إرساء العدل والمساواة بين الطلاب
هذه القيمة هي من ألزم وأهم صفات وواجبات المعلم والمدير الناجح فهي التي يبنى عليها تخرج أجيال قوية ولبنات صالحة في بنيان المجتمع تقف في وجه معاول الهدم والظلم الذي استشرى في حياة الناس وعلى الساحة الداخلية والعالمية ...
وكل ذلك نتاج بعد المسلمون عن منهج الله العدل والذي أمرنا به عز وجل في كتابه "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"، "إن الله يحب المقسطين".
وقال الله تعالى في الحديث القدسي "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ً فلا تظالموا".
والرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطى القدوة والأسوة الحسنة فقال "واالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
وسار على النهج الخلفاء والراشدون، فكل حياتهم تطبيق عملي للعدل ودفع للظلم...
وهاهو النموذج الشامخ الفاروق عمر رضي الله عنه حين شوهد نائما ً تحت ظل شجرة فكانت العبارة الشهيرة على مر التاريخ "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر".
وعاقب سيدنا عمر بن الخطاب ابن حاكم مصر وساوى بينه وبين فرد عادي من أبنائها.
والآن ننظر فنجد البعض يبيع آخرته لدنياه ليعطي لأولاده حقوقا ً لا يستحقونها حتى ولو كانت النار هي المصير، وليتذكر هؤلاء أن الأبناء يوم القيامة لا يعطون لآبائهم أو لأمهاتهم حسنة واحدة "إنما أموالكم وأولادكم فتنة".
وأذكر أصحاب الغفلة أن الله عز وجل يغفر ما يشاء في حقه عز وجل إلا ما كان في حق العباد فلابد فيه من القصاص فاتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، وأقيموا العدل بين طلابكم لتكون المدرسة رائدة في هذا المجال.
وأحب أن أنوه على خطر التوصيات التي استشرت في امتحانات ومسابقات الطلاب...
لأن فيها ميل عن الحق والإنصاف بين الطلاب وفيها بخس لحقوق المجتهدين وقتل لروح الإبداع والتميز وبث لروح الشحناء والكراهية بين الطلاب والخريجين والتنافس المذموم الذي ينشر الشر في المجتمع ويأتي على الأخضر واليابس.
وانظروا يا أصحاب العقول والقلوب الواعية التي تبصر إلى قول الله تعالى في سورة إبراهيم "ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء. وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال. وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال. وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال. فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام
.