عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2010, 03:38 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 23
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي



يتردد على أسماعنا في هذه الأيام مصطلحات فكرية وعقدية غريبة على مجتمعنا ، وقد يرفعها المرء وهو لا يدرك معناها ولا يفهم أبسط مدلولاتها ، من ذلك ( الليبرالية )
ولعل من المناسب جداً أن أطرح موضوعاً كان خلاصة قراءة في هذا الفكر المنحرف الضال

.. فماهي الليبرالية :

الليبرالية : هي مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانيين الاقتصادي والسياسي ، ففي الميدان السياسي وعلى النطاق الفردي : يؤكد هذا المذهب على القبول بأفكار الآخرين وأفعالهم ولو كانت متعارضة مع المذهب بشرط المعاملة بالمثل . وفي إطارها الفلسفي تعتمد الفلسفة النفعية والعقلانية لتحقيق أهدافها . وعلى النطاق الجماعي : هي النظام السياسي المبني على أساس فصل الدين عن الدولة ، وعلى أساس التعددية الإيديولوجية والتنظيمية الحزبية والنقابية ، من خلال النظام البرلماني الديمقراطي بسلطاته الثلاث : التشريعية والتنفيذية والقضائية للحفاظ عليها ، وقد كفلت حرية الأفراد بما في ذلك حرية المعتقد ، إلا أن الليبراليين في الغالب يتصرفون ضد الحرية لا رتباط الليبرالية بالاستعمار .
والليبرالية الاقتصادية تأخذ منبعها من المدرسة الطبيعية التي تؤكد على أنه يوجد نظام طبيعي يتحقق بواسطة مبادرات الإنسان الاقتصادي ، والذي ينمو بشكل طبيعي نحو تلبية أقصى احتياجاته بأقل ما يمكن من النفقات ، على أن تحقيق الحرية الاقتصادية يحقق النظام الطبيعي ، وفي ذلك تدعو الليبرالية الاقتصادية إلى عدم تدخل الدولة في النظام الاقتصادي إلى أدنى حد ممكن ، ومن أشهر من نادى بالليبرالية – آدم سميث و مالتوس وركاردو وجون ستيوارت مل _ ويعتبر د / سعيد النجار مؤسس الليبرالية العربية ، وقد توفي نكرة كما كان نكرة طول حياته .

والليبرالية خليط من المذاهب والأفكار فهي ( علمانية / رأسمالية / منطقية / عقلانية / فردية / حداثية / تعددية / تعطيليلة / ميتافيزيقية / تغريبية / قومية / حرية ) والمتأمل في الليبرالية يجد أنها أخذت من العلمانية فصل الدين عن الدولة ، وأخذت من الرأسمالية النظام الإقتصادي الذي يقوم على أساس إشباع حاجات الإنسان الضرورية والكماليات ، وتنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها متوسعاً في مفهوم الحرية ومعتمداً على سياسية فصل الدين عن الحياة نهائياً ، وهو نظام بائر ومجحف ذاق العالم بسببه ويلات كثيرة نتيجة إصراره على كون المنفعة واللذة هما أقصى ما يمكن تحقيقه من السعادة للإنسان .
وأخذت من المنطق علم قوانين التفكير الكليّة التي قد تعصم مراعاتها الذهن من الخطأ في الفكر ، وموضوع المنطق المعلومات التصورية والتصديقية ، وغايته الإصابة في الفكر وحفظ الرأي من الخطأ في النظر ، وحقيقة الأمر ليس كذلك ، فالمنطق : علم وضعي اصطلاحي وليس من الأمور الحقيقية العلمية ، بل هو من الأمور الحقيقية الفطرية التي تعلم بما فطر الله عز وجل عليها بني آدم من أسباب الإدراك ، وعلى ذلك لا يصلح أن يكون ميزانا للعلوم العقلية ، ولا أن يعصم مراعاته الذهن عن الخطأ في الفكر ، ويصدق فيه قول أبن تيمية رحمه الله تعالى ( هو مما لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد ) ، وبالتالي فإن الاستفادة منه بصورته السالفة غير نافعة . إلا أنه يبقى من طرق التفكير المفيدة ، ولكنه محدود بحدود العقل البشري ، وتطبيقه على الشرائع والمعتقدات استعمال في غير محله مما يقود إلى الضلال ، فالأمور الشرعية تؤخذ من النصوص الشرعية فقط .
وأخذت من العقلانية محاولة إثبات وجود الأفكار في عقل الإنسان قبل أن يستمدها من التجربة العملية الحياتية ، بمعنى أن الإدراك العقلي المجرد سابق على الإدراك المادي المجسد ، وهذا المذهب يتعارض مع كافة الأديان السماوية ، وليس الإسلام فحسب .
وأخذت من الفردية أن الفرد وأعماله وآماله أساساً في تفسير التاريخ والظواهر الاجتماعية ، على أساس أن الفرد هو أساس الواقع والقيم ، وأن واجب الدولة هو مساعدته على تحقيق ذاته وأقصى طاقاته .
وأخذت من الحداثة إلغاء مصادر الدين ، وما صدر عنها من عقيدة وشريعة وتحطيم كل المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية بحجة أنها قديمة وموروثة لتبني الحياة على ال*****ة والفوضى والغموض والغرائز الحيوانية وذلك باسم الحرية ، والنفاذ إلى أعماق الحياة .
وأخذت من التعددية رد الواقع إلى ماهيات متعددة لا ترجع إلى مبدأ واحد .
وأخذت من التعطيل نفي دلالة نصوص الكتاب والسنة عن المراد بهما .
وأخذت من الذرائعية ( البراجماتية ) أن الحقيقة توجد من خلال الواقع العملي والتجربة الإنسانية ، وأن العقل لم يخلق لتفسير الغيب المجهول ، لذا فإن الاعتقاد الديني لا يخضع للبيانات العقلية ، وأن الصلة بين العلم والدين ترجع إلى الصلة بين العقل والإرادة .
وأخذت من الميتافيزيقية الجمع بين كل ماهو مؤتلف وما هو مختلف من الأخيلة الفكرية والظواهر الطبيعية ، وإبرازه في أعمال مسرحية وشعرية وروائية تجسد الفلسفة الكامنة وراء الحب ، وهذا الاتجاه الأدبي خطر على الشباب المسلم الذي يجب أن يعيه بدقة ويعرف أبعاده .
وأخذت من التغريب السعي إلى إلغاء شخصية المسلمين المستقلة على وجه الخصوص وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية ، ونقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه واستقلاليته .
وأخذت من القومية قبول الآخر بكل علاته بغض النظر عن دينه أو توجهه المذهبي والفكري .

أما الحرية المطلقة التي تنادي بها الليبرالية فـ تعني " انسلاخ الفرد من كل ما تعارف عليه المجتمع من آداب وقوانين لتحقيق أقصى رغباته وشهواته دون قيد أو شرط أو إكراه من أي جهة كانت ، وذلك دون أدنى اعتبار لحريات الآخرين " وهي على عكس الحرية الإسلامية تماماً والتي هي أساس المسئولية والتحرر من الحتمية والجبرية الانهزامية واليأس والضعف ، جاعلة له إرادة واختيار في حدود الحق والواجب ، مرتباً الإسلام على تعديهما الحدود والتشريعات الرادعة حفاظاً على تلك الحرية التي هي مناط التكليف .
وأخذت من الإسلام التسامح والمساواة والعدالة لكنها أفرغت من محتواها الشرعي وأبقيت شعارات لا أكثر .

وجميع الأفكار الإلحادية والشركية هي مخاض الفكر اليهودي الخبيث.

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ، الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..

تحياتي لكم ،،،

عبدالعزيزالجبره،،،
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .