حكم الاختلاط للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
حكم الاختلاط في العمل
السؤال :
هل يجوز العمل للفتاة في مكان مختلط مع الرجال ؟ علما بأنه يوجد غيرها من الفتيات في نفس المكان .
( الجواب : ـ)
الذي أرها أ،ه لا يجوز الاختلاط بين الرجال و النساء بعمل حكومي أو بعمل في قطاع خاص أو في مدارس حكومية أو أهلية ، فإن الاختلاط يحصل فيه مفاسد كثيرة ، و لو لم يكن فيه إلا زوال الحياء للمرأة و زوال الهيبة للرجال ، لأنه إذا اختلط الرجال و النساء أصبح لا هيبة عند الرجل من النساء ، و لا حياء عند النساء من الرجال .
و هذا ( أعني الاختلاط بين الرجال و النساء ) خلاف ما تقضيه الشريعة الإسلامية ، و خلاف ما كان عليه السلف الصالح ، ألم تعلم أن النبي جعل النساء مكانا خاصا إذا خرجن إلى مصلى العيد ، لا يختلطن بالرجال كما في الحديث الصحيح أن النبي حين خطب في الرجال نزل و ذهب للنساء فوعظهن و ذكرهن ، و هذا يدل على أنهن لا يسمعن خطبة النبي ، أو إن سمعن لم يستوعبن ما سمعنه من رسول الله .
ثم ألم تعلم أن النبي الذي قال : ( خير صفوف النساء آخرها ، و شرها أولها ، و خير صفوف الرجال أولها و شرها آخرها ) ؟ ! و ما ذاك إلا لقرب أول صفوف النساء من الرجال فكان شر الصفوف ، و لبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف و معلوم أن الإنسان في حال العبادة أبعد ما يكون عما يتعلق بالغريزة الجنسية ، فكيف إذا كان الاختلاط بغير عبادة ؟ ! !
فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فلا يبعد أن تحصل فتنة و شر كبير في هذا الاختلاط
و الذي أدعو إليه إخواننا أن يبتعدوا عن الاختلاط ، و أن يعلموا أ،ه من أضر ما يكون على الرجال ، كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) ، فنحن و الحمد لله – نحن المسلمين – لنا ميزة خاصة يجب أن نتميز بها عن غيرنا و يجب أن نحمد الله سبحانه و تعالى أن منّ علينا بها .
و يجب أن نعلم أننا متبعون لشرع الله الحكيم الذي يعلم ما يصلح العباد و البلاد ، و يجب أن نعلم أن من نفروا عن صراط الله عز و جل و عن شريع الله فإنهم على ضلال و أمرهم صائر إلى الفساد ، و لهذا نسمع أن الأمم التي يختلط نساؤها برجالها أنهم الآن يحاولون بقدر الإمكان أن يتخلصوا من هذا ، و لكن أنى لهم النتاوش من مكان بعيد !
نسأل الله أن يحمي بلادنا و بلاد المسلمين من كل سوء و شر و فتنة .
أجاب عليه فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله