الموضوع: حوار مع صوفى
عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 11-05-2010, 06:21 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي


1ـ هل الدين كامل بإكمال الله عز وجل له ؟ ، أم يحتاج إلى أن يزيد الصوفية عليه ما أحدثوه من و البدع و الزيادات ؟.
الجواب:
نعم الدين كامل، ومن كمال الدين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من وزرهم شيء)) رواه الترمذي بسند صحيح.
وابتداع شيء من الدين ليس ببدعة محرمة بل هي حسنة، بل هي كما قال سيدنا عمر عن صلاة التراويح : نعمت البدعة)).
ونقل عن الإمام الشَّافِعِيّ : الْبِدْعَة بِدْعَتَانِ : مَحْمُودَة وَمَذْمُومَة ، فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ مَحْمُود وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ مَذْمُوم " أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن الْجُنَيْد عَنْ الشَّافِعِيّ ، وَجَاءَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِبه قَالَ " الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ مَا أُحْدِث يُخَالِف كِتَابًا أَوْ سُنَّة أَوْ أَثَرًا أَوْ إِجْمَاعًا فَهَذِهِ بِدْعَة الضَّلَال ، وَمَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَهَذِهِ مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة " اِنْتَهَى . وَقَسَّمَ بَعْض الْعُلَمَاء الْبِدْعَة إِلَى الْأَحْكَام الْخَمْسَة وَهُوَ وَاضِح ، هكذا نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح صحيح البخاري في كتاب ﴿ الاعتصام بالكتاب والسنة ﴾ ج20/ص330 وعلى هذا بنى شيخ الإسلام ابن عبد السلام وتلميذه الإمام القرافي مذهبهما في تقسيم البدعة اللغوية إلى الأحكام الخمسة ، وهما مسبوقان في هذا التقسيم بالإمام الشافعي رضي الله عنه
قال الإمام البدر العيني رحمه الله في عمدة القاري : البدعة لغة : كل شيء عُمل على غير مثال سابق ، وشرعاً : إحداث ما لم يكن له أصل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي على قسمين : بدعة ضلالة وبدعة حسنة ، وهي – أي البدعة الحسنة – ما رآه المسلمون حسناً ولا يكون مخالفاً للكتاب والسنة والإجماع . أقول : وتسمية السنة الحسنة بدعة باعتبار التغليب اللغوي وإلا فإنَّ الشرع سماها سنة حسنة فلا نسميها بغير ما سماها الشرع به ، ففي الحديث : ﴿ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ﴾{الحديث{صحيح مسلم برقم:1691 عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه} .
السؤال : 2ـ هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بل صحابته باتخاذ الطرق ؟، أم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك ؟.
الجواب:
بل قال النبي عليه الصلاة والسلام : فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وايّاكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» سنن ابي داود 2|261 باب في لزوم السُنّة.
فما فائدة سنة الخلفاء الراشدين من بعده؟
فإذا كانت البدعة هي ما لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهل سنة الخلفاء الراشدين بدعة؟ أم أنها شريعة جاز لأحد من الخلفاء الراشدين أن يخترعها؟
أم ماذا؟
ولنجيب على سؤال: هل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر صحابته بالطرق؟
فنقول بل أمر الأمة كلها، قال عليه الصلاة والسلام برواية صحيح الترمذي ( ج 2 - ص 308 ) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصوى ، يخطب فسمعته يقول : ( يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ).
وإن من المحجة البيضاء أن نلتزم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتبع القرآن وأن نتبع عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عترته: السيد عبد القادر الجيلاني (صاحب الطريقة القادرية)، ومن عترته: السيد أبي الحسن الشاذلي (صاحب الطريقة الشاذلية)، ومن عترته: السيد أحمد البدوي (صاحب الطريقة البدوية)، ومن عترته: السيد أحمد الرفاعي (صاحب الطريقة الرفاعية)...إلخ
وبالمقابل هل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطرق في استنباط الأحكام الفقهية كالمذهب الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي والظاهري ومذهب أبي ثور وسفيان الثوري .....إلخ ؟؟؟
فهل هؤلاء ضالين كالصوفية؟
السؤال: 3ـ هل كان السلف و الصحابة الكرام على منهج المتصوفة في اتخاذ الطرق؟ .
الجواب:
نعم، وهل أخذ الصوفية طريقهم إلا من الصحابة والسلف الصالح بالسند المتصل؟ ولنرى هذا الرابط في سند الصوفية المتصل بالصحابة حيث أخذوا عنهم التربية والإرشاد وتلقين الأذكار:
حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة في الجزء الأول صفحة 36 في ترجمة أحمد بن تركان شاه : قال: ((أحمد بن تركان شاه بن أبي الحسن شمس الدين أبو محمد الأقصرائي الصوفي شيخ خانقاه بكتمر بالقرافة وكان أولا صوفيا بسعيد السعداء وله يد في التصوف وكان تلقن الذكر عن الشيخ عبد الله ابن بدر بن علي المراغي وصورته أنه يغمض عينيه ويجمع همته ويقول لا إله إلا الله بانزعاج وذكر أن شيخه أخذ ذلك من الشرف الإسفرائيني سنة 630 عن أبي النجيب السهروردي عن محمود الزنجاني عن أبي الفتوح الغزالي عن أبي العباس النهاوندي عن ابن حبيب عن رويم عن الجنيد عن السري عن معروف عن داود الطائي عن حبيب العجمي عن الحسن البصري عن علي، قال قطب الدين الحلبي في تاريخ مصر الله أعلم بصحة اتصال هذا الإسناد، فقد اشتمل على جملة من المشائخ الصلحاء ومات أحمد سنة 730] انتهى
وأقول كما قال الشاعر:
وليس يصح في الأذهان شيء*إذا احتاج النهار إلى دليل
السؤال5 ـ هل الدين يأمر بالتشرذم و التفكك و الافتراق ؟ و لماذا اتخاذ الطرق المختلفة ؟ و الله عز و جل يقول : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}[الأنعام: 153]
الجواب:
الصراط المستقيم هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعدد الدعاة وتلامذتهم لا تدل أية دلالة على أن منهج كل واحد منهم في الدعوة إلى الله ضلالة. كما لا تدل أن تعدد منهجيتهم تفرق وتشرذم.
لكن ما يريده الوهابية قبحهم الله أن يوهموا الناس أن ما هم عليه هو الصراط المستقيم وأما غيرهم فهو الضلال البعيد، يعني بعبارة أخرى: يتشبهوا باليهود بقولهم: نحن شعب الله المختار، ويريدون إيهام الناس أنهم هم الفرقة الناجية وأما غيرهم فهم في النار!!!!
والعياذ بالله من أفكارهم الهدامة!!!!
السؤال: 6ـ هل جميع الطرق على سبيل نجاة أم واحدة ؟ فإن كانت كلها ناجية فما معتى تخصيص واحدة بالاتباع ؟
الجواب:
ما كان منها لا يخالف الشريعة فهو على حق وعلى النجاة، ومن شذ منها فلا .
ونقول لمن يتهم الصوفية أنهم يخصصون طريقة معينة، من الذي قال لكم هذا، أتكذبون علينا ونحن نسمع ونرى؟!!!
السؤال: 7ـ ما قول الصوفية فيمن يعتقد بالحلول و الاتحاد كالحلاج و البسطامي أو بوحدة الوجود ـ كابن عربي و ابن سبعين و التلمساني ـ والذين يقتضيان بلا شك الكفر البواح و الردة الصراح ، فإن سلَّموا لمن يعتقدها فهم مثلهم ، و إن لم يسلِّموا فليتبرؤوا منهم .
8ـ ما قول الصوفية في عقيدة النور المحمدي حيث أنها تقتضي الاعتقاد بوحدة الوجود ـ و كذلك عقيدة الانسان الكامل ـ لعبدالكريم الجيلي ـ .
الجواب:
الصوفية لا يقولون بوحدة الوجود ولا بالحلول والاتحاد، حتى الشيخ محي الدين بن عربي والشيخ الشعراني وهؤلاء الذين ذكرت، ولإنجاز وعدي بِأني سأختصر الجواب، ما على العاقل إلا أن يحكم بعد قراءة هذا الكلام(الذي يتبرأ فيه جل الصوفية عن هذه الكفريات):
وقال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا " رواه البخاري (6064)، ومسلم (2563).
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملا " ذكره ابن كثير في تفسير آية سورة الحجرات.
وقال بكر بن عبد الله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: " إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظن بأخيك ".
وقال أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي كما في الحلية لأبي نعيم [2/285]: " إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعل لأخي عذراً لا أعلمه ".
وقال سفيان بن حسين: " ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال أغزوت الروم؟ قلت: لا، قال: فالسند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعد بعدها " البداية والنهاية لابن كثير [13/121]
أقول: ما أحسن هذا الجواب من إياس بن معاوية وما أعظم هذه الأخلاق التي افتقدها كثير من فارغي الإنصاف.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء (ص:131): " الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يُتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه ".
وقال: (ص:133): " التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه ".
ولنرجع للمقصود الآن وهو لنصحح النظرة الصحيحة للإمام الشعراني والشيخ محي الدين بن عربي:
يقول الشعراني رحمه الله تعالى: (ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله ؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة ؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83 ]
وقال الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله في باب الأسرار: (من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
ورغم أن ابن تيمية مخاصم للسادة الصوفية، وشديد العداوة لهم، فإِنه يبرِّىءُ ساحتهم من تهمة القول بالاتحاد، ويؤول كلامهم تأويلاً صحيحاً سليماً. أما تبرئته لساحتهم، فقد قال في فتاويه: (ليس أحد من أهل المعرفة بالله، يعتقد حلول الرب تعالى به أو بغيره من المخلوقات، ولا اتحاده به، وإِن سُمع شيء من ذلك منقول عن بعض أكابر الشيوخ فكثير منه مكذوب، اختلقه الأفاكون من الاتحادية المباحية، الذين أضلهم الشيطان وألحقهم بالطائفة النصرانية) [مجموع فتاوى ابن تيمية قسم التصوف ج11. ص74ـ75]
قال صاحب كتاب نهج الرشاد في الرد على أهل الوحدة والحلول والاتحاد: (حدثني الشيخ كمال الدين المراغي قال: اجتمعتُ، بالشيخ أبي العباس المرسي ـ تلميذ الشيخ الكبير أبي الحسن الشاذلي ـ وفاوضْته في هؤلاء الاتحادية، فوجدته شديد الإِنكار عليهم، والنهي عن طريقهم، وقال: أتكون الصنعة هي عين الصانع ؟!) [الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير للعلامة جلال الدين السيوطي ج2. ص134]
وأما المراد بالاتحاد في مصطلح الصوفية فهو كما نقل الإمام الشعراني عن سيدي علي بن وفا رحمهما الله تعالى قوله: (المراد بالاتحاد حيث جاء في كلام القوم فناء العبد في مراد الحق تعالى، كما يقال: بين فلان وفلان اتحاد، إِذا عمل كل منهما بمراد صاحبه، ثم أنشد:
وعلمُك أنَّ كلَّ الأمرِ أمري هو المعنى المسمَّى باتحاد [اليواقيت والجواهر للشعراني ج1. ص83]
وبمثل هذا الكلام قاله الشيخ ابن تيمية في [مجموع رسائل ابن تيمية ص52] والشيخ ابن القيم في [مدارج السالكين شرح منازل السائرين ج1. ص90 و91 ] .
وعلى ضوء ما ذكرت ألا يجدر بنا أن نعمل بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملا ".

السؤال: 9ـ ما قولكم في الخرافات و الخزعبلات التي ينضح بها كتب الصوفية مثل طبقات الشعراني ( قصة الشيح وحيش ، و السيد البدوي ـ ؟ ) ، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم ، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلك الكتب !،و هل تلك الكتب أولى بالقراءة من كتاب الله عز و جل و سنة رسوله ؟.
الجواب:
هذه القصص من أساطير الأولين ومن دسائس الأفاكين الحسدة الذين وضعوا الأكاذيب على هؤلاء السادة:

ترجمة الشيخ " على وحيش " ج 2 ص 135 من المطبوعة :
" وكان إذا رأى شيخ بلد وغيره ينزله من على الحمارة ، ويقول له : إمسك رأسها لى حتى أفعل فيها ، فإن أبَى شيخ البلد تسمر فى الأرض حتى لا يستطيع يمشى خطوة ، وإن سمع حصل له خجل عظيم " إهـ .
والترجمة التى أثبتها بالكامل فى هذا الكتاب من المخطوطة التى استعنت بها ليس فيها هذا الكلام إطلاقاً .
ولذلك صوّرتها لك أيها القارئ الكريم مع المقدمة لتقرأها بعينك ، ويستريح قلبك : أن هؤلاء الناس قد افترى عليهم مَنْ قدوته مغرضو اليهود والنصارى ، في الافتراء على أهل الله ، والكذب عليهم .




وبالرغم من انه يجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها فنراهم ينهشون لحوم الائمة الأعلام ونقول لهم
إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان كما جاء في الحديث القدسـي :
« مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ » رواه البخـاري من حـديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب فكيف بأولياء الله الصالحين !
والإمام الشعراني فضله معروف يعرف فضله الوهابية قبل أهل الله السادة الصوفية.
فالإمام الشعراني من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم .
وخاصاً في كتاب الطبقات وإذا نظر القارئ إلى كتابه الطبقات لوجد ما التناقض بين صفحاته فيجد ما يوافق الشريعة وفي صفحات أخرى يجد ما يناقض الشريعة ويناقض كلام الإمام الشعراني في كتابه هذا وفي جميع كتبه .
وهذا من علامات الدس التي نص عليه الائمة الأعلام .
فكيف بالله عليك يخرج ما لا يوافق الشريعة ممن كان تلميذ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري والحافظ الجلال السيوطي وناصر الدين اللقاني و شهاب الدين الرملي و السمانودي نور الدين المحلي والشيخ شمس الدين الدمياطي والشيخ عيسى الأخنائي والشيخ نور الدين السنهوري الإمام بجامع الأزهر والشيخ شمس الدين الديروطي والشيخ نور الدين الأشموني والشيخ شهاب الدين القسطلاني وغيرهم الكثير من أئمة الإسلام الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية وكتبهم لا يستغني عنها طلاب العلم وجميعهم شهدا له بالعلم.
وإذا نظرت إلى كتبه التي خدمت أمة الإسلام مثل كتابه المشهور الميزان والذي ينقل منه الأمة الأعلام وهم يلقبونه بالعارف بالله مثل الإمام العطار والإمام العجلوني والإمام الخطيب الشربيني وغيرهم كما سنرى في صلب الموضوع لوجدته قد بلغ الافاق وذاع صيته بين الأمة والعلماء فاحتاجوا لتخريجاته وأبحاثه. وكل هذا يخالف ما هو مدسوس عليه في كتاب الطبقات.
وكيف ينسب إليه هذه الأقوال المدسوسة و الطريقة التي ينتمي إليها الإمام الشعراني مبنية على أسس متينة ومشيدة بالكتاب والسنة بأقواله وأقوال طبقته وما بعدها!!
فمن يقرأ كتاب الميزان للإمام الشعراني وكتاب أسرار أركان الإسلام
و الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية و البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير
و مختصر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (تذكرة القرطبي)
و مختصر كتاب صفوة الصفوة ( لأبي الفرج بن الجوزي )
والدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة.
وهو موسوعة في علوم القرآن والفقه وأصوله والدين والنحو والبلاغة والتصوف
و كشف الغمة عن جميع الأمة في الفقه على المذاهب الأربعة
وغيرها من الكتب التي لا يستغني عنها طالب علم يقف على أن الإمام الشعراني برئ من هذه الأقوال ويجب تنزيهه منها ولكن يأبى أهل البدع أن يعترفوا بذلك وذلك من الهوى والعياذ بالله.
و إذا قمت بالمقارنة بين صفحات كتاب الطبقات الذي اتخذه الوهابية مصدراً للتشنيع ستجد تبياناً واضحاً مما يدل على أن هناك أشياء دست في هذا الكتاب وهذا واضح لكل محقق ينظر بعين البصيرة.
وكتاب الطبقات كتاب قيم وقد دس عليه الكثير فوجب التنبيه فليس كل ما في الكتاب منسوب للشيخ الشعراني فالعبارات التي خارجة عن الشريعة هي من المدسوسات لأن الشيخ له كتب أخرى تبين موقفه في هذه المسائل التي أنكرت عليه في كتاب الطبقات وغيره، لكن إجمالاً كتاب الطبقات أكثره فيه فائدة عظيمة وشحذ للهمم ولكن إخواننا الوهابية دائما ما يتركون الحقائق البهية.
الرد على شبهات الوهابية
كما قلنا الإمام الشعراني من أكابر علماء الإسلام وصلحائهم وقد جرى عليه مثل ما جرى على علماء غيره من الدس في كتبهم والتحريف لمنهجهم وما ذاك إلا لأجل التفريق بين المسلمين وإدخال العقائد الفاسدة بينهم.
اعلم رحمك الله أن أهل الزندقة دسوا في جميع العلوم ولذلك وجدت العلوم الإسلامية لتحفظ لنا هذا الدين فقد دس في الأحاديث وهو ما يسمي بالموضوعات ودس في التفاسير وغيرها من كتب الائمة وكذلك في العقائد وقد دس كتب كاملة على الائمة والعلماء وهذا لا ينكره
إلا جاهل
وكذلك دس على الإمام الشعراني قدس الله سره مثل باقي كتب العلوم.
وفي ذلك نورد هذه الأقوال
1- الدس على العلوم الإِسلامية
التفسير ـ الحديث ـ التاريخ ـ التصوف
لقد تعرض الإِسلام منذ انبثاق فجره إِلى خصوم أشداء وأعداء ألِدَّاء حاولوا تقويض بنيانه وتحطيم أركانه عن طريق تشويه معالمه ودس الأباطيل والخرافات في علومه كما نرى ذلك في التفسير والحديث وفي التاريخ والتصوف.. وغيرها.
أما التفسير: فكثيراً ما نقرأ في كتبه بعض الإِسرائيليات التي ليست إِلا أساطير كاذبة وعقائد غير إِسلامية نقلها إِلى الدين الإِسلامي اليهود الذين اعتنقوا الإِسلام غير مخلصين أو مخلصين ولكن علقت بأذهانهم هذه الأساطير حين كانوا على دين اليهودية فنقلوها عن كتب أنبيائهم التي دخلها التحريف والتغيير، وتقبَّلها بعض المسلمين على أنها صحيحة.
وقد وفق الله تعالى علماء المسلمين إِلى تمحيص هذه الإِسرائيليات وتنبيه المسلمين إِلى ضررها وخصوصاً منها ما يضر بالعقيدة كالإِخبار بأن أيوب عليه السلام مرض حتى ظهر الدود على جسده وكنسبة المعاصي إِلى بعض الأنبياء فقد زعموا أن داود عليه السلام عشق امرأة بعض
جنوده ثم أَرسلَ زوجَها لبعض المواقع الحربية لقتله فقُتل وتزوجها.
كما زعموا أن يوسف عليه السلام همَّ بامرأة العزيز هَمَّ فُحْشٍ وسوء ولفَّقوا في ذلك قصصاً وحكايات لا تليق بمقام الرسل الكرام الذين عصمهم الله من كل سوء وفاحشة.
فالواجب على كل مسلم نبذُ هذه الإِسرائيليات والاعتماد على المصادر الإِسلامية الصحيحة الشهيرة.
وأما الحديث: فلقد حاول الدسَّاسون المغرضون تشويه معالم الإِسلام عن طريق وضع أحاديث مكذوبة مفتراة على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم يقصدون بذلك تحطيم العقيدة ودس الأفكار الهدَّامة كالتجسيم والتشبيه وغير ذلك من العقائد الفاسدة.
ولكن الله تعالى قيَّض لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علماء مخلصين غيورين محَّصوا تلك الأحاديث وبينوا الصحيحة من الضعيفة والموضوعة من الحسنة والمشهورة من الغريبة كالمُزّي والزين العراقي والذهبي وابن حجر وغيرهم [وقد جمع بعض العلماء الغيورين على الأحاديث النبوية كتباً بيَّنوا فيها الأحاديث الموضوعة منها: اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي، وكشف الخفاء للعجلوني، وأسنى المطالب للحوت البيروتي].
وأما التاريخ: فقد كان ميداناً خصباً للدس والافتراءِ حيث ألصق المضللون في تاريخ الإِسلام قصصاً وحوادث من نسيج خيالهم.
حاولوا بذلك تشويه سيرة الخلفاء وملوك الإِسلام كما نسبوا إِلى هارون الرشيد أُموراً غريبة منكرة نجدها في أكاذيب ألف ليلة وليلة.
وأما التصوف: فكغيره من العلوم الدينية لم يَسْلم من الدس والتحريف من هؤلاء الدخلاء والمفترين.
فمنهم من أدخل في كتب الصوفية أفكاراً منحرفة وعبارات سيئة ما أنزل الله بها من سلطان
كما سنوضح من أقوال الشعراني نفسه وسنورد الأدلة علي هذا الدس
ومنهم من أراد أن يفسد دين المسلمين بأشياء أُخر تمس عقائدهم فنسب إِلى بعض رجال الصوفية أقوالاً تخالف عقيدة أهل السنة كالقول بالحلول والاتحاد وغيرها.
ومنهم من حاول تشويه تاريخ رجال الصوفية ونزع ثقة الناس بهم فدَسَّ في كتبهم حوادث وقصصاً من نسج خياله فيها ارتكاب للمنكرات واقتراف للآثام والكبائر كما نجد ذلك كثيراً في الطبقات الكبرى للإِمام الشعراني رحمه الله تعالى وهو منها بريء كما سيأتي.
ومنهم المبشِّرون والمستشرقون وأبواق الاستعمار الذين درسوا كتب السادة الصوفية، وكتبوا عنهم المؤلفات لأجل التحريف والتزوير والدس ومنهم السُّذَّجُ الذين يصدقون هؤلاء وهؤلاء، فيعتقدون بهذه الأمور المدسوسة ويثبتونها في كتبهم.
وكل هذا بعيد عن الصوفية والتصوف.فإِن قال قائل: إِنَّ ما نسب إِلى الصوفية من أقوال مخالفة هي حقاً من كلامهم بدليل وجودها في كتبهم المطبوعة المنشورة.
نقول: ليس كل ما في كتب الصوفية لهم لأنها لم تسْلم من حملات الدس والتحريف.
وما أحوجنا إِلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإِسلامي الثمين ممَّا لحق به من دس وتحريف.
ولو ثبت بطريق صحيح عن بعض الصوفية كلام ظاهره مخالف فهذا ما نص الإئمة على تأوله كما وضحنا وايضاً نقول ليست كلمة فرد واحد حجة على جماعة شعارها ومذهبها التمسك بالكتاب والسنة.
حتى إِنهم ليقولون: إِن أول شرط الصوفي أن يكون واقفاً عند حدود الشريعة وألا ينحرف عنها قيد شعرة.
فإِذا هو تخطى هذا الشرط، ووصف نفسه بأنه صوفي، فقد اختلق لنفسه صفة ليست فيه وزعم ما ليس له.
وإِن من إِضاعة الوقت الثمين الانشغالَ بمثل هذه التُّرَّهَات والأباطيل المفتراة على هؤلاء القوم في هذه الأوقات التي يوجد ما هو أهم من
المجادلة بها، فهي معروفة لدى الصوفية المحققين والعلماء المدققين.
وعلينا أن نعرف أن التصوف ليس علماً نتلقاه بقراءة الكتب ومطالعة الكراريس، ولكنه أخلاق وإِيمان وأذواق ومعارف لا ينال إِلا بصحبة الرجال الذين اهتدوا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وورثوا عنه العلم والعمل والأخلاق والمعارف.
وهو علم ينتقل من الصدر إِلى الصدر ويفرغه القلب في القلب.
وهناك أقوام مغرضون درسوا كتب السادة الصوفية وتتبعوا ما فيها من دس وتشويه وتحريف واعتبروها حقائق ثابتة وارتكزوا عليها في حملاتهم العنيفة وتهجماتهم الشديدة على السادة الصوفية الأبرار.
ولو أنهم قرأوا ما يعلنه رجال التصوف في جميع كتبهم من استمساكهم بالشريعة واعتصامهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقيدهم بالمذاهب الإِسلامية المعتبرة وتَبَنِّيهِمْ عقيدة أهل السنة والجماعة لأدركوا تماماً أن ما ورد في كتبهم مما يناقض هذا المبدأ الواضح والمنهج السوي إِنما هو مؤول أو مدسوس.
يقول ابن الفراء في طبقاته نقلاً عن أبي بكر المروزي ومسدد وحرب إِنهم قد رووا الكثير من المسائل، ونسبوها للإِمام أحمد بن حنبل.. وبعد أن يفيض في ذكر هذه المسائل يقول:
(رجلان صالحان بُليا بأصحاب سوء: جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل، أما جعفر الصادق فقد نسبت إِليه أقوال كثيرة، دونت في فقه الشيعة الإِمامية على أنها له، وهو بريء منها. وأما الإِمام أحمد، فقد نسب إِليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها)
[التصوف الإِسلامي والإِمام
الشعراني لطه عبد الباقي سرور ص82].
وسئل الإِمام الفقيه ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى ونفعنا به: في
عقائد الحنابلة ما لا يخفى على شريف علمكم فهل عقيدة الإِمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه كعقائدهم ؟
فأجاب بقوله: (عقيدة إِمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنان المعارف متقلبه ومأواه، وأفاض علينا وعليه من سوابغ امتنانه، وبوأه الفردوس الأعلى من جنانه، موافقةٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون
والجاحدون علواً كبيراً ؛ من الجهة والجسمية وغيرها من سائر سمات النقص، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إِلى هذا الإِمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشيء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه. فلُعن من نسب إِليه، أو رماه بشيء من هذه المثالب التي برأه الله منها، وقد بين الحافظ الحجة القدوة الإِمام أبو الفرج بن الجوزي من أئمة مذهبه المبرئين من هذه الوصمة القبيحة الشنيعة أن كل ما نسب إِليه من ذلك كذب عليه وافتراء وبهتان، وأن نصوصه صريحة في بطلان ذلك وتنزيه الله تعالى عنه، فاعلم ذلك، فإِنه مهم)
[الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي ص148].

وأما الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد دُسَّ عليه كتاب نهج البلاغة أو أكثره فقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى أنه:
(هو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومَنْ طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه
من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنَفَس القرشيين الصحابة، وبنَفَس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل)
[ميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص124]."
اهـ.
"وكذلك ذكر الشيخ مجد الدين الفيروز أبادي صاحب القاموس في اللغة:
((
أن بعض الملاحدة صنف كتاباً في تنقيص الإِمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأضافه إِليه، ثم أوصله إِلى الشيخ جمال الدين بن الخياط اليمني، فشنَّع على الشيخ أشد التشنيع، فأرسل إِليه الشيخ مجد الدين يقول له: (إِني معتقد في الإِمام أبي حنيفة غاية الاعتقاد، وصنفت في مناقبه كتاباً حافلاً وبالغتُ في تعظيمه إِلى الغاية، فأحرِقْ هذا الكتاب الذي عندك، أو اغسله، فإِنه كذب وافتراء عليَّ)
[لطائف المنن والأخلاق للشعراني
ج1. ص127].

وانتشر كتاب بعنوان الرحمة في الطب والحكمة منسوبا إلى السيوطي
وهو ليس من تأليف السيوطي ومدسوس عليه .

الكتاب المطبوع باسم (الإمامة والسياسة)
وقد نسبوه لابن قتيبة رحمه الله ليس هو من كتبه وإنما ألفه بعض المبتدعة ثم نسبه هو أو غيره إلى ابن قتيبة ترويجاً لبدعتهم بالزور والبهتان
معلومات مهمة.
بل العجب العجاب أن ما يهاجمون السادة الصوفية ينفون عن ابن تيمية
وابن القيم أقوال ويقولون هي من المدسوسات في كتبهم لانها تتعارض مع منهجهم كما سنوضح لتعلم أن القوم أفاكون في الأصل يقولون فقط بالدس في كتب ائمتهم وما هو مدسوس بالفعل في كتب السادة الصوفية وثبت بالدليل الساطع فيقولون الصوفية يكذبون فهل هذا ميزان العدل أخي المسلم؟؟
مثل قول ابن القيم الجوزية.
( وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه
ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً ) .
ولقد حارب الشيخ المهتدي بالله الإبراهيمي ليثبت بطلان نسبة هذا الكلام إلى ابن القيم من عدة وجوه وذلك في رسالته توفيق اللطيف المنان الجزء الثاني
وقول ابن القيم كاملاً
ورد في كتاب مدارج السالكين (1/284-286) :
( فصل وأما الكفر الأكبر فخمسة أنواع : كفر تكذيب ، وكفر استكبار وإباء مع التصديق ، وكفر إعراض ، وكفر شك ، وكفر نفاق .فأما كفر التكذيب : فهو اعتقاد كذب الرسل ، وهذا القسم قليل في الكفار فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة قال الله تعالى عن فرعون وقومه : [ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ] (النمل: 14) ، وقال لرسوله : [ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ] (الأنعام: 33) ، وإن سمي هذا كفر تكذيب أيضاً فصحيح ، إذ هو
تكذيب باللسان .وأما كفر الإباء والاستكبار : فنحو كفر إبليس ، فإنه لم يجحد أمر الله ، ولا قابله بالإنكار وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار ، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول وأنه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له إباءً واستكباراً ، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل كما حكا الله تعالى عن فرعون وقومه : [ َنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ] (المؤمنون: 47)
، وقول الأمم لرسلهم : [ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا ] (إبراهيم: 10)
، وقوله [ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ] (الشمس: 11) ، وهو كفر اليهود كما قال تعالى : [ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ] ( البقرة: 89) ، وقال : [ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ] (
البقرة: 146) ، وهو كفر أبي طالب أيضاً فإنه صدقه ولم يشك في صدقه ولكن أخذته الحمية وتعظيم آبائه أن يرغب عن ملتهم ويشهد عليهم بالكفر .وأما كفر الإعراض : فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي : ( والله لا أقول لك كلمة ، إن كنت صادقاً فأنت
أجل في عيني من أن أرد عليك ، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أكلمك
) .وأما كفر الشك : فإنه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه بل يشك في أمره ، وهذا
لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول جملة ن فلا يسمعها ولا يلتفت إليها ، وأما مع التفاته إليها ونطره فيها فإنه لا يبقى معه شك لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعها فإن دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار .وأما كفر النفاق : فهو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب فهذا هو النفاق الأكبر ، وسيأتي بيان أقسامه إن شاء الله تعالى .
((((فصل : وكفر الجحود نوعان : كفر مطلق عام وكفر مقيد خاص .
فالمطلق : أن يجحد جملة ما أنزله الله وإرساله الرسول ، والخاص المقيد : أن يجحد فرضاً من فروض الإسلام أو تحريم محرم من محرماته أو صفة وصف الله بها نفسه أو خبراً أخبر الله به عمداً أو تقديماً لقول من خالفه عليه لغرض من الأغراض . وأما جحد ذلك جهلاً أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه ، فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً ))))
)) . اهـ
وقد حاول الشيخ المهتدي بالله عبد القادر بن إسماعيل الإبراهيمي إثبات ان هذا الكلام مدسوس على كتب ابن القيم الملون باللون الاحمر واسرد في ذلك ادلة فلتراجع
والرسالة منشورة على الانترنت..

فقال قبل وضع كلام ابن القيم أقول بحول الله تعالى : وأما النص المنسوب إلى الإمام ابن القيم رحمه الله زوراً وبهتاناً ، والذي عظَّم ذلك القول بعض المنتسبين إلى أهل التوحيد زوراً وبهتاناً فجعلوه أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة ، فهو ما ورد في مدارج السالكين ، ونحن نذكر النص كاملاً ونعلق عليه بحول الله تعالى
ثم قال بعد النص
والنص واضح المناقضة لعقيدة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى . وكفى بهذا إثباتاً في أن ذلك مدسوس عليه .
ومع أن كتاب ابن القيم مسند إليه ولم يطعن فيه احد ولا نعلم كيف يتركون المدسوس إلى الأن في كتب ابن القيم؟؟
كما يدعون ويتسائلون نفس السؤال لماذا تترك كتب التصوف بها هذا الدس وهذه إجابة على بني وهبان سؤال بسؤال والمجيب له جائزة وهي تبرئة السادة الصوفية من المدسوسات كما يفعلون مع مشايخهم!!
ونحن هنا لسنا في معرض إثبات قول ابن القيم أو نفيه أو البحث في مصداقية كلام الشيخ المهتدي إذ هذا لا يهمنا بل لنثبت لكم كيف يكيل الوهابية بمكيالين ولتقفوا على خبث طويتهم وسوء ظنهم .
وقد ذكر هذا الشيخ أيضاً مجموعة من النصوص يقول انها مدسوسة على الشيخ ابن تيمية وحارب من أجل إثبات ذلك ولا يهمنا هنا هل هي ثابتة أم غير ثابتة بل يهمنا فقط توضيح خبث هذه الطائفة الوهابية.
وقال الفقيه الكبير أحمد بن حجر الهيثمي المكي رحمه الله تعالى:
( وإِياك أن تغترَّ بما وقع في كتاب الغنية لإِمام العارفين، وقطب الإِسلام والمسلمين، الشيخ عبد القادر الجيلاني. فإِنه دسه عليه فيها مَنْ سينتقم الله منه، وإِلا فهو بريء من ذلك. وكيف تروج عليه هذه المسألة الواهية مع تضلعه من الكتابِ والسنةِ وفقهِ الشافعيةِ والحنابلةِ، حتى كان يفتي على المذهبين. هذا مع ما انضم لذلك من أن الله مَنَّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة. وما أنبأ عنه ما ظهر عليه وتواتر من أحواله.. إِلى أن قال: فكيف يُتصور أو يُتوهم أنه قائل بتلك القبائح التي لا يصدر مثلها إِلا عن اليهود وأمثالهم ممن استحكم فيهم الجهل بالله وصفاته وما يجب له وما يجوز وما يستحيل. سبحانك هذا بهتان عظيم)
["الفتاوى الحديثية" لابن حجر ص149].

وكذلك ذكر صاحب كشف الظنون
عن كتاب المضنون على غير اهله ( قال ابن السبكي في طبقاته ذكر ابن الصلاح أنه منسوب إلي أبي حامد الغزالي وقال معاذ الله أن يكون له )
كشف الظنون (2\1713)

ومما سبق يتبين لك أيها القارئ المنصف أن الدس ليس فقط على كتب التصوف كما يدعي الوهابية بل الدس طال جميع العلوم الإسلامية ودس في الكتب الكثير بل دست كتب بأكملها على الائمة فهل يستطيع الوهابية الإنكار بل في كتب ذكرناها تطبع إلى الان وبها الكثير من المدسوسات ولا يخفيك كتاب السنة المنسوب عبدالله بن احمد وما فيه من أقوال بشعة تؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .
ولذلك يجب أن يكون منهجك العلمي في البحث مستند على عدة أمور.
1- النظر إلى هذا الإمام وهل ذمه أهل عصره ممن اطلع على كتبه
2- فهم النصوص والمصطلحات بشكل جيد ومصطلحات الصوفية خاصاً في موضعنا هذا
3-البحث عن من مدح الشيخ الشعراني ( ونحن سنذكر لك أقوال)
4- البحث في كتب الإمام الشعراني والإطلاع جميع أقواله وتحرير موضع النزاع لتقف على حقيقة أقواله في المسالة ولتقف على ما هو متأول وما هو مدسوس.
5- البحث في أقوال تلاميذه ومن شرح كتبه وأقواله لتقف على ما ليس لك به علم
6- رد النصوص التي لا تقبل التأويل فكيف تشك في إمام مدحه الائمة والعلماء
قال الإمام ابن الجوزي
(فلا ينبغي ان تسمع من معظم في النفوس شيئاً في الأًول فتقلده فيه ولو سمعت عن احدهم ما لا يوافق الأصول الصحيحة فقل هذا من الراوي لانه قد ثبت عن ذلك الإمام انه لا يقول بشئ من رايه)
صيد الخاطر ص 93

وقال الاجري في الشريعة ص 152 في رد الافتراء عن الإمام الحسن البصري
(أعلموا رحمنا الله وإياكم أن من القدرية صنفاً إذا قيل لبعضهم من إمامكم في مذهبكم هذا فيقولن الحسن وكذبوا علي الحسن فقد أجل الله الكريم الحسن عن مذهب الدرية ونحن نذكر عن الحسن خلاف ما ادعوا عليه))

وكذلك نحن نقول ذكرنا وسنذكر خلاف ما أدعوا الوهابية أهل السوء على الإمام الشعراني قدس الله سره مثل ما ادعوا القدرية على الإمام الحسن البصري رضي الله عنه

الدس على الإمام الشعراني.
ولدينا عدة وثائق تثبت أن كتاب الطبقات خاصاً تعرض للدس والتزوير ولتعلم أن هذه المدسوسات لا تخفى على أهل الشأن إذ لديهم ميزان دقيق يزن الشعرة وأقل وهو الاستقامة على الكتاب والسنة وما خالفهما لا يصح ولكن الوهابي تأبي الانقياد للحق.

1- فائدة من الإمام الخطيب الشربيني صاحب تفسير السراج المنير والمعروف بتفسير الشربيني
وصاحب كتاب مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج وغيرها من الكتب الجليلة
قال الإمام الخطيب الشربيني في تفسيره
عند تفسير قوله تعالى (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) الآية:
تنبيه: هذا ظاهر على القول الثاني وهو قول علقمة والشعبيّ على أنّ ذلك يكون عند طلوع الشمس من مغربها، وأمّا على القول الأوّل وهو قول الحسن على أنّ ذلك يوم القيامة كيف يكون ذلك؟ فقيل: هو تصوير لهولها، قاله البيضاوي، وقال البقاعي في المرضعة: هي من ماتت مع ابنها رضيعاً، وفي ذات الحمل: من ماتت حاملاً، فإنّ كل أحد يقوم على ما مات عليه، وهذا أولى فإني في حال كتابتي في هذا المحل حضر عندي سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني نفعنا الله تعالى ببركته،فذكرت له هذين القولين، فانشرح صدره لترجيح هذا الثاني، وذلك يوم تاسوعاء من شهر الله المحرّم سنة ست وخمسين وتسعمائة.

وفي الفائدة فوائد:
1- ثناء شافعي وقته الخطيب الشربيني على القطب الشعراني ودعاء الله تعالى أن ينفعه ببركته.
2- جعل قول سيدي الشعراني مرجحاً في فهم الآية.
3- تحديد الوقت المبارك الذي دخل فيه القطب الشعراني على الخطيب الشربيني وهو في يوم تاسوعاء سنة 956.
4- كون ذلك التاريخ تالياً لتأليف الطبقات الكبرى التي هي محل إنكار المنكرين على الإمام الشعراني وبيان عظم قدره عند الشمس الشربيني
فالإمام الشعراني رضي الله عنه فرغ من كتاب الطبقات حسب ما ذكر بخط يده في آخر الكتاب في 15 رجب 952 هـ وهذا يدل علي أن الدس كان بعد وفاة الإمام الشعراني لانه كان محل ثقة وتبجيل الائمة في هذا الوقت فلا يخفي ذلك من قول الإمام الشربيني ومدحه
الإمام الشعراني والانتفاع بعلومه التي لا تخالف الشريعة بالقطع والا كان رد عليه علماء عصره وما مدحوه وتجنبوا كتبه واراءه وهذا عكس ما ذكر ولله الحمد .

2- بعض الدس على الإمام الشعراني
أ- في صفحة 153 من الجزء الثاني من كتاب الطبقات للإمام الشعراني
جاءت ترجمة علي البحيري ، الذي ذكر في ترجمته أنه توفي في شوال 953 هـ ، أي بعد الانتهاء من الكتاب بسنة وثلاثة أشهر فهل هذا يعقل إخواننا؟؟

ب- صفحة 163 من الجزء الثاني من كتاب الطبقات للإمام الشعراني
فإنك ستجد ترجمة علي الكازروني الذي ذكر في ترجمته أنه توفي في 960 هـ ، أي بعد الانتهاء من الكتاب وانتشاره بين الناس وتناولهم له بالنسخ والنشر بثماني سنين .

ج- في صفحة 167 من الجزء الثاني من كتاب الطبقات للإمام الشعراني

ذكرت ترجمة أحمد الكعكي ، وذكر في نفس الترجمة أنه توفي في 15 رجب 952 هـ ، فلزم أن يكون قد كتبت ترجمته في يوم الانتهاء من كتابة الطبقات ، وإذا علمت أنه ذكرت بعده إحدى عشرة ترجمة لأحد عشرة مترجم له ، كلهم بدون استثناء ماتوا قبله حسب ما هو مذكور في تراجمهم ، تيقنت أن هذه الترجمة قد دست بين التراجم كذبا وتلفيقا .

فهل بعد ذلك بيان

3- الدس على كتب الإمام الشعراني بالمقارنة بمخطوطات له
أنقل لكم ما جاء في مقدمة كتاب (( الطبقات الصغري )) للإمام الشعراني رحمه الله تعالى وأعلى درجته ، للمحقق الشيخ عبدالقادر أحمد عطا حيث قال المحقق في صفحة رقم 11 تحت عنوان : ( الدس في كتب الشعراني ) ما نصه :
ويمثل هذا الوعي الرفيع تناول الشعراني قضايا عصره ، واندمج في صفوف الشعب يتلمس آلامه ، ويكشف عن أمراضه الاجتماعية ، وينقد ويرسم الطريق للإصلاح ، حتى كان هدفاً لسهام طائشة من العلماء وأعياء التصوف كان أخطرها الدس في كتبه ولاسيما في طباقاته الكبرى .
وقد اعتمد الدساسون على استغلال سئ لأصلين هامين من أصول التربية الصوفية هما : كراهة الجدل والاعتراض بين المريدين والشيوخ ، ونظرية الأحوال .
أما كراهة الجدل فإنما هى بالنسبة للمحققين من الشيوخ المشهود لهم باستقامة السلوك ، ووضوح الطريقة ، وهضم النفس ، والقيام على أصول الشريعة وسنتها وفلاح المريدين على أيديهم ، ولا يجوز أن ينسحب هذا الحكم على أي دعي دخيل أفاق يستأكل بدينه وبالمثل الإنسانية العليا المشروعة . وإلا فقد ناقش الشعراني نفسه هؤلاء الأدعياء ، وقطع حجتهم على الصورة التى عرضناها آنفا.
وأما نظرية الأحوال ، فما الأحوال إلا مشاعر معينة تنشأ في باطن الإنسان من نتائج العلم أو العمل أو من نتائجهما معاً . وتكون إما قبضاً ، وأما بسطاً ، إما خوفاً ، وإما اصطلاماً ، وأما سحقاً أو محقاً ، أو غير ذلك من الأحوال المقررة والبينة الأمارات والعلامات في مراجع السلوك أما الحال الذى لا يكون نتيجة علم أو عمل فإنه محض افتراء ودجل كاذب . على أن هذا الأحوال لا يمكن أن تخرج أصحابها عن قانون الشريعة ، لأنها في الله ومن الله ، ولا يمكن أن يدفع الله طلابه إلى هدم شريعته ، حتى يتخذ أعداؤه من سلوكهم هذا حجة على صحة التحلل من الشريعة أحياناً وأحياناً على الصورة التى رسمها هؤلاء الدساسون في الطبقات الكبرى .
دس الدساسون في الطبقات نماذج من أكابر العارفين مجهولين لأهل العلم بالطبقات ،
ونسبوا لأحدهم أنه كان يقف على قارعة الطريق حتى إذا قدم أحد مشايخ البلاد أو التجار راكباً على ظهر حمارته اعترضه الشيخ وراوده على إتيان الفاحشة في الأتان ، فإذا وافق على المبدأ سمح له الشيخ بعد إنهاء مهمته بالسير ومواصلة السفر ، وإذا أبى تسمرت أتانه بالأرض فلا تستطيع حراكا .
ومن عجيب السبك أن الدساسين نسبوا إلى الإمام الشعراني أنه سأل شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وسيدي محمد بن عنان وغيرهما من كبار العلماء والأولياء عن هذه الظاهرة فقالوا : إن هؤلاء المشايخ يخيلون للناس هذه الأعمال وليست لها حقيقة .
فلا عقلية الشعراني ، ولا عقلية شيخ الإسلام الأنصاري تسيغ مثل هذا التعليل الساقط ، ولا عقليات القراء من أي نوع كانوا تسيغ أن تكون شريعة سماوية فيها هذه البهلوانية الفارغة ، وهذه الأ لاعيب السحرية التافهة ، وإلا بالكل سينخلع من أحكام الشريعة في لمحة عين بحجة التخييل وأمور السيمياء.
فالشعراني يكتب في مقدمة طبقاته الكبرى : أن لم يذكر فيها إلا ما ينهض همة المريد إلى الله ، فلا يعقل إطلاقاً أن يعرض علينا هذه النماذج باعتبارها حافزاً للهمة نحو الله . ثم يكتب رسالته المخطوطة التى عرضنا نماذج منها ليهدم بها ضلال المضلين في أمور هي أقل من إتيان الفاحشة مع الحمير .
ونموذج آخر كان يلوط بالعبيد ، وآخر ذهب إلى بيت يطلب يد كريمة منه للزواج بها ، فكشف عن عورته أمامها وأمام الحضور ، وامرها بتفتيشها حتى لا تعود عليه باللا ئمة
بعد ذلك قوة أو عجزاً . ونماذج غير هذه كثيرة في منتصف الطبقات .
ونعود فنقول : إن سلوك الإمام الشعراني وكتبه ودعوته كلها تنآى عن هذه الانحلالات الهادمة ، وتبرأ منها وممن دسها عليه ، ثم إنه لم يغفل التنبيه في غير موضع من كتبه على أمر هؤلاء الدساسين ، وفي كتاب الطبقات الصغرى هذا نبه على شأنهم في غير موضع أيضاً .
ومن عجيب الأمر أن تبقى تلك المدسوسات في كتب الشعراني إلى الآن ، ويجبن الناشرون والمحققون عن حذفها حتى تعود الى الطبقات قيمتها العلمية النادره .
انتهى المقصود نقله من كلام المحقق الشيخ عبدالقادر أحمد عطا في مقدمة الطبقات الصغرى.

وننتقل إلى الطبقات الكبرى
ما قاله محقق كتاب الطبقات الكبرى عن الدس في كتاب الطبقات الكبرى للشعراني ، فأقول وبالله وحده التوفيق والإعانة :
مما كُتب على الغلاف أيضاً : قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف ، وهي خالية تماماً من التحريف والخريف .
الناشر : مكتبة الآداب ، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت : 3900868
الطبعة الأولى . 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب ( على حسن ) .




ما قاله المحقق في مقدمته للكتاب صفحة رقم 25 ، تحت عنوان :كتاب (( الطبقات الكبرى )) والكذب على الشيخ رحمه الله ورضى الله عنه
ما نصه :

(( وأما ما كذب على الشيخ الشعراني في هذا الكتاب " لواقح الأنوار في طبقات السادة الأخيار " فكثير ، وقد مكننا الله تعالى من الاطلاع على تراجم نظيفة أثبتناها في نسختنا هذه ، وأشرنا إلى كلٍ في موضعه .
إن النسخة التى كتبها الشيخ بيده رحمه الله تعالى قد فقدت ، أو هى في سرداب من سراديب المكتبات ، أو أضاعوها ليتمكنوا من دس ما يمكن دسه فيما تنسخه أيديهم .
والنسخ الموجودة في بعض تراجمها زيادة عن المطبوع أو نقص ، فما رأيت فيه مخالفة تستحق أن تظهر : نقلته برمته ، بدلاً عن ما في النسخ المطبوعة ، وما لا : تركته كما هو ،
وإليك بعض من المخالفات الواضحة :
1- في ترجمة الشيخ أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه ص 6 ج 2 من المطبوعة ما نصه :
" والمشى مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها ، وركوبك خلفها على الحمار وغيره " ا هـ .
وهي عبارة تمجها العقول السليمة ، حتى ولو كانت المرأة زوجته .

وصحتها من النسخة التى تحت يدي ما نصه :
" والمشى مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها ، وركوبها خلفك على الحمار وغيره " إهـ .

2- في المطبوعة ص 95 ج 2 في ترجمة الشيخ " محمد الشويمى " ما نصه :
" وخرج له بالعصا ، وقال : إن لم ترجع يا محمد وإلا استلفتك من ربك !! " إهـ .
وهذه الجملة فيها جرأة ووقاحة وفحش لا يصدر عن عالم بالله .
والواقع أنها كذب محض ، إذ نصها من النسخة التى راجعت عليها :
" وإن لم ترجع يا محمد ، أسقطتك وآذيتك " إهـ .



3- في المطبوعة ص 106 ج 2 في ترجمة الشيخ محمد المغربى رحمه الله تعالى مانصه :
" فهذا هو التوحيد الحالى العام المشار إليه في الآية بقوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أى هذا التوحيد الباطن ، فتفطنوا له إن كنتم فقهاء ، فإنه محتاج إلى الفهم ، وهو موضع علم الباطن الربانى " إهـ .
أمّا ما فى المخطوطة التى قابلت عليها ، فنصه هكذا :
" فهذا هو التوحيد الباطنى للعالم المشار إليه في الآية بقوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أي هذا التسبيح الربانى " .

4- فى ص 116 ج 2 من المطبوعة ، فى ترجمة الشيخ نور المرصفي " ما نصه :
" وقع له أنه قرأ في يوم وليلة ثلاثمائة ألف ختمة ، كل درجة ألف ختمة " إهـ .
وفى المخطوطة التى استعنت بها :
" الفقير وقع له أنه قرأ في اليوم والليلة ثلاثمائة ختمة ، كل درجة ختمة " إهـ .
وكلا الروايتين كذب ، موضوع على الشيخ رحمه الله تعالى .

5- فى ترجمة الشيخ على أبو خوذة ص 122 ج2 ما نصه :
" وقال لى مرة احذر أن تنيكك أمك ، فقلت لعبد من عبيده : ما معى كلام الشيخ ؟ قال : يحذرك أن يدخل حب الدنيا فى قلبك ، لأن الدنيا هى أمك " إهـ .
وفى المخطوطة التى راجعت عليها ما نصه :
" اجتمعت به كثيراً، فقلت له مرة : أوصنى ! فقال : احترس أن تلعب بك أمك ، فقلت لعبيده : ما معنى هذا ؟ فقالوا : احذر أن تميل إلى الدنيا بقلبك " إهـ .




6- في ص 123 ج 2 من المطبوعة ، ترجمة الشيخ محمد الشربينى ص 123 ج 2
ثلاثة عشر سطراً ونصف .
وفي المخطوطة التى استعنت بها
ما يقارب الثلاث صحائف !.

7- ترجمة الشيخ عمر البجائي المغربى ص 129 ج 2 ستة أسطر
وفي التى قابلت عليها ما يقارب الصفحتين .

8- ترجمة الشيخ على الشرنوبى ص 131 ج 2 في المطبوعة خطأ فى الاسم
والترجمة ثمانية أسطر ، وفي النسخة التى قابلت عليها ما يقارب الصفحتين .
9- ترجمة الشيخ أحمد البهلول في المطبوعة ص 131 ج 2 (9 ) تسعة أسطر .
وفي المخطوطة التى راجعت عليها ما يقارب الثلاث صحائف .
10- ترجمة الشيخ " على وحيش " ج 2 ص 135 من المطبوعة :
" وكان إذا رأى شيخ بلد وغيره ينزله من على الحمارة ، ويقول له : إمسك رأسها لى حتى أفعل فيها ، فإن أبَى شيخ البلد تسمر فى الأرض حتى لا يستطيع يمشى خطوة ، وإن سمع حصل له خجل عظيم " إهـ .
والترجمة التى أثبتها بالكامل فى هذا الكتاب من المخطوطة التى استعنت بها ليس فيها هذا الكلام إطلاقاً .
ولذلك صوّرتها لك أيها القارئ الكريم مع المقدمة لتقرأها بعينك ، ويستريح قلبك : أن هؤلاء الناس قد افترى عليهم مَنْ قدوته مغرضو اليهود والنصارى ، في الافتراء على أهل الله ، والكذب عليهم .






11- ترجمة كلٍّ من ناصر الدين أبى العمائم الزفتاوى ، والشيخ شرف الدين الصعيدى ، والشيخ أبى القاسم المغربى ، والشيخ إبراهيم أبى لحاف : مقتضبة
أثبتنا في نسختنا من المخطوطة ما هو أوسع , وأكمل ، وأنظف ، وهى من الأدلة الواضحة على أن هذا الكتاب لعبت فيه أيدٍ غير أمينة على دين لاو خلق .


4- الدس على الإمام الشعراني في حياته
أعلم حياك الله أن الطريقة التي ينتمي إليها الإمام الشعراني مبنية على أسس متينة ومشيدة بالكتاب والسنة فكيف يخالفها وهو من شهد له بالعلم والولايه من الائمة الأعلام.
أ- يقول الإمام الشعراني في كتابه الطبقات الكبرى المسمي بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار:
«إن طريق القوم مشيدة بالكتاب والسنة، وإنها مبنية علي سلوك أخلاق الأنبياء و الأصفياء و بيان أنها لاتكون مذمومة إلا إن خالفت صريح القرآن أو السنة أو الإجماع لاغير، و أما إذا لم تخالف فغاية الكلام أنه فهم أوتيه رجل مسلم فمن شاء فليعمل به و من شاء تركه … )الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار(1-4)

ب- يقول أيضا في هذا الصدد:
«إن من شرط من يطلب طريق القوم أن يكون متضلعا من علوم الشريعة المطهرة حتي لايصير عنده التفات الي غير الطريق التي سلكها و ان طريق القوم محررة علي الكتاب و السنة، تحرير الذهب و الجوهر، فمن لم يكن من أكابر العلماء لايفلح فيها، لأن له في كل حركة و سكون ميزانا شرعيا يجب عليه عمله قبل الفعل و الله أعلم».

ج- وهاهو الإمام العارف الكبير الشيخ عبد الوهاب الشعرانى (ت 973 هـ) تلميذ السيوطى قد امتلأت كتبه بنقد مرير ولاذع لمدعى التصوف فى عصره وفضلا عن الإشارات التى لا تحصر فى مؤلفاته عن ذلك فقد خصص مؤلفا مستقلا لهذه القضية سماه : ((تنبيه المغترين أواخر القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر))
وقد وصفه فى المقدمة بأنه ((كالسيف القاطع لعنق كل مدع للمشيخة فى هذا الزمان بغير حق لأنه يفلسه حين يرى نفسه منسلخة من أخلاق القوم كما تنسلخ الحية من ثوبها ، وإنى أعرف بعض جماعة بلغهم أمر هذا الكتاب فتكدروا ، ولو أمكنهم سرقته وغسله لفعلوا خوفا أن ينظر فيه أحد ممن يعتقدهم فيتغير اعتقاده فيهم حين يراهم بمعزل عن التخلق بأخلاق القوم … ، وأرجو من فضل الله تعالى أن يكون هذا الكتاب كالمبين لما اندرس من أخلاق القوم رضى الله عنهم بعد الفترة التى حصلت بعد موت الأشياخ الذين أدركناهم فى النصف الأول من القرن العاشر ، فقد أدركنا بحمد الله تعالى نحوا من مائة شيخ كان كل واحد منهم يستسقى به الغيث : كسيدى على المرصفى ، وسيدى محمد الشناوى ، وسيدى أبى السعود الجارحى ، وسيدى تاج الدين الذاكر ، وسيدى على الخواص ، وغيرهم ممن ذكرناهم فى كتاب طبقات العلماء والصوفية .
فكل هؤلاء كانوا على قدم عظيم فى الزهد والعبادة والورع ، وكف الجوارح الظاهرة والباطنة عن استعمالها فى شىء مما نهاهم الله تعالى عنه ، وكان أحدهم لا يقبل شيئا من أموال الولاة ، ولو كان فى غاية الضيق بل يطوى ويجوع حتى يجد الحلال ، ولم يكن أحد منهم يعانى ركوب الخيل ولا الملابس الفاخرة ولا الأطعمة النفيسة … إلا إن وجد ذلك من حلال فى نادر الأوقات … فإياك يا أخى أن تظن بالمشايخ الذين أدركناهم أنهم كانوا مثل هؤلاء فى قلة الورع والقناعة فتسىء الظن بهم ، وإياك يا أخى أن تتظاهر بالمشيخة فى هذا الزمان إلا إن كنت محفوظ الظاهر والباطن من التخليط … فإن تظاهرت بذلك وظاهرك غير محفوظ فقد خنت الله ورسوله وأهل الطريق …))
وأول خلق ذكره بعد المقدمة التمسك بالكتاب والسنة يقول الشعرانى : ((من أخلاق السلف الصالح رضى الله عنهم ملازمة الكتاب والسنة كلزوم الظل للشاخص …))
تنبيه المغترين ، (ص 3-9) ، باختصار وتصرف يسير .

فهل يعقل بعد هذا أن يكون الإمام الشعراني خط بيده ما هو مخالف للشريعة!!!
وقد آلف في كل من خالف شرع الله بكلمة وذكر بعض المشايخ ممن ترجم لهم في الطبقات ونص على سيرهم على الكتاب والسنة فهل يعقل ان ينقل عنهم بعدها ما يخالف الشريعة؟
نترك الحكم لكل عاقل!!

وهذا ما قاله الإمام الشعراني عن الدس في كتبه
1- قال الإمام الشعراني في كتاب الميزان الكبرى
((أسأل الله من فضله ان يحمي هذا الكتاب من كل عدو وحاسد ، يدس فيه ماليس من كلامي مما يخالف ظاهر الشريعة لينفر الناس من مطالعته كما وقع لي ذلك مع بعض الاعداء فانهم دسوا في كتابي المسمى بالبحر المرود في المواثيق والعهود امورا تخالف ظاهر الشريعة وداروا بها في الجامع الازهر وغيره ، وحصل بذلك فتنة عظيمة وماخمدت الفتنة حتى ارسلت لهم نسختي التي عليها خطوط العلماء ففتشها العلماء فلم يجدوا فيها شيئا مما يخالف ظاهر الشريعة مما دسه الاعداء
فالله يغفر لهم ويسامحهم والحمد لله رب العالمين .)) اهـ



2- قال الإمام الشعراني في لطائف المنن (ص/690) ما نصه:
"وأرجو من مدد رسول الله أن يحمي هذا الكتاب من كل عدو وحاسد يدسّ في فواصله أو غضونه ما يخالف ظاهر الشريعة لينفر الناس عن المطالعة فيه، كما فعلوا في كتابي المسمى بالبحر المورود في المواثيق والعهود، وفي مقدمة كتابي المسمى بكشف الغمة عن جميع الأمة"، ثم قال: " فاعلموا ذلك أيها الإخوان وأشيعوه بقصد صيانة الناس عن الوقوع في عرضي بغير حقي وإنما أخبرت الإخوان بالدسّ المذكور في كتبي". اهـ.

3- وأكثر ما دُسَّ عليه في الطبقات الكبرى ولقد أوضح ذلك في كتابه لطائف المنن والأخلاق فقال:
(ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به عليَّ، صبري على الحسدة والأعداء، لما دسوا في كتبي كلاماً يخالف ظاهر الشريعة، وصاروا يستفتون عليَّ زوراً وبهتاناً، ومكاتبتهم فيَّ لِبابِ السلطان، ونحو ذلك. إِعلم يا أخي أن أول ابتلاء وقع لي في مصر من نحو هذا النوع، أنني لما حججْتُ سنة سبع وأربعين وتسعمائة، زَوَّر عليَّ جماعة مسألة فيها خرق لإِجماع الأئمة الأربعة، وهو أنني أفتيتُ بعض الناس بتقديم الصلاة عن وقتها إِذا كان وراء العبد حاجة، قالوا: وشاع ذلك في الحج، وأرسل بعض الأعداء مكاتبات بذلك إِلى مصر من الجبل، فلما وصلتُ إلى مصر، حصل في مِصْرَ رَجٍّ عظيم، حتى وصل ذلك إِلى إِقليم الغربية والشرقية والصعيد وأكابر الدولة بمصر، فحصل لأصحابي غاية الضرر، فما رجعتُ إِلى مصر إِلا وأجد غالب الناس ينظر إِليَّ شذراً، فقلت: ما بال الناس ؟ فأخبروني بالمكاتبات التي جاءتهم من مكة، فلا يعلم عدد من اغتابني، ولاث بعرضي إِلا الله عز وجل.
ثم إِني لما صنفت كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود، وكتب عليه علماء المذاهب الأربعة بمصر، وتسارع الناس لكتابته، فكتبوا منه نحو أربعين نسخة، غار من ذلك الحسدةُ، فاحتالوا على بعض المغفلين من أصحابي، واستعاروا منه نسخته، وكتبوا لهم منها بعض كراريس، ودسوا فيها عقائد زائغة ومسائل خارقة لإِجماع المسلمين، وحكايات وسخريات عن جحا، وابن الراوندي، وسبكوا ذلك في غضون الكتاب في مواضع كثيرة، حتى كأنهم المؤلف، ثم أخذوا تلك الكراريس، وأرسلوها إِلى سوق الكتبِيِّين في يوم السوق، وهو مجمع طلبة العلم، فنظروا في تلك الكراريس، ورأوا اسمي عليها، فاشتراها من لا يخشى الله تعالى، ثم دار بها على علماء جامع الأزهر، ممن كان كتب على الكتاب ومن لم يكتب، فأوقع ذلك فتنة كبيرة، ومكث الناس يلوثون بي في المساجد والأسواق وبيوت الأمراء نحو سنة، وأنا لا أشعر. وانتصر لي الشيخ ناصر الدين اللقاني، وشيخ الإِسلام الحنبلي، والشيخ شهاب الدين بن الجلبي، كل ذلك وأنا لا أشعر، فأرسل لي شخص من المحبين بالجامع الأزهر، وأخبرَني الخبرَ فأرسلت نسختي التي عليها خطوط العلماء، فنظروا فيها، فلم يجدوا فيها شيئاً مما دسه هؤلاء الحسدة، فسبُّوا من فعل ذلك، وهو معروف.
وأعرفُ بعض جماعة من المتهوِّرين، يعتقدون فيَّ السوء إِلى وقتي هذا، وهذا بناء على ما سمعوه أولاً من أُولئك الحسدة، ثم إِن بعض الحسدة، جمع تلك المسائل التي دُسَّت في تلك الكراريس وجعلها عنده، وصار كلما سمع أحداً يكرهني، يقول له: إِن عندي بعض مسائل تتعلق بفلان، فإِن احتجت إِلى شيء منها أطلعتك عليه، ثم صار يعطي بعض المسائل لحاسد بعد حاسد إِلى وقتي هذا، ويستفتون عليَّ وأنا لا أشعر، فلما شعرتُ، أرسلت لجميع علماء الأزهر أنني أنا المقصود بهذه الأسئلة، وهي مفتراة عليَّ، فامتنع العلماء من الكتابة عليها)[كتاب "لطائف المنن والأخلاق" للشعراني ج2. ص190ـ191].

وهذا دليل قاطع على الدس عليه فقد كان رحمه الله بحراً في العلوم وهذا ما جعل الحساد وأعداء الإسلام اللجوء إلى الدس في كتبه في حياته فلك أن تتأمل وتفكر قليلاً ماذا يفعلون بعد موته رضي الله عنه!!!
ولاحظ أن سبب دس الأعداء في كتب الإمام الشعراني لينفروا الناس من مطالعتها وهذا مايفعله أدعياء السلفية فهم ينتقون الروايات الشاذة المدسوسة لينفروا الناس من مطالعة كتب الإمام الشعراني فالله حسبيهم.

وهل بعد كلام صاحب الشأن والتحذير من المدسوسات بنفسه كلام فهو ينبهك ويحذرك ان ما وجد ومخالف لشرع الله فهو مدسوس
وماسبق يدل ولاشك ان كثيرا من كتب الإمام الشعراني تعرضت للدس بما فيها كتاب الطبقات والذي يستدلون به أدعياء السلفية فهى روايات مدسوسة عند المحققين بل وعند الإمام الشعراني ذاته كما وضحنا فلو قارن المُنْصِفُ بين كلام الشعراني رحمه الله تعالى الذي يعلن فيه تمسك الصوفية بالشريعة في جميع كتبه بل لو قارن المنصف بين صفحات كتاب الطبقات نفسه لوجد تبايناً ظاهراً ولظهر له كذب بعض ما في كتاب الطبقات فليس كل ما في الكتاب منسوب للشيخ الشعراني فالعبارات التي خارجة عن الشريعة هي من المدسوسات.

* قول الوهابية لماذا تتركون المدسوس.
نقول قد علم مواضع الدس ونبه عليها وهى لا تخفى على كل مطلع وتم التنبيه عليها والكتاب في حد ذاته كتاب قيم وما فيه من الدس تم التنبيه عليه وايضاحه لكل مريد صادق
ولماذا تصرون على طبع كتاب " السنة " المنسوب لعبد الله بن احمد مع ما فيه من تطاول وسباب على الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان قدس الله سره
ومع ما فيه من الآثار الواهيه والأقوال التي تؤدي بالانسان إلى الكفر ولماذا لا تحذفون منه هذا الهراء ؟
فيقول الوهابية انه يصرون على طبعه لانه كتاب فيه عقيدة السلف وما فيه من ضعيف وموضوع واسرائليات ننبه عليها ونتجنبها ولا ناخذ بها (مع العلم ان هذا الكتاب فيه أقوال كفرية يأبي الأنسان بالفطرة ان يطلع عليها وفي سنده مقال ليس المكان لبسطه فهو لا ينسب لعبدالله بن احمد)
وكذلك نقول أيها الأفاكون نحن ننبه على ما دس على الأمام الشعراني ونتجنبه فلماذا تريدون إلزامنا بالمدسوس والذي أثبتناه بالادلة والبراهين.
فالصوفية تتبرأ من كل قول خالف الشريعة.
وإذا كنتم صادقون فلتتبعوا هذا التنبيه والكتاب حقق وطبعته قوبلت على مخطوطات نادرة ونص المحقق على أماكن الدس بالأدلة والبراهين واورد صور المخطوطات ايضاً والكتاب معلوماته أمامكم
المحقق هو : الشيخ عبدالرحمن حسن محمود .
ومما كُتب على الغلاف أيضاً : قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف ، وهي خالية تماماً من التحريف والخريف .
الناشر : مكتبة الآداب ، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت : 3900868
الطبعة الأولى . 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب ( على حسن ) .
* قول الوهابية لماذا الدس فقط في كتب التصوف

نقول دس الأباطيل والخرافات وجد في جميع علوم الإسلام كما نرى كذلك في التفسير والحديث وفي التاريخ والتصوف وغيرها كما ذكرنا في بداية الرد على شبهات الوهابية وأوردنا امثلة قليلة ليقف المسلم على حقيقة هذا القول وليعلم أن الوهابية تتبع الهوى وانهم لا يلتزمون بالخط الأخلاقي في البحث والنقد بل هم قوم كذب ونفاق والعياذ بالله.
* قول الوهابية لماذا لا تقوموا بحرق هذه الكتب التي بها دس.
ن
قول كما قلنا في ردنا السابق ونعيده ايضاً لعل الله يفتح بها عقول القوم وقلوبهم.
فكتاب الطبقات في مجمله كتاب مفيد وما فيه من الدس قد نبه عليه فكيف ننبذ كتاب لانه وقع فيه بعض الدس فهل حرقنا كتب التفسير والاحاديث لوجود الاسرائليات والموضوعات وغيرها؟؟
وما أحوجنا إِلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإِسلامي الثمين ممَّا لحق به من دس وتحريف وهذا ما يعمل عليه من العلماء.
وقد علم مواضع الدس ونبه عليها وهي لا تخفي علn كل مطلع وتم التنبيه عليها والكتاب في حد ذاته كتاب قيم وما فيه من الدس تم التنبيه عليه وايضاحه لكل مريد صادق
ولماذا تصرون على طبع كتاب " السنة " المنسوب لعبدالله بن احمد مع ما فيه من تطاول وسباب على الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان قدس الله سره
ومع ما فيه من الآثار الواهيه والأقوال التي تؤدي بالانسان إلى الكفر ولماذا لا تحذفون منه هذا الهراء ؟
فيقول الوهابية انه يصرون على طبعه لانه كتاب فيه عقيدة السلف وما فيه من ضعيف وموضوع واسرائليات ننبه عليها ونتجنبها ولا ناخذ بها (مع العلم ان هذا الكتاب فيه أقوال كفرية يأبى الأنسان بالفطرة ان يطلع عليها وفي سنده مقال ليس المكان لبسطه فهو لا ينسب لعبدالله بن احمد في الأصل)
وكذلك نقول أيها الأفاكون نحن ننبه على ما دس على الأمام الشعراني ونتجبنه فلماذا تريدون إلزامنا بالمدسوس والذي أثبتناه بالأدلة والبراهين.
فالصوفية تتبرأ من كل قول خالف الشريعة.
وإذا كنتم صادقون فلتتبعوا هذا التنبيه والكتاب حقق وطبعته قوبلت على مخطوطات نادرة ونص المحقق على اماكن الدس بالادلة والبراهين واورد صور المخطوطات ايضاً والكتاب معلوماته امامكم
المحقق هو : الشيخ عبدالرحمن حسن محمود .
ومما كُتب على الغلاف أيضاً : قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف ، وهي خالية تماماً من التحريف والخريف .
الناشر : مكتبة الآداب ، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت : 3900868
الطبعة الأولى . 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب ( على حسن )

فهل يتعظ الوهابية ويتركوا مهاجمة الصوفية من هذه المدسوسات والشيخ نفسه يتبرأ منها
فالصوفية تتبرأ من اي كلام شنيع ولا يلتزمون به والوهابية بالقوة يريدون الزامنا به.
فهل هذا هو الحق والعدل فهذا منطق الكيل بمكيالين والعياذ بالله.

مكانة الإمام الشعراني عند الائمة والعلماء مع نصهم على الدس في كتبه وهم أئمة مشهور لهم بالفضل والعلم.
نقول قبل بداية سرد الأقوال ونقول الائمة من كتبه قدس الله سره
ان الائمة لم ينكروا كتب أو أنكروا قول على الإمام الشعراني في حياته أو حتى بعد مماته وهذا اكبر دليل على فهم الائمة لاي كلمه مبهمة ودليل قوي على الدس الذي دخل على كتبه وخاصاً كتاب الطبقات الذي هو مصدر تنشيع الوهابية وقد أوردنا الأدلة الواضحة الجلية أن الدس وقع ولا مجال لتكذيبه من الوهابية فهل كل هؤلاء أهل بدع وأهواء .

1- الإمام الخطيب الشربيني صاحب تفسير السراج المنير والمعروف بتفسير الشربيني
وصاحب كتاب مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج وغيرها من الكتب الجليلة
قال الإمام الخطيب الشربيني في تفسيره
عند تفسير قوله تعالى (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) الآية:
تنبيه: هذا ظاهر على القول الثاني وهو قول علقمة والشعبيّ على أنّ ذلك يكون عند طلوع الشمس من مغربها، وأمّا على القول الأوّل وهو قول الحسن على أنّ ذلك يوم القيامة كيف يكون ذلك؟ فقيل: هو تصوير لهولها، قاله البيضاوي، وقال البقاعي في المرضعة: هي من ماتت مع ابنها رضيعاً، وفي ذات الحمل: من ماتت حاملاً، فإنّ كل أحد يقوم على ما مات عليه، وهذا أولى فإني في حال كتابتي في هذا المحل حضر عندي سيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني نفعنا الله تعالى ببركته،فذكرت له هذين القولين، فانشرح صدره لترجيح هذا الثاني، وذلك يوم تاسوعاء من شهر الله المحرّم سنة ست وخمسين وتسعمائة.

وفي الفائدة فوائد:
1- ثناء شافعي وقته الخطيب الشربيني على القطب الشعراني ودعاء الله تعالى أن ينفعه ببركته.
2- جعل قول سيدي الشعراني مرجحاً في فهم الآية.
3- تحديد الوقت المبارك الذي دخل فيه القطب الشعراني على الخطيب الشربيني وهو في يوم تاسوعاء سنة 956.
4- كون ذلك التاريخ تالياً لتأليف الطبقات الكبرى التي هي محل إنكار المنكرين على الإمام الشعراني وبيان عظم قدره عند الشمس الشربيني
فالإمام الشعراني رضي الله عنه فرغ من كتاب الطبقات حسب ما ذكر بخط يده في آخر الكتاب في 15 رجب 952 هـ وهذا يدل علي أن الدس كان بعد وفاة الإمام الشعراني لانه كان محل ثقة وتبجيل الائمة في هذا الوقت فلا يخفي ذلك من قول الإمام الشربيني ومدحه
الإمام الشعراني والانتفاع بعلومه التي لا تخالف الشريعة بالقطع والا كان رد عليه علماء عصره وما مدحوه وتجنبوا كتبه واراءه وهذا عكس ما ذكر ولله الحمد


2
- الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي في كتابه " الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية " [4 / 69 – 74] :
" عبد الوهاب بن أحمد الشعراوى ، شيخنا الإمام العامل ، والهمام الكامل ، إنسان عين ذوى الفضائل ، وعين إنسان الواصلين من ذوى الوسائل ، العابد الزاهد ،الفقيه المحدث ، الصوفى المربى المسلك ، وهو من ذرية الإمام محمد بن الحنفية ... فغلب الحسد على طائفة من الفقهاء والصوفية ، فدسوا عليه في بعضها كلمات تخالف ظاهرها للشريعة ، وعقائد زائغة ، ومسائل تخالف الإجماع ، وأقاموا عليه القيامة ، وشنعوا وسبوا ، ورموه بكل عظيمة ، وبالغوا في الأذى والنميمة ، فخذلهم الله تعالى ، وأظهره عليهم ، وكان مواظبا على السنة ، ومجانبا للبدعة ، مبالغا في الورع ، مؤثرا ذوي الفاقة على نفسه، حتى بملبوسه ، متحملا للأذى ، سالكا طريق العفو ، موزعا أوقاته على العبادة ، ما بين تصنيف و تسليك وإفادة ... وكان يسمع لزاويته دويا كدوي النحل ليلا ونهارا ما بين ذاكر وقارىء ومتهجد ومطالع للكتب وغير ذلك ... ولم يزل قائما على ذلك معظما في صدر الصدور مبجلا في عيون الأعيان بالخير والحبور حتى نقله الله في دار كرامته في سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة ، وكانت جنازته جمع حافل من العلماء ، والفقهاء ، والأمراء ، والفقراء، ودفن بجانب زاويته بين السورين ومضى وخلف ذكرا باقيا وثناءا عطرا ذكيا زاكيا ومددا لا ينكره إلا معاندا محروما ولا يجحده إلا مباهت مأثوم . " أهـ مختصرا

3 – قال ابن العماد الحنبلي في كتابه " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " [8 / 437 – 439] ذاكرا قول الإمام المناوي ومقره عليه :
" وحسده طوائف فدسوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع وعقائد زائغة ومسائل تخالف الإجماع ، وأقاموا عليه القيامة وشنعوا وسبوا ، ورموه بكل عظيمة ، فخذلهم الله وأظهره عليهم ... وكان عظيم الهيبة وافر الجاه والحرمة . أهـ مختصرا

4- كما ورد في موسوعة " سيرة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم " [3 / 256 ] :
" هذا ولا يفوتنا التنبيه على أن الشعراني لم يسلم من الحسّاد والحاقدين الذين ضمنوا بعض كتبه أغاليط , ودسوا بينها إفتراءات هو بعيد عنها كل البعد " أهـ مختصرا

5- وقال حاجي خليفة في كتابه "كشف الظنون " ( 1 / 227 ) :
البحر المورود في المواثيق والعهود
للشيخ : عبد الوهاب بن أحمد الشعراني
المتوفى : سنة ستين وتسعمائة . ( 974 )
دس فيه : بعض أعدائه ما يخالف الشرع ووقعت الفتنة في القاهرة لأجله ذكره في : ( الميزان )

6- وقال النجم الغزي في الكواكب السائرة باعيان المائة العاشرة ترجمتة
عبد الوهاب بن ذوقا الشعراني
عبد الوهاب بن أحمد بن علي أحمد بن محمد بن ذوقا بن موسى بن أحمد السلطان بمدينة تونس.
في عصر الشيخ أبي مدين بن السلطان سعيد بن السلطان قاشين بن السلطان يحيى بن السلطان ذوقا ينتهي نسبه إلى محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنه الشيخ العالم العارف الشعراني نسبة إلى قرية أبي شعرة المصري الشافعي الصوفي قرأ على زين الدين المحلي شرح المحلي على جمع الجوامع، وحاشيته وشرح العقائد للتفتازاني، وحاشية ابن أبي شريف عليه، وشرح المقاصد، وشرح الفصول لأبي طاهر القزويني، وعلى الشيخ نور الدين الجارحي المدرس بجامع الغمري شرح ألفية العراقي للمصنف وشرح الشاطبية، وغيره، وعلى النور السنهوري الضرير الإمام بجامع الأقمر عدة كتب منها شرح نظمه للجرومية، وشرح شذور الذهب، وشرح الألفية للمكودي، وعلى المحقق منلا علي العجمي بباب القرافة قطعة من المطول، والعضد وقطعة من البيضاوي، وعلى الصافي، وعيسى الأخنائي، والشرف الدمياطي الواعظ بالأزهر كل منهم قطعة من المنهاج، وعلى القسطلاني كل المواهب، وغالب شرحه للبخاري، وعلى مجلى قطعة من شرح المنهاج للمحلي هو، الشيخ أبو الحسن البكري، وعلي النور ابن ناصر من شرح المنهاج حلي أيضا إلى أثناء الحج، والنور الأشموني قطعة من شرحه على المنهاج الذي نظمه، وشرح نظمه لجمع الجوامع، وعلى القاضي زكريا شرحه على الروض إلى باب الجهاد، وشرحه للرسالة، ومختصرة لآداب القضاء، وشرح التحرير، وغير ذلك وعلى الشمس الحنبلي قطعة من تفسير البغوي، وعلى البرهان القلقشندي قطعة من شرح المنهاج، وأجاز له، وعلى الشيخ شهاب الدين الرملي الروضة إلى أثناء الخيار، والأعفاف وطالع الكتب مطالعة كثيرة، وكان رحمه الله تعالى من آيات الله تعالى في العلم، والتصوف والتأليف، له طبقات الأولياء ثلاث، والعهود والسنن، وغير ذلك وكتبه كلها نافعة، وقد ثلت كتبه على أنه أجتمع بكثير من العلماء والأولياء والصالحينتوفي رحمه الله تعالى في حدود السبعين وتسعمائة .


7- وقال ابن الغزي في ديوان الإسلام في ترجمة الإمام الشعراني
في الفصل الرابع في الأنساب
الشعراني: عبد الوهاب بن أحمد بن علي، الإمام الحبر البحر العارف شيخ الإسلام الصوفي الشافعي صاحب المؤلفات الكثيرة المتقنة الحافلة: كالعهود. والميزان. وطبقات الأولياء. توفي سنة 973

8- استند الشوكاني إلى كلام حجة الإسلام الشعراني فقال
وقد حكى الشعراني في الميزان أن الأئمة الأربعة كلهم قالوا إذا صح الحديث فهو مذهبنا وليس لأحد قياس ولا حجة اه
القول المفيد في ادلة الاجتهاد والتقليد ص 57

9- الإمام ابن حسين المكي المالكي في حاشيته على أنوار البروق في أنواع الفروق ينقل قول الإمام محمد الامير المالكي المستند إلى قول الإمام الشعراني.

قال الأمير ولو اختير الوقف لكان أنسب وأسلم من افتراء الكذب على الله تعالى وماذا على الشخص إذا لقي ربه جازما بأنه على كل شيء قدير مقتصرا عليه مفوضا علم ما وراء ذلك إليه لكن اشتهر عند الناس كلام الجماعة على حد قول الشاعر :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت . غويت وإن ترشد غزية أرشد
قال وقال الشعراني في اليواقيت يتلخص من جميع كلام الشيخ الأكبر رحمه الله أنه قائل بأن الصفات عين لا غين كشفا ويقينا وبه قال جماعة من المتكلمين وما عليه أهل السنة والجماعة أولى والله تعالى أعلم بالصواب ا هـ .
أنوار البروق في أنواع الفروق ج 2 ص 47


10- وفي عجائب الأثار للجبرتي
مات الاستاذ بقية السلف الشيخ مصلح الدين بن ابي الصلاح عبد الحليم بن يحيى بن عبد الرحمن بن القطب سيدي عبد الوهاب الشعراني قدس سره جلس على سجادة ابيه وجده وكان رجلا صالحا مهيبا مجذوبا
توفي يوم الثلاثاء تاسع ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة والف ولم يعقب الا ابنته وابن عمة له وهو سيدي عبد الرحمن استخلف بعده وابن اخت له من ابراهيم جربجي باشجاويش الجاويشية جعلوا لكل منهم الثلث في الوقف وحرر الفائظ اثني عشر كيسا

وجاء في عجائب الاثار ايضاً
ومات بقية السلف ونتيجة الخلف الشيخ احمد سبط الاستاذ الشيخ عبد الوهاب الشعراني وشيخ السجادة كان انسانا حسنا وقورا مالكا منهج الاحتشام والكمال منجما عن خلطة الناس الا بقدر الحاجة
توفي يوم السبت ثامن صفر من السنة وخلف ولده سيدي عبد الرحمن مراهقا تولى بعده على السجادة مع مشاركة قريبة الشيخ احمد الذي تزوج بوالدته


11- الإمام العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس و إستناده إلى أقوال الإمام العشراني
قال الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء":
((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار)). رواه ابن أبي الدنيا عن عوف بن مالك. ورواه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حبان، وصححوه، عن أبي هريرة، بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه الشعراني في "الميزان" من حديث ابن النجار. وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: ((ستفترق أمتي على نيِّف وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة)). وفي رواية عند الديلمي: ((الهالك منها واحدة)). قال العلماء: هي الزنادقة. وفي هامش "الميزان" المذكور عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). وفي رواية عنه أيضًا: ((تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، إني أعلم أهداها: الجماعة))انتهى. ثم رأيت ما في هامش "الميزان" مذكورًا في تخريج أحاديث "مسند الفردوس" للحافظ ابن حجر، ولفظه: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). أسنده عن أنس. قال: وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس، بلفظ: ((أهداها فرقةً: الجماعة)). انتهى. فلينظر مع المشهور. ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية ـ ولو مآلا ـ فتأمل. وفي الباب عن معاوية، وأبي الدرداء، وابن عمرو، وابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وواثلة، وأبي أمامة. ورواه الترمذي عن ابن [عمرو] بلفظ: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)). قيل: ومن هم؟ قال: ((الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي))
"الكشف" (1/149 ـ 251)

وايضاً
36- - (أبردوا بالطعام ، فإن الطعام الحار غير ذي بركة) قال في التمييز تبعا للأصل أخرجه الطبراني بسند ضعيف ، وزاد في الأصل وذكره الديلمي عن ابن عمر رفعه بلفظ أبردوا بالطعام فإن الحار لا بركة فيه ، ورواه أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم عن أسماء بنت أبي بكر بلفظ أبردوا بالطعام فإنه أعظم للبركة ، ورواه أبو نعيم في الحلية عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الكي والطعام الحار ويقول عليكم بالبارد فإنه ذو بركة ، ألا وإن الحار لا بركة له وروى الطبراني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصحفة تفور ، فرفع يده منها ، وقال إن الله عز وجل لم يطعمنا نارا وقال الشعراني في طبقاته الوسطى وكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل الطعام الحار ، ويقول أبردوه ثم كلوه ، فإن الله لم يطعمنا نارا ، وفي رواية أن الحار غير ذي بركة ، انتهى

وغيرها الكثير فراجع الكشف ستجد الكثير من أقوال الامام العجلوني.
12- خاتمة المحققين محمد امين الشهير بابن عابدين في الدر المختار شرح تنوير الابصار في فقه مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان

قال في معرض الحديث عن الشيخ الاكبر وتبرئته مما نسب اليه
وقد أثنى عليه الشيخ العارف عبد الوهاب الشعراني سيما في كتابه
(تنبيه الاغبياء على قطرة من بحر علوم الاولياء)
(( فعليك به وبالله التوفيق))
حاشية ابن عابدين ج3. ص305، وصاحب الدر المختار الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي المتوفى سنة 1088هـ


13- الإمام الالوسي في غرائب الأغتراب
(
قال بل قد أنكر العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني. قدس سره النوراني. في كتابه الدرر المنثورة. في بيان زبد العلوم المشهورة. كون علم الصوفية باطناً. قال وما أعلم زبدة التصوف الذي وضع القوم فيه رسائلهم فهو نتيجة العمل بالكتاب والسنة فمن عمل بما علم تكلم بما تكلموا. وصار جميع ما قالوه بعض ما عنده لأنه كلما ترقى العبد في باب الأدب مع الله تعالى دق كلامه على الإفهام. إلى أن قال وهذا هو الذي دعا الفقهاء ونحوهم من أهل الحجاب إلى تسمية علم الصوفية بعلم الباطن وليس ذلك بباطن إذ لباطن إنما هو علم الله تعالى. وأما جميع ما علمه الخلق على اختلاف طبقاتهم فهو من علم الظاهر لأنه ظهر للخلق فاعلم ذلك اه.
ص 94

14- الإمام مرتضي الزبيدي في تاج العروس من جواهر القاموس
(( ثم قال شيخنا : وفي كتاب المنهج المطهر للقلب والفؤاد للقطب الشعراني ما نصه : عبد الله جحا هو تابعي كما رأيته بخط الجلال السيوطي ، قال : وكانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك ، وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة ، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة ، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته .
قال الجلال : وغالب ما يذكر عنه من الحكايات المضحكة لا أصل له
قال شيخنا : وذكره غير واحد ونسبوا له كرامات وعلوما جمة . )

وقال ايضاً
وشنو بكسر فتشديد نون مضمومة قرية بالغربية من مصرو منها القطب محمد بن احمد بن عبد الله بن عمر بن هلال الشناوى الصوفى الولى الاحمدي دفين محلة روح وهو ممن اخذ عنه القطب الشعرانى وغيره

15- الدهلوي في عقد الجيد في أحكام الإجتهاد والتقليد ص 31
وهذا الذي ذكرناه من الأمرين هو الذي مشى عليه جماهير العلماء من الآخذين بالمذاهب الأربعة ووصى به أئمة المذاهب أصحابهم قال الشيخ عبدالوهاب الشعراني
في اليواقيت والجواهر
روى عن أبي حنيفة أنه كان يقول لا ينبغي لمن لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي وكان إذا أفتى يقول هذا رأي النعمان بن ثابت يعني نفسه وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن منه فهو أولى بالصواب وكان الإمام مالك يقول ما من أحد إلا ومأخوذ من كلامه ومردود عليه إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم

16- حاشية العطار على شرح الجلال المحلي
وفي الحقيقة السبب واحد وهو عدم تقرير المعصية وهذه ناشئة عنه قال وهو مما أفادنيه القطب الشعراني ( قوله : قال أخو المصنف ) هو بهاء الدين صاحب عروس الأفراح .


وغيرها الكثير مثل
16- حاشية البجيرمي على الخطيب
وأبدى القطب الشعراني في كتابه الميزان معنى لطيفا في عدم مسح الرأس في التيمم فقال : لأن نكتة مسح الرأس في الوضوء الإشارة إلى مسح الكبر وغيره من الأخلاق السيئة .

وكذلك في
17- غمز عيون البصائر شرح كتاب الأشباه والنظائر
18- وحواشي الشرواني
19- حاشية إعانة الطالبين للبكري الدمياطي
20- وحاشية الطحاوي علي المراقي
21- وكذلك الفواكه الدواني
22- وحواشي الصاوي
23- وحاشية العدوي
24- مختصر خليل للخرشي
26- و فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك فتاوى ابن عليش المالكي رحمه الله

27- السيرة الحلبية المسمي إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون علي بن برهان الدين الحلبي
28- وفي دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين للامام ابن علان الصديقي في باب في المبادرة وغيرها الكثير
29- والإمام ابن عجيبة في شرح الحكم العطائية..
29- فتاوى الازهر الشريف مثل المفتي عبد الرحمن قراعة مفتي الديار المصرية في 30 ربيع
الآخر سنة 1339 هـ
30- والشيخ العلامة عطية صقر فكثير من فتاويه يستند فيها إلى الإمام الشعراني بل وإلى كتاب الطبقات نفسه
ففي هذه الفتاوى مثلاً
السيد أحمد البدوى المفتي عطية صقر .مايو 1997
السيد إبراهيم الدسوقى المفتي عطية صقر .مايو 1997
السؤال هل الشيخ إبراهيم الدسوقى ينتسب إلى آل البيت ؟
السيد أبو الحسن الشاذلى المفتي عطية صقر مايو 1997
السؤال من هو أبو الحسن الشاذلى وأين دفن ؟
ويكفيك البحث في فتاوى الأزهر ودار الإفتاء المصرية لتقف على هذه الفتاوى من مجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء منذ افتتاحهم إلى الان
31-وغيرهم الكثير من جل علماء الأمة الإسلامية

وفي كل ما سبق رد على الوهابية في أن من ينقل هم مشايخ معاصرين من الصوفية.
فتأمل أخي المسلم هذه النقول فقد اعتمد على اراء الإمام الشعراني جل علماء الامة من عصره وبعد عصره إلى الأن فكيف بالله عليك نصدق ما يورده الوهابية من المدسوسات فهل غفل كل هؤلاء عن هذا ومدحوه ففي كل نقل يلقبه الائمة في كتبهم بالشيخ العارف الولي الصالح قدس الله سره القطب الخ الخ.
فهل الإمام العجلوني والعطار والالوسي والصاوي والقدوري وابن علان وغيرهم أهل بدع وأهواء عند الوهابية؟؟؟

فأنظر إلى ذكرناه من أسماء الكتب والعلماء فهل تخلو مكتبة من هذه الكتب فكيف نقدح في من مدحه جل الائمة والعلماء ونحن على كتبهم عاله فهل مدحوا من خالف الشرع والعياذ بالله
لتعلم أن تجرؤ بعض الوهابيين الأغرار أحداث الأسنان على الإمام الشعراني هو من باب الهوى فكلامهم هو كلام أهل الأهواء فهل نترك العلماء ونسير خلف كلام أهل البدع والأهواء خوارج هذا العصر.
فهؤلاء هم الذين يتباهون بالإجازات ويحبون على ركبهم لأخذها من شيوخنا فإذا ما ظفروا بها انطلقت ألسنتهم بالسباب والشتائم والنبز لهم فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ومما سبق نعلم علم اليقين أن الوهابية أهل اهواء يروجون لمذهبهم بكل ما مدسوس وثبت دسه بالادلة والبراهين لان هذه المدسوسات أدنى طالب علم باستطاعته تمييز هذا الدس الرخيص فما بالك بمن يدعي انه من طلبة العلم بل من مشايخ المسلمين؟؟

قال تعالى { كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا }
و صدق القائل أولياء الله عرائس ولا يرى العرائس المجرمون ..!

فماذا سيقول الوهابية ؟؟
هل سيرجعون إلى الحق ؟؟
ام ختم على قلوبهم فلا يفقهون قولاً
قال الله تعالى
{ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا }

رضي الله عن إمام العارفين الولي القطب الرباني سيدي عبد الوهاب الشعراني