حي على الصلاة عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته
المصلى هذه الأيام تحتله المشرفات ، وجدن فيه ملاذاً آمناً من أوامر رئيساتهن و مطعماً و منتدى نسائياً ظريفاً ، لكنه على هذا النحو لا يصلح للصلاة .
أما المدرسات فقد انتهت أشغالهن ببقاء الطلاب في بيوتهم استعداداً للإمتحان فانقلبت حجرة المدرسات منتدى أكثر ظرفاً ، لا ينقطع عنه الضحك و الحديث ، تشحن كل منهن قلقها و غضبها في كلمات و تصوبها على من حولها لعلها تصيب بطلقاتها الفارغة إعجابهن! لا موضع للصلاة في تلك الحجرة ، هكذا وسوس الضعف في النفس.
و حين تخفت الصلاة يضيع ذكر الرحمن و يحضر الإهمال ، ترافقه المشاكل و الخلافات ثم يقع الأذى على بعد كلمات ، تتشعث الصداقة ، تنفصم عرى العمل . في الواقع ، التفاعل المسلسل الذي يبدأ بضياع الذكر لا يقف عند حد .
لا يحيا العمل بغير جو به وفرة من الهدوء و الإحترام و عندها يفيض من الوقت شيئاً أصلي فيه سنن الظهر و الظهر لوقته و أسبح المولى.
لكن الجيل الحالي يشد البساط نحوه فتتهاوى قيم إعتدناها قديماً ، أنصح لهن فيقع نصحي على من يرونني نجمة بينها و بينهم سنين ضوئية لا تنتهي !
و لأن الأمور لا تصلح على هذا النحو لأن طاقتي المادية أقل مما يملك شبابهن ، فإن التواجد مع معظمهن صار غير مقبول .
لكن قيادة السيارة إليّ حالياً ، ما لا أتركه حتى يـبلغ المشوار أجله.
و ما لا أوفق إليه بذاتي فإنني أفتش عمن يعينني فيه . هذه المرة استحضرت إرادتي قوة الصلاة كي تخلصني من هذا الغثاء ، قوة تؤثر فيهن فيتركن لي المقود بلا نزاع. و محرك إذ يعمل تدور العجلة تجاه الحركة و الصلاح. في الصلاة أدعو مولاي : ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ربنا و تقبل دعاء.
يلف الهدوء المكان ، تستأذن بعضهن في العودة لبيوتهن فيؤذن لهن مع تمنيات السلامة لهن فيها.
********
|