المشهد : الإجتماع السنوي لموظفي المدرسة . حان وقت إجراء القرعة لإختيار أربعة للعمرة.
تتعالى همهمات الرجال : الأمر يخلو من العدالة فعدد المدرسات يفوق المدرسين و المشرفات و الإداريين ، كيف تسنح لرجل فرصة عادلة ؟!
لكن القرعة تقسم الفرص بالعدل فتنتقي مدرساً من الرجال و مدرسة من النساء و مشرفة و محاسبة !
تعلن القرعة اختيار زميلة أثيرة لدي للعمرة ، فتدوي القاعة بالتصفيق ، و يهنأها من حولها و أنا منهن .
تضرب اللحظة معين الذكريات فيتفجر عن لحظة منذ حوالي خمسة عشر عاماً ، قرعة لعمرة ، اختارتني من ضمن آلاف .
أياماً ، كان دعائي يطول الليل و النهار لأجل القرب من رب الوجود في خير بقاع الأرض.
يا قادر ارزقني آداء المناسك .... أحلم به تكراراً و مراراً ، يشغل حواسي ، يصرف عني السوء و المسيئين .
القرعة منحتني فرصة مادية ملموسة ، بددها غياب محارمي فاضطر للتنازل عنها ، أشعر بالخسارة ، ما أريد متناول يدي ثم ينصرف عني .. أولي وجهي قبل العلي الكبير ... و إذا بقرعة لاحقة تختار اسمي للحج .
لكنه نفس العائق ، هنا حيث تلحقني تلك العملية فأناول أمي فرصتي .
يوافق صاحب العمل . و عند ترتيب الورق يكتشف موظف من وثيقة سفري أنني لست من أهل البلد فيسقط النتيجة التي أحضرتها القرعة . أمي لم يعجبها الكلام ، أكثرنا التردد على المسؤول عن تنظيم الرحلة و ألحت أمي عليه فاستجاب لها بعد ممانعة بفضل العلي القدير .
ألغى سعينا قانوناً بالياً لا يسمح للأشقاء العرب بالاستفادة من القرعة ، فحج بفضل سعينا رجلان حرمهما قانون سمج من قطف ثمرة القرعة !
أما عني فقد يسّـر الله لأخي الحج في العام التالي ، فتعلقت به و حججت معه .
****************
|