عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-06-2010, 10:42 PM
الصورة الرمزية دكتورة نون النسوة
دكتورة نون النسوة دكتورة نون النسوة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0
دكتورة نون النسوة is on a distinguished road
افتراضي الموضوع الثانى

الحيض والإستحاضة
فى حياة كل منا وفى خلال الفترة من البلوغ وحتى إنقطاع المحيض لابد أن نواجه هذا السؤال:

هل ما أعانى منه الآن حيض أم إستحاضة؟


ولأهمية هذا السؤال ولما يترتب على إجابته من أحكام شرعية من صلاة وصيام وقراءة قرآن ومس المصحف وعلاقة زوجية للمتزوجات فلابد لنا أن نعرف الفرق بينهما من الناحية الطبية وكذلك من الناحية الفقهية فهيا بنا لنتعرف على إجابة هذا السؤال
التعريف بهما والفرق بينهما:

الحيض:

هوما كتبه الله على بنات آدم وهو دم يخرج من رحم المرأة وبالتحديد من قعر الرحم بعد بلوغها ( بدءا من سن تسع سنوات وحتى ماقبل العشرين) ،ويكون فى صورة دورة شهرية تبلغ مدتها من 21 يوما وربما تمتد إلى 35 يوما بمعدل متوسط كل 28 يوما -وهذا هو مايحدث فى أغلب الحالات - على أن يكون تواجدها بصورة منتظمة.

حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : (خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج فلما جئنا سرف طمثت فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك قلت لوددت والله أني لم أحج العام قال لعلك نفست قلت نعم قال فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري). رواه البخاري

وسبب خروج دم الحيض هو نتاج التغيرات الفسيولوجية التى تحدث داخل الجسم بوجه عام والجهاز التناسلى للمرأة والرحم بوجه خاص تحت تأثير الهرمونات الأنثوية ( الإستروجين والبروجستيرون).

الإستحاضة:

أما الإستحاضة فهى الدم الخارج من الرحم فى صورة غير منتظمة (لا تأخذ صورة الدورة الشهرية) وبكمية كبيرة (نزف) وتكون صفات الدم الخارج مختلفة عن دم الحيض كما سيتبين لنا.

أسباب الإستحاضة:

- وجود خلل فى إفراز الهرمونات الأنثوية
- الأورام الليفية
- متلازمة تكيس المبيض
- إستخدام موانع الحمل مثل إستخدام اللولب
- بعض الأورام السرطانية
- إستخدام بعض الأدوية التى تتسبب فى سيولة الدم وعدم تجلطه
- بعض أمراض الدم
- نقص فيتامين ك
- بعض أمراض الكبد والكلى والغدة الدرقية
- بعض أمراض المناعة مثل مرض الذئبة الحمراء

لذا ينصح فى حالة وجود إستحاضة بضرورة الكشف الطبى للوقوف على سبب الإستحاضة ومعالجة السبب.

الفرق بين صفات دم الحيض ودم الإستحاضة:

اللون : دم الحيض أسود والاستحاضة دمها أحمر .

الرِّقَّة : فدم الحيض ثخين غليظ والاستحاضة دمها رقيق .

الرائحة : دم الحيض منتن كريه والاستحاضة دمها غير منتن لأنه دم عرق عادي .

التجمد : دم الحيض لا يتجمد إذا ظهر والاستحاضة دمها يتجمد لأنه دم عرق .

وبذلك تتبين صفات دم الحيض فإذا انطبقت على الدم الخارج فهو حيض يوجب الغسل ، ودمه نجس ، أما الاستحاضة فالدم لا يوجب الغسل .

ما هى فترة الحيض وهل لها مدة محددة؟

الأصل في الدم الخارج من المرأة أنه دم حيض حتى يتبين أنه دم استحاضة.
وإذا حاضت المرأة فإن طهرها يكون بانقطاع الدم قلَّ ذلك أو كثر وقد ذهب كثير من الفقهاء إلى أن أقلَّه يوم وليلة وأكثره خمسة عشر يوماً.

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمه الله على أنه لاحدّ لأقلّه وأكثره بل متى وُجد بصفاته المعلومة فهو حيض قلّ أو كَثُر ، قال رحمه الله :

الحيض ، علَّق الله به أحكاماً متعددة في الكتاب والسنَّة ، ولم يقدِّر لا أقله ولا أكثره ، ولا الطهر بين الحيضتين مع عموم بلوى الأمَّة بذلك واحتياجهم إليه .. "

ثم قال :

" والعلماء منهم من يحدُّ أكثرَه وأقلَّه ، ثمَّ يختلفون في التحديد ، ومنهم من يحد أكثره دون أقله والقول الثالث أصح : أنَّه لا حدَّ لا لأقله ولا لأكثره ." مجموع الفتاوى " ( 19 / 237 ) ."

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن امرأة أتاها دم بعد تسعة أيام من الحيضة السابقة .

فقال :
متى جاء الحيض فهو حيض ، سواء طالت المدة بينه وبين الحيضة السابقة أم قصرت ، فإذا حاضت وطهرت وبعد خمسة أيام أو ستة أو عشرة جاءتها العادة مرة ثانية فإنها تجلس لا تصلي لأنه حيض ، وهكذا أبداً كلما طهرت ثم جاء الحيض وجب عليها أن تجلس اهـ .
ما هى علامات الطهر من الحيض؟
تعرف المرأة الطّهر بأحد أمرين :
- نزول القصّة البيضاء وهو سائل أبيض يخرج من الرّحم علامة على الطّهر
- الجفاف التام إذا لم يكن للمرأة هذه القصّة البيضاء فعند ذلك تعرف أنها قد طَهُرت إذا أدخلت في مكان خروج الدم قطنة بيضاء مثلا فخرجت نظيفة فتكون قد طهرت فتغتسل ، ثم تصلي .
وإن خرجت القطنة حمراء أو صفراء أو بنية : فلا تصلي .
وقد كانت النساء يبعثن إلى عائشة بالدّرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء . رواه البخاري معلقاً ( كتاب الحيض ، باب إقبال المحيض وإدباره ) ومالك ( 130 ) .
والدُّرْجة : هو الوعاء التي تضع المرأة طيبها ومتاعها .
والكرسف : القطن .
والقَصَّة : ماء أبيض يخرج عند انتهاء الحيض .
ومعنى الصفرة : أي ماء أصفر .
وأما إن جاءت صُفْرة أو كُدرة في أيام طهر المرأة فإنه لا يُعدّ شيئاً ولا تترك المرأة صلاتها ولا تغتسل لأنه لا يوجب الغسل ولا تكون منه الجنابة .
لحديث أم عطية رضي الله عنها : كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً . رواه أبو داود (307 ) ، ورواه البخاري ( 320 ) ولم يذكر " بعد الطهر " .
ومعنى الكدرة : هي الماء البني الذي يشبه الماء الوسخ .
ومعنى لا نعده شيئاً : أي لا نعده حيضاً ولكنه ماء نجس يوجب غسله ويوجب الوضوء .
وأما إذا اتّصلت القصّة البيضاء بالحيض فهي من الحيض .
رابعاً : إذا اعتقدت المرأة أنها طهرت ثم عاد لها الدم ، فإن كان الدم يحمل صفات الحيض التي سبق بيانها فهو حيض ، وإلا فهو استحاضة .
ففي الأولى : لا تصلي .
وفي الثانية : تتحفظ ، ثم تتوضأ لكل صلاة ، ثم تصلي .
وأما السائل البني وهو ( الكدرة ) كما عرفناه فإن رأته بعد الطهر فحكمه : أنه طاهر لكن يوجب الوضوء فحسب .
وإن رأته في زمن الحيض فحكمه حكم الحيض .
رد مع اقتباس