تحدث الدورة السلبية لانعدام التحفيز الذاتي ، عندما يحين وقت المذاكرة الذي حدده الطالب لنفسه كي يبدأ فيه المذاكرة .
فهو قد حدد لنفسه وقت معين ليذاكر جزء معين من المقرر وعندما يحين الوقت المحدد لبدء المذاكرة يحدث أمر من إثنين :
أولاً : يؤخر الطالب المذاكرة ولا يبدأ فيها عندما يحين وقتها الذي حدده .
ثانياً: يبدأ المذاكرة فور أن يحين الوقت المحدد للبدء فيها .
في الحالة الأولى تبدأ الدورة السلبية لانعدام التحفيز ، بينما في الحالة الثانية تبدأ الدورة الإيجابية للتحفيز الذاتي .
وسنكتب الآن عن الدورة السلبية لإنعدام التحفيز الذاتي :
تحدث الدورة السلبية لانعدام التحفيز عندما يؤجل الطالب مذاكرة أو عملاً يعلم بأنه يجب عليه البدء فيه وقد حان وقت البداية ، ولكنه لم يبدأ فيه ، عندها ينعكس هذا التأجيل على الشخصية الداخلية ويتكون لديه شعور داخلي فأحياناً يعتقد بأنه غير كفء وغير مؤهل للمذاكرة واتمام الاعمال في أوقاتها ، وأحياناً أخرى تجده بدأ يكره المذاكرة ووقت المذاكرة ، واحياناً تتكون لديه قناعات ثابتة بأنه ليس من المتفوقين ولن يكون منهم فهو لا يستطيع حتى البدء في المذاكرة فما بالك بالفهم والاستيعاب ثم التفوق الذي يبدو حلماً بعيد المنال وهذا المشاعر الداخلية والتي تقوى حتى تترسخ وتصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية الطالب هذه المشاعر تؤدي لانعدام التحفيز واختفاءه تماماً لدى الطالب وعدم رغبته في المذاكرة ، ويصبح ليس لديه حماس للاجتهاد والتفوق.
وتتعد أسباب تأجيل البدء في المذاكرة لدى الطالب ومن هذه الأسباب :
1. عدم حب المادة أو المقرر الذي يذاكره الطالب : واعتقاده احياناً بأنه يجب أن يحب المادة التي يدرسها ويجب أن تتوافق مع ميوله كي يستطيع مذاكرتها ، ولا يعلم بأن بعض المواد والمقررات نحن نذاكرها ولا ندري السبب فقط لأنها قد تم إقرارها كمتطلبات يجب دراستها لكي يتمكن من انهاء الدرجة العلمية ( بكالوريوس ، ليسانس ..إلخ ، أو الحصول على المجموع المرغوب إذا كان الطالب في الثانوية العامة .
فعندها يجب أن تعلم بأنك يجب أن تذاكر بدون وضع شعورك ناحية المادة أو المقرر الذي تدرسه في الاعتبار وإنما هو واجب ومهمة يجب تنفيذها.
2. عدم معرفة الفائدة من دراسة المادة أو المقرر : ( أي تطبيقات المقرر وأهميته في الحياة ) فالكثير من الطلبة يتساءلون عن الفائدة من دراسة مقرر معين ، وكيف سيفيدهم في الحياة وتجدهم يشتكون من عدم معرفة السبب والغرض من دراسة بعض المواد والمقررات ، بينما أنت في الحقيقة لا يجب ان تعرف السبب كي تذاكر مقرراً معيناً فقط ذاكر المقرر واعتبره مثل بقية المقررات التي تعرف الغرض منها.
3. التعذر بعدم امتلاك مقدرة الحفظ في المقررات التي تحتاج للحفظ ، وعدم امتلاك مقدرة الفهم في المقررات التي تحتاج للفهم : الكثير من الطلبة الذين يعتبر تخصصهم الاساسي علمي ، عندما تصادفهم مادة أو مقرر ذو طبيعة أدبية تجدهم يتعذرون بأنهم علميين والمادة أدبية وهم ليس لديهم مقدرة على الحفظ والعكس أيضاً عندما تجد طلات التخصصات الأدبية وقد قابلتهم مادة علمية تحتاج لبعض الفهم والتحليل العقلي لفهمها ، تجدهم يتعذرون بأن طبيعة تخصصاتهم أدبية ، فكيف لهم فهم المواد العلمية .
4. المثالية : فتجد الطالب لديه إعتقاد بأنه يجب أن يفهم كل شيء ويحفظ كل المعلومات ويحصل الدرجة النهائية في جميع الامتحانات بدون أن ينقص درجة واحدة ، وبالطبع كما نعلم جميعاً يستحيل تحقيق ذلك في كل الاوقات ، وبما أن العقل الباطن للشخص يعلم ذلك فتجده دوماً يتجنب ويؤجل المذاكرة والبدء فيها حتى اللحظات الأخيرة ، عندما لا يكون هناك مفر من البدء في المذاكرة.
في الحقيقة سبب واحد من الاسباب السابقة أو كلها عندما يتمكن من الطالب فتجده بطبيعة الحال ، يفقد التحفيز والحماس تدريجياً نحو المذاكرة والبدء فيها حتى الاوقات النهائية وليالي الامتحانات وعندها يذاكر الطالب تحت ضغط الوقت ، ويكون مستوى طاقته في هذه الحالة منخفض جداً ، مما يؤثر بالتالي على جودة تحصيله العلمي وعلى مستوى التحفيز لديه ، فلك أن تتخيل معي طالب بقي على موعد امتحانه يوم أو يومان أو حتى ثلاثة أيام وهو لم يبدأ بعد في مذاكرة مقرر يتطلب منه أسبوعاً على الاقل كي ينهي قراءته فما بالك بحفظ المعلومات الهامة فيه وفهمه جيداً ، وكيف يكون لديه حماس أو تحفيز للمذاكرة من الاساس .
لا شك بأن تحفزه الذاتي نحو المذاكرة سيقل أو ينعدم تماماً بهذه الطريقة العقيمة في التعامل مع المذاكرة .
فكما نعلم بأن الافعال السلبية تولد حالات نفسية سلبية " فمثلاً تأجيل المذاكرة " قد يولد حالة نفسية سلبية بدءاً من تقليل ثقة الطالب بنفسه مروراً بشعوره بالغضب من نفسه وشعوره بالذنب وتأنيب الضمير لأنه يؤجل شيئاً مهماً لحياته يعلم بأنه يجب عليه فعله والبدء فيه .
فتجد بعض الطلبة يحاول تغيير هذه الحالة النفسية بأن يبدأ في
1- شرب السجائر أو تعاطي ال......
2-او الاسراف في تناول المنبهات
3-أو الاكل بشراهة وبكميات كبيرة كوسيلة لتغيير الحالة النفسية السلبية الحالية
4- النوم الكثير أحياناً نوم اليوم كله كوسيلة للهروب من إحساس الذنب والتقدير الذاتي المنعدم في اللحظة الحالية ..
هذا باختصار ما يحدث في الدورة السلبية للتحفيز الذاتي والتي تقلل مستوى التحفيز والحماس لدى الطالب من الأساس وقد تجر الدورة السلبية لانعدام التحفيز الذاتي لمشاكل اكبر من مجرد الهروب من المذاكرة أو تأجيل وقت المذاكرة وتأخير البدء فيها كما اشرنا سابقاً.
والسلام عليكم ورحمة الله
ده منقوووووووول