّى ، نحوَك،الأجلُ؟

أبو فراس الحمدانى

يَا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِالأوّلُ!
فهلْ بقلبي لكما محملُ؟
جُرْحانِ، في جَسْمٍ ضَعيفِالقوَى ،
حَيْثُ أصَابَا فَهُوَالمَقْتَلُ!
تقاسمُ الأيامُ أحبابنا،
وَقِسْمُهَا الأفْضَلُوَالأجْمَلُ
وَلَيْتَهَا، إذْ أخَذَتْقِسْمَهَا،
عَنْ قِسْمِنَا تُغْمِضُأوْتَغفَلُ
وقيتَ في الآخرِ منْ صرفهاالـ
ـجَائِرِ، مَا جَرّعَكَالأوّلُ
فَفِدْيَة ُ المَأسُورِمَقْبُولَة ٌ،
وَفِدْيَة ُ المَيّتِ لاتُقْبَلُ
لا تَعْدَمَنّ الصّبْرَ فيحَالَة ٍ،
فَإنّهُ لَلْخُلُقُالأجْمَلُ
وَعِشْتَ في عِزٍّ وَفي نِعْمَةٍ،
وجدكَ المقتبلُ المقبلُ

أبو فراس الحمدانى

نعمْ ‍! تلكَ ، بينَ الواديينِ، الخواتلُ
وَذَلِكَ شَاءٌ، دُونهُنّ،وَجَامِلُ
فَما كنتَ، إذْ بانوا، بنَفسِكَفاعلاً
فدونكَ متْ ؛ إنَّ الخليطَلزائلُ
كأنَّ ابنة َ القيسيِ ، فيأخواتها ،
خذولٌ ، تراعيها الظباءُالخواذلُ
قُشَيْرِيّة ٌ، قَتْرِيّة ٌ،بَدَوِيّة ٌ،
لها ، بينَ أثناءِ الضلوعِ ،منازلُ
وَهَبْتُ سُلُوّي، ثُمّ جِئتُأرُومُهُ،
وَمِنْ دُونِ ما رُمْتُ القَنَاوَالقَنَابلُ
هوانا غريبُ ؛ شزَّبُ الخيلِوالقنا
لنا كتبٌ ، والباتراتُرسائلُ
أغَرْنَ عَلى قَلْبي بِخَيْلٍمن الهَوَى
فطاردَ عنهنَّ الغزالُالمغازلُ
بأسهمِ لفظٍ ، لمْ تركبْنصالها،
و أسيافِ لحظٍ ، ما جلتهاالصياقلُ
وَقَائِعُ قَتْلى الحُبّ فِيهَاكَثِيرَة ٌ،
ولم يشتهرْ سيفٌ ، ولاَ هزَّذابلُ
أراميتي ‍! كلُّ السهامِ مصيبةٌ ؛
و أنتِ ليَ الرامي ؛ وكليمقاتلُ
وَإني لَمقْدَامٌ وَعِنْدَكِهَائِبٌ،
وفي الحيِّ " سحبان" ؛ وعندكَ " باقلُ "
يضلُّ عليًَّ القولُ ، إنْ زرتُدارها،
وَيَعْزُبُ عَني وَجْهُ مَاأنَا فَاعِلُ
وحجتها العليا ، على كلِّ حالةٍ
فباطلها حقٌّ ، وحقيَباطلُ
تُطَالِبُني بِيضُ الصّوَارِمِوَالقَنَا
بما وعدتْ حدَّيَّ فيّ‍َالمخايلُ
وَلا ذَنْبَ لي، إنّ الفُؤادَلَصَارِمٌ،
و إنَّ الحسامَ المشرفيَّلفاصلُ
و إنَّ الحصانَ الوالقي لضامرٌ،
وَإنّ الأصَمّ السّمْهَرِيّلَعَاسِلُ
وَلَكِنّ دَهْراً دَافَعَتْنيخُطُوبُهُ
كما دفعَ الدينَ الغريمُالمماطلُ
و أخلافُ أيامٍ ، إذا ماانتجعتها ،
حَلَبْتُ بَكِيّاتٍ، وَهُنّحَوَافِلُ
وَلوْ نِيلَتِ الدّنْيَابِفَضْلٍ مَنحْتُها
فضائلَ تحويها وتبقىفضائلُ
ولكنهما الأيامُ ، تجري بماجرتْ ،
فيسفلُ أعلاها ، ويعلوالأسافلُ
لَقد قَلّ أنْ تَلقى من النّاسِمُجملاً
وأخشَى ، قَرِيباً، أنْ يَقِلّالمُجامِلُ
وَلَستُ بجَهمِ الوَجهِ فيوَجهِ صَاحبي
وَلا قائِلٍ للضّيفِ: هَل أنتَرَاحِل؟
وَلَكِنْ قِرَاهُ ما تَشَهّى ،وَرِفْدُهُ،
ولوْ سألَ الأعمارَ ما هوَسائلُ
ينالُ اختيارَ الصفحِ عنْ كلِّمذنبٍ
لَهُ عِنْدَنَا مَا لا تَنَالُالوَسَائِلُ
لَنَا عَقِبُ الأمْرِ، الّذِيفي صُدُورِهِ
تطاولُ أعناقُ العدا ،والكواهلُ
أصاغرنا ، في المكرماتِ ،أكابرٌ
أوَاخِرُنَا، في المَأثُرَاتِ،أوَائِلُ
إذا صلتُ، يوماً، لمْ أجدْ ليمصاولاً ؛
وإنْ قلتُ، يوماً ، لمْ أجدْمنْ يقاولُ!

أبو فراس الحمدانى

يا منْ أتانا بظهرِ الغيبِ ،قولهمٌ
لوْ شئتُ ، غاظتكمُ مناالأقاويلُ
لكنْ أرى أنَّ في الأقوالِمنقصة ً
مَا لَمْ تَسُدَّ الأقَاوِيلَالأفَاعِيلُ

أبو فراس الحمدانى

أحِلُّ بالأرْضِ يَخشَى النّاسُجانبَها
وَلا أُسَائِلُ أنّى يَسْرَحُالمَالُ
فهَيْبَتي في طِرَادِ الخَيلِوَاقِعَة ٌ
وَالنّاسُ فَوْضَى ، وَمَالُالحيّ إهمالُ
كذاكَ نحنُ ؛ إذا ما أزمة ٌطرقتْ
حيَّا ، بحيثُ يخافُ الناسُ ،حلاَّلُ!

أبو فراس الحمدانى

ألعذرُ منكَ، على الحالاتِمقبولُ ؛
وَالعَتبُ مِنكَ، علىالعِلاّتِ، محْمولُ
لَوْلا اشْتِيَاقيَ لمْ أقْلَقْلِبُعْدِكُمُ،
وَلا غَدَا في زَمَاني، بَعدكم،طولُ
وَكُلّ مُنْتَظَرٍ، إلاّكَ،مُحْتَقَرٌ،
و كلُّ شيءٍ ، سوى لقياكَ ،مملولُ ‍!

أبو فراس الحمدانى

إذَا لَمْ يُعِنْكَ الله فِيمَاتَرُومُهُ،
فليسَ لمخلوقٍ إليهِسبيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يَنْصُرْكَ لمْتَلقَ ناصِراً
وَإنْ عَزّ أنْصَارٌ وَجَلّقَبِيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يُرْشِدكَ فيكلّ مَسلَكٍ
ضللتَ ، ولوْ أنَّ السماكَدليلُ !

أبو فراس الحمدانى

مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُجَمِيلُ،
وَظَنّي بِأنّ الله سَوْفَيُدِيلَ
جِرَاحٌ، تحَامَاها الأُسَاة ُ،مَخوفَة ٌ،
وسقمانِ : بادٍ ، منهماودخيلُ
و أسرٌ أقاسيهِ ، وليلٌ نجومهُ،
أرَى كُلّ شَيْءٍ، غَيرَهُنّ،يَزُولُ
تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة؛
وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ ‍!
تَنَاسَانيَ الأصْحَابُ، إلاّعُصَيْبَة ً
ستلحقُ بالأخرى ، غداً ، وتحولُ !
و من ذا الذي يبقى على العهدِ ؟إنهمْ ،
و إنْ كثرتْ دعواهمُ ، لقليلُ !
أقلبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ،
يميلُ معَ النعماءِ حيثُتميلُ
وصرنا نرى : أن المتاركَ محسنُ؛
وَأنّ صَدِيقاً لا يُضِرّخَلِيلُ
فكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُمنصفٍ !
وَكُلّ زَمَانٍ بِالكِرَامِبَخِيلُ!
نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِدعوة ً ،
أجابَ إليها عالمٌ ،وجهولُ
وَفَارَقَ عَمْرُو بنُالزّبَيرِ شَقِيقَهُ،
وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَعَقِيلُ!
فَيَا حَسْرَتَا، مَنْ ليبخِلٍّ مُوَافِقٍ
أقُولُ بِشَجوِي، مَرّة ً،وَيَقُولُ!
وَإنّ، وَرَاءَ السّتْرِ،أُمّاً بُكَاؤهَا
عَلَيّ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ،طَوِيلُ!
فَيَا أُمّتَا، لا تَعْدَميالصّبرَ، إنّهُ
إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِالقَرِيبِ رَسُولُ!
وَيَا أُمّتَا، لا تُخْطِئيالأجْرَ! إنّهُ
على قدرِ الصبرِ الجميلِجزيلُ
أما لكِ في " ذاتِ النطاقينِ "أسوة ٌ ،
بـ"مكة َ " والحربُ العوانُتجولُ ؟
أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِفَلَمْ تُجبْ
و تعلمُ ، علماً أنهُلقتيلُ!
تأسّيْ! كَفَاكِ الله ماتَحْذَرِينَهُ،
فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِغُولُ!
و كوني كما كانتْ بـ " أحدٍ " "صفية ٌ"
ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ !
ولوْ ردَّ ، يوماً " حمزة َالخيرِ "حزنها
إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّة ٌوَعَوِيلُ
لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَصَوارِمٌ،
وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ،وَهْوَ خيولُ
وَلمْ أرْعَ للنّفْسِالكَرِيمَة ِ خِلّة ً،
عشية َ لمْ يعطفْ عليَّخليلُ
ولكنْ لقيتُ الموتَ ، حتىتركتها ،
وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِفُلولُ
ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ !
ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَذليلُ!
و منْ لمْ يردهُ اللهُ ، فيالأمرِ كلهِ،
فليسَ لمخلوقٍ إليهِسبيلُ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->