عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 04-05-2010, 07:19 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 17
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

العضلات : المحركات المجهرية في أجسامنا

تعتبر العضلات محطات للقوة داخل أجسامنا، ووظيفتها هي تحويل الطاقة إلى قوة . وهي تقوم بهذه الوظيفة دون أي خلل أو تقصير مدى الحياة . ونحن نحس بهذه العضلات أحيانا ولا نحس بها أحيانا أخرى . وعلى سبيل المثال توجد بعض العضلات في جسم الإنسان تعمل دون أن يبذل أي جهد ومنها عضلات القلب والمعدة . فنحن لا نستطيع أن نتحكم في عمل هذه العضلات .

وتوجد عضلات أخرى نستطيع أن نتحكم في عملها بإرادتنا، ويبلغ عدد هذه العضلات 650 عضلة في جسم الإنسان . وكلما مارسنا أو أدينا حركة ما تتقلص هذه العضلات وتنبسط وتسهل لنا مع العظام عملية الحركة .



وحركة العضلات تتم بواسطة الأوعية الدموية والأعصاب، فالأوعية الدموية توصل الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية إلى العضلات، أما الأعصاب فتقوم بتوصيل الإيعازات العصبية إلى هذه العضلات .




ترى ماذا كان يحدث لو جُعلت جميع العضلات تحت إرادة الإنسان؟ على سبيل المثال ماذا يحدث لو كانت عضلة القلب تحت إرادة الإنسان؟ في هذه الحالة، يترك المرء كل مشاغله ليتحكم في تقلص عضلة القلب وانبساطها لأن أي إهمال يؤدي لا محالة إلى الموت المحقق . أما في أوقات النوم فإن المرء يغفل عن هذه العملية، وبالتالي يكون مصيره الموت . أما الواقع فهو غير ذلك، فالجسم يحتوي على آلية للتحكم اللاإرادي في عمل العضلات، وبالتالي ليست هناك ضرورة لكي نتابع نحن عملها ونتحكم فيها .
وكل ما علينا هو أن نحمد الله سبحانه وتعالى على أن منحنا هذه الآليات الخارقة في أجسامنا وأن نعمل على كسب مرضاته عز وجل في هذه الدنيا وأن نخلص له عبوديتنا ونعمل بما جاء في الآية الكريمة التالية :

ذَلِكُمْ اللهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءِ وَكِيلٌ. (الأنعام، 102)

الانسجام الكامل للعضلات في عملها

هل تعلم أن هناك 17 عضلة في الوجه تتقلص في آن واحد عندما نضحك؟ ولو لم تتقلص عضلة واحدة منها لما استطعنا الضحك ويصبح وجه الإنسان ذا ملامح غريبة . وتوحد في الوجه 28 عضلة مسؤولة عن تحريك قسمات الوجه . ونستطيع أن نعبر عن مشاعر عديدة جدا من خلال تقليص هذه العضلات، كالغضب والحيرة والفرح والتبسم . وتعمل العضلات الأخرى في الجسم بالتعاون مع بعضها البعض مثلها مثل عضلات الوجه . وعلى سبيل المثال عندما نخطو مجرد خطوة واحدة تبدأ 54 عضلة في العمل مجتمعة في القدم والظهر .




يستطيع الإنسان أن يعبر عن مشاعره التي ترى أمثلة لها في الصور أعلاه بواسطة استخدام عضلات وجهه.
وهكذا مع مئات الأنواع من الحركات التي نمارسها في حياتنا والتي تتحقق بواسطة عضلات الجسم المختلفة . والآن علينا أن نفكر قليلا فيما اطلعنا عليه من المعلومات عن العضلات، فنحن لا نفعل أي شيء من أجل أن تمارس العضلات مهامها بصورة تامة . فلو لم تؤد العضلات مهامها بصورة تامة لعجزنا عن المشي والجري وركوب الدراجة ولعجزنا حتى عن القيام ولو بخطوة واحدة . ولكن يجب أن لا ننسي شيئا مهما وهو أن الله الخالق القدير هو الذي خلق أجسامنا بهذا الكمال، وعلينا أن نشكره ونحمده حق حمده على نعمائه وفضله علينا .

أيدينا التي تنجز جميع الأعمال بمهارة


هناك أعمال عديدة ننجزها باستخدام أيدينا كالإمساك بباب السيارة عندما نركب فيها، وعندما نقلب صفحات كتاب نقرأه ...إلخ، وهي أعمال نقوم بها بشكل طبيعي دون أية صعوبة .

ويد الإنسان قوية جدا لدرجة أنها قادرة على تسليط قوة مقدارها 45 كغم على شيء تضربه حتى لو كانت غير مضمومة . وإلى جانب هذه القوة نستطيع أن نستخدم أيدينا في القيام بأعمال غاية في الرقة والدقة كإدخال رأس الخيط في ثقب إبرة الخِياطة . فبينما هناك أعمال تتطلب القوة والشدة، هناك أعمال أخرى تتطلب الدقة . إلا أننا عند قيامنا بهذه الأعمال المختلفة لا نشعر بمدى أهمية اليد التي تستطيع إنجاز جميع هذه الأعمال، أي أننا لا نفكر أبدا في عملية تسليط قوة مقدارها 500 غم على الورق الموضوع على المنضدة لأخذها بواسطة اليد .




ولا نفكر في تسليط قوة مقدارها 5 كغم على الكرة لأخذها بواسطة اليد أيضا . فكل هذه الأعمال ننجزها بأيدينا دون أن نفكر أو نشعر بالتفاصيل المذهلة التي تصاحبها لأن الله العلي القدير خلقنا على أحسن صورة . فهذه القدرة العجيبة التي نمتلكها في أيدينا واحدة من المعجزات التي أودعها الله عز و جل في أجسامنا .


فهل تعلم عزيزي الطفل أن العلماء بذلوا ومازالوا يبذلون جهودا حثيثة لصنع يد تشبه في قدراتها يد الإنسان الطبيعية؟ ربما كانت اليد الآلية التي استطاعوا صنعها تشبه في تكوينها يد الإنسان، إلا أن هذه الأيدي الآلية تفتقر إلى حاسة اللمس والقدرة على فعل أعمال عديدة تماما كما تفعل يد الإنسان، وما يزال العلماء يجرون بحوثا لصنع آلية تستطيع إنجاز كافة الأعمال التي تقوم بها يد الإنسان . ويقول المهندس هانز جي . شنيبل الذي صنع يد آلية سماها "يد كارلس روخ " ما يلي :



نستطيع أن نمارس نشاطات عديدة باستخدام أيدينا مثل الكتابة أو تناول الطعام أو غسل الوجه مثلا. وكل هذه الأعمال نقوم بها دون أية صعوبة. أما الأيدي الصناعية التي صنعها العلماء والمتخصصون بعد أبحاث مضنية فلا تستطيع القيام إلا بأعمال محدودة.
"كلما بذلت جهدا لإنتاج يد آلية زاد إعجابي بيد الإنسان الطبيعية، ومايزال أمامنا وقت طويل جدا لكي نستطيع صنع يد آلية تنجز جزءا مما تنجزه يد الإنسان الطبيعية "

. فيد الإنسان الطبيعية التي تعجز التقنية الحالية عن صنع شبيه لها مخلوقة بقدرة الله تعالى، وهي تعكس الإبداع الإلهي في الخلق . إنه لا خالق سوى الله عز وجل . ويقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبا أولئك الغافلين :

قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار . (الرعد، 16)

__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل


آخر تعديل بواسطة MOHAMED SAMIR1 ، 04-05-2010 الساعة 07:22 PM
رد مع اقتباس