عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02-05-2010, 07:40 PM
الصورة الرمزية الاستاذ عوض على
الاستاذ عوض على الاستاذ عوض على غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 27,698
معدل تقييم المستوى: 43
الاستاذ عوض على is just really nice
افتراضي

الشبهات حول الأزهر



الأزهر الشريف منارة العلم في مصر والعالم الإسلامي كله حيث تأتيه الوفود من كل مكان في العالم لتنهل من علمه الجليل إذ إنه الأساس في تعلم العلوم الشرعية فهو المعبر الموصل إلى معرقة أصول الشريعة الإسلامية بل وفروعها المتنوعة.

فالأزهر يزخر بالعلوم الشرعية التي تحي قلوب المسلمين وتنمى عقولهم منذ نعومة أظافرهم وتنأى بهم عن مكائد الشياطين ومداخلهم, ولكن الحاقدين والكارهين يثيرون من حين لآخر بعض الشبهات حوله ونحن نذكر طرفا منها والرد عليها لدحضها:


الشبهة الأولى



أن الدراسة به دراسة صعبة والعلوم كثيرة ثقيلة على أذهان الأطفال الناشئة


والرد على ذلك :-

بمنتهى الموضوعية والدقة نعلمه من خلال مرورنا بالمراحل التعليمية الأزهرية :-


أولا:المرحلة الابتدائية :


لا تزيد المناهج الدراسية في هذه المرحلة عنها في أي من المدارس الحكومية أو حتى المدارس الخاصة ولكن المعول عليه في الأزهر هو القرآن الكريم, فالأزهر الشريف يحرص على تعلم الناشئة للقرآن الكريم بمعدل كبير حتى إنه في الماضي كان يختم الطفل حفظه في نهاية هذه المرحلة.

إذ أن الطفل في تلك المرحلة يكون في حالة خلو ذهن وعدم انشغال بال في المشاكل والمتاعب البيئية والعقلية فيسهل عليه الحفظ والتلقي لأنه يكون عنده سرعة بديهة تقوده إلي زيادة حفظ آيات الله تعالى والتمعن في دراستها وبخاصة إذا وجد من يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح في تعلم كتاب الله مع ترتيله وتجويده , وقد قيل (التعلم في الصغر كالنقش على الحجر والتعلم في الكبر كالنقش على الماء)


ثانيا:المرحلة الإعدادية:-


وهى مرحلة إنتقالية في حياة الأطفال إلى مرحلة ما قبل المراهقة التي تحتاج إلى تعلم كثير من العلوم خاصة العلوم الشرعية التي تحمى هؤلاء الطلبة من الانجراف في التيارات الفكرية الخاطئة لذا فقد حرص الأزهر الشريف على إعداد هؤلاء الطلاب من الناحية الشرعية وعلومها المتنوعة وهى : (الفقه , التوحيد , التفسير ,الحديث, السيرة ) ومن الناحية اللغوية (نحو , صرف , بلاغة) وما في العلوم من فنون القول التي تجعل الطفل منضبطا في قراءته لآيات الله وتدبر معانيه

فهذه المرحلة العمرية في حياة تلك الأطفال بمثابة وضع حجر أساس في عقولهم من الناحية الشرعية فتضع في أذهانهم ماهية تلك العلوم وفضلها ومنزلتها لكن دون إبحار فيما تحتويه هذه العلوم من كنوز بيانية حول الشريعة الإسلامية.


ثالثا:-المرحلة الثانوية:-

والتي يكون فيها الطالب قد وعى كثير من أحوال المجتمع من حوله فيحتاج إلى زيادة المعرفة من الناحيتين الدينية والدنيوية , فالشاب في تلك المرحلة يكون في حالة شغف للعالم من حوله فتعطيه دراسته الأزهرية ما يحتاج إليه في تلك المرحلة العمرية الخطرة من علوم ومعارف حسب هوايته وميوله ففي الجانب العلمي يدرس (الفيزياء –الكيمياء-الأحياء-الرياضة ) بالإضافة إلى العلوم الشرعية والعربية التي يقوم الطالب بدراستها بشكل أوسع لما يتطلبه عقله الناضج الذي يريد معرفة الكثير من علوم دينه الذي يدعو إلي التسامح والوسطية.

ويأتي الطالب في القسم الأدبي يدرس (التاريخ –الجغرافيا-الفلسفة) بجانب هذه العلوم ليزداد يقينه في دينه فيقف بكل شموخ رافعا رأسه يدافع عنه داحضا لحجج الذين يرمونه بالإرهاب ظلما وعدوانا وجهلا بعظمة هذا الدين.

ثم تأتى مرحلة الجامعة التي يكون فيها الطالب قد أخذ موقعا لنفسه في حياته ورتب أولوياته لاختيار الكلية التي يرغب أن يكمل دراسته وحياته على نطاقها إن كانت علميه أو شرعيه أو غير ذلك

فإن كانت الكلية علمية يضع القائمين على هذه الكليات في اعتبارهم تزويد الطلبة بالعلوم الشرعية في كل عام مادة بحيث لا تثقل على هذا الطالب وبحيث لا تنسيه هدفه الحقيقي من خلال دراسته الأزهرية..

أما إن كانت كليته شرعية فهي تضع في اعتبارها سائر العلوم الشرعية والعربية في الحسبان حتى يتخرج الطالب فاهما لمعالم دينه الإسلامي التي يمكن للعدو أن يدخل منها . فيخرج من تلك الكلية مدافعا عن دينه أمام كل من يهاجمونه سواء من أبناء جلدته أو من غيرهم .

فهذا هو التعليم الأزهري الذي لا توجد به أية صعوبات بل على العكس فإنه يحاول أن يكون موافقا لأذهان الطلاب وعقولهم بل ولاطمئنان قلوبهم " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " فإذا وقع الطالب الأزهري في منزلق من منزلقات الحياة الكثيرة وجد من يكون بجواره من علوم أو صحبة صالحة تحميه من الوقوع في الهاوية وتنأى به من المخاطر لتدخله جنة الدنيا ومنها إلي جنة الآخرة بإذن الله تعالى .
__________________

العلم النافع .. صدقة جارية

رد مع اقتباس