
17-05-2010, 05:03 AM
|
 |
عضو مجتهد
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
العمر: 47
المشاركات: 114
معدل تقييم المستوى: 17
|
|
الصين تبني سد تيكيزي في أثيوبيا، ليحتجز 9 مليارات متر مكعب من حصة مصر من المياه:
http://www.elfagr.org/NewsDetails.aspx?nwsId=13578&secid=3278
دول منابع النيل تبدأ التصعيد ضد مصر والسودان بافتتاح إثيوبيا سد تانا بيليز الذي يعتبر أكبر سد مائى على النهر:
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=229426
مبارك يدعو لقمة تضم رؤساء دول حوض النيل:
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=131804&issueNo=881&secId=15
أرى أن هذا التحدي المخيف سيخرج مصر من قوقعتها إجباريا لا محالة.
لقد مررنا في الستين عاما الماضية بثلاث مراحل متفاوتة:
1- المرحلة الناصرية التي ساندنا فيها شعوب أفريقيا للتحرر.
2- المرحلة الساداتية، التي صار فيها السادات عضوا في نادي السافاري Safari club مع إسرائيل والسعودية والمغرب وشاه إيران (قبل الثورة الإسلامية)، تحت قيادة المخابرات الأمريكية والفرنسية، لوقف المد الشيوعي في أفريقيا، والإطاحة بالنظم الشيوعية فيها، وكان من نتائج هذه المرحلة اشتعال الحروب الأهلية في عدد من دول أفريقيا كالصومال وأنجولا.. ولا يمكننا أن نلوم هذه الدول إن كانت تحمل ضغائن ضد مصر بسبب هذه المرحلة.
3- المرحلة المباركية، التي انكمشت فيها مصر، وتركت أفريقيا وشأنها، مع المشاركة الرمزية في قوات حفظ السلام في بعض الأحيان.. هذا أفضل مما فعله السادات على كل حال، لكنه لم يكن الصواب، لأنه أهمل مصالحنا الاستراتيجية، على الأقل في دول المنابع.
لاحظوا أن هذه التوليفة الرائعة من التوجهات، جعلت لنا أعداء من كل نوع في أفريقيا: إسلاميون وليبراليون يكرهون عبد الناصر، وشيوعيون يكرهون السادات، ومحبطون ومستضعفون كانوا ينتظرون من مبارك أكثر من هذا!!
وربما جاء الوقت لتحفّز هذه الدول مصر، وتجبرها على الإفاقة من غفوتها والتخلي عن تقوقعها.. ولدينا هنا الخبرة الناصرية والخبرة الساداتية.. يمكننا أن نساعد هذه الشعوب لتكون أفضل، ويمكننا أن نجعلها تدمر نفسها.. أنا أفضل الحل الأول بالتأكيد، لكني في نفس الوقت أجد في الحل الثاني رادعا يجب أن يستخدم للتخويف، وقد أشرت في ردود سابقة إلى ما يمكن عمله مع دول الجوار المعادية لأثيوبيا، والطوائف المناهضة للحكومة الإثيوبية من الداخل.
لهذا قلت سابقا:
(من يدري: ربما تكون هذه الدول هي مفتاح الحل لكل مشاكلنا اليوم إذا ما عالجنا القضية بحكمة وفكر بعيد الأمد.)
فمصر الآن لا تنتظر فحسب رئيسا وطنيا قادرا على قيادتها وحل مشاكلها، بل رئيسا إقليميا، قادرا على قيادة تسع دول وحل مشاكلها.. وكلما زادت الأزمة اختناقا، زاد احتمال ظهور هذا الرئيس، فبدونه سنكون مهددين بالإبادة!
كما أن شعب مصر أيضا سيدكون طرفا في التغيير.. لم أقابل أحدا ليس قلقا على مياه النيل، والجميع ساخطون.. فكما قال جمال حمدان: لقد اشترى الشعب المصري الأمن بالحرية.. ورضي بسلطة مركزية صارمة قمعية، في مقابل تنظيم المياه وإقامة مشاريع الري ، ومنع النزاعات على الأراضي، وحفظ مصر من الطامعين الغزاة.. ولو لم تحافظ الحكومة المصرية على الجزء الخاص بها من هذه الصفقة التاريخية، فلن يلتزم الشعب المصري بالجزء الخاص به.. لا أحد يبيع الحرية مقابل الجوع والعطش والتشرد.. هذه صفقة خاسرة، ولا يوجد فلاح على أرض مصر يمكن أن يقبلها!!
لهذا من يدري.. رب ضارة نافعة.. ربما تفعل دول النابع ما عجز عنه المفكرون والدعاة والأحزاب السياسية، فتحفز تغييرا جذريا طال انتظاره في مصر.. تغييرا في الحكومة والشعب أيضا.. تغييرا في الفكر والعمل معا.
وكما قال جمال حمدان أيضا في إحدى نبوءاته: إن الشعب المصري مقبل على مفترق طرق.. فإما أن يندثر ويختفي من التاريخ، وإما أن يحل كل مشاكله ويحقق النهضة المنتظرة.
إن الاختيار أمامي وأمامك وأمامنا جميعا.. وربما ترجّح كلمة نقولها هنا، أو عمل جاد نؤديه بضمير، إحدى كفتي هذا الاختيار المصيري!
والحكومة لن تفعل كل شيء بمفردها.. إذا أردنا تغيير صيغة العقد التاريخي، فعلينا أن نبدأ بتغيير فكرة أن تفعل الحكومة كل شيء من أجلنا، وتحمينا وتطعمنا ونحن مختبئون في بيوتنا.. لن نستعيد الحرية مجانا.. هناك شراكة في المسئولية يجب أن ندفعها هنا.
أيضا أن أضيف رؤية من زاوية أخرى:
إن ما يحدث لمصر من كوارث ونكبات أمر متوقع ومنطقي، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
(وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا {58}) الإسراء
وقد وضح سبحانه أسباب هذا الإهلاك والتعذيب في قوله:
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا {16}) الإسراء
فلا ضمان من عقاب الله وإهلاكه إلا بالتقوى، والشعوب والبلاد تستحق الخير والرخاء والأمن بالإيمان والتقوى، كما في قوله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {96}) الأعراف.
نحن إذن في انتظار التغيير إلى الأفضل.. وإلى الأتقى.. نحن في انتظار الخلاص من فساد المترفين، وعودة بر الأتقياء وعلم العلماء وفكر المفكرين وعمل المخلصين.. بدون هذا، نحن في انتظار النهاية!
تحياتي
|