الشيخ مكاري سعيد مفتي رواندا :
مصر قصَّرت في دورها حيال إخوتها الأفارقة
الأزهر يستطيع أن يلعب دوراً محورياً للحفاظ علي حقوق مصر في النيل
اعترف الشيخ مكاري سعيد مفتي رواندا ونائب رئيس جمعية مسلمي رواندا بأن هناك أصابع صهيونية تعبث في حوض النيل وتحديداً في رواندا بصفتها تقع في منطقة البحيرات العظمي ولكن الشيخ سعيد أكد أن الأطماع الإسرائيلية في التآمر علي احتياجات مصر من مياه النيل لن تتحقق لأن رواندا ترتبط بعلاقات ودية وطيبة مع مصر وإن كان علي المصريين ومن ورائهم دول العالم العربي والعالم الإسلامي أن يعملوا علي مواجهة التواجد الإسرائيلي الكبير في أفريقيا بمزيد من التواجد العربي والإسلامي في القارة الإفريقية.. جاء ذلك في الحوار الذي أجريناه مع الشيخ مكاري سعيد خلال زيارته للقاهرة والتفاصيل في السطور التالية:
** بداية ما رأيك فيما يُثار حالياً حول وجود دور إسرائيلي مشبوه في المشكلة القائمة في دول حوض النيل؟
* بلا شك فإن رواندا دولة من دول منابع النيل ولابد أن نعي أن منابع النيل أمر متنازع عليه في الأساس بين كل من رواندا وبوروندي وأوغندا فكل دولة تدعي أنها منبع النيل والذي قد لا يعرفه الكثيرون أن الكثير من دول العالم والمؤسسات تأتي إلي رواندا بغرض العبث في حوض النيل وكثير من تلك المؤسسات تعمل وفق أجندة سياسية للتأثير سياسياً علي دول منابع النيل وخصوصاً علي دولتي المصب مصر والسودان وكذلك هناك مؤسسات تعمل وفق أجندة دينية لوقف المد الإسلامي في أفريقيا عن طريق شغل الدول الإسلامية بمشكلة المياه وبذلك تهمل مسألة الدعوة الإسلامية وبالإضافة إلي المؤسسات التي تعمل وفق أجندات سياسية أو دينية هناك أيضاً إسرائيل التي نجحت في بناء علاقات واضحة وقوية مع رواندا ولهذا فنحن كأقلية مسلمة نعيش في رواندا تمام الثقة في قيام الجانب الإسرائيلي باستغلال علاقاته مع رواندا من أجل الضغط سياسياً واقتصادياً علي مصر من خلال العبث في ملف المياه خاصة أن إسرائيل معروفة بمخططاتها التآمرية.
** وماذا عن دوركم كمسلمين في دعم الحقوق المصرية والسودانية في حوض النيل؟
* نحن مع إخواننا المسلمين قلباً وقالباً وما أستطيع أن أقوله لك إن هذه الأمور الخاصة باتفاقيات المياه تتم مناقشتها في البرلمان ونحن لدينا ممثلون مسلمون في البرلمان وهناك تعاون تام بين جمعية مسلمي رواندا وإخوتنا في البرلمان المسلمين حيث نتشاور في كل ما يخص قضايا الأمة الإسلامية وبلا شك فإننا كمسلمين نعلن وقوفنا مع إخواننا المصريين وندعم كل مطالبهم المشروعة ونحن نحرص علي أن نتحاور مع البعثة الدبلوماسية المصرية بحيث نعمل علي تقديم أي دعم ممكن وليعلم الجميع أن مسلمي رواندا رغم أنهم أقلية إلا أنهم علي أهبة الاستعداد لبذل قصاري جهدهم من أجل دعم الحقوق العربية والإسلامية المشروعة ولكن المشكلة أنكم هنا في مصر لا تلحظون هذا وتكاسلتم في الفترة الأخيرة عن الاهتمام بآرائنا في خصوص أزمة المياه والحقيقة أنه رغم ارتباطنا الوثيق بالأزهر والحقيقة أنه وبخلاف الأزهر الشريف فلا أحد في مصر يمد جسور علاقاته معنا.
* هل تعتقد أن الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخراً بين دول حوض النيل والتي قال البعض إن إسرائيل تقف خلفها؟
* دعنا نقول في البداية إن نصيب مصر لن يُمس رغم اننا نعرف جيداً كمسلمين نعيش في رواندا أن هناك كثيراً من المشروعات القائمة بين إسرائيل ورواندا ولكن علي الجانب الآخر فرواندا ترتبط مع مصر بعلاقات طيبة للغاية وهناك الكثير من اتفاقيات التعاون وتبادل للخبراء بين مصر ورواندا ومهما ارتفعت درجة العلاقات بين رواندا وإسرائيل فإن هذا الأمر لن يؤثر علي حق مصر لحوض النيل فهي علاقات مبنية علي أمور أخري فرواندا لم تفكر أبداً في الإضرار بمصالح مصر في حوض النيل.
** بصراحة شديدة فإن هناك من يتهم دول منابع النيل بأنها فتحت أبوابها أمام التواجد الإسرائيلي الذي يهدد نصيب مصر في المياه فما رأيك في تلك الأقوال؟
* لابد أن نقرر حقيقة واقعة وهو أن رواندا وغيرها من دول منابع النيل عانت ويعاني أهلها من الفقر المدقع وقد استغلت إسرائيل ومعها جمعيات وإرساليات التبشير هذا الأمر جيداً فهبطوا علي تلك الدول بالأموال والكساء والغذاء في الوقت الذي تخاذل فيه العالم الإسلامي عن مد يد العون لتلك البلاد في الوقت الذي جاء فيه المبشرون المسيحيون باستثماراتهم الضخمة إلي بلداننا الفقيرة هربت الاستثمارات العربية والإسلامية وهي بالمليارات إلي البنوك الغربية وهكذا استغلت الجماعات اليهودية فقر دول أفريقيا لتحقيق مآربهم التبشيرية وكذلك السياسية.
** هل هذا يعني أن هناك حركات تهويدية في رواندا؟
* نعم بصراحة شديدة هناك حركات تهويدية تعمل في رواندا وليس رواندا فحسب بل كثير من الدول الأفريقية تعج بجماعات التبشير المسيحية واليهودية ويهودية بصفة خاصة حيث لهم مطامع يريدون تحقيقها وهم يستهدفون الإسلام بصفة خاصة حتي وإن لم يعلنونها حتي الآن ولهذا دفع مصر والعالم الإسلامي إلي دعم مسيرة الإسلام والمسلمين لأن الجماعات اليهودية تستغل فقر وجهل الأفارقة المسلمين بالدين لتهويدهم.
** هل تتهم المسلمين والعرب بالتقصير حيال مسلمي رواندا؟
* نعم هذا أمر حقيقي وإن كانت هناك مساهمات عربية وإسلامية ولكنها مساهمات علي استحياء فهي لا تمكن المسلمين من الوقوف أمام الموجات القوية للجماعات التهويدية والتي تأتي وبحوزتها كل الامكانيات المادية والبشرية.
** هل يستطيع الأزهر أن يلعب دوراً علي صعيد التصدي لحملات التهويد والتبشير؟
* ستندهش لو قلت لك إن الأزهر يستطيع أيضاً أن ينقذ ملف مياه النيل فالأزهر مازال والحمد لله يحتل مكانة بارزة في نفوس الكثيرين داخل القارة السمراء وفي رواندا علي سبل المثال لو أبرزنا الوجود الإسلامي في ملف النيل فسوف ينجح المصريون في تحقيق أهدافهم بسهولة لأن الحكومة الرواندية لديها آراء إيجابية مسبقة حيال المسلمين وحيال الشريعة الإسلامية بسبب الدور الكبير الذي لعبه الأئمة المسلمون أثناء مذابح رواندا حيث كان الرواندي يلجأ للمسجد يجد من يؤويه ويحميه بعكس الرواندي الذي كان يلجأ إلي دور العبادة الأخري حيث كان يتعرض للقتل أو الذبح.
__________________

العلم النافع .. صدقة جارية
|