قامت الحملة الشعبية المستقلة بتنظيم زيارة للدكتور محمد البرادعي الي مدينة الفيوم بتاريخ الجمعة 4/6/2010 وقام بترتيب الزيارة عدد من نشطاء الحملة بالفيوم وبدأت الزيارة بوصول الدكتور محمد البرادعي قبل صلاة الجمعة إلي مسجد مبارك بمدينة سنورس حيث كان في استقباله لفيف من الرموز الشعبية ونشطاء الحملة ودخل الدكتور البرادعي المسجد وهو يداعب الصحفيين مبتسما لهم وهم يلاحقونه أثناء توجهه للوضوء وبعد انتهاء خطبة الجمعة وآداء الصلاة احتشد ما يقرب من خمسة آلاف مواطن خارج المسجد ينتظرون خروج البرادعي وعلت الهتافات في صوت واحد : تحيا مصر .. تحيا مصر .. التغيير .. التغيير
وبخروج البرادعي من المسجد إلى جوار عدد من الرموز الشعبية اكتملت الصورة بجماهير تهتف من أعماقها تطلب التغيير وترحب بالبرادعي كرمز للتغيير وبدا المشهد كلوحة رائعة جمعت أهل الفيوم بين شيوخ وأطفال ونساء ورجال وشباب يتدفق من كل ناحية يدفعه الحماس لرؤية البرادعي وتأكيد تاييده عبر الهتافات المتواصلة .. يا برادعي سير سير .. واحنا معاك للتغيير .. البرادعي قالها قوية .. مصر عايزة ديموقراطية .. مش هنلين مش هنطاطي احنا كرهنا الصوت الواطي
وقام الدكتور طه عبد التواب منسق الحملة الشعبية بالفيوم بتقديم الدكتور البرادعي الي الجماهير التي استقبلته بتصفيق حاد وفرحة غامرة وزغاريد انطلقت من السيدات وتحدث الدكتور البرادعي الي الآلاف الذين اصطفوا لسماعه وكانت كلماته قوية لا تعرف التردد قال فيها: "إذا وقفنا معا -ثمانين مليون مصري- وطالبنا بالتغيير فلن يستطيع أي نظام أن يمنعنا من تحقيق حلم التغيير.... لا بد أن نكسر حاجز الخوف ونتحرك من أجل مستقبل أبنائنا، لا بد أن تعود مصر إلي مواطنيها وشعبها....
وتوالت الهتافات وسط الزحام الشديد والتدافع نتيجة زيادة الأعداد التي كانت تتوالي لتأييد الدكتور البرادعي ومشروع التغيير وبعد حوالي 10 دقائق بدأ الدكتور البرادعي بالتحرك في مسيرة شعبية في الشوارع المحيطة بالمسجد وتدافع الناس للسلام عليه ومعانقته وأوقفته سيدة عجوز لتصافحه و قالت له: "ربنا معاك إحنا تعبنا أوي ولازم نغير...."
استمر السير بصعوبة شديدة نظرا لتزايد الأعداد كل لحظة واصطف الكثير في الشرفات وهم يشاركون السائرين في المسيرة الشعبية في الهتاف...
وكان من أبرز ما في المسيرة ارتفاع نسبة الشباب وعدد الأطفال والذين صمموا علي حمل لافتات التغيير وبوسترات الحملة الشعبية المستقلة بل وكانوا يدعون المارة للانضمام للمسيرة.
وبعد ما يقرب من نصف ساعة من السير توقفت المسيرة عند شارع الري لتبدأ فعاليات المؤتمر الشعبي الحاشد الذي لم يكن فيه مكان لموطيء قدم من شدة إقبال الجماهير.
وكان بجوار الدكتور البرادعي في المؤتمر الشاعر عبد الرحمن يوسف المنسق العام للحملة الشعبية ود/ طه عبد التواب منسق الحملة بالفيوم ود /أحمد البرعي من حزب الوفد والنائب مصطفي عوض الله عضو مجلس الشعب عن مدينة الفيوم والمحامي عادل إبراهيم الناشط الحقوقي والعضو السابق بالحزب الوطني والأستاذ الأحمدي قاسم نائب رئيس حزب العمل بالفيوم والمستشار محمد سعيد المستشار بمجلس الدولة والدكتور عصام أحمد الأستاذ بكلية الطب واستشاري جراحة التجميل.
وألقي هؤلاء الرموز كلمات سريعة رحبوا فيها بالدكتور البرادعي وأعربوا عن سعادتهم بوجوده بينهم وبين رجل الشارع الذي يحتاج إلي رمز يثق فيه ليتفاعل مع مشروع التغيير والاصلاح وعند مجيء الدور علي الدكتور البرادعي لإلقاء كلمته انطلقت الزغاريد من السيدات وانطلقت الهتافات : التغيير .. التغيير .. تحيا مصر .. تحيا مصر...
وأعرب الدكتور البرادعي في كلمته عن شكره وامتنانه لأهل الفيوم الذين استقبلوه بهذه الحفاوة وشكر لهم تفاعلهم مع دعوة التغيير وأكد علي أن العدالة الاجتماعية هي ضمان استقرار أي بلد وأ ن الديموقراطية تعني أن تجد رغيف العيش وأن تجد المسكن والمواصلات الآدمية وفرصة عمل تكفل لك حياة كريمة، وأكد الدكتور البرادعي أن ما حدث في غزة هو جريمة إنسانية يعاقب عليها القانون الدولي وأنها نتيجة تراجع دور مصر والدول العربية وأشار إلي أن التغيير قريب جدا منا إذا مضينا نحوه بإرادة حقيقية وكسرنا حاجز الخوف. ووعد البرادعي الجماهير أن يظل في مسيرة التغيير بينهم كواحد منهم ونبه علي أن سفره للخارج هو جزء من ارتباطاته الدولية التي تخص الفائزين بجائزة نوبل وعمله السابق بالوكالة الذرية وفي ختام الكلمة شكر البرادعي الجماهير مرة أخري وقال: "التغيير لن يحدث إلا إذا كنا معا وإنني ادعوكم للتوقيع علي بيان التغيير فهو خطوة أولي تثبت أن هذا الشعب يريد التغيير".
وتم ختم المؤتمر وسارع المحتشدون بمصافحة وعناق البرادعي وأهدته طفلة صغيرة زهرة وقالت له "إحنا بنحبك يا دكتور وعايزة آخد جايزة نوبل زيك"
من كواليس الزيارة
------------
1 –قام أربعة أفراد بإصدار 4 افراد بيان وارساله لبعض الصحف وكتبه أحدهم كنوت علي الفيس بوك وزعموا أنهم ممثلي الجمعية الوطنية في الفيوم وأنهم يرفضون استقبال البرادعي وحقيقة الامر أنه كانت هناك نية من هؤلاء الأفراد المنتمين لبعض الأحزاب لتأسيس فرع للجمعية وطلبوا عقد مؤتمر تأسيسي لتدشين الجمعية بالفيوم وأن يحضره البرادعي ولكن لم يكن ذلك ممكنا بسبب الترتيبات المسبقة لجدول الزيارة التي قامت بها الحملة الشعبية المستقلة
وقد قامت أجهزة الأمن بمحاولات حثيثة لإفشال عقد المؤتمر الشعبي وذلك بتهديد كل أصحاب محلات الفراشة من تأجير كراسي أو عمل صوان في مكان عقد المؤتمر وتم الاعتداء علي بعض اصحاب محلات الفراشة الذين أبدوا استعدادهم لتأجير الكراسي وعمل الصوان وقبل المؤتمر بساعة واحدة تراجع آخر محل عن تأجير الكراسي وعمل الصوان وهنا سارع أهالي المنطقة بالتبرع بكراسي من بيوتهم وكذلك الأطباء من عياداتهم ، أحضر كل منهم ما استطاع من كراسي موجودة في بيته أو عيادته ووصل تفاعل الناس إلي أن زاد عدد الكراسي التي تبرعوا بها لإقامة المؤتمر عن عدد الكراسي التي كان سيتم تأجيرها ، وكان المشهد رائعا حين سارعت سيدات البيوت بعمل مظلات بملايات منزلية لتوفير الظل للحضور في المؤتمر في خطوة أثبتت أن الشعب المصري إذا أراد شيئا فلا يستطيع أحد إيقافه.
2 – قبل المؤتمر بيوم طلبت قيادات حزبية أن تحضر المؤتمر وأن تتحدث فيه ووافقت اللجنة المنظمة وفي يوم المؤتمر لم تظهر هذه القيادات الحزبية نتيجة لضغوط أمنية أكدت عليهم عدم الحضور لمساندة البرادعي.
4 – بعد نجاح المؤتمر والاستقبال الجماهيري غير المسبوق صرح البعض للصحف ولوكالات الأنباء أن هذا الاستقبال نظمته جماعة الإخوان بالفيوم وليس الحملة الشعبية المستقلة بالفيوم ولكن فات هؤلاء أن يعلموا أن جماعة الإخوان المسلمين كانت في نفس الوقت تنظم مظاهرة حاشدة احتشد فيها أكثر من 10 الاف في مكان آخر من مدينة الفيوم للتضامن مع غزة وشهداء أسطول الحرية ورغم وجود عدد من أفراد جماعة الإخوان الذين شاركوا في الاستقبال كأفراد إلا أن الواقع والصور تثبت أن الأغلبية من المشاركين كانوا هم أفراد الشعب وبسطاء الناس الذين حضروا بأطفالهم ليعبروا عن مساندتهم للتغيير.
5 – وقعت وكالة رويترز في هذا الفخ ونشرت تغطية مبدئية كتبها صحفي لم يحضر الحدث أصلا وإنما كتبه من مكتبه وقال فيه أن ألوف الإخوان استقبلوا البرادعي وبدا هذا التناقض في التغطية الثانية التي نشرها موقع رويترز الانجليزي وأشار إلي أن نشطاء الحملة الشعبية المستقلة هم من نظموا هذا المؤتمر والاستقبال الشعبي وأن أغلب الحاضرين هم بسطاء الناس وصدر بيان من الحملة بخصوص ذلك وصلت لرويترز نسخة منه وأكدت علي تعديل ومراجعة التغطية الأولي.
6 – كما سارعت بعض الصحف الصفراء بعمل حملة تشويه ضد شخص البرادعي واتهامه أنه لم يصافح الناس وأنه متعال عليهم وهو ما تنفيه الصور التي توضح مدي الحميمية والحب الجارف الذي استقبل به الناس البرادعي.
7 – بعد النجاح الكبير للزيارة وسعادة الدكتور البرادعي بذلك صرح في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الزيارة أنه من الآن سيعتمد كلية علي الشباب لأنهم يستطيعون ولأنهم قدموا اليوم نموذجا رائعا للنجاح.