تاريخ الأزهر ونشأته
بناء الأزهر
الأزهرهو المؤسسة الدينية العلمية الإسلامية العالمية الأكبر في العالم و يوجد في القاهرةجمهورية مصر العربية . يسجل التاريخ أن الأزهر أنشئ في أول عهد الدولة الفاطميةبمصر جامعا باسم (جامع القاهرة الذي سمي الأزهر فيما بعد) حيث أرسى حجر أساسه فيالرابع والعشرين من جمادى الأول 359هجريا\970م
و استغرق بناؤه قرابة السنتين ،و صلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ثاني خلفاء الدولة الفاطمية صلاة الجمعةالأولى من شهر رمضان سنة361 هجريا\972م ، إيذانا باعتماده الجامع الرسمي للدولةالجديدة ، ومقر لنشر الدين و العلم في حلقات الدروس التي انتظمت فيه
و بدأهاالقاضي أبو حنيفة بن محمد القيرواني قاضى الخليفة المعز لدين الله، و تولى التدريسأبناء هذا القاضي من بعده و غيرهم، إلي جانب دراسة علوم أخرى في الدين واللغة والقراءات
والمنطق والفلك .
الأزهر كجامعة :
و لم يلبثالأزهر الشريف أن أصبح جامعة علوم، يتلقى فيه طلاب العلم مختلف المعارف
والفنون: ففي سنة 378هجريا\988م أشار البعض على الخليفة العزيز بالله بتحويل الأزهر الشريفإلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية و العقلية حرصاً على جذب طلاب العلم إليه منكافة الأقطار و قد سمى بالجامع الأزهر نسبة إلي السيدة فاطمة الزهراء الذي ينتسبإليها الفاطميون
و قد حرص الخلفاء الفاطميون على تزويد الجامع الأزهر بالكثيرمن الكتب و المراجع حتى يتيسر للطلاب الوافدين عليه الإطلاع عليها ، كما حرصوا علىتخصيص موارد الإنفاق عليه ، فوقفوا عليه الأوقاف ، وحذا حذوهم كثير من العظماء والأثرياء من أهل الخير من مختلف الدول ، فأنفقوا على فرشه وإنارته و تنظيفه وإمداده بالماء، و على رواتب الخطباء و المشرفين و الأئمة و الطلاب من مختلف .المذاهب الفقهية
الأدوار السياسية للأزهر :
لقد قام الأزهر الشريف ,منذ فجر تاريخه, بأدوار سياسية و ثقافية و روحية خالدة ،ليس في تاريخ مصر فحسب بل في تاريخ الأمة الإسلامية و العربية على مر العصور
فقد كان للأزهر دور سياسي مجيد على مر تاريخه دفع فيه الظلم و الجور و أقر العدل و نشر الأمان ،فكان ملاذاً لعامة الشعب يهرعون إليه في الأزمات ملتمسين من علمائه الإرشاد والتوجيه فيجدون لديهم مواطن الأمان وتفريج الكربات وحل الأزمات
و عندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابليون بونابرت عام1798 م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم فانبعث من داخل الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى و الثانية ، حتى كان للشعب ما أراد بقيادة علمائه ، و رحل الفرنسيون عن مصر .
و كذلك قام الشعب المصري العظيم بقيادة علماء الأزهر بصد الحملة الإنجليزية على مصر سنة 1807م المعروفة باسم حملة فر يزر
و واصلوا جهادهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتى تمام الجلاء
و من فوق منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجهاد المقدس ضد جيوش الطغاة المعتدين عام 1956م فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر ، فكانت صيحة مدوية في أسماع العالمين ، و انتفض الشعب المصري يجاهد المعتدين حتى تمام الانسحاب
و هكذا كان موقف الأزهر الشريف و علمائه من الحياة العامة و السياسية جهاداً في سبيل الله و في سبيل الوطن و دفعا للظلم و العدوان ، ولا غرو فالإسلام دين و دولة