أشرف:
شكرا لك..
رغم أن الحكومة المصرية مسئولة عما وصلنا إليه، إلا أنني أريد أن أؤكد أن الشعب المصري أيضا غير معفى من اللائمة!
ليس فقط بسبب السلبية والتكاسل والاستسلام للروتين، وافتقاد الخيال وروح المغامرة، ولكن أيضا لأننا نحب الحياة ونخاف الموت، والغالبية ليس عندها الاستعداد للتضحية بأنفسها أو أولادها في حرب مع إسرائيل، وهو ما جعل هذا الورم الخبيث يستفحل إلى هذا الحد، ويهدد بإبادتنا وإنهاء حضارتنا وإغلاق سجل تاريخنا بقطعة أرض جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر!
والأسوأ من هذا كله، الحمقى ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين، الذين ظلوا يرددون كالببغاوات مصر للمصريين، وليس لنا علاقة بالعرب ولا الأفارقة، وكفانا ما قدمناه من تضحيات وما خسرناه من خسائر.. وهو كلام ساذج إلى أبعد حد، لأنه يتجاهل المصالح الاستراتيجية لمصر في دول الجوار، وأبسطها دول منابع النيل!
والآن، كل ما حصلنا عليه من جراء هذا الفكر، هو دولة متقوقعة على نفسها، ليس لها هيبة، ومكروهة من محيطها العربي والإفريقي ومن كل من توقعوا منها مواقف بحجمها فخذلتهم.. والنتيجة أننا صرنا نعادي إيران وسوريا وحزب الله وحماس وقطر والجزائر والسودان ودول منابع النيل، ولا أدري أين كنا والسودان يتفتت أمام أعيننا، ولماذا تركنا أمريكا تحتل العراق ما دمنا لا نريد لإيران أن تسيطر عليه وتهيمن على المنطقة كما هو حادث الآن، ولا لماذا حاربنا بجيشنا لتحرير دويلة لا قيمة لها كالكويت، بينما لم نحارب لتوحيد دولة تحمي حدودنا الجنوبية وحقنا في النيل كالسودان!
الكل مذنب حكومة ومثقفين وشعبا.. الكل انحرف عن الطريق، وجبن عن القتال، وكسل عن العمل.. لا شيء صحيح في مصر منذ عقود، لهذا كان كل شيء ينهار بكفاءة، تعليما وإعلاما وثقافة وصناعة وأخلاقا ومجتمعا وعزة!
والآن حان وقت دفع الثمن.. ولكن بدلا من البكاء على اللبن المسفوح والبقر المذبوح، علينا البدء بتقديم التضحيات من أجل الأجيال القادمة، وأن نقبل بخسارة بعض الرفاهية، من أجل إنشاء مشاريع عملاقة تعيد تعمير مصر، وتوفر لها المزيد من مصادر المياه.
|