الموضوع: حوار مع صوفى
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 11-05-2010, 05:56 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي

أدلة التوسل والاستغاثة
أ:- أدله الكتاب الحكيم

١- قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)المائدة 35
الوسيلة كما أسلفنا هي ما يتقرب به وهنا ما يتقرب به إلى الله
ولفظ الوسيلة عام في الآية فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالأعمال الصالحة إلخ إلخ
أي الآية تدعوا المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من القربات بلا شكم كما سيوضح من الأحاديث القادمة وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة فالأمر عام وهو شامل لجمع أنواع التوسل الغير محتوي على مخالف شرعي.. والوسائل والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود

٢- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
النساء ٦٤
والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصه ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لان الأنبياء في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا كما سنوضح في فصل حياه البرزخ

فائدة ودرر من أقوال شيخنا العلامة المحدث الغماري رحمه الله
(وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا.
فإن قيل: من أين أتى العموم للآية حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة يحتاج إلى دليل؟
قلنا: من وقوع الفعل في سياق الشرط، والقاعدة المقررة في الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عَامًّا؛ لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً.
فإن قيل: طلب الدعاء والشفاعة من الحي معقولٌ، أما من الميت فلا، لأنه قد انقطع عن هذه الدنيا فلا يدري ما يقع فيها!!
قلنا: ليس كذلك، بل ثبت التواتر والإجماع أن الأنبياء أحياء في قبورهم، وثبت أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لسيئات أعمالنا، كما في حديث عرض الأعمال، بل ثبت لمطلق موتى المؤمنين أنهم يشعرون بمن يسلِّم عليهم ويردون عليه السلام ويستأنسون به ما دام جالساً عندهم إذا كانوا يعرفونه في الدنيا، فكيف يمتنع الدعاء منهم في هذه الحالة بل هو ممكن عقلاً وشرعاً ؟) انتهى
كما سنبين حياه الأنبياء في قبورهم في الفصل القادم إن شاء الله تعالى
وللرد على شبهه أثارها الجهال
قال البعض إن إذ تستخدم للماضي في لغة العرب وإذا للمستقبل وهذا إن دل إنما يدل على جهل القائل بهذه العبارة وقلة اطلاعه وضيق أفقه وان بضاعته في العلم مزجاه. لأنها تستخدم في المستقبل أيضا وهذا ما نص عليه اللغويون وسنبين الآتي.
قال الأزهري في تهذيب اللغة (١٥/٤٧) ما نصّه :
(العرب تضع " إذ " للمستقبل و " إذا " للماضي ، قال الله عزّ وجل { ولو ترى إذ فزعوا ) انتهى
ومن استعمال إذ للمستقبل قوله تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على النار)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم )
وقوله تعالى (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت)
وقوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )

ولها معان أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب ( ١ / ٨٠ _ ٨٣ )

أقوال ائمه التفسير في هذه الآية وعدم تخصيصها بحياة النبي صلى الله عليه وسلم.
1- قال الشوكاني:-
(ووجه الاستدلال بها أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره بعد موته كما في حديث : الأنبياء أحياء في قبورهم , وقد صححه البيهقي وألف في ذلك جزءا ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥
وفي معجم الطبراني ٩/٢٢٠ : ( عن عبد الله بن مسعود قال: إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها , وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها وذكر منها : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما }) اه قال الهيثمي ٧/٧١ : (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) اه ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنه عامة
منها قوله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ... ) الآية
قال الشوكاني : ( والهجرة إليه صلى الله عليه وسلم في حياته الوصول إلى حضرته وكذلك الوصول بعد موته ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥

2- القرطبي في تفسيره (٥/٢٦٥،٢٦٦)
" روى أبو صادق عن على قال : قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال : قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك " آه

3- والثعــالــبي (١/٣٨٦)
" وعن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "آه

4- وابن كثير (١/٥٢٠-٥٢١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه

5- والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه

6- والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣)
" وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما

7- قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب ( ص ٢١٦ ) :
ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول ) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوب

٣- قال الله تعالى في قصة موسى
( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ )

فالاستغاثة بما يقدر عليه العباد لا عليها غبار ولا يختلف عليها أحد فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شرك إذ إن المسبب الحقيقي هو الله تعالى.. لم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم بأنّ قوة موسى عليه السّلام مستمده من الله تعالى وبإذن الله تعالى

4-
قال تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ( 248 ) سوره البقرة
قال الحافظ ابن كثير في التاريخ : قال ابن جرير عن هذا التابوت : وكانوا إذا قاتلوا أحد من الأعداء يكون
معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره , فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك ال موسى وال هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزه وعسقلان غلبوهم
وقهروهم علي أخده فانتزعوه من أيديهم .
قال ابن كثير :
(وقد كانو ينصرون علي أعدائهم بسببه , وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور
الأنبياء . ( البداية ج ٢
وقال ابن كثير في التفسير :
كان فيه عصا موسى وهارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ,
ومنهم من قال : العصا والنعلان . تفسير ابن كثير ج ١
وقال القرطبي :
(والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه انزله الله علي آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن
وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني اسرئيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت
غلبهم عليه العمالقه وسلبوا التابوت منهم (. تفسير القرطبي ج ٣
وهذا في الحقيقه ليس إلا توسلا باثار اولئك الأنبياء . وتوسلا ببركه التابوت.

ولكل من ذكر أن ذات النبي عليه الصلاة والسلام والصالحين لا تجلب نفعا
٥- (ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ) (الآية، جزء ٩، س انفال)
فهذه الايه تدل على ان حلول ذات النبي عليه الصلاة والسلام مانعة من نزول العذاب على الكفار ولا يمكن القول ان النبي صلى الله عليه وسلم نفعهم بدعائه ولا بشفاعته لان هذه الاشياء لا تكون للكفار..فكانت ذات النبي صلى الله عليه وسلم نافعه حتي للكفار في وجوده في وسطهم وتشعر هذه الآية بأن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا انفصل عنهم وتركهم فحينئذ ينزل عليهم العذاب فوجود النبي بذاته بينهم صلى الله عليه وسلم حال دون عذابهم...!!
فهذا الوجه سر بلاغته أن فيه دلالة على أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم وبركه المؤمن متعدية, حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب, فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فكيف لا تكون ذات افضل الخلق اجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم غير نافعه للمسلمين؟؟
فنفع بذاته وهذا ما يؤدي إلي أن التوسل بذاته الشريفة نافع للمسلمين باذن الله تعالي !!!

٦- {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض}
اخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض

قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض...} الآية.
يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.
وأخرج ابن جرير عن الربيع {لفسدت الأرض} يقول: لهلك من في الأرض.
وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت عليا يقول:
لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم.
فهذا الوجه فيه دلالة على أن بركة المؤمن متعدية، حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب، فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فهنا نفع المؤمنون بذاتهم بعضهم البعض وبأعمالهم وبدعائهم بل ونفعوا الكفار..!

٨- وقال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين)
سورة البقرة الآية ٨٩
روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق كثيرة.
تفسير القرطبي
قوله تعالى: ولما جاءهم-يعني اليهود- -كتاب- يعني القرآن- من عند الله مصدق-نعت لكتاب ويجوز في غير القران نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف أبي النصب فيما يروي لما معهم- يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيها- وكانوا من قبل يستفتحون- أي يستنصرون
والاستفتاح: الاستنصار استفتحت استنصرت وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم (يستفتح بصعاليك المهاجرين ) أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم ومنه
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب.
وروي النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إنما نصر الله هذه ألامه بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)
وروي النسائي أيضا عن أبي الدرداء قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول
( أبغوني الضعيف فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)
قال ابن عباس ( كانت يهود خيبرتقاتل غطفان فلما التقوا هزمت يهود فدعت يهود بهذا الدعاء: وقالوا- انا نسألك بحق النبي الامي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا اخر الزمان أن تنصرنا عليهم قال فكانوا اذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان, فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم كفروا فانزل الله تعالي( وكتنوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا) اي بك يا محمد الي قوله (فلعنه الله علي الكافرين)

وفي تفسير النيسابوري
ما نصه: قوله يستفتحون على الذين كفروا وذلك أن اليهود قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن يسألون به الفتح والنصرة على المشركين إذا قاتلوهم يقولون: اللهم انصرنا بالني المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته وصفته في التوراة وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين : قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.
وقال في تفسير الكشاف وفي تفسير الخازن ما نصه: وكانوا يعني اليهود من قبل أي من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون أي يستنصرون به على الذين كفروا يعني مشركي العرب وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أظل زمان بني يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما جاءهم ما عرفوا أي الذي عرفوه يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عرفوا نعته وصفته وأنه من غير بني إسرائيل كفروا به أي جحدوا وأنكروا بغيا وحسدا ونحوه في تفسير البغوي والنسفي.
وفي روح المعاني:
وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .



ب:- أدله التوسل بالأحياء والأموات من الكتاب والسنة
وأفعال وأقوال السلف والائمة

توضيح لابد منه
ولتعلم أخي أن التبرك ليس هو الا توسلاً إلي الله سبحانه وتعالي بهذا المتبرك فالتبرك توسل سواء كان ذلك اثراً أو مكاناً او شخصاً.
لان المتبرك يقصد التوسل بهذه البقعة لما يحل فيها من خير وبركة ورحمات وتحضرها الملائكة وتغشاها السكينة أو الشخص بفضله وقربه من الله وصلاحه وأعماله الصالحة أو الأثر لما فيها من الفضل لانها مشرفه بشرف الذات التي تخصها..
فكلها أسباب لتقبل الدعاء ونيل الرحمات من الله عز وجل بالتوسل ببركة هذه الأشياء
فهي توسل ببركة الشئ وقدره..والله هو القادر المعطي يعطي ما يشاء لمن يشاء ولا مقيد لقدرته..فيعطي النفع والضر المقيد لمن يشاء من عباده بإذنه والقدرة المطلقة له سبحانه عز وجل..
فلا اختلاف بينها
الأدلة
1- روى البخاري في صحيحه
( أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال:إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسي، ثم بمحمد، فيشفع ليقضى بين الخلق . )
صحيح البخاري ج ١٤٧٥ (٢/٥٣٦).
وهذا يؤيد ما جاء في الآية الكريمة وأن الاستغاثة بالمخلوقات ليست عبادة وإلا لما جرأ أحد على الاستغاثة بغير الله في ذلك المحشر العظيم وبمحضر من الأنبياء بل ومن رب العزة. فيستغيثون بالانبياء جميعهم.
فهل يقال إن الشرك مباح في يوم المحشر إذا كان شركا كما يقول المتعنتون؟

2- حديث توسل الصحابي الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم
(حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ « إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ فَادْعُهُ. قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ لِتُقْضَى لِى اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِىَّ)
أخرجه احمد في مسنده ج٤ ص١٣٨ ,والترمذي في سننه ج٥ ص ٥٦٩ وقال هذا حديث حسن صحيح,والنسائي في الكبري ج٦ ص ١٩٦, وفي عمل اليوم والليله ج١ ص ٤١٧,وابن ماجه في سننه ج١ ص ٤٤١ , والحاكم في المستدرك في موضعين ج١ ص ٤٥٨,و ج١ ص ٧٠٧ , والطبراني في الصغير ج١ ص ٣٠٦, والاوسط ج٢ ص ١٠٥, والكبير ج٩ ص ٣٠..
حتي لم يضعفه من اشتهر بالمنهج المتشدد مثل الألباني قال عنه انه صحيح في التعليق على صحيح ابن خزيمه ١٢١٩

وفي هذا الحديث الرسول صلى الله عليه وسلم علم الرجل الضرير دعاء وهو من الدعاء المأثور كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم علمه الدعاء ولم يدعي له!!!
فلم يكن التوسل بدعاء النبي كما واضح من الحديث بل امره أن يتوضا ويدعو وويسال الله بجاه النبي الشريف صلى الله عليه وسلم وامره بذلك في مقام البيان والتشريع
ولا خلاف بين أهل العلم أن الدعاء المأثور عن النبي والذي علمه لاصحابه بالصيغ المختلفة هو من أفضل الدعاء سواء في حال وجود الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم وهذا الدعاء وصيغته منها فلا حجه لأهل البدع بانكاره بتضعيف ما ورد من اثر أيام سيدنا عثمان رضي الله عنه فهذا الدعاء من المأثور ..
ومن قال أن النبي صلى الله عليه وسلم دعى لهُ فعليه البينة من الحديث الشريف.
ثم إن كان النبي صلى الله عليه وسلم دعى لهُ فلماذا يُعلمهُ الدعاء إذاً؟؟
" قاعده نفسيه من كلام العلامة الشيخ علي جمعة في كتابه البيان لما يشغل الاذهان يقول مولانا:-
(هذه الصيغه من الأدعيه حيث علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لاحد أصحابه واظهر الله معجزة نبيه صلى الله عليه وسلم
حيث استجاب لدعاء الضرير في نفس المجلس وفي الحقيقة فنحن لا نحتاج إلي ذكر قصه الحديث التي حدثت في زمن سيدنا معاوية ابن ابي سفيان حتى نستدل على جواز الدعاء بهذه الصيغة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم فإذا علم رسول الله صلى الله عليه وسلم
احدا من أصحابه صيغه دعاء ونقلت إلينا بالسند الصحيح فدل ذلك على استحباب الدعاء بها في كل الأوقات حتى يرث الله الأرض ومن عليها وليس هناك مخصص لذلك الدعاء لهذا الصحابي وحده!!!! ولا مقيد لذلك بحياته صلى الله عليه وسلم
فالأصل في الأحكام والتشريعات أنها مطلقة وعامة الا أن يثبت المخصص أو المقيد لها)اهـ
ومن الحديث ولفظه وهو صحيح أن النبي لم يدعو للصحابي الضرير بل الصحابي الضرير قد توسل بالنبي في دعاءه فقال اللَّهُمَّ إِنَى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نبي الرَّحْمَةِ..
وكل دعاء مأثور هو دعاء للأمة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا سبيل لتقيده وتخصيصه في هذا الحديث..!!
وهذا يدل على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد انتقاله..!!
وفي شبهة يروج لها البعض يقولون انها تهدم معني التوسل في الحديث
وهي أن في بعض الروايات ذكر في الحديث اللهم فشفعه في وشفعني فيه فنقول بل زاد الحافظ البيهقي وعند النسائي اللهم شفّعه فيَّ وشفعني في نفسي
وهذه الجملة لا تؤثر لان معناها واضح أي تقبل دعائي بشفاعته

3- ذكرنا حديث الصحابي الضرير وأنه من صيغ الدعاء المستحبة إلى يوم الدين وأنه من الدعاء المأثور عن النبي ولا تخصيص له ولا تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وسنذكر الحديث الذي يشد عضد هذا ويغلق الباب على أهل البدع على الرغم من عدم وجود تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم
وقصه الحديث: إن رجلا كان يختلف إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر إلى حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك, فقال عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ، ثمّ ائت المسـجد فصل فيه ركعتين ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّـد صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم نبيّ الرّحمة، يا محمّـد إني أتوجّه بك إلى ربي عزّ وجلّ ليقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتـك، ورحْ إليّ حتّى أروح معك. فانطلق الرّجل فصنع ما قال عثمان له ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان فجـاء البـواب حتى أخذ بيده فأدخله علي عثمـان بن عفّان فأجلسه معه علي الطّنفسة، وقال: ما حـاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثمّ قـال له: ما ذكرت حاجتك حتّى كانت هذه السّاعة. وقال له: ما كان لك من حاجة فائتنا، ثمّ إنّ الرّجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلّمته فيّ، فقال عثمان ابن حنيف: والله ما كلّمته ولكن شهدت رسـول الله صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أو تصبر؟)) فقال: يا رسول الله إنّه ليس لي قائد وقد شقّ عليّ. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أيت الميضأة فتوضأ، ثمّ صل ركعتين، ثمّ ادع بهذه الدّعـوات)). قال عثمـان بن حنيف: فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتّى دخل علينا الرّجل كأنّه لم يكن به ضرر قط..
رواه الطبراني في الصغير ج ١ ص ٣٠٦..والبيهقي في دلائل النبوة, والمنذري في الترغيب والترهيب ج ١ ص ٢٧٣
وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٢ ص ٣٧٩,وقد ذكرها المياركفوري في تحفه الاحوذي ج١٠ ص ٢٤
وصححه العلامه المحدث الغماري في ارغام المبتدع الغبي ص ٦

قال الشيخ ابن تيمية :
قلت : فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السّلف. اهـ
[الشيخ ابن تيمية في قاعدة جليلة ص٩٤]
وقال ايضا:- ( ابن تيمية ):
يجوز التوسل بلفظ «أسألك بنبيك محمّد» إذا كان على تقدير مضاف ، أي أني أسألك بإيماني به وبمحبته ونحو ذلك ، ولكن كثيراً من العوام يطلقون هذا اللفظ ولا يريدون هذا المعنى
كما ذكر ذلك ابن تيمية بحرفه في نفس الكتاب
( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) طبعة منشورات دار الافاق الجديدة - بيروت في صفحة رقم ٩٤
(وان كان ابن تيميه حكم على رواية عثمان بالضعف ولكنه اقر الدعاء وان هذا من فعل السلف وهذا ما يهمنا في قوله ان هذا من فعل السلف اما رايه في المنع فهو راي اجتهادي لم يسبقه به احد من العلماء المهم أنه اثبت أن الدعاء من فعل السلف بغض النظر عن رايه المضاد..
( وهو على قدره غابت عنه الراوية الأخرى الصحيحة فضعف رواية عثمان بن عمر لانه انفرد به وغاب عنه الرواية الأخري رواية روح ابن عباده عن شعبه)

قال الإمام الشوكاني رحمه الله :
[ إن التوسل به صلى الله عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته ، وفي حضرته وفي مغيبه ، ولا يخفاك انه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته ، وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه ....] المرجع : الدر النضيد ص 6
الشوكاني ص 138 تحفة الذاكرين في ( باب صلاة الضر والحاجة ) حيث قال ما نصه :
( وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله الى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى ) انتهى

وقد ضعف أهل التشدد الحديث برواية شبيب بن سعيد الحبطي بحجة أن شبيب لا تكون روايته حجة إلا إذا كان من رواية ابنه أحمد واليك رواية ابنه احمد للرد على من أنكر هذه القصة بدون مراعاة أصول علم الحديث,
فهذا الحديث له رواية أخرى غير ما ضعفها أهل التشدد عمداً و إسنادها صحيح لا غبار عليه
قال البيهقي في الدلائل"٦/١٦٦"

من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا احمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهيل عن عثمان بن حنيف...ان رجلا ان يختلف إلي عثمان رضي الله عنه ...الخ الي نهايه الحديث
فهذه الرواية كافة للقضاء عليهم بالبطلان
- يعقوب بن سفيان ثقة انظر تذكرة الحفاظ "٢/٥٨٢" تهذيب التهذيب "١١/٣٨٥"
- أحمد بن شبيب من رجال البخاري انظر تهذيب التهذيب"١/٣٦" ووثقه ابوحاتم"٢/٥٤" وابن عدي في الكامل أثناء ترجمة ولده٤/١٣٤٦ ووثقه ابن المديني وكتب عنه
فشبيب من رجال البخاري وهو شبيب بن سعيد الحبطي البصري انظر تهذيب التهذيب "٤/٣٠٦" وثقه أبو حاتم "٤/٣٥٩"وابن عدي في الكامل "٤١٣٤٦" وابن المديني انظر تهذيب التهذيب "٤/٣٠٧
فالحديث صحيح ويعضده هذا الأثر ايضا

4- حدثنا أبو هاشم سمعت كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة يقول : ((جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد ابن أبجر فجس بطنه فقال : بك داء لا يبرأ ، قال : ما هو ؟ قال : الدُّبَيْلَة ، وهي خرّاج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً ، قال : فتحول الرجل فقال : الله الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً ، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، يامحمد إني أتوجه بك إلى ربك وربّي يرحمني ممّا بي . قال : فجس بطنه فقال : قد برئت ، ما بك علة .))
كتاب مجابي الدعاء لابن ابي الدنيا ص: ٢٦٤
وقد كان ابن أبجر حافظاً ثقةً، وكان مع ذلك طبيباً ماهراً يداوي الناس مجاناً، وهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي

5- صحيح البخاري: حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه قال سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
فتهلل وجه النبى صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله: (يستسقى الغمام بوجهه). ولم يقل هذا من الشرك لانه فقط يستسقي بالله!!!!
الحديث ٩٥٣
أخرجه البخاري (١٠٠٨)
قال الإمام ابن حجر العسقلاني
(استسقاء عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو رضيع :
لقد استسقى عبد المطلب بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهو طفل صغير ، حتى قال ابن حجر : إن أبا طالب يشير بقوله : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال * اليتامى عصمة للأرامل إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " معه غلام)
فتح الباري : ٢ / ٣٩٨
وجه الاستدلال بالحديث الشريف هو أن ابن عمر رضي الله عنه قد تذكر ذلك البيت وتمثل به جهارا حتى سمعه الجمع فلم ينكره احد فالبيت معناه ثابت ومقبول وغير مردود ولم يعترض النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وأبيض يستسقي الغمام بوجه.
وهذا توسل واضح بذات النبي صلى الله عليه وسلم لان الوجه الشريف جزء من جسد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد فسر الجمهور في القرآن الآية
(ويبقى وجه ربك ذو الجلالة والاكرام)
فسر الوجه بالذات انظر تفسير ابن كثير ج٣ ص ٤٠٣
وقد ذكر الإمام العيني في عمدة القارئ ما نصه

(معني قول أبي طالب هذا في الحقيقه توسل إلي الله عز وجل بنبيه لانه حضر استسقاء عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم فيكون استسقاء الناس الغمام في ذلك الوقت ببركه وجهه الكريم وان لم يكن في اللفظ أن احدا ساله) انتهي
عمدة القارئ ج٦ ص ١٠

6- عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال:
(لما ماتت فاطنة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكانت ربت النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس عند رأسها وقال: (رحمك الله يا أمي بعد أمي)، وذكر ثناءه عليها وتكفينها ببردته وأمر بحفر قبرها قال فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاضطجع فيه، ثم قال: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين)

ففي هذا الحديث اختلف البعض ولكن في نفس الوقت معني الحديث صحيح مؤيد بما مضي وما سيأتي من أدلة فمعني الحديث التوسل بالنبي والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا المعني صحيح له أدلة في الكتاب والسنة.
، وهو توسل به وبالأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام بلا شك؟؟
وقد روي هذا الحديث أكابر العلماء وصححوه
رواه الطبراني في الاوسط ج١ ص٦٨
الطبراني في الكبير ج٢٤ ص٣٥١
الاصبهاني في حلية الاولياء ج٣ ص ١٢١
مستدرك الحاكم : ٣ / ١٠٨
ابن حبان
وهناك شبهة عند بعد المعترضين فيقولون في هذا الحديث
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 257) :
و فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان و الحاكم و فيه ضعف)

فنقول
الحافظ الهيثمي قال (فيه ضعف ورجاله رجال الصحيح)
وروح هذا ضعفه خفيف عند من ضعفه كما يستفاد من عباراتهم ، ولذا عبر الحافظ الهيثمي بما يفيد خفة الضعف كما لا يخفى على من مارس كتب الفن . فالحديث لا يقل عن رتبة الحسن بل هو على شرط ابن حبان صحيح .
و روح بن صلاح فقد اختلف فيه فوثقه قوم وضعفه اخرون
فقال عنه الحاكم في سؤالات السجزي ثقة مأمون
وذكره ابن حبان في الثقات (8\244)
وروى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ
(3\406)
فهو ثقة عنده قال الفسوي كما جاء (التهذيب 11\378)
((كتبت عن الف شيخ وكسر كلهم ثقات))

أما من جرحه فلم يذكر سبب جرحه ولم يفسره .
ففي المؤتلف والمختلف للدارقطني (3/1377 ) قال : روح بن صلاح ابن سيابه يروي عن ابن لهيعة وعن الثوري وغيرهما كان ضعيفاً في الحديث سكن مصر . اهـ .
ومثله لابن ماكولا في الإكمال (5/15) وابن عدي في الكامل (3/1005).
وهذا جرح مبهم ، غير مفسر ، فيرد في مقابل التعديل المذكور قبله
كما هو مقرر
مثاله قول الحافظ في مقدمة الفتح (ص 437 ) في ترجمة ( محمد بن بشار بن بندار) ضعفه عمرو بن علي الفلاس، ولم يذكر سبب ذلك، فما عرجوا على تجريحه . اهـ .
أما من قال الجرح مفسر بقول ابن يونس: رويت عنه مناكير ، وبقول ابن عدي في الكامل : في بعض حديثه نكرة .
نقول هذا الكلام فيه نظر
الأول : عبارتي ابن يونس ، وابن عدي لا تدلان على الجرح .
قال : ابن دقيق العيد في "شرح الإلمام" كما في "نصب الراية" (1/179) ، "فتح المغيث" (1/347) : قولهم "روى مناكير" لا تقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي أن يقال فيه "منكر الحديث" ، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه . اهـ .
الثاني : قولهم : "روى المناكير" ، أو "رويت عنه المناكير" ليس أيضاً من الجرح في شيء ، فقد تكون تلك المنكرات من شيوخه أو من الرواة عنه وهو روى شيئاً تحمله فقط .
قال الحاكم للدار قطني ( السؤالات 217- 218 ) : سليمان ابن شرحبيل ، قال : ثقة ، قلت : أليس عنده مناكير ، قال : يحدث بها عن
قوم ضعفاء . اهـ .
ما كل من روى المناكير ضعيف عندهم .
وعندما ترجم ابن عدي لروح بن صلاح في كامله (3/1005 _1006 ) روى عنه حديثين ، الآفة والحمل فيهما من الراوي عن روح بن صلاح .

وعادة ابن عدي في كامله كما يقول الحافظ في مقدمة الفتح
( ص429)
: أن يخرج الأحاديث التي أنكرت على الثقة أو على غير الثقة فلو وجد ابن عدي شيئاً أنكر على روح بن صلاح لأتى به في ترجمته ولكنه خرج ما حدث به وكان منكراً ، ولكن الحمل فيه على غيره .
فتدبر .
ونلاحظ هنا أيضاً أن الأنبياء الذين توسل النبي - صلى الله عليه وسلم - بحقهم على الله في هذا الحديث وغيره قد ماتوا فثبت جواز التوسل إلى الله [بالحق] وبأهل الحق أحياء وموتى .

7- حديث مالك الدار
عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يا رب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه
وهو حديث صحيح صححه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه( وروي ابن ابي شيبه بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال:
: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ،فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال (ائت عمر فاقرئه مني السلام أخبرهم أنهم مسقون ،وقل له :عليك بالكيس الكيس )،فأتى الرجل فأخبر عمر ،فقال: يارب ! ما آلو إلا ما عجزت عنه
وقد روي سيف أن الذي راى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني احد الصحابة.
رواه الإمام البخاري في تاريخه بلفظ قريب (٧/٣٠٤
وهذا الحديث اخرجه ابن ابي شيبه في مصتفه ج٦ ص ٣٥٦ ,
وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ ص ١١٤٩
, فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج٢ ص ٤٩٥ و ٤٩٦
وذكرها ابن كثير في البدايه والنهايه وقال اسناد صحيح ج٧ ص ٩٠
وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وفي التفسير (١/٩١) وقال إسناده صحيح
والبيهقي في دلائل النبوة (٧/٤٧)
وأقر ابن تيمية بثبوته في اقتضاء الصراط المستقيم (ص٣٧٣)،
والحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد ص (٦٣)
والحديث صحيح صححه أكابر العلماء
والحديث فيه الجواز بالطلب من الرسول صلي الله عليه وسلم والتوسل به في الاستسقاء بعد انتقاله الشريف صلى الله عليه وسلم..
والذهاب إلي قبره ايضا وطلب الاستسقاء والتوسل به صلى الله عليه وسلم.
ومالك هو خازن عمر ولا يتخذ عمر خازن الا اذا كان أمينا صادقا!!
ولنعلم أن وقع ذلك على علمٍ من سيدنا عمر بل ويبكي تأثراً وينسب إلى نفسه التقصير ، وهو من علم عنه من محاربة الشرك وأهله بل ما دون ذلك من مكروهات الدين فكيف لو كان هذا الفعل _ أعني التوسل _ شركاً مخرجاً من الملَّة ؟! إلا أن يكون سيدنا عمر رضي الله عنه _ جاهلاً بالتوحيد وما يذاد به عن حوضه وحماه !! وحاشاه
وللرد علي بعض الشبهات في هذا الحديث
أثر مالك الدار يصح سنداً ومتناً
مع شبهات المعترضين والرد عليها وبيان تدليسهم وكذبهم.
الشبهة الأولى:
(عدم تصريح الأعمش بالسماع من أبي صالح ، وهو مدلس ، وعليه يحكم على الإسناد بالانقطاع ، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.)
الرد
هذه شبهة يثيرها البعض
وإن قولهم هذا في مصطلح حديثهم فقط وليس في مصطلح حديث الأمة الإسلامية يتحدثون فيما لا يعلمون ويكذبون على الله ورسوله!!!
قال الذهبي في "الميزان" (2/224) :
(متى قال (أي الأعمش) "عن" تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم : كإبراهيم وابن أبي وائل
، وأبي صالح السمان ، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال .)
فمحصل كلام الذهبي أن حديثه هنا مقبول لأنه يروي عن أبي صالح السمان أي أن الحديث صحيح ولا مطعن في الأعمش في هذا الموضع لان روايته محمولة على الاتصال
الأعمش وإن كان مدلساً إلا أنه يؤخذ بحديثه لأنه إمام عامل عابد .
قال أبو يعلى القزويني في الإرشاد (2/561) :
(أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش مولى لبني كاهل من كبار علماء الكوفة يقارن بالزهري في الحجاز ولد سنة إحدى وستين ورأى أنس بن مالك وكلمه ولكن لم يزرق له السماع وما يرويه عن انس فهو إرسال أخذه عن أصحاب انس وروى عن ابن أبي أوفى حديثا واحدا قال ابن معين سألت يحيى بن سعيد عنه فكتب عليه إرسال لكنه لقي من كبار التابعين الأجلاء والمخضرمين وروى عنه سفيان وشعبة ويحيى القطان وجرير بن عبد الحميد وحفص بن غياث وأبو معاوية وعيسى بن يونس ووكيع وأبو نعيم وأبو أسامة وغيرهم )
وقد ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين، وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم.
قال: أبو داود:
( سمعت أحمد سئل عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل فيه: حدثني أو سمعت ؟ ققال: أدري فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ ؟ قال: يضيق هذا ـ أي إنك تحتج به. ا.هـ
سؤالات أبي داود ( ص 199 )
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه
( المعرفة والتاريخ(2/637)
):
( وحديث سفيان وأبي إٍسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقام الحجة )

ولذلك إذا روى حديثاً ، ولم نجد أحداً من النقاد أعله أو تكلم فيه بعد الرجوع لكتب العلل والنقد الحديثي فإنه في هذه الحالة تحمل عنعنة الأعمش على الاتصال .
ولم يتحدث احد من الائمة على هذا الحديث وقد تحدثوا على بعض روايات قليلة للاعمش
ونقدوها وهي مذكورة في كتب الائمة مثل ابن حبان وغيره أما هذا الأثر فلم يتطرق اليه الائمة بل حسنه بعضهم وصححه البعض الأخر ولم نجد من الائمة الأعلام من ضعفه ورده كما يفعل البعض ولا يوجد من انتقد الحديث من الحافظ.

فحديثه هنا مقبول لأنه يروي عن أبي صالح السمان ولم ينقده احد الائمة كما صرح العلماء ومنهم الحافظ الذهبي كما قلنا
ولذلك حسنه حافظ الدنيا في الحديث ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري وقال الحافظ ابن كثير اسناده قوي..
وهل بعد قول الائمة والحفاظ وجل المحدثين مقال لغيرهم؟؟؟؟
الشبهة الثانية:
يقول المعترض أن مالك الدار مجهول ويستندون إلي هذه الأدلة.
ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل (8ـ213) لم ينقلا توثيقاً في ترجمته مالك ، عن أي أحد من علماء الجرح والتعديل ، مع كثرة إطلاعهما ، وقال الحافظ المنذري ـ وهو من المتأخرين ـ في كتابه الترغيب والترهيب (2ـ29): ومالك الدار لا أعرفه
وأن الحافظ ابن حجر العسقلاني لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
الرد.
إن الحافظين المنذري ابن أبي حاتم نفيا المعرفة فقط ولم يحكما بالجهالة مما يدل على معرفتهما التامة فن مصطلح الحديث ولم يحكموا بجهالته
ونقول
1- إن مالك الدار رجل ثقة ليس مجهولا لانه لا يتخذ أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب
خازناً الا ثقة وامين

2- ثم إن من عرف حجة علي من لم يعرف
وقد ترجم له الائمة الأعلام والحفاظ في كتبهم وعدم إطلاع حافظ على ترجمته لا تعني جهالة الرواي لأن هناك من ترجم له وعدم المعرفة لا يعني العدم لأن غيرهم عرفه وترجم له كما سنرى فكيف يكون مجهول؟؟.
1- قال ابن سعدٍ في (الطبقات الكبرى 5/12) :
(مالك الدار مولى عمر بن الخطاب وروى مالك الدار عن أبي بكر الصديق وعمر رحمهما الله روى عنه أبو صالح السمان وكان معروفا)
ملحوظة
بن سعد لم يطلق على رجل بأنه معروف من غير أن يعقبه بجرحٍ إلا لأنه ثقة عنده مثال علي ذلك.
- قال ابن سعد رحمه الله في الطبقات 6 / 236 :
(شريك بن حنبل العبسي روى عن علي بن أبي طالب وكان معروفا قليل الحديث)
و قال الحافظ في التقريب 1/266 :
(شريك بن حنبل العبسي الكوفي ، وقيل ابن شرحبيل ثقة من الثانية)
وفي غير موضع في الطبقات وكل من لم يعقبه بجرح وذكر انه معروف فهو ثقة عنده وراجع الطبقات لتقف على الكثير من هذه الأمثلة
2- الإمام أبو يعلى الخليلي القزويني في كتاب (الإرشاد في معرفة علماء الحديث 1/313) :
(
مالك الدار مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه تابعي قدي متفق عليه أثنى عليه التابعونوليس بكثير الرواية روى عن أبي بكر الصديق وعمر)
وقوله متفق عليه يغني عن السؤال عن مالك الدار.
3- أورده الإمام ابن حبان في (الثقات 5/384)
وقال عنه : (مالك بن عياض الدار يروي عن عمر بن الخطاب روى عنه أبو صالح السمان وكان مولى لعمر بن الخطاب أصله من جبلان )

ترجم لمالك الدار البخاري في (تاريخه 7/304)

ترجم له الحافظ ابن حجر في (الإصابة 6/274) وذكر أن له إدراكا.
وقال وروى عنه أبو صالح السمان وابناه عون وعبد الله كما أفاد ذلك الحافظ في
(الإصابة 6/274)

وقال أبو عبيدة كما في "الإصابة " (3/484) :
ولاه عمر وكله عياله ، فلما قدم عثمان ولاه القسم . اهـ

قال الرازي في الجرح والتعديل (8/213) :
(مالك بن عياض مولى عمر بن الخطاب روى عن أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما روى عنه. أبو صالح السمان سمعت أبى يقول ذلك)
.وقولهم أن الحافظ ابن حجر العسقلاني لم يذكر فيه جرح وتعديل يرد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني بنفسه.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني عن مالك الدار
مالك الدار هو مالك بن عياض مولى عمر بن الخطاب ، ذكره الحافظ في المخضرمين في "الإصابة" (3/484) وقال: له إدراك
وروى عنه أبو صالح السمان وابناه عون وعبدالله (الإصابة 6/274)
وقال أبو عبيدة كما في "الإصابة " (3/484) :
ولاه عمر وكله عياله ، فلما قدم عثمان ولاه القسم . اهـ

إذا كان من له إدراك ممن اختلفوا في صحبته : فأثبتها بعضهم ، ونفاها آخرون ، فمن له إدراك مختلف في صحبته .
إذا علم ذلك ، فقد قال الحافظ ابن حجر في (التلخيص الحبير ) (1/74) عند الكلام على حديث ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) قال عند الكلام على أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو ما نصه :
وأما حالها فقد ذكرت في الصحابة وإن لم يثبت لها صحبة فمثلها لا يسأل عن حالها . اهـ .


إذاً قول الحافظ ابن حجر العسقلاني أن مالك الدار له إدراك وكل من له إدراك اختلفوا في صحبته ومن اختلفوا في صحبته فهو ثقة لا يسأل عن حاله
فالنتيجة مما تقدم إن مالك الدار ثقة لا يسأل عن حاله.
ولذلك لا يسال عن حال مال الدار لانه ثقة ولا يحتاج إلي جرح وتعديل وايضاً اورده الإمام ابن حبان في الثقات وقال الإمام أبو يعلي الخليلي القزويني متفق عليه ووثقه الإمام ابن سعد وترجمته عند البخاري والحافظ ابن حجر العسقلاني تدل على ثقته وحاله لا يحتاج إلي بيان .
فكيف يقال ان مالك مجهول وكيف يتغني البعض بهذا القول بدون حتى التأكد من ذلك ؟؟؟

3- ولنرى كيف ترفع جهالة المقبول الرواية عند الائمة والحفاظ
رضي الله عن الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني إذ قال (نزهة النظر شرح نخبة الفكر135)
عن المجهول وحكم قبول روايته : (فإن سمي الراوي وانفرد راوٍ واحد بالرواية عنه فهو مجهول العين كالمبهم ، فلا يقبل حديثه إلا أن يوثقه غير من ينفرد عنه على الأصح وكذا من ينفرد عنه إذا كان متأهلا لذلك)

ومالك الدار وثقه أكثر من حافظ فماذا يقول الوهابية؟
وروى عنه أكثر من واحد منهم
1- أبو صالح السمان ذكوان الزيات : قال الحافظ في التقريب 1/203 (ثقة ثبت) .
2- عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي : قال الحافظ في التقريب 1/341 عنه (ثقة)
3-وذكرت الروايةفي الطبراني 20/33 رواية عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن مالك الدار.
وقولهم بجهل أن الإمام البخاري لم يوثقه
الرد عليهم من مشايخهم
قال الدكتور خالد بن منصور الدريس أحد شيوخ الوهابية في كتابه " الحديث الحسن لذاته ولغيره .. دراسة استقرائية نقدية " (1 / 406 - 415)
(
إذا ترجم البخاري في تاريخه الكبير لراوٍ ولم يذكر فيه جرحًا ، فإنه يكون عنده ممن يحتمل حديثُهُ ، قال الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي في آخر ترجمة عبد الكريم بن أبي المخارق : « قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي : بيّن مسلم جَرحَهُ في صدر كتابه ، وأما البخاري فلم يُنبّه من أمره على شيء ، فدل أنه عنده على الاحتمال ، لأنه قد قال في التاريخ : ( كل من لم أبين فيه جُرْحَةً فهو على الاحتمال ، وإذا قلت : فيه نظر ، فلا يحتمل » ( تهذيب
الكمال 18/265) .
وفي موضع آخر قال ابن يربوع في عثمان بن عمر التيمي : «هو على أصل البخاري محتمل» (السابق 19/416) .
إلي أن قال في نفس المصدر
ولعل في هذه الأمور ما يجعل القلب يركن إلى ثبوت الكلام الذي نقل عن البخاري في بيان منهجه في كتابه التاريخ الكبير .
ويظهر أن قول البخاري : «ومن لم أبين فيه جُرحةً فهو على الاحتمال» يدخل فيه الثقة ومتوسط الحفظ وكل راوٍ ضُعّف ولم يشتد ضعفه ، ويوضح الأمر أكثر ويفسر مقصوده أنه قد قال : «كل من لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أروي عنه»
فغير المحتمل عنده من يترك هو الرواية عنه ، وكل من تميَّزَ صحيح حديثه من سقيمه فهو يروي عنه ، وهو المحتمل عنده فيما يظهر لي
أنتهي .
وهذا الكلام من الدكتور خالد بن منصور معناه انه يعتبر بحديث مالك الدار عند الإمام البخاري قد ذكره البخاري في تاريخه الكبير ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ..وهذا معناه انه يعتبر بحديثه عنده ..
ونقول لو لم يكن هنالك دليل إلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتخذه خادماً لزالت جهالة الحال لأن عمر رضي الله عنه لا يتخذ خادما إلا ثقة.
فالرجل ارتفعت عنه جهالة الحال وجهالة العين بهذا النصوص وهي توثيق عال له.
الشبهة الثالثة:
ان أبو صالح السمان لم يعاصر مالك الدار
الرد
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج: 3 ص: 189
( ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني شهد الدار زمن عثمان وسأل سعد بن أبي وقاص مسألة في الزكاة وروى عنه وعن أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وعقيل بن أبي طالب وجابر وابن عمر وابن عباس ومعاوية وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة وغيرهم وأرسل عن أبي بكر
(وانظر الإكمال 378 والثقات 5/361 والتاريخ الكبير 1/127 وتعجيل المنفعة ‏1/367 ) ‏
فهو مدني ومعاصر والخبر عن حدث في المدينة
وقال الحافظ في مالك الدار (ولاه عمر كيلة عيال عمر فلما قدم (أو قام) عثمان ولاه القسم فسمى مالك الدار ‏)
الإصابة 6/274‏
فهو مدني معاصر فمالك الدار من كبار التابعين والسمان من التابعين فما الذي يمنع سماع أبي صالح منه إذا ثبت أنهما من التابعين وهما الاثنين ثقة ومعروفين ولله الحمد.

الشبهة الرابعة
إن قولَ الحافظ: (بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار) ليس نصاً في تصحيح جميع السند ، بل إلى أبي صالح فقط ، ولولا ذلك لقال بإسناد صحيح ، والعلماء إنما يفعلون هذا لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة ، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله ، لما فيه من إيهام صحته
الرد:-
جهل قبيح لا نقبله ولا يقبله احد من امة الإسلام التحدث ولي عنق الأقوال
إن الحافظ قد تكررت منه مثل هذه العبارة في غير ما موضع ولم يعن بذلك تجهيلا ولا تضعيفا

فمثلا : قال الحافظ في الفتح (1/50) :
(وقع هنا تقديم الحج على الصوم وعليه بنَى البخاري ترتيبه ، لكن وقع في مسلمٍ من رواية سعدِ بْنِ عبيدةَ عن ابن عمرَ بتقديم الصومِ على الحَجِّ ..) .
فهل يقال ان الحافظ ابن حجر يقول في ابن عمر ما يقوله الوهابية في مالك الدار؟! .
خذ مثالا آخر يظهر الجهل الوهابي واتباع الهوى قال الحافظ في (الفتح 1/101) :
(وهذه المرأة وقع في رواية مالك المذكورة أنها من بني أسدٍ ولمسلمٍ من رواية الزُّهريِّ عن عروةَ في هذا الحديث أنها الحَولاء بالمهملةِ والمد ..) .
فهل عروة مجهول عند الحافظ ؟؟
فالمعترض يأتي بعلم حديث جديد لا نعرفه ولم يعرفه الحفاظ ؟؟

الشبهة الخامسة.
إن هذه الرواية وعلى فرض صحة السند فيها إلى مالك الدار ، وعلى فرض أن مالك الدار ، ثقة ثبت ، فإنه يرويها عن رجل أتى القبر ... ، وبإبهام هذا الرجل يحكم على السند أيضاً بالانقطاع ، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
وسيف المذكور ضعيف لا يصح الاستناد إليه.
الرد:-
نعوذ بالله من الهوى وأهله
وهل الرجل الذي لم يسم من رواه الحديث حتى يحكم بضعفه؟؟
نقول لكل كاذب مزور ليرضي مذهبة الأثم ليملك حجة تكفير الأمة الإسلامية
بأن ذلك لا يضر إذا ثبت أن الصحابة أقروه وقد ثبت ذلك في الحديث من اقرار عمر رضي الله عنه وكم من أعرابي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله أو يعمل شيئاً ولا ينكر عليه فعلم أن عمله جائز ولم يسم في الحديث.
خذا مثال مثل
اً على جهل القوم
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ فذكر الحديث، وفيه قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب أخرجه البخاري.
فلا يهمنا من هو هذا سيف أم غير سيف سواء كان صحابيا أو تابعيا لا يضر الجهل به لأن الحجة في إقرار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعمله حيث لم ينهه عما فعله بل أقره وبكى عمر رضي الله تعالى عنه وقال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه .
مثال أخر
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد، فزجره الناس، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما قضى بوله أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذنوب من ماء، فأهريق عليه متفق عليه.
الشبهة السادسة
ان هذا منام ولا تبنى الأحكام على المنامات.
الرد:-
لا يهمنا المنام في الحديث يهمنا ان الاستغاثة وطلب الاستسقاء من النبي صلي الله عليه وسلم
لم ينكرها أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولم ينكرها الصحابة رضوان الله عليهم وهذا بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث صحيح كما ذكرنا سنداً ومتناً ولا غبار عليه.
الشبهة السابعة
(هل يشمل توثيقه عدالته وضبطه؟
الذي ذكره بعض السلفيين أنّ ما نحتج به على توثيقه؛ إنما هو عن عدالته أما التوثيق من جهة الضبط فلم نأتِ ببينةٍ عليه)
الرد
الوهابية عندهم علم حديث جديد!!
الجواب: مالك الدار هو عدل ضابط فالأصل أن يكون ما رواه مضبوطا إلا إن دل دليل على خلاف ذلك ولا يوجد ما يدل على خلاف ذلك.
فالضبط ثابت حتى تثبت مخالفته لرواية الثقات أو حكم باضطرابه أهل الجرح والتعديل في ترجمته وهذا ما لم يوجد في حديث مالك الدار فليس في حديثه إضطراب ولا ذكر ذلك من الائمة الأعلام الذين صححوا الحديث ولم يخالف فمن أين لهم الطعن في ضبطه؟؟؟؟
قال ابن الصلاح:
(( يعرف كون الراوي ضابطا بأن نعتبر رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان ،فإن وجدنا رواياته موافقة ولو من حيث المعنى لرواياتهم،أو موافقة لها في الأغلب ،والمخالفة نادرة،عرفنا حينئذ كونه ضابطا ثبتاً،وإن وجدناه كثير المخالفة لهم ،عرفنا اختلال ضبطه ،ولم نحتج بحديثه،والله أعلم)
علوم الحديث(ص:106)
و مالك الدار من المخضرمين وهو من كبار التابعين بل ويقال له إدارك والبعض سمى هؤلاء "صحابي صغير" ومن مثل هذا لا يسأل عن روايته فهو ضابط لما يقوله
فمالك الدار معروف وأمين وثبت ضبط
والمراد بالضبط:
الضبط نوعان هما: ضبط الصدر وضبط الكتاب، فضبط الصدر: أن يكون الراوي يقظاً غير مغفل بل يحفظ ما سمعه ويثبته بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء مع علمه بما يحيل المعاني إن روى بالمعنى .
وضبط الكتاب: صيانته لديه منذ سمع فيه وصححه إلى أن يؤدي منه
وهذا متوفر في مالك الدار ولم نجد علماء الجرح والتعديل تكلموا عن اضطراب مالك الدار
ثم إن من شروط الصحة العدالة والضبط واتصال السند وحافظ الدنيا الإمام ابن حجر العسقلاني والإمام وابن كثير لما صححا الحديث كان على هذا الأساس وإلا فما معنى تصحيحهما للحديث ؟
وحسنه أبو يعلى القزويني في الإرشاد (1/313)
بل وأقر ثبوته ابن تيمية كما جاء اقتضاء الصراط المستقيم (ص٣٧٣)
فالأصل أن يكون ما رواه مضبوطا إلا إن دل دليل على خلاف ذلك ولا يوجد ما يدل على خلاف ذلك.
ونقول لهم من من الحفاظ والمحدثين حكم بوضع أو تضعيف الحديث مثل ما فعلتم؟؟؟
وعند مناقشة اي معترض تلزمه بالاتي ليظهر لك تدليسه وكذبه.
يلزم ان يأتي لنا باراء الحفاظ في حديث مالك الدار ومن حكم عليه بحكمهم والا فهم متهمون بالتدلس والكذب على الله ورسوله والقول في الدين بغير علم!!!
ولنرى من صحح الحديث من جل الائمة الأعلام.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني وروي ابن ابي شيبه باسناد صحيح
انظر فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج٢ ص ٤٩٥ و ٤٩٦
الإمام ابن كثير في البداية والنهاية وقال اسناد صحيح ج٧ ص ٩٠
وذكره الحافظ ابن كثير في التفسير (١/٩١)
قال ابن كثير في جامع المسانيد - مسند عمر - (1/223) : إسناده جيد قوي
اخرجه ابن ابي شيبه في مصتفه ج٦ ص ٣٥٦

وحسنه أبو يعلى القزويني في الإرشاد (1/313)
بل وأقر ثبوته ابن تيمية كما جاء اقتضاء الصراط المستقيم (ص٣٧٣)
والحديث صحيح صححه أكابر العلماء ولا مجال لغير الحفاظ هنا لتضعيفه
ونقول لهم أي حجة تطلب في توثيق الرجل بعد ذلك ؟
اليس هؤلاء هم الحفاظ والمحدثين ولا يوجد في كلامهم ما يدل علي ما تقولون؟
الخلاصة
في هذا القدر الكفاية لبيان جهل من اتوا بمصطلح حديث جديد لطائفة تريد تكفير الأمة الإسلامية وترد على حفاظ الأمة الإسلامية.
فالحديث إسناده ثقات . والمتن لا غبار عليه ولا يناقض التوحيد في شيء.

8- عن عثمان بن عبد الله بن موهب -رضي الله عنه- قال:
(أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- بقدح من ماء... فيه شعر من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضبه).
أوردناه ملخصا من صحيح البخاري ، كتاب اللباس ، باب ما يذكر في الشيب ، ج ٤ / ٢٧
فهذا توسل واستشفاع ببركه شعر النبي صلى الله عليه وسلم للشفاء فلماذا ينكر المنكرون التوسل ببركه اثار النبي ومتعلقاته...
وهو تعظيم لذات النبي فالتبرك بها هي توسل بجلب البركه من الصادر من ذات النبي صلى الله عليه وسلم
فهل يقال ان شعر النبي الشريف صلى الله عليه وسلم كان تدعوا او تشفع..؟؟
بل هي كانت تتوسل ببركه شعر النبي صلى الله عليه وسلم لدفع الحسد والشعر لا يتصور فيه شئ سوي كونها من آثار الذوات وهي ذات النبي صلى الله عليه وسلم.
وهل تدفع العين بذات الشعر ولا تدفع بذات النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وقال ابن حجر -رحمه الله-:
"والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة، فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه، وتعيده، فيشربه صاحب الإناء، أو يغتسل به استشفاء بها فتحصل له بركتها". "فتح الباري" (١٠/٣٠٣)

9- روى البخاري في صلح الحديبية عن عروة بن مسعود قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
والله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وأنه إذا توضأ كادوا يقتتلون علي وضوئه (صحيح البخاري كتاب الشروط / باب ( الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط ) . وكتاب الوضوء منه باب البزاق والمخاط ونحوه . . . ١ / ٣٨ وباب استعمال فضل وضوء الناس . . . ١ / ٣٣ ومسند أحمد 4 / 329 ، ٣٣٠
وهنا توسل الصحابة ببركة نخامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماء وضوءه الشريف لنيل البركة والتوسل بها لأغراض عديدة...

10- فقد أخرج مسلم في الصحيح عن مولى أسماء بنت أبي بكر قال:
{ أخرجت إلينا جبةً طيالسةً كسروانيةً لها لَبِنَة ديباج وفرجاها مكفوفان, وقالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة, فلما قُبِضَت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها}. وفي رواية:{ نغسلها للمريض منا}
٣/١٦٤١) رقم(٢٠٦٩) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال آنية الذهب والفضة علي الرجل.
فهاذ ما كان إلا توسلا ببركة جبته صلى الله عليه وسلم واستشفاع بها لدفع المرض عن المسلمين لأنها لامست أشرف الذوات سيد الخلق سينا محمد صلى الله عليه وسلم..
وما كان التوسل بالجبة إلا لأنها لامست ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم؟؟

11- اخرج البخاري في صحيحه بإسناده إلى سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
"جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببُردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البُردة؟ فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت المرأة: يا رسول الله أكسوك هذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها فلبسها، فرأها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسُنيها، فقل: ((نعم)) فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن بها.
وقد أخرج البخاري هذا الحديث في الجنائز أيضًا في باب ((من استعد الكفن)) والصحابي هو عبد الرحمن بن عوف، وقيل هو سعد بن أبي وقاص، وكل منهما من العشرة المبشرين بالجنة السابقين في الإسلام.
ففي هذا الحديث التوسل ببركة بردة النبي صلى الله عليه وسلم لتكون سببا في دفع العذاب ونول الرحمات فالصحابي أرادها متوسلا بها لنيل الرحمة والمغفره لأنها لامست الجسد الشريف الذي كل ما لامسة لا تمسه النار..

12- روى الدارمي في سننه ،
قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا. فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)).
سنن الدارمي (١ـ ٥٦)
رواه ابن الجوزي (م ٥٩٢ه) في الوفاء، ص ٨٠١
فهذا توسل بقبره الشريف للاستسقاء لا من حيث كونه قبر من أحجار بل لأنه يضم جسد أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم... وفعل السيدة عائشة رضي الله عنها وسط الصحابة والعلماء وألائمة في المدينة ولم يعترض أحد منهم..وعائشة رضي الله عنها ومن كان معها ليسوا ممن يجهلون الشرك فالتوسل ليس بشرك كما يدل فعل السيدة عائشة وموافقة من كان معها رضوان الله عليهم أجمعين.
ورواي الحديث هو شيخ الإمام البخاري.وقد دندن البعض حول الحديث.ولكنها كلها محاولات يائسة منهم
لان الراوي شيخ البخاري.

وقال فيه الحافظ في التقريب.. ثقة ثبت...تغير في آخر عمره
ويقول الشيخ العلامة محمد بن علوي المالكي في مفاهيم يجب أن تصحح ص ٨٧
وهذا لا يقدح فيه لان البخاري روي له في صحيحه أكثر من مائه حديث وبعد اختلاطه لم تحمل عنه راويه.)

وهذا الحديث قبل اختلاطه لأنه لم يحمل عنه راويه بعد اختلاطه.
ولا مجال لدندنة البعض إلا بدليل قوي والا رد أحاديث الراوي جميعها في البخاري ومسلم وهذا ما لا يقوله عاقل وقد ثبت أنه لم تحمل عنه روايات بعد اختلاطه !!

13- قصه العتبي
عن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "آه

وهذه القصة دندن البعض حولها ببعض الأقاويل
فنبين ما ذهبوا إليه بجهلهم ونذكر لهم أن هذه القصة قد نقلها جل علماء الأمة الإسلامية واعتمدوا عليها ونتساءل ونقول لهم هل نقل أكابر العلماء الكفر والضلال في كتبهم؟؟
وهل نقلوا ما يدعو إلى الوثنية وعبادة القبور كما تدعون؟؟
مع ضعف سند القصة ولكن الأمة تلقتها بالقبول وهذا هو تصحيح لها لان الآثر تقوي بعمل الائمة بالحديث وتلقي الأمة له بالقبول
واعلم أخي أن من ذكر هذه القصة في تفسير الآية القرآنية ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) هم جل علماء ألامه وذكرها الكثيرون في مناقب خير البشر صلى الله عليه وسلم وبعض كتبهم الأخرى ومنهم على سبيل المثال لا الحصر

الإمام النووي كتاب الإيضاح الباب السادس ص ٤٩٨
والإمام النووي في المجموع (٨/٢٠٢)-
ابن كثير في تفسيره ١/٥٢٠-٥٢١
وابن كثير في البداية والنهاية (١٢/١٥٠-١٥١)
القرطبي في تفسيره (٥/٢٦٥،٢٦٦
والثعــالــبي (١/٣٨٦
والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١
والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣
الكمال بن الهمام في فتح القدير (٣/١٧٩-١٨٠-١٨١)
والشرنبلالي في نور الإيضاح (١/١٥٥)
وعبد القادر الجيلاني (٥٦١ هـ) في كتاب الغنية
وابن الجوزي في المنتظم (من ٢٥٧ هـ) (٩/٩٣)
وابن قدامة المقدسي في المغني (٣/٢٩٧-٢٩٩)
وابو عبد الله محمد بن عبد الله السمري في المستوعب
وابن مفلح في المبدع (٣/٢٥٩)
والبهوتي في كشف القناع (٢/٥١٦)
شيخ الشافعية في زمنه أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل
والبيهقي في شعب الإيمان (٣/٤٩٥)
ونقله عن القاضي الماوردي والقاضي أبو الطيب-
والسبكي في شفاء السقام
وابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم (١٨٣)
وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم
والحصني في دفع شبه (ص ١٥)
والجاوي في نهاية الزين (١/٢٢٠-٢٢١)
القاضي عياض في الشفاء
والشهاب القرافي في الذخيرة (٣/٣٧٥-٣٧٦)
والزرقاني والقسطلاني في المواهب اللدنية
ابن الأثير في الكامل (٨/٥٠٦)
وابن خلكان في وفيات الأعيان (٥/١٣٦)
أبو محمد ابن قدامة في المغني ج٣ ص ٥٥٦
أبو الفرج ابن قدامة كتاب الشرح الكبير ج٣ ص ٤٩٥
قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب ( ص ٢١٦
وغيرهم الكثير ممن يتعذر حصرهم من جل علماء الامة الاسلامية
فماذا يبقي للمنكرون هل يكفرون جل علماء الامة الذين نقلوا وروا هذه القصه؟؟
كما ان الأبيات التي انشدها العتبي
يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
مكتوبة على الواجهة النبوية الشريفة في العمود الذي بين شباك الحجرة النبوية يراها القاصي والداني منذ مئات السنين..
ولم يعترض احد
14- عن داود بن أبي صالح ، قال:
أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر ، فقال: أتدري ما تصنع ، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب ، فقال: نعم جئت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، ولم آت الحجر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غير أهله )).
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم في المستدرك وهو حديث صحيح
مجمع الزوائد للهيثمي /٥ ـ٢٤٥/ رقم: /٩٢٥٢/
وهي فيه جواز التوسل بالتبرك بقبر النبي وبيان ان هذا من فعل الصحابة والسلف الصالح

15- توسل سيدنا خالد وتبركه بشعيرات النبي صلى الله عليه وسلم واستفتاحه بها
ان خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال اطلبوها ، فلم يجدوها ثم طلبوها فوجدوها وإذا قلنسوة خلقة فقال خالد اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه وابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم اشهد قتالا وهي معي الا رزقت النصر
المستدرك للحاكم كتاب معرفة الصحابة كتاب مناقب خالد ج ٣ / ٢٩٩ واللفظ له وبترجمة خالد في اسد الغابة والاصابة وموجز الخبر بمنتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ٥ / ١٧٨ تاريخ ابن كثير ج ٧ / ١١٣
وفي هذا توسل سيدنا خالد بشعر النبي صلى الله عليه وسلم
وهو تعظيم لذات النبي فالتبرك بها هي توسل بجلب البركة من الصادر من ذات النبي صلى الله عليه وسلم
فهل يقال ان شعر النبي الشريف صلى الله عليه وسلم كان تدعوا او تشفع..؟؟

16- شعار المسلمين في موقعه اليمامة توسلا باسم النبي صلى الله عليه وسلم
وكان القائد هو خالد ابن الوليد رضي الله عنه كان ينادي بشعار المسلمين
وكان شعارهم يومئذ ( يا محمداه)
الطبرى فى تاريخه (٢/٢٨١)
ابن الأثير فى الكامل (٢/٢٢١)
ابن كثير فى البداية والنهاية (٦/٣٢٤ )

17- روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه :
(( حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : (( خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد )) ?.هـ .
وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان : (( باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله )).
وذكرا ابن يتيمة في الكلم الطيب ص ١٦٥
ابن السني في كتابه (( عمل اليوم والليلة ))
وفي كتاب الأذكار للإمام النووي ص٢٧١ باب ما يقوله إذا خدرت رجله
وفي هذا الموضع جواز التوسل بالنبي ونداءه والاستشفاع به في المرض والشدائد
وقد أثار بعض اهل الهوى الشكوك حول هذا الحديث فننقل لهم تصحيحه
صحة أثر ( خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك ، فقال : محمد) والرد على المنكرين
للشيخ محمد اليافعي حفظة الله

قال محمد اليافعي :في الآونة الأخيرة اشتهر عند الاخوة الوهابية - هدانا الله واياهم - ان أثر ابن عمر والذي فيه أنه خدرت رجله فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : " محمد " .
فحاول الاخوة الوهابية في محاولة يائسة بتضعيف هذا الاثر الصحيح ! ، وما ذلك الا لهوى في انفسهم ! لان في هذا الأثر إثبات ما يخالفهم من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ..
ولا حول ولا قوة الا بالله ..
وهنا ان شاء الله سوف نقوم ببيان طرق هذا الأثر الصحيح لكي يعلم الجميع ان هؤلاء الوهابية - هدانا الله واياهم - هم قوم بهت ، يحاولون ولو بالكذب تضعيف كل ما يخالف هواهم العكر ! ..
والى الله المشتكى ..
وسنبدأ ان شاء الله بذكر طرق الحديث ، ثم نتبعه - بإذن المولى - ببيان حال هذا الاثر الصحيح ..
فأقول وبالله التوفيق ومنه السداد :
الفصل الأول : تخريج الحديث :
يروى هذا الحديث من ثلاث طرق عن ابن اسحاق :
الطريق الأول : يرويه سفيان الثوري عن ابن اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد .
رواه البخاري في الادب المفرد ( 1 / 335 برقم 964 طبعة دار البشائر الإسلامية - بيروت الطبعة الثالثة ، 1409 - 1989 ، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ) في باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله : ( حدثنا أبو نعيم ( الفضل بن دكين ) قال حدثنا سفيان ( الثوري ) عن أبي إسحاق ( السبيعي ) عن عبد الرحمن بن سعد ( القرشي العدوي ) قال : خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك ، فقال : " محمد " )
الطريق الثاني : يرويه زهير بن معاوية عن ابن اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد .
رواه علي ابن الجعد في مسنده ( ص 369 برقم 2539 طبعة مؤسسة نادر - بيروت الطبعة الأولى ، 1410 - 1990 ، بتحقيق عامر أحمد حيدر ) : ( وبه - يقصد أنا زهير - عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال : كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قلت أدع أحب الناس إليك قال يا محمد فانبسطت )
ورواه ابن سعد في الطبقات ( 4 / 154 طبعة دار صادر - بيروت ) : ( قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند بن عمر فخدرت رجله فقلت يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من هاهنا هذا في حديث زهير وحده قال قلت ادع أحب الناس إليك قال يا محمد فبسطها )
وابراهيم الحربي في غريب الحديث ( 2 / 674 طبعة جامعة أم القرى - مكة المكرمة الطبعة الأولى ، 1405 ، بتحقيق الدكتور سليمانإبراهيم محمد العايد ) : ( حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد : جئت ابن عمر فخدرت رجله . فقلت : مالرجلك ؟ قال : اجتمع عصبها قلت : ادع أحب الناس إليك قال : يا محمد فبسطها )
ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، فقال : ( أخبرني أحمد بن الحسن الصوفي ، حدثنا علي بن الجعد ، ثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعد ، قال : كنت عند ابن عمر ، فخدرت رجله ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، ما لرجلك ؟ قال : اجتمع عصبها من هاهنا . قلت : ادع أحب الناس إليك . فقال : " يا محمد " فانبسطت )
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 31 / 177 ) من طريق ابن الجعد فقال : ( أخبرنا أبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي الرازي وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد انا زهير عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قال قلت ادع أحب الناس إليك فقال يا محمد فانبسطت )
وقد أخرج هذا الحديث الحافظ المزي في تهذيب الكمال ( 17 / 142 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى ، 1400 - 1980 ، بتحقيق الدكتور بشار عوادمعروف ) في ترجمة عبد الرحمن بن سعد القرشي برقم ( 3832 ) : ( وقد وقع لنا عالياً عنه أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري وزينب بنت مكي قالا أخبرنا أبو حفص بن طبرزذ قال أخبرنا الحافظ أبو البركات الأنماطي قال أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قال قلت ادع أحب الناس إليك فقال يا محمد فانبسطت رواه عن أبي نعيم عن سفيان عن أبي إسحاق مختصرا )
قلت : وهو من رجال البخاري في الادب المفرد .
قال الحافظ المزي : ( روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا ) ..
وعبد الرحمن هذا ثقة وثقه النسائي ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ..
قال الحافظ في التقريب ( ص 341 برقم 3877 طبعة دار الرشيد - سوريا الطبعة الأولى ، 1406 - 1986 ، تحقيق محمد عوامة ) : ( وثقه النسائي ) ..
وذكره ابن حبان في الثقات ( 5 / 99 برقم 4026 طبعة دار الفكر الطبعة الأولى ، 1395 - 1975 ، تحقيق السيد شرف الدين أحمد ) : ( عبد الرحمن بن سعد القرشي مولى بن عمر يروى عن بن عمر كان يكون بالكوفة روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان )
قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال 17 / 142 برقم 3832 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى ، 1400 - 1980 ، تحقيق الدكتور بشار عوادمعروف ) : ( عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي مولى بن عمر كوفي روى عن أخيه عبد الله بن سعد ومولاه عبد الله بن عمر بخ روى عنه حماد بن أبي سليمان وأبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ومنصور بن المعتمر وأبو إسحاق السبيعي بخ .
ذكره بن حبان في كتاب الثقات ، روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا ..... )
واستطرد عليه الحافظ في التهذيب ( 6 / 168 برقم 376 طبعة دار الفكر - بيروت الطبعة الأولى ، 1404 - 1984 ) ، فقال : ( ...... ذكره بن حبان في الثقات .
قلت ( الحافظ ) : وقال النسائي : ثقة )
الطريق الثالث : يرويه اسرائيل عن ابن اسحاق عن الهيثم بن حنش .
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة : ( حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فقال له رجل : " اذكر أحب الناس إليك . فقال : يا محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فقام فكأنما نشط من عقال " )
الطريق الرابع : يرويه ابو بكر بن عياش عن ابن اسحاق عن أبي شعبة .
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، فقال : ( حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، وعمرو بن الجنيد بن عيسى ، قالا : ثنا محمد بن خداش ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي شعبة ، قال : كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فجلس ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك . فقال : " يا محمداه فقام فمشى " )
وذكره النووي في الاذكار من عدة طرق فقال في باب " ما يقوله إذا خدرت رجله " : ( 916 - روينا في كتاب ابن السني عن الهيثم بن حنش قال : " كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : يا محمد صلى الله عليه وسلم ، فكأنما نشط من عقال " .
917 - وروينا فيه عن مجاهد قال : " خدرت رجل رجل عند ابن عباس ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : محمد صلى الله عليه وسلمفذهب خدره .
918 - وروينا فيه عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحد شيوخ البخاري الذين روى عنهم في " صحيحه " قال : أهل المدينة يعجبون من حسن بيت أبي العتاهية : وتخدر في بعض الأحايين رجله * فإن لم يقل يا عتب لم يذهب الخدر ) اهـ .
وذكره ابن تيمية في الكلم الطيب ( 1 / 172 - 173 برقم 236 طبعة المكتب الإسلامي - بيروت - الطبعة الثالثة - 1977 يتحقيق الالباني ) في فصل في الرجل إذا خدرت : ( عن الهيثم بن حنش قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد فكأنما نشط من عقال اهـ .
وذكره ايضاً ابن تيمية في الكلم الطيب ( 1 / 174 برقم 237 طبعة المكتب الإسلامي - بيروت - الطبعة الثالثة - 1977 يتحقيق الالباني ) في فصل في الرجل إذا خدرت : ( وعن مجاهد قال : خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس : اذكر أحب الناس إليك فقال : محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره ) اهـ .
قلت : فانظر يارعاك الله كيف جعله ابن تيمية من الكلم الطيب ولم يعترض عليه ! ، وجعله في محل الاستشهاد دون الانكار .
وذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ( 1 / 204 طبعة دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الأولى ، ذ1405 - 1985 ، بتحقيق محمد عبدالرحمن عوض ) مستشهداً به ، فقال : ( الفصل الثاني والخمسون : في الرجل إذا خدرت رجله عن الهيثم بن حنش قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فذكر محمدا فكأنما نشط من عقال وعن مجاهد رحمه الله قال : خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال : اذكر أحب الناس إليك فقال : محمد صلى الله عليه و سلم فذهب خدره ) اهـ .
قلت : وانظر ايضاً رعاك الله كيف جعله الامام ابن القيم من الكلم الطيب في وابله الصيب ! ، وجعله ايضاً في محل الاحتجاج به .
وقال الشوكاني في التحفة ( ص 308 طبعة دار القلم - بيروت - لبنان - 1984 م
الطبعة الأولى ) : ( قال في النهاية : ومنه حديث ابن عمر أنها خدرت رجله فقيل له : مالرجلك ؟ ، فقال : اجتمع عصبها ، قيل اذكر أحب الناس إليك ؟ ، فقال : " يا محمد فبسطها " انتهى .
قال النووي في الأذكار : " باب ما يقول إذا خدرت رجله " : روينا في كتاب ابن السني عن الهيثم ابن الحنش قال كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال رجل اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد صلى الله عليه وسلم فكأنما نشط من عقال .
ورويناه عن مجاهد قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس فقال ابن عباس اذكر أحب الناس إليك فقال محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره .
وروينا عن إبراهيم بن المنذر الخزامي أحد شيوخ البخاري الذي روى عنهم في صحيحه قال أهل المدينة يتعجبون من حسن بيت أبي العتاهية وتخدر في بعض الأحايين رجله فإن لم يقل يا عتب لم يذهب الخدر .
انتهى من الأذكار ، وفيه بيان لفظ الروايتين الموقوفتين ) اهـ .
قلت : وانظر ايضاً فعل الامام الشوكاني رحمه الله حيث ذكر هذه الروايات تحفته ولم يعترض عليها ! بل جعلها في محل الاستدلال
وذكره محمد بن يوسف الصالحي الشامي محتجاً به في سبل الهدى والرشاد ، في سيرة خير العباد ( 11 / 431 ) ، وعزاه لابن السني
الفصل الثاني : الكلام عن الحديث :
روى البخاري في الادب المفرد ( 1 / 335 برقم 964 طبعة دار البشائر الإسلامية - بيروت الطبعة الثالثة ، 1409 - 1989 ، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ) في باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله : ( حدثنا أبو نعيم ( الفضل بن دكين ) قال حدثنا سفيان ( الثوري ) عن أبي إسحاق ( السبيعي ) عن عبد الرحمن بن سعد ( القرشي العدوي ) قال : خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد )
قال محمد اليافعي :فهذا اسناد رجاله كلهم ثقات ..
وسفيان الثوري سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط ، فروايته عنه صحيحة ..
وعبد الرحمن بن سعد هو : عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي مولى بن عمر ، من رجال البخاري في الادب المفرد ، قال الحافظ المزي : ( روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا ) ..
وهو ثقة ، وثقه النسائي ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ..
قال الحافظ في التقريب ( ص 341 برقم 3877 طبعة دار الرشيد - سوريا الطبعة الأولى ، 1406 - 1986 ، بتحقيق محمد عوامة ) : ( وثقه النسائي ) ..
قلت : وذكره ايضاً ابن حبان في الثقات ( 5 / 99 برقم 4026 طبعة دار الفكر الطبعة الأولى ، 1395 - 1975 ، بتحقيق السيد شرف الدين أحمد ) : ( عبد الرحمن بن سعد القرشي مولى بن عمر يروى عن بن عمر كان يكون بالكوفة روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان)
وقال الحافظ المزي في تهذيب الكمال 17 / 142 برقم 3832 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى ، 1400 - 1980 ، بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف ) : ( عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي مولى بن عمر كوفي روى عن أخيه عبد الله بن سعد ومولاه عبد الله بن عمر بخ روى عنه حماد بن أبي سليمان وأبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ومنصور بن المعتمر وأبو إسحاق السبيعي بخ ذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا ..... )
واستطرد عليه الحافظ في التهذيب ( 6 / 168 برقم 376 طبعة دار الفكر - بيروت الطبعة الأولى ، 1404 - 1984 ) : ( ...... ذكره بن حبان في الثقات .
قلت ( الحافظ ) : وقال النسائي : ثقة ) ..
قلت : واما ابن معين فلم يعرفه !! .
ففي تاريخه رواية الدوري ( 4 / 24 طبعة مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة الطبعة الأولى ، 1399 - 1979 برقم 2953 ، بتحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف ) : ( سمعت يحيى يقول : الحديث الذي يروونه خدرت رجل بن عمر وهو أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد ، قيل ليحى من عبد الرحمن بن سعد ، قال : لا أدري شك العباس سعيد أو سعد )
قلت : رضي الله عنه يا إمام !
بل هو عبد الرحمن بن سعد كما اثبته البخاري ، وابن سعد ، وعلي ابن الجعد ، وابن السني .. ومن عرف حجة على من لم يعرف ..
قال محمد اليافعي : ولم ينفرد سفيان الثوري بروايته عن ابي اسحاق عن عبد الرحمن بن سعد ، فقد تابعه زهير بن معاوية كما في مسند ابن الجعد ( ص 369 برقم 2539 طبعة مؤسسة نادر - بيروت الطبعة الأولى ، 1410 - 1990 ، بتحقيق عامر أحمد حيدر ) ، وابن سعد في الطبقات ( 4 / 154 طبعة دار صادر - بيروت ) ، وابراهيم الحربي في غريب الحديث ( 2 / 674 طبعة جامعة أم القرى - مكة المكرمة الطبعة الأولى ، 1405 ، بتحقيق الدكتور سليمانإبراهيم محمد العايد ) ، وابن السني عمل اليوم والليلة ، والحافظ المزي في تهذيب الكمال ( 17 / 142 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى ، 1400 - 1980 ، بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف ) من طريق ابن الجعد ، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 31 / 177 ) من طريق ابن الجعد ..
وقد خالفهما اسرائيل ، وابو بكر بن عياش عند ابن السني في عمل اليوم والليلة ..
فأما اسرائيل فقد رواه عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ..
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة : حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فقال له رجل : ( اذكر أحب الناس إليك . فقال : يا محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فقام فكأنما نشط من عقال ) ..
ورواية اسرائيل عن ابي اسحاق متأخرة بعد اختلاطه ..
واما ابن عياش فقد فقال ثنا أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي شعبة ..
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة : حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، وعمرو بن الجنيد بن عيسى ، قالا : ثنا محمد بن خداش ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي شعبة ، قال : كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فجلس ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك . فقال : ( يا محمداه فقام فمشى )
قلت : واما رواية اسرائيل وزهير فهي بعد اختلاط السبيعي كما نص على ذلك العلماء ، ولكن زهير تابعه الثوري ، والثوري اثبت في السبيعي ، فروايته عنه قبل الاختلاط ، فتحمل رواية زهير على متابعة الثوري لها ..
وبهذا ثبت صحة هذا الاثر ولله الحمد
رواية للاستئناس :-
روى ابن السني في عمل اليوم والليلة ، قال : ( حدثنا جعفر بن عيسى أبو أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الله بن روح ، ثنا سلام بن سليمان ، ثنا غياث بن إبراهيم ، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : خدرت رجل رجل عند ابن عباس ، فقال ابن عباس : " اذكر أحب الناس إليك . فقال : محمد صلى الله عليه وسلم . فذهب خدره " )
قلت : وهذه الرواية ذكرتها من باب الاستئناس بها وليس الاستدلال
خاتمة :
وبعد هذا التوضيح والبيان لحال روايات هذا الاثر ؛ ثبت ولله الحمد صحة هذا الاثر الى ابن عمر رضي الله عنه وبان جهل من حاول تضعيف هذا الاثر الصحيح لهوى في نفسه ! ، و ( سَتُكْتَب ُشَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) ، والى الله المشتكى على من يحاول التلاعب بالدين لحاجة في نفسه ، ولكن دين الله قائم ولن يستطيع أحد ان يسخره لصالحه ! ، وكل من حاول ذلك ؛ باء بالذل والخسران والهوان في الدنيا والآخره ، فقاتل الله الهوى كيف يتلاعب بعقول الناس !
ولا حول ولا قوة الا بالله .

18- اخرج البخاري في التاريخ وأبو نعيم عن خالد بن سعيد عن أبيه عن جده قال
(قدمت -قبيلة- بكر بن وائل مكة في الحج فعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الإسلام، فقالوا حتى يجيء شيخنا الحارث، فلما جاء قال إن بيننا وبين الفرس حربا فإذا فرغنا نظرنا فيما تقول فلما التقوا بذي قار قال لهم شيخهم ما اسم الرجل الذي دعاكم؟ قالوا محمد قال فهو شعاركم، فنصروا علي الفرس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بي نصروا).
وهذا الحديث واضح في التوسل ببركة اسم محمد صلى الله عليه وسلم والتوسل بالاسم والمعلوم أن الشعار هو شعار الحرب الرسمي هنا والتوسل باسمه هو توسل بذاته للنصر على الفرس

19- قصه الخليفة المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه وهي
( أن مالكا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي - ثاني خلفاء بن العباس- يا أبا عبد الله: أأستقبل رسول الله صلى الله عليه سلم أم استقبل القبلة وأدعو؟ فقال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك أدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفع فيك)
وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وان الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم.
كما أن القصة تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد والذي سنورده فيما بعد.
وقد أخرج هذه القصة
وقد أخرج هذه القصة
رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك
رواها القاضي عياض في الشفا 2:41 بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه
وقال الخفاجي في شرحه 3:398 ( ولله دره حيث أوردها بسند صحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه)
وذكرها القسطلاني في المواهب 4:580
وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (8:304 ) بعد ذكر من أنكرها فقال ( وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن أين أنها كذب؟ وليس في لسنادها وضاع ولا كذاب)
ونقلها السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض
وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح
المدخل 1 / 248، 252
والفواكه الدواني 2 / 466
وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2 / 478،
والقوانين الفقهية 148.

20- استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهم
عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطو استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : (( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا )) قال فيسقون .
صحيح البخاري ج ٢ ص ٣٤ (باب الاستسقاء)
ابن عساكر ج ٢٦ ص ٣٦١- ٣٦٢
ابن عبد البر في الاستيعاب ج ٢ ص ٨١٤ ٨١٥
الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٧٨
الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٣٣٤
وفي هذا الأثر استسقاء عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهم وهو توسل بالذات هنا لأنه توسل بذات العباس واستسقي به وليس بدعائه
أن كلمات عمر في هذه الواقعة تتجاوز مسألة التوسُّل بالدعاء إلى التوسُّل بنفس الشخص وذاته، فهو يقول في أول كلامه : (اللّهم إنّا كنّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا)فالحديث صريح أن عمر هو من دعي وتوسل واستسقي بالعباس)
ومما سبق من أحاديث الاستسقاء بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ عمر يدل هذا على أن سيدنا عمر رضي الله عنه توسل بذات العباس لأنه من أهل البيت وأهل الصلاح وليس لأنه لا يجوز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم فسيدنا عمر توسل وقال نتوسل بعمه العباس لمكانه من النبي صلى الله عليه وسلم وإظهاراً لشرفه ولشرف آل بيته الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين ، وهذا من تواضع سيدنا عمر رضي الله عنه فقد أخَّر نفسه مع أن جاهه أعظم من جاه سيدنا العباس لكنه أخّر نفسه لمقام النبي صلى الله عليه وسلم وتكريماً لآل بيته رضوان الله عليهم أجمعين .
وفي فتح الباري [٢/٣٣٧]
"وليس في قول عمر إنهم كانوا يتوسلون به دلالة علي أنهم سألوه أن يستسقي لهم ، إذ يحتمل أن يكونوا في الحالتين طلبوا السقيا من الله مستشفعين به "أ.هـ
قال الإمام النووي قال في كتاب الأذكار باب الأذكار في الاستسقاء،ص ١٦٠ .
إنه يستحب إذا كان فيهم رجل مشهور بالصلاح أن يستسقوا به فيقولون:
اللهم إنا نستسقي ونستشفع إليك بعبدك فلان كما روى البخاري أن عمر رضي الله عنه استسقى بعباس رضى الله عنه وقال جاء الاستسقاء بأهل الخير والصلاح عن معاوية رضى الله عنه وغيرة
وقد روى ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) ج ٢ ص ٨١٤ ٨١٥ سبب توسل الصحابة بالعباس وهـو لا يتنافى مع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في قبره ، بل هو هو . قلنا : لأن علة توسلهم به رضي الله عنه هي قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنهم توسلوا بالرسول وبعمه في وقت واحد
يزيد في هذا وضوحاً ما ذكره ابن الأثير في هذه الحادثة بعد ذكرها، إذ قال : فسقاهم الله تعالى به ـ أي بالعبّاس ـ وأخصبت الأرض، فقال عمر : هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه.
قال : ولمّا سقي طفق الناس يتمسَّحون بالعبّاس، ويقولون : هنيئاً لك ساقي الحرمين( أسد الغابة| ترجمة العبّاس)
وقصر الدعاء والاستسقاء بالنبي فقط حال حياته هو قول مغلوط إذ قصره علي ما كان قبل وفاته تحكُّم بلا دليل ، بل الأدلة علي خلافه كما وضحنا وسنوضح.
ولقد
استدلّ الحافظ ابن حجر العسقلاني بحادثة استسقاء عمر بالعباس على جواز التبرّك والاستشفاع ببعض الأخيار فقال:
ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة
فتح الباري: ٢/٣٩٩...


عن أبي سعيد الخُدريّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال:
مَن خَرَج من بيته إلى الصلاة فقال: اللّهمّ إنّي أسألُك بحقّ السائلين عليك، وأسألُك بحقّ مُمَشَّايَ هذا؛ فإنّي لم أخرُجْ أشَراً ولا بَطَراً ولا رياءً ولا سُمعة؛ خَرَجتُ اتّقاءَ سَخِطَك، وابتغاءَ مَرضاتك، فأسألك أن تُعيذَني من النار، وأن تَغَفَّرَ لي ذنوبي؛ إنّه لا يغفر الذنوبَ إِلَّا أنت. أقْبَلَ اللهُ عليه بوجهه، وَاسْتَغْفَرَ له سبعونَ ألفَ مَلَك وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته)
وهذا حديث صحيح أخرجه أحمد في مسنده ج ٣ ص ٢١ , وابن ماجه في سننه ج ١ ص ٢٥٦ , وابن خزيمة في صحيحه ج ١٧ ص ١٨ , والطبراني في معجمه ج ٢ ص ٩٩٠ , والمنذري في الترغيب والترهيب ج ١ ص ١٣٥ , ابن السني في عمل اليوم والليلة ص ٤ , والبغوي في مصباح الزجاجة ص ٢٦٢ , والبيهقي في الدعوات الكبير ص ٤٧ , ابن أبي شيبة في المصنف ج ١٠ ص ٢١١ , وأبي نعيم الفضل بن دكين ونقله ابن حجر في آمال الأذكار ج ١ ص ٢٧٣ ...
والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (١/٢٩١
والحافظ الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (٤٧١ -٤٧٢)
أرسول الله يسأل بحق السائلين وهو الغني ويتوسل بكل من سأل الله ونحن لا نفعل ذلك ؟؟!! ويحرمه الجهلاء علي امته؟
والحديث صحيح كمل نري وصححه أكابر العلماء وهو يدل على جواز التوسل إلى الله بالعمل الصالح وهو سير المتوضئ إلى الصلاة والتوسل بحق السائلين لله..وفي الحديث كما هو واضح توسل النبي بحق السائلين أي بكل عبد مؤمن صالح يسال الله تعالى والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن كان حاضرا ومن كان غائبا
وهو من أدله التوسل بالصالحين تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا الدعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولم يزل منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والي الآن المسلمين يستعملون هذه الصيغه في الدعاء عند الخروج للصلاة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..وهو توسل واضح وصريح...
قد حسنه جمع من الحفاظ منهم
الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح (ص471_472) ،
والحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في التريب والترهيب (3/273) .
والحافظ العراقي في تخريج أحاديث الحياء (1/291) .
والحافظ بن حجر العسقلاني في أمالي الأذكار (1/272) .
وقال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/99) : لكن رواه
ابن خزيمة في صحيحه، من طريق فضيل بن مرزوق، فهو صحيح عنده . اهـ .
فهؤلاء خمسة من الحفاظ ، رحمهم الله تعالى ، صححوا أو حسنوا الحديث وقولهم حقيق بالقبول، والوقوف عنده، والإذعان إليه

عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قال إن لله ملائكة في الأرض سوي الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر,فإذا أصاب أحدكم عرجه بأرض فلاة فليناد:أعينوا عباد الله)
رواه ابن أبي شيبه في مصنفه ج ٦ ص ٩١
البيهقي في شعب الإيمان ج ١ ص ١٨٣
الهيثمي مجمع الزوائد ج ١٠ ص ١٣٢
حسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في أمالي الأذكار في شرح ابن علان علي الأذكار (٥/١٥١).

22- روى الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم والليلة عن عبد الله بن مسعود قال:
قال رسول الله »إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم«.
وفي رواية أخرى لهذا الحديث: »إذا ضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: » يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم«
رواها الطبراني في الكبير وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك
الطبراني ح ١٠٥١٨ (١٠/٢١٧)، وأبو يعلي ح ٥٢٦٩ (٩/١٧٧).
وفي هذه الاحاديث دلالة على الاستغاثة وطلب الإعانة من المخلوقات التي لا نراها فيسببها الله تعالى ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد.
كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها(كما بينا في الفصل السابق)
والاستغاثة بهم من قبيل المجاز وطلب العون فيما يقدرون عليه والله هو الذي أقدرهم عليه وليس من الشرك هذا بل هو ما علمنا اياه الرسول صلى الله عليه وسلم!!
وللرد علي شبهة أثارها الجهال في حديث يا عباد الله اعينوا
حديث يا عباد الله أعينوا
روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ:
(إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد:
يا عباد الله أعينوني).
وفي هذا الحديث دلالة على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين.
الرد على شبهات الوهابية في حديث يا عباد الله أعينوني
الشبهة الاولى
يقول الوهابية هذا الحديث إسناده ضعيف لوجود أسامة بن زيد.
الرد:-
نقول لهم هذه الرواية عند البزار بإسناد آخر مرفوعا كما ذكرنا.
حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث
فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم .
الحديث مسلسل بالثقات وأسامة حديثة حسن وهذه الرواية غير رواية الإمام الطبراني وغيره.
ذكرا الحافظ ابن حجر العسقلاني في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل وهي من يقبل حديثة فقال
قال الحافظ في التقريب (317) " صدوق يهم "

وقال الحافظ في مقدمة التقريب
(الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلاً ، وإليه الإشارة بـ : صدوق سيء الحفظ ، أو صدوق يهم ، أو له أوهام ، أو يخطئ، أو تغير بأخره . ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم ، مع بيان الداعية من غيره .)انتهي
ومعلوم أن صاحب البدعة يقبل حديثه مادام ضابطاً له، ما لم يكن داعية كما هو قول كثير من أهل الحديث، و ما لم يكن مرويه مما ينصر بدعته، كما هو قول آخرين من أهل الحديث.
وأصحاب هؤلاء المرتبة يحسن حديثهم لذاته كما هو نص البقاعي-تلميذ ابن حجر-

أمثلة من أقوال الحافظ ابن حجر العسقلاني على ذلك:-
قال الحافظ في الفتح (13/187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبد الرحمن بن أبي الزناد :
( فيكون غاية أمره أنه ( مختلف فيه ) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به ، بل غايته أن يكون حسناً ).
وقال في النكت (1/464) :
( ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه ، وأخرج له مسلم ، فحديثه في رتبة الحسن .. ).
فانظر كيف جعل حديثه حسناً لما تعارض عنده تضعيف بعض الأئمة له مع إخراج مسلم له في صحيحه .
وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب ( صدوق له أوهام ).

وممن قرر هذا الفهم من المعاصرين قال الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث :
( والدرجات من بعد الصحابة :
فما كان من الثانية والثالثة فحديثه صحيح من الدرجة الأولى ، وغالبه في الصحيحين .
وما كان من الدرجة الرابعة فحديثه صحيح من الدرجة الثانية ، وهو الذي يحسنه الترمذي ويسكت عنه أبوداود .
وما بعدها فمردود إلا إذا تعددت طرقه .

فما كان من الدرجة الخامسة والسادسة فيتقوى بذلك ويصير حسناً لغيره .
وما كان من السابعة إلى آخرها فضعيف على اختلاف درجات الضعف من المنكر إلى الموضوع )


و اسامة بن زيد الليثي وهو من رجال مسلم اخرج له الإمام مسلم في صحيحه وروى له البخاري معلقاً وأصحاب السنن.
فقول الائمة عن الراوي: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم).
من المعلوم أن الوهم جائز على الإنسان، ولا يقدح بالوهم اليسير في ضبط الراوي لأنه لا يسلم أحد من ذلك.
فإذا كان ما يقع في حديث الراوي من السهو والخطأ ليس كثيرا فإن ذلك لا يمنع من قبول خبره والاحتجاج بحديثه في قول جمهور الأئمة الحفاظ.
واسامة بن الليث أخرج له مسلم وأصحاب السنن.
بل نري ماذا قال الألباني في هذا الحديث ونقول لهم من باب من فمك ندينك.
قال الألباني (و بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا
إسناد حسن كما قالوا ، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم
السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 109

وهذا الحديث له شواهد يحسن بها كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
والروايات الأخرى والتي لم نستند إليها.
روى الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم والليلة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله »إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم«.

وفي رواية أخرى لهذا الحديث: »إذا ضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: » يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم«
رواها الطبراني في الكبير وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك
الطبراني ح ١٠٥١٨ (١٠/٢١٧)، وأبو يعلي ح ٥٢٦٩ (٩/١٧٧)

ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الدعاء (10/424،425) :حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلَّى الله عليه و آله و سلَّم قال : "إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاةٍ من الأرض لا يرى بها أحداً فليقل : أعينوني عباد الله ، فإنه سيعان"

وهذه الروايات الأخرى ضعيفة لوجود معروف بن حسان وهو ضعيف وفي السند انقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود
ومع ذلك فللحديث هنا في هذه الروايات شواهد ترفعه من الضعف إلى الحسن المقبول المعمول به
فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أيضاً - لكنه موقوف - من طريق جعفر بن عون ثنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس به .

ومثل ما ذكرناه ما أخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار :4/33-34) :
حدثنا موسى بن إسحاق ، ثنا منجاب بن الحارث ، ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلَّى الله عليه و آله و سلَّم قال : "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله"
وهو حديث صحيح لا غبار عليه فرجالة ثقات.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/132) : رواه البزار ورجاله ثقات اهـ .

قال الحافظ في تخريج الأذكار (شرح ابن علان 5/151)
(حسن الإسناد غريب جداً )

(واقتصار الحافظ على تحسينه هنا سببه وجود أسامة بن زيد الليثي في إسناده فقد اختلف فيه)
و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج بأذكار المسافر والحاج"
وحسنه الإمام احمد ابن حنبل كما ورد عنه العمل به كما جاء
في
المسائل " ( 217 )
و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 )
وابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح.


وحسنه الإمام النووي في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته:
(ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش)
بل حسنه الألباني شيخ الوهابية فقال:
بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :فذكره . قلت : و هذا
إسناد حسن كما قالوا ، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم
السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 109

الشبهة الثانية
إن الائمة ردوا هذا الحديث لانه يخالف الشرع !!
الرد:-
نقول لهم من رد هذا الحديث من الائمة أسردوا لنا الأسماء.!!!
وقد مر بنا من حسنه من الحفاظ والمحدثين فمن رد الحديث يا قوم؟؟

فتعنت الوهابية جعلهم يكذبون على الله ورسوله ويخترعون أقوال جديدة في علم مصطلح الحديث.
ولله در الحافظ العسقلانى إذ يقول فى النكت
( صحة الحديث وحسنه ليس تابعاً لحال الراوي فقط بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد ، وعدم الشذوذ والنكارة )
النكت 1/4045
فالحديث حسن بحمد الله وفضله ولا يحكم عليها بالوضع ولا النكارة ابدا
فحديث البزار حسن لذاته وحسنه جل العلماء ولا يقدح فيه ما تقولون.


وقد راينا من حسنه من الائمة الأعلام وعمل به وجربه فهل هؤلاء خالفوا الشرع وهل هم مشركون في نظركم.
فهذا الحديث حتي أذا قلنا جدلا بضعفه كما تقولون
فالحديث أيضا يتقوي بعمل الأمة به كما صرح الائمة الأعلام.
قال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى (3/52) بعد أن روى حديث صلاة التسبيح ما نصه:وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع . اهـ .
ونحوه لشيخه الحاكم في المستدرك (1/320)


الشبهة الثالثة:
إن هذا الحديث يناقض التوحيد وانه وسيلة للشرك ومخالف للكتاب والسنة.ويثني عن دعاء الله إلي دعاء عباد الله وهذا فساد في الفطرة والدين والعقل
الرد:-
ولنذكر لكم ثانيا من عمل بالحديث من السلف الصالح وأئمة الإسلام وهل يتهمهم القوم بان عندهم فساد في الفطرة والدين والعقل وهل ناقضوا التوحيد واتخذوا الحديث وسيلة للشرك والعياذ بالله
وهذا مع أن الحديث حسن على الأقل كما وضحنا.

ــــــــــــــــ
سيدنا ابن عباس
روي
حديث يا عباد الله أعينوا لمن بعده ولم يعتبرها شركا
ــــــــــــــــ
الإمام احمد بن حنبل
فقال ابنه عبد الله في " المسائل " ( 217 ) : " سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] و ثلاثة ماشيا ، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا ، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا ، فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق . أو كما قال أبي.
ورواه ايضا بسند صحيح
البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) و

ابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله
وذكرها ابن مفلح في الأداب الشرعية.
بل الألباني صحح ما ورد عن الإمام احمد ابن حنبل فقال
في السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 109 )
يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه ، لأنه قد عمل به ، فقال ابنه عبد الله "الحديث"
المسائل " ( 217 ) :
و رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 )
ابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح.
ــــــــــــــــ
عمل الإمام الطبراني
بحديث يا عباد الله أعينوا
رواه الطبراني في الكبير بإسناد ضعيف غير رواية البزار وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك
( قام بتجربته والعمل به
)
ــــــــــــــــ
الحافظ الهيثمي
قال الحافظ الهيثمي عن الحديث في المجمع (10/32) رجاله ثقات. وزاد الحافظ الهيثمي مؤكدا على رواية الطبراني مقرا قوله: وقد جرب ذلك
ـــــــــــــــــــــ
عمل الإمام النووي بالحديث
ذكر الإمام النووي في الأذكار في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته:
(ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) ما نصه:
روينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فان لله عز وجل حاضرا سيحبسه).
قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته: فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام.
انتهى كلام الإمام الحافظ النووي من الأذكار.

ــــــــــــــــ
الإمام البيهقي
اخرجه في شعب الايمان ونقل قصة استغاثة الإمام احمد ابن حنبل يا عباد الله دلونا على الطريق
ــــــــــــــــ
الإمام السيوطي
حيث ذكر في الحبائك في أخبار الملائك ص 110
فصل الملائكة الموكلون بورق الشجر
وذكر الحديث وقال في النهاية فانه يعان ان شاء الله
ــــــــــــــــــ
وذكره مستندا عليه الإمام الرازي في تفسيره الكبير
تفسير سورة البقرة آية 30
ــــــــــــــــ
الإمام السخاوي
حسنه وجاء به في كتابه الابتهاج في أذكار المسافر والحاج
ــــــــــــــــ
ابن تيمية
ذكر ذلك ابن تيمية في الكلم الطيب ولم يعتبره من الكلم الخبيث
الكلم الطيب (98) حديث (177)
ــــــــــــــــ
الإمام البزار
فقد اخرجه في كشف الاستار كما ذكرنا
ــــــــــــــــ
ابن أبي شيبة
حيث اخرجه في المصنف في كتاب الدعاء فهو من الدعاء الطيب عنه
ــــــــــــــــ
والخلاصة
أن للناقد مسلكين في تقوية هذا الحديث :
أحدهما : تقويته بالشواهد فيصير حسناً ، ولا ريب في ذلك .
ثانيهما : تقويته بعمل الأمة به .
وأحد المسلكين أقوى من الآخر .


ولو فرضنا جدلا أن هذا الحديث الحسن موضوع فكيف يجوز علماء الأمة وأهل الحديث هذا الأمر ويقولون: وجد جرب ذلك
ويعمل به جل الحفاظ والائمة الأعلام؟؟؟
وفي النهاية نقول وفي هذا الحديث يتكرر الإذن بالإستغاثة بالمخلوقات مع أن الاستغاثة بهم من قبيل المجاز وطلب العون فيما يقدرون عليه والله هو الذي أقدرهم عليه وليس من الشرك في شيء وقد عمل به جل الائمة كما وضحنا فهل وقعوا في الشرك عند الوهابية اللهم إلا أذا كان شرك محمد بن عبد الوهاب فقط

23- حديث قصه ماء زمزم ورد في البخاري
وقد روى البخاري ـ رضي الله عنه هذه الواقعة مطولة جدًّا في "صحيحه"
عندما فني الماء بحثت عنها وورد في الحديث
(ثم ذهبت من الصفا إلى المروة حتى كان مشيها بينهما سبع مرات ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا ـ فقالت: أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير)
ففي هذا الحديث دلاله على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها

24- جاء في البخاري ومسلم, عن عِتبَان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه: ولفظ البخاري:
أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ممن شهد بدراً من الأنصار أتى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله قد أنكرتُ بصري وأنا أُصلّي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم. وودتُ يا رسول أنك تأتيني فتُصلّي في بيتي فأتخذهُ مصلّى, قال: فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "سأفعلُ إن شاء الله" قال عِتبان: فَغَدا رسول الله وأبو بكر حين ارتفع النهار, فاستأذَنَ رسولُ الله فأذنتُ له, فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال "أين تحب أن أصلي من بيتك" قال: فأشرتُ له إلى ناحيةٍ من البيت, فقام رسول الله –صلى الله عيه وسلم- فكبر, فقمنا فصففنا, فصلى ركعتين ثم سلم, قال: وحبسناه على خَرِيزَةٍ صنعناها.. الحديث.

والدلالة من هذا الحديث واضحة في قول عِتبان رضي الله عنه (فأتخذه مصلى) وفي إقرار النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعنى قول عتبان هذا: لأتبرك بالصلاة في المكان الذي ستصلي فيه.

ونري فهم الائمة شارحي صحيح مسلم والبخاري في هذا الحديث الإمام الحافظ النووي شارح صحيح مسلم والإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:
"وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- أو وطئها. قال: ويستفاد منه أن من دُعي من الصالحين ليُتبرك به أنه يجيبُ إذا أمن الفتنة" .
وقال الامام النووي
وقال النووي في شرحه على مسلم عند حديث عتبان: "وفي هذا الحديث التبرك بآثار الصالحين"

25- وقال عمرو بن سالم الخزاعي عندما نقضت قريش عهد الحديبية:
يَا رَبّ إنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا * حِلفَ أَبينا وَأَبيهِ الأَتلَدَا
قد كُنتَ وَالِداً وَكُنَّا وَلَدَا * وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أَحَدَا
وَهُم أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا * هُمْ بَيَّتُونَا بِالوَتِيْرِ هُجَّدَا
وَقَتَلُونَا رُكَّعاً وَسُجَّدَا * فَانْصُر هَدَاكَ اللهُ نَصْراً أَبَدَا
وَأدعُ عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَدَدَا * فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَجَرَّدَا

وانظر إلى قوله وأدع عباد الله ياتوا مددا… فهي استغاثة صريحة لطلب المدد من عباد الله واللفظ عام الحاضر والغائب..
فتح الباري باب غزوة الفتح وما بعث به حاطب لأهل مكة ج7 ص 519,الدرر المنثور تفسير الاية من الآيات 13 - 15 سورة التوبة ص 139
تفسير البغوي سورة التوبة ايه 1 و 2,والبحر المحيط تفسير الاية 1 ,وتفسير الثعلبي وتفسير الخازن وتفسير القرطبي الاية1 سورة التوبة
السيرة لابن كثير ج3 ص 532,البداية والنهاية ج 4 ص 381, السنن الصغري للبيهقي حديث رقم 2990 باب نقد أهل العهد العهد
المعجم الصغير الطبراني 968 ,لكبير الطبراني 1052,كنز العمال في سنن الاقوال 30203
والكثير جدا منها الكامل في التاريخ,أسد الغابة,تاريخ الاسلام للذهبي,تاريخ الطبري,وانساب الاشراف,الخ الخ
26- أخرج مسلم واحمد ومالك والبيهقي
عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاّق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلاّ في يد رجل
صحيح مسلم: بشرح النووي: 4/288، مسند أحمد: 3/591، مسندات ابن مالك، ح 11955، السنن الكبرى للبيهقي: 7/68، السيرة الحلبية: 3/303، البداية والنهاية: 5/189.

هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ ، بل للتبرك والاستشفاء
.27- عن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم
دخل على اُمّ سليم بيتها وفي البيت قربة معلقة فيها ماء، فتناولها فشرب من فيها وهو قائم، فأخذتها اُمّ سليم فقطعت فمها فأمسكته عندها
مسند أحمد: 7/520، ح 26574، الطبقات: 8/313
هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ ، بل للتبرك والاستشفاء

28- عن أنس بن مالك، قال: إنّ اُمّ سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم
نطعاً فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي(صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سكّ
صحيح البخاري: 7/140، كتاب الاستئذان.
هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ ، بل للتبرك والاستشفاء

29- عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمود بن الربيع، قال:
وهو الذي مجّ رسول الله(صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو غلام من بئرهم. وقال عروة عن المسور وغيره ـ يصدّق كل واحد منهما صاحبه ـ: وإذا توضأ النبي(صلى الله عليه وسلم كادوا يقتتلون على وضوئه
وفيه ايضاً
فاُتي بوضوء، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه ويتمسّحون به
صحيح البخاري: 1 / 55، كتاب الوضوء باب استعمال فضل وضوء الناس، مسند أحمد: 6/594،
فيه التبرك كما نري واضح

30- عن عبدالله بن زيد قال:
... فحلق رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأسه في ثوبه وأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه، قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم، يعني: شعره
السنن الكبرى للبيهقي: 1/25، باب في شعر النبي، مسند أحمد: 4/630، ح 16039، مجمع الزوائد: 4/19
هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ ، بل للتبرك والاستشفاء

31- عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال:
عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها، فقال: هل غير ذلك؟ فقلت: لا، ما أنزلني إلا ذلك، فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك واديا يقال له: السرر، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا»( (حديث صحيح).
موطأ مالك: كتاب الحج، باب جامع الحج، رقم (949)، ط. دار إحياء التراث العربي- مصر، النسائي: كتاب مناسك الحج، باب ما ذكر في منى، رقم (2995)، ط. مكتب المطبوعات الإسلامية- حلب، وفي الكبرى رقم (3986)، ط. دار الكتب العلمية- بيروت، البيهقي في السنن الكبرى رقم (9392)، ط. مكتبة دار الباز- مكة المكرمة، ابن حبان في صحيحه رقم (6244)، ط. مؤسسة الرسالة- بيروت.

قال الزرقاني:
وفيه التبرك بمواضع النبيين
شرح الزرقاني 2/ 530، ط. دار الكتب العلمية- بيروت

قال ابن عبدالبر:
وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم، وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا، والله أعلم
( التمهيد 13/ 66-67)
32- روى البخاري في صحيحه عن موسى بن عقبة قال :
رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق ويصلي فيها ويحدث أن أباه كان يصلي فيها وأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في تلك الأمكنة ، قال موسى : وحدثني نافع أن ابن عمر كان يصلي في تلك الأمكنة اهـ
يقول ابن الحافظ ابن حجر العسقلاني
ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن , وتشدده في الاتباع مشهور , ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك فقالوا : قد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض , فإنما هلك أهل الكتاب ; لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا ; لأن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجبا , وكلا الأمرين مأمون من ابن عمر , وقد تقدم حديث عتبان وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى وإجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فهو حجة في التبرك بآثار الصالحين....

قال الحافظ الزبيدي في الإتحاف في شرح الحديث (ج4 ص429):
: وإنما كان ابن عمر يصلي في هذه المواضع للتبرك

33-وجاء في الوفا للسمهودي
ذكر الخطيب ابن جماعة أن عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف، وأن بلالاً(رضي الله عنه) وضع خديه عليه أيضاً. ورأيت في كتاب السؤالات لعبدالله ابن الإمام أحمد ـ وذكر ما تقدّم عن ابن جماعة ـ ثم قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبة يحمل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته، فاُناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه، واُناس فيهم أناة يتأخرون، والكل محل خير
وفاء الوفا للسمهودي: 4/1405.
34- عن صفية بنت بحرة، قالت:
استوهب عمي فراس من النبي (صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فأعطاه إياها.
قالوكان عمر إذا جاءنا، قال: أخرجوا لي قصعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم، فنخرجها إليه فيملأها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه)
الإصابة: 3/202، حرف الفاء القسم الأوّل، ترجمة فراس، رقم 6971، اُسد الغابة: 4/352، حرف الفاء، فراس عم صفية، رقم 4202، كنز العمال: 14/264.

35- عن اُمّ عامر بنت يزيد بن السكن قالت:
(رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجدنا المغرب فجئت منزلي فجئته بلحم وأرغفة، فقلت: تعشَّ. فقال لأصحابه: "كلوا". فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا... قالت: وشرب عندي في شجب فأخذته فدهنته وطويته، وكنّا نسقي فيه المرضى ونشرب منه في الحين رجاء البركة)
الإصابة: 4/471، حرف العين، القسم الأوّل، ترجمة اُمّ عامر، رقم 1374، الطبقات: 8/234

التبرك والتوسل واضح في الحديث لشفاء المرضي
36- سيدنا شداد رضي الله عنه يحتفظ بالنعل الشريف ويورثه لابناءه من بعده
جاء في سير اعلام النبلاء في ترجمة الصحابي شداد بن اوس ابن ثابت رض يالله عنه
89- شداد بن أوس ابن ثابت بن المنذر بن حرام.
أبو يعلى، وأبو عبد الرحمن، الانصاري، النجاري، الخزرجي. أحد بني مغالة وهم بنو عمرو بن مالك ابن النجار.
وشداد، هو ابن أخي حسان بن ثابت، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخ الي ان وصل فقال
شداد، كناه مسلم، وأحمد، والنسائي: أبا يعلى.
ابن جوصاء : حدثني محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو ابن محمد بن شداد بن أوس الانصاري: حدثنا أبي، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، قال: كنية شداد بن أوس: أيو يعلى.
وكان له خمسة أولاد، منهم بنته خزرج، تزوجت في الازد.
وكان أكبرهم يعلى، ثم محمد، ثم عبد الوهاب، والمنذر.
فمات شداد، وخلف عبد الوهاب، والمنذر، صغيرين، وأعقبوا، سوى يعلى ونسأ لابنته نسل إلى سنة ثلاثين ومئة.
وكانت الرجفة التي كانت بالشام في هذه السنة.
وكان أشدها ببيت المقدس، ففني كثير ممن كان فيها من الانصار وغيرهم ووقع منزل شداد عليهم، وسلم محمد، وقد ذهبت رجله تحت الردم .
وكانت النعل (اي النعل الشريف للنبي صلي الله عليه وسلم) زوجا، خلفها شداد عند ولده، فصارت إلى محمد بن شداد ; فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله، جاءت، فأخذت فرد النعلين وقالت: يا أخي، ليس لك نسل، وقد رزقت ولدا، وهذه مكرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أن تشرك فيها ولدي، فأخذتها منه.
وكان ذلك في أول أوان الرجفة، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها فلما جاء المهدي إلى بيت المقدس، أتوه بها، وعرفوه نسبها من شداد، فعرف ذلك، وقبله، وأجاز كل واحد منهما بألف دينار،
وأمر لكل واحد منهما بضيعة، وبعث إلى محمد بن شداد، فأتي به يحمل لزمانته، فسأله عن خبر النعل، فصدق مقالة الرجلين، فقال له المهدي: اثتني بالاخرى.
فبكى، وناشده، الله، فرق له، وخلاها عنده.
معان بن رفاعة، عن أبي يزيد الغوثي، عمن حدثه، عن أبي الدرداء، قال: إن لكل أمة فقيها، وإن فقيه هذه الامة شداد بن أوس.
وكذلك جاء في تاريخ الاسلام تاريخ الاسلام " 5 / 39، 40، و " تهذيب ابن عساكر " 6 / 290، 291
وحلية الاولياء " حلية الاولياء " 1 / 265
هذا دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاحتفاظ بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وورد ذلك عنهم كثيراً ، ولا شك أنه ليس أحتفاظاً للذكرى والتاريخ ، بل للتبرك والاستشفاء

38- قال ابن كثير في البداية والنهاية (7/90).
ما نصه:" وقد روينا أن عمر عسّ المدينة ذات ليلة عام الرمادة فلم يجد أحدا يضحك ، ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ، ولم ير سائلا يسأل ، فسأل عن سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن السؤال سألوا فلم يعطوا فقطعوا السؤال، والناس في همّ وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون. فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه لأمة محمد، وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن يا غوثاه لأمة محمد، فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمات ، ووصلت ميرة عمرو في البحر إلى جدة ومن جدة إلى مكة. وهذا الأثر جيد الإسناد".ا.هـ.
وهذا فيه الرد على من يقول إنه لا يجوز التوسل إلا بالحيّ الحاضر، فهذا عمر بن الخطاب استغاث بأبي موسى وعمرو بن العاص وهما غائبان.

39- سيدنا أسامة بن زيد
عن وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كيسان ‏عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد (زاد في المختارة: مضطجعا على باب حجرة عائشة رافعا عقيرته يتغنى ورأيته) يصلي (وعند الطبراني: يدعو) عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال تصلي إلى قبره ‏(وفي المختارة: تصلي عند قبره ) فقال إني أحبه فقال له قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة بن زيد فقال له يا مروان إنك آذيتني وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش وإنك فاحش متفحش)
فهذا الحديث صححه ابن حبان وحسنه شعيب الأرناؤوط في تحقيق الإحسان
وكذا محقق المختارة.
وذكره الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة سيدنا أسامة بن زيد
روى المقدسي في الأحاديث المختارة ج: 4 ص: 105‏ والطبراني في المعجم الكبير ج 1 ص 166‏ وابن حبان كما في موارد الظمآن ج: 1 ص: 485‏ واللفظ له
وذكره الإمام القرطبي في تاريخه
40- قال الإمام السمهودي عند ذكره لاسطوانة المحرس:
كان علي بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلقي القبر ممّا يلي باب رسول الله(صلى الله عليه وسلم وهو مقابل الخوخة التي كان النبي(صلى الله عليه وسلم يخرج منها إذا كان في بيت عائشة الى الروضة للصلاة، وهي الاسطوان الذي يصلّي عندها أمير المدينة، يجعلها خلف ظهره، ولذا قال الأقشهري: إنّ اسطوان مصلّى علي اليوم أشهر من أن تخفى على أهل الحرم، ويقصد الاُمراء الجلوس والصلاة عندها الى اليوم، وذكر أنّه يقال لها: مجلس القادة، لشرف من كان يجلس فيه
وفاء الوفا: 2/448

41- وجاء ايضاً في وفاء الوفا
حدثني سعيد بن عبدالله بن فضيل قال: مرّ بي محمد بن الحنفية وأنا اُصلي إليها فقال لي: أراك تلزم هذه الاسطوانة، هل جاءك فيه أثر؟ قلت: لا، قال: فالزمها فإنّها كانت مصلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله)من الليل...
قال ابن النجار: فعلى هذا جميع سواري مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)يستحب الصلاة عندها لأنه لا يخلو أن كبار الصحابة صلّوا إليها.
وفاء الوفا: /452

42- وعن شريح بن عبيد قال: ذكر أهل الشام عند على بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا:

العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الإبدال بالشام هم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم علي الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب)
وفي رواية: أربعون رجلا مثل خليل الرحمن)
( أخرجه أحمد (١/١١٢) وفي (مجمع الزوائد ١٠/١٦٦٧).
والزيادة وردت الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/٦٣) وقال إسناده حسن
هذا الحديث يدل علي ان ذات الصالحين يتوسل بها وتدفع العذاب عنم اهل الشام
والاستسقاء بالصالحين.

43- رُوي أن معاوية استسقى بيزيد ابن الأسود فقال:
اللهم إنّا نستسقي بخيرنا وأفضلنا، اللّهم إنّا نستسقي بيزيد بن الأسود. يا يزيد ارفع يديك إلى الله تعالى، فرفع يديه ورفع الناس أيديهم، فثارت سحابة من المغرب كأنها ترس، وهبّ لها ريح، فسقوا حتى كاد الناس ألا يبلغوا منازلهم
المجموع شرح المهذب للإمام النووي: ٥/٦٨ كتاب الصلاة، باب صلاة الاستسقاء، وقال ابن حجر: أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه بسند صحيح
ورواه أبو القاسم الكلالكائي في السنّة في كرامات الأولياء.
وفيه ايضا التوسل بالصالحين والاستسقاء بهم
44- روى الحافظ الزبيدي في شرح الإحياء عن الشعبي قال:
{ حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه, فإني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده, ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقالت: ضعوا هذه علي صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر}.
الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ( 10/ 333
وهذا توسل السيدة عائشة رضي الله عنها ببركة خرقه من قميص النبي صلى الله عليه وسلم لتنجو من عذاب القبر وهي أم المؤمنين .فكما بالك بمثلنا وحادته للتوسل ببركة النبي صلى الله عليه وسلم!!
فهل يقال إن الخرقه تدعو أو تشفع؟؟

45- ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه وارضاه

أخرج أبو الحسين يحيى بن الحسين بن جعفر في (أخبار المدينة) عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال: أقبل مروان بن الحكم فإذا رجل ملتزم القبر فأخذ مروان برقبته ثم قال: هل تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فقال: نعم إني لم آت الحجر ولم آت اللبن إنما جئت رسول - صلى الله عليه وسلم - ، لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله.
قال المطلب: وذلك الرجل: أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
وفي أحد رواياته (واضعا وجهه على القبر) وهو صحيح بمجموع طرقه وصححه الحاكم والذهبي والسيوطي وغيرهم
وهو مروي في مسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم وللطبراني في الكبير
شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422

46- الإمام الفكهاني وزيارة نعل النبي صلى الله عليه وسلم وتوسله بالنعل الشريف
يقول الإمام ابن فرحون المالكي عن الإمام الفاكهاني في كتاب الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب [ صـ 184 ] :
قال عن "الشيخ الفاكهاني"( وأخبرني جمال الدين: عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري المحدث أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة قال: رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق وكنت معه فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرغ وجهه عليه ودموعه تسيل وأنشد:
فلو قيل للمجنون: ليلى ووصلها تريد أم الدنيا وما في طواياها ؟
لقال: غبار من تراب نعالـهـا أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها

47- جاء في التحبير 2 / 226
أن الإمام السمعاني راي عند أبو بكر البخاري نعل النبي صلى الله عليه وسلم وعصا تبركا بهم.

48- وفي طبقات الحنفية ج: 1 ص: 123
محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد ابن الفضل البخاري الفضلي من أهل بخارى من بيت العلم ومن أحفاد الإمام أبي بكر محمد بن الفضل ولي الخطابة بجامع بخارى مدة قال السمعاني كتبت عنه ببخارى ولما دخلنا داره للقراءة عليه أخرج لنا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعصاه بنصفين وقطعة خشب وقال هذا من قصعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورثناه أبا عن جد من مائة وخمسين سنة فتبركنا بذلك.