عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 21-06-2010, 06:37 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
العمر: 62
المشاركات: 11,875
معدل تقييم المستوى: 29
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٢٦ فبراير ١٩٧٨



سؤال : في حديث تليفزيوني امريكي لم يذع بعد ابديت رأيك في عدد منالزعماء السياسيين في العالم .. ولكن ثلاثة منهم كان رأيك فيهم متشابها وكان رأيكأقرب ما يكون الي الشعور بالآسي والاسف عندما تحدثت عنهم وان كانت رنة الاسي هذه قداختلفت حدتها وأسبابها عندك ثلاثتهم هم : الرؤساء نيكسون وبريجينف وحافظ الاسد .. فما هي بالضبط اسباب ذلك .. ؟
الرئيس : قلت هذا فعلا .. وكانت للثلاثة مكانهخاصة عندي ولأسباب مختلفة حقا اما الرئيس الامريكي نيكسون فقد كان صديقا وصادقامعنا لم يكذب في شئ ولم يخذلني في شئ طلبته ولذلك كانت حفاوة الشعب المصري به عندماجاء الي القاهرة قمة في الصدق لم يرها في حياته باعترافه هو - ولم ير الشرق لمثلهذه الحفاوة نظيراً أيضاً
وقد أحزنني ما اصاب الرجل في بلاده وبأيدي مساعديهوأقلام الصحف الامريكية ، وقد حاولت الاتصال به في امريكا في رحلتي الاخيرة ولماتمكن ولكن عندما سافرت الي ميونيخ اتصلت به وبالرئيس فورد ايضا اما الرئيسبريجينيف فهو الرجل السياسي الوحيد في القيادة السوفيتية وهو الرجل الذي اشهد لهبأنه كان يتدخل في حل الازمات التي كثيرا ما وقعت بيني وبين بودجورني وكوسيجينوكليهما من خبراء السياسة الحزبية او أنهما حزبيان فقط وكثيرا ما اختلفت معهما بشدةوبحدة وكان بريجنيف هو الذي يستطيع في الوقت المناسب أن يتدخل وأن يفصل فيالمنازعات بذكاء و فهم سليمين وقد احسن السوفييت تقدير مواقفهم عندما استبعدوابودجورني هذا .. فقد كان عنصر تشويش وتعكير صفو لأية علاقة بين السوفييت ومصر ولابدأن السوفيت سوف يفعلون نفس الشئ مع رجل آخر اسمه بونامرييف فهو اسوأ الناس عندهموهو أسوأ الادوات التي يستخدمونها في نقل المعلومات الخاطئة والاحكام المتعجلة وقدثبت خطؤه عشرات المرات في مصر وفي غيرها ومن أخطائه انه كان يتوقع انقلابا شيوعيايطيح بي واذا به يفاجأ بان كل عملائه علي صبري وشركائه قد اودعوا السجن ولا يزالبريجنبف هو احسنهم جميعا واذا عادت العلاقات العادية مع مصر الي حجمها العادي وعلياساس من الاحترام المتبادل فسوف يكون الفضل في ذلك الي هذا الرجل والي حكمته وحنكتهالسياسية
يبقي حافظ الأسد وإن حزني عليه عظيم فليس كثيرا في الدنيا ان يكونللانسان صديق ، فما أقل الاصدقاء ولكن القليل منهم كثير جدا بل أن الف صديق يجعلالدنيا مشرقة بالأمل والحب والوفاء ، وان عدوًا واحدا لكثير جدا هكذا يقول لناشعراؤنا وحكماؤنا ولم يفهم الناس كثيرا مدي حزني علي فقد جمال عبد الناصر فقد كانصديق العمر كله ولكن الظروف كانت قاسية عليه وعلينا وشاء القدر أن ارث متاعبهوهمومه ، وقد اختلط علي الناس فلم يفرقوا بين ضيقي بالظروف وبين حزني عليه فلميعرفوا إن كنت حزينا عليه أو حزينا علي مصر ولكني طبيعتي تؤكد كل يوم أن أروع ما فيالناس الصديق الصدوق ، وكان جمال عبد الناصر ذلك الطراز النادر من الزعماء ، وقداتخذت حافظ الأسد صديقا وعندما اشتدت الخلافات بين مصر وحزب البعث السوري كنت حريصاعلي ان يظل حافظ الأسد بعيدا عن دائرة الخلاف الحزبي الضيق او حزبيا فقط فكان لهمما أرادوا ولم يكن لي ما أردت معظم الوقت
وقد امضيت سنوات عديدة افصل بين حزبالبعث أو حافظ الأسد وكان سبب ذلك انني اعرف حافظ الاسد واعرف الظروف القاسيةالملتوية التي تدفعه في كل اتجاه والتي تتحكم في علاقاته وصداقاته وكنت اري انالتركيبة السياسية في سوريا مختلفة تماما عن البنية السياسية والاجتماعية في مصر ..وكنت اعرف جيدا ان تاريخ الخلافات بين البلدين من أيام جمال عبدالناصر عنصر هامجداً في تشكيل مجري الأحداث وتعقيد العلاقات وتقييم المعاني والاهداف بين البلدين
ورغم هذا الضباب والرعد والبرق والجليد والطوفان بين مصر، وسوريا فإنني كنت اجدالف سبب لكي اعذر حافظ الأسد كنت ارمي له بأطواق النجاة وكنت اقيم له جزرا منالأعذار والمبررات انقله اليها سالما كريما وكنت حريصا دائما علي أن استبقي حافظالاسد عاليا كبيرا في عيني واعتقد ان هذا ما تحتمه الصداقة بيني وبينه
ولهذهالاسباب كان اسفي عليه عميقا عندما تقلص حجمه ، وخف وزنه وضاق انفه وارتضي ان يكونحزبيا وان يتضاءل حتي أصبح بعثيا وليس بعد ذلك هو ان لرجل مثل حافظ الاسد إنها صورةبشعة ان يتحول اعز الاصدقاء الي معسكر الاعداء
سؤال : سيادة الرئيس هناك اسباب كثيرة تساق لتفسير موقفك من الرئيسحافظ الاسد من بين هذه الاسباب ، التفسير النفسي للعلاقات بين الزعماء وبسرعة يتحولهذا الموقف النفسي الي موقف قومي وذلك لما لهؤلاء الزعماء من مقدرة خاصة علي تحويلالرأي العام وفقا لوجهات نظرهم فهل يمكن أن يقال أن الاسباب النفسية عند حافظ الاسدقد تحولت الي أسباب قومية فكان هذا الموقف العدائي لحزب البعث وحافظ الاسد من مصروالسادات..؟
الرئيس : ان التفسير النفسي للأحداث هو عنصر هام في تقدير الموقف ،غير أنه ليس التفسير الوحيد ، ولكن دعني ارتب توالي الاسباب والنتائج في عبارةواحدة موجزة وعلي المؤرخين والمجتهدين أن يجدوا ما يشاءون من المقدمات والنتائج ،وأن ينتقوا ما يروقهم من مصادر الضوء يلقونها علي العلاقات بيننا
إنني اضع حزبالبعث أولا فهو مصدر كل انواع سوء الفهم المتعمد الحقد علي مصر، علي فلاسفة هذاالحزب من يردد هذه المعاني ويجد في الحقد تلك البؤر السوداء التي تنبع منها كلالعلاقات بين البلدين منذ وقت طويل ولا أريد ان ادخل في متاهات التاريخ وترتيبا عليموقف حزب البعث وسيطرته علي كل شئ في سوريا يجئ موقف الرئيس الاسد
وفي عصر جمالعبد الناصر ما يؤكد ذلك ثم يضاف الي ذلك عنصر هام جدا هو الاتحادالسوفيتي الذي حرصأيضا علي أن يفصل بين مصر وسوريا يفاضل بين مصر وسوريا ويجعل المسافة أبعد والخلافاعمق ومعني ذلك أنه يستغل حقدا قائما ويضيف اليه أبعاداً أخري أسوأ فاذا وصلنا اليهذه النتيجة لم يكن غريبا بعد ذلك ان يكون موقف الرئيس حافظ الاسد لا مبالياً اومعادياً وفي استطاعتي أن أضيف أسباباً اخري متعددة ومؤكدة ولكن علي عادتي من النظرالي الاشخاص والعلاقات والاشياء لا أحب أن احرق كل السفن ولا أن اقطع الخيوط ويكفيهذا القدر والباقي اعرفه كما يعرفه حافظ الاسد ، ولا أحب ان انظر اليه والي ما كانبيننا علي انه ماض لن يعود
سؤال : هناك من يقول إن السوفييت حاولوا في موازنة علاقتهم بمصروسوريا أن يطبقوا قاعدة جربوها في بلاد كثيرة وأنها نجحت ايضا في الشرق الاوسط هذهالقاعدة تقول اعط السلاح لمن لا يستطيع ان يحارب ولا تعطيه لمن يستطيع فهل هذه هيالقاعدة التي استند اليها السوفييت في تعويض سوريا عن خسائرها وعن ترك مصر بلااستعواض في أشد اللحظات حرجا قبل واثناء وبعد حرب اكتوبر ..؟
الرئيس : لا بأس منالتسليم بهذه القاعدة لبعض الوقت ،ولكن هذا يقتضي أن أعود قليلا الي موقف السوفيتبين البلدين .. كيف اعطوا باليمين وبلا حساب لسوريا ؟ وكيف منعوا باليسار وعن عمدكل سلاح وقطع غيار عن مصر ؟
والكلام معروف وهو لذلك معاد . ولكن وضعه في اطارهالنفسي والاستراتيجي يجعل له دلالة جديدة مختلفة .. ففي يوم السبت ٨ يوليو سنة ١٩٧٢جاءت رسالة من سفارتنا في موسكو تقول بأن الرئيس حافظ الاسد سوف يصل الي القاهرة فياليوم التالي ولم اكن اعلم انه في زيارة سرية لموسكو ، ولابد أن يكون لديه شئ هاماضطره الي ان يسافر سرا ودفعه أيضا الي ان يتوقف في القاهرة كان ذلك في الصيف وكنتفي القاهرة فقد قررت ألا أذهب الي الاسكندرية منذ نكسة ١٩٦٧ فلم تطاوعني نفسي أناصطاف واستحم واسترخي بينما الحالة النفسية عند الشعب والقوات المسلحة بهذا السوءفالهزيمة قد مزقت نفوسنا واجسامنا وعقولنا فراح لون كل شئ أسود إلا قليلا من الاملوسار طعم كل شئ مرا وليس لنا إلا هدف واحد هو الاخذ بالثأر جاء حافظ الاسد ،وقابلته ، وفي الطريق إلي قصر القبة سألته :
خيرا إن شاء الله لم اكن أعلم أنكفي موسكو حتي جاءت هذه الرسالة من سفارتنا -
لقد حصلت علي صفقة أسلحة منالسوفييت ... صفقة عظيمة -
مبروك عليك هذه الصفقة ، ومبروك علينا نحن ايضا ، فكلسلاح نحصل عليه هو اضافة الي قوتي وما-
عندك هو عندي تماما . واي سلاح تحصلعليه هو سلاح لمصر تسلمته الايدي السورية -
انا اعلم ذلك يقينا-
ياحافظ -
نعم -
لعلمك -
نعم ..-
لقد استدعيت السفير السوفيتي أمس ، وحددت لهعشرة أيام منذ أمس لخروج جميع الخبراء السوفيت من - مصر ... هذا قرار نهائي
والعمل بعد هذه الصفقة التي وعدوني بها ؟-
لا شئ .. انت تمضي علي علاقتكبالسوفييت وتحرص علي هذه الصفقة ولا تدخل في هذا النزاع بيني وبين السوفييت ،إنهاأزمة سوء فهم وسوف تنتهي بشكل ما فالسوفييت يحتاجون الي وقت مضاعف لفهم أي موقفولوقت آخر لاستيعابه ووقت ثالث للرد عليه ، ثم وقت أطول لتصحيح مواقفهم الخاطئة انااعرف اسلوبهم هذا، ولذلك سوف العب معهم لعبة الصبر وضبط الاعصاب ولا داعي مطلقا لأنتدخل طرفا وبذلك تفقد الصفقة ويضيع عليك السلاح الذي لم تفلح مصر في الحصول عليواحد من مائه منه، انها ليست صفقة سلاح فقط وانما هناك مشروع بناء سد الفرات ايضا
هذا يضاعف سروري وتمنياتي ، لك بالتوفيق ، وسافر حافظ الاسد عائدا الي بلاده -
ولم يصدق السوفييت أول الامر أنني جاد في إخراج ١٥ الف خبير في اسبوع .. وسفيرهم في القاهرة بعث إليهم يقول إنها مناورة وتهويش سياسي مصري .. وصدقوه ولميصدقوني
وحاولت أن يكون قرار إخراجهم ملفوفا في عبارة سياسية لا تجرحهم أكثر منذلك ، وطلبت إليهم أن نصدر بيانا معا ويجئ في هذا البيان أن مهمتهم قد انتهت وأنخروجهم كان بالاتفاق والتراضي بين الطرفين ولكن السوفييت أصروا علي أن يكون البيانمن جانبنا نحن واننا الذين يجب أن نلف هذا القرار في الصيغة التي نراها ولم يطلبالسوفييت سوي أن يكون خروجهم من أحد المطارات العسكرية وكان لهم ما ارادوا .. وكانخروجهم قبل الموعد المحدد بيوم كامل
وانتهت هذه العملية التي أوجعت السوفييتوأحرجتهم في العالم كله .. والقصة كلها معروفة وهي نهاية لطريق الآلام الذي سرت فيهوحدي ومن ورائي قواتنا المسلحة والشعب المصري كله .. وقد احتملت الكثير من الإهانةالشخصية والهوان القومي وحاولت أن اجد للسوفييت عذرا ، فلم يسعفني إلا عذر واحد وهوأنهم لم يفهموني ، ولم يحاولوا ذلك ، ولهذا قامت حساباتهم كلها علي أنني لست رجلهم، وهذا حساب صحيح ولكنهم رتبوا علي ذلك أشياء كثيرة خرافية ووهمية
فقد زرتموسكو أربع مرات ، ولم اتلق ما يدل علي أن هناك أية نية في رد هذه الزيارات وإنكانوا قد أبلغوني أن الرئيس بريجنيف سوف يزور مصر، قد اضطررت تحت الحاح شديد منهمأن ازور موسكو للمرة الرابعة .. وكنت اعلم سبب هذه الزيارة وكان ذلك قبل طردالخبراء وكان من أسباب هذه الزيارة انهم يريدون أن يقولوا للأمريكان أنهم موجودونفي الشرق الاوسط كله ، وفي مصر بصفة خاصة .. وكان قد تحدد موعد زيارة نيكسون
وعلي الرغم من أنني أعلم هذا المعني ، وأن هذه الزيارة ليست الا استعراضاللنفوذ السوفيتي في المنطقة فقد وافقت ورأيت في ذلك نوعا من المرونه هذا اذا اخترتالتعبير المهذب ولكن التعبير الصحيح هو استمرار في الهوان الشخصي من أجل الحصول عليالسلاح، شئ غريب بعد ذلك وقبل ذلك أيضا ٠٠٠ أن يتكدس السلاح في سوريا وفي اسرائيلايضا ، اما في اسرائيل فمفهوم ومنطقي ، فبين امريكا واسرائيل هذه العلاقة الخاصةجدا ، والتي تجددها امريكا في جميع المناسبات الانتخابية والسابقة علي الانتخاباتولكنها في الأصل .. علاقة شرعية ... علاقة أم برضيعها الذي لن ينفطم ابدا
اماالذي يحدث في سوريا فشئ عجيب وقد قال لي حافظ الاسد شخصيا في أوائل سنة ١٩٧٢ إنه لايعرف أين يضع السلاح السوفيتي ولا متي يستوعبه ، إن الجيش السوري يشكو من التخمة ،والجيش المصري يعاني من التضورالعسكري
وهذا يؤكد موقف السوفييت الثابت .. أنيعطوا لسوريا اولا ، ولا يعطوا لمصر .. ولنفس الاسباب التي ذكرتها
سؤال : ولكن حدث بعد ذلك أن تغير السلوك السوفيتي ، فقد وعدوا مصربصفقة من السلاح ونفذوها في أسرع وقت وقد اعترفت سيادتك بأن هذه هي المرة الاوليالتي يفي فيها السوفييت بوعد ، ألم يكن السوفييت في حاجة الي تشجيع من مصر لكييمضوا في هذه السياسة الجديدة ؟
الرئيس : حدث ذلك ولكن الدوافع مختلفة ، فقداعلن السوفييت عن رغبتهم في لقاء مع الفريق احمد اسماعيل وكان وزيراً للحربية فيذلك الوقت ، واحمد اسماعيل هو الرجل الذي أقام الخط بين بورسعيد والسويس بعد ١٩٦٧ ،وهو الذي أدار معركة رأس العش ، وهو الذي أغرق المدمرة ايلات .. ثم انه رجل عسكريمنضبط
سافر احمد اسماعيل الي موسكو ، وقد حكي لهم قصة العذاب الطويل فيعلاقاتنا مع السوفييت وفعلا وعدوه بإرسال أسلحة ، وجاء نصف الصفقة في موعده بل فيموعد مبكر ، وكان ذلك شيئا مدهشا ولم يسبق له نظير في كل الصفقات بين مصر وروسيا
أما الدوافع فهي التي لم يكن في الإمكان تشجيعها فأحمد اسماعيل تعلمفي موسكو وكان صديقا لرئيس الخبراء في مصر ،ثم هو أيضا صديق لاندريوف الذي يرشحونهاليوم خلفا لبريجنيف وقد تصور السوفييت أنه في الإمكان أن يجعلوا احمد اسماعيلرجلهم المقبل في مصر، كما حاولوا ذلك مع عبد الحكيم عامر أيام جمال عبد الناصر،ولكنهم لم يعرفوا احمد اسماعيل جيدا فهو اولا صديق قديم ثم انه رجل عسكري ، وليسرجل سياسة ، ولذلك اخطأوا في حساباتهم عندما تصوروا أن احمد اسماعيل هو الذي سوفيحقق لهم الانقلاب الشيوعي القادم في مصر ، وقد صارحهم المرحوم أحمد اسماعيل بأنهرجل عسكري ولا شأن له بالسياسة ولكنهم لم يفهموه هو ايضا ، وكانت الصفقة التي بعثوابها نوعا من تدعيم مركز احمد اسماعيل واستدراجا له في نفس الوقت ، فلم تكن هذهالصفقة لوجه الله .. وانما كانت لسبب لم يشجعه احمد اسماعيل بل خذلهم فيه ولذلك لميكملوا الصفقة بل أنهم قد قرروا أن يجعلوها نصف صفقة انتظاراً لما سوف يكون عليه ردفعل أحمد اسماعيل أي أنهم اختاروا احمد اسماعيل ولكنه لم يخترهم ، اختاروه وفي نفسالوقت لم يثقوا به وفي هذه الأثناء وحتي قيام حرب اكتوبر توالت الأسلحة السوفيتيهعلي سوريا بغير حساب
سؤال : أليس غريبا أن تكون العلاقة بين مصر وسوريا بهذه القوةوالعمق ، ثم يقوم السوفييت بصدع هذه العلاقة ؟ فلا تحاول سوريا التوسط او ربط ماانقطع وبعد ذلك تتخذ المواقف الغامضـة في حرب اكتوبر بما يعطي انطباعا بالتواطؤ معالسوفييت ضد مصر ؟
الرئيس : هذا السؤال فيه الإجابة ايضا فقد حدث في اكتوبر ١٩٧٣ أن تلقيت برقية من حافظ الاسد بأنه في موسكو وأنه سوف يمر بالقاهرة ولكن لميكن من الصعب أن أتأكد من أن السوفييت قد طلبوه ليتوسط بيننا وأن ينقل إلينا رغبةالسوفييت في لقاء مع رئيس الوزراء المصري ووعد بأن يزورنا بريجنيف في أوائل ١٩٧٣رداً علي زياراتي الأربع وعندما سافر حافظ الأسد إلي موسكو كانت في جيبه نسخة منالخطاب الذي يعثت به الي القادة السوفييت في أغسطس ١٩٧٢ وبعثت به ايضا الي الرئيسبومدين ، ونص هذا الخطاب منشور بالكامل في كتابي " البحث عن الذات " الذي سوف يصدرفي امريكا في نهاية مارس القادم ،اما الذي حدث في حرب اكتوبر فيمكن إضافته اليالألغاز في العلاقات المصرية السورية والعلاقات السورية السوفييتية ، فقد نقل ليالسفير السوفيتي فلاديمير فينوجرادوف نداء عاجلا من السوفييت وقف إطلاق الناراستجابة لرغبة سوريا وأرسلت الي سوريا وتباطأت في الرد ٢٤ ساعة لتقول إن شيئاً منذلك لم يحدث ، ولكنها لا تفهم لماذا يفتري عليها السوفييت ثم جاء السفير السوفيتييؤكد طلب سوريا وأكدت له أن حافظ الاسد ينكر ذلك تماما
وفي نفس الوقت نريالسوفييت يسمحون لعدد أكبر من المهاجرين اليهود بالسفر الي اسرائيل وفي نفس الوقتتغرق اسرائيل سفينة سوفيتية في ميناء طرطوس أثناء تفريغ شحنات من الذخائر والسلاحلسوريا، ونسمع أن السوفيت يتهمون اسرائيل بالاجرام لأنها قد اصبحت علي مدي ٢٥ ميلامن دمشق ولم يعد سرا عسكريا اليوم أن يقال إن سوريا قد خرجت من الحرب في يوم ٨اكتوبر ١٩٧٣ أي في اليوم الثالث للمعركة ، وبينما ظلت مصر ١٧ يوما من بينها عشرةايام في مواجهة عسكرية مع امريكا بل إننا اسقطنا طائرات اسرائيلية وقطعنا ذيولهابعد ذلك واكتشفنا أن هذه الطائرات من امريكا وجنوب افريقيا ويكفي في الدليل علي ماحدث في اليوم الثالث للمعركة أن نتذكر ما قاله موشي ديان لرؤساء تحرير الصحف فقدفاجأهم بقوله الآن فقط لم تعد لدنيا أيه قوة لكي نلقي بالمصريين في قناة السويس دونأن يكون في ذلك القضاء التام علي قواتنا واذا فعلنا ذلك فسوف نفقد جيشنا كله وتصبحاسرائيل بلا جيش أما في جنوب سيناء فالطريق كله مفتوح تماما في اتجاه ابو رديس وأشككثيرا في قدرة قواتنا علي سد هذه الهوة الواسعة ويمكنني أن اقول الآن وامام العالمكله إننا لم نعد في قوة المصريين
وقال موشي ديان إنه سوف يعلن بيانا بهذا المعني علي الشعب في نشرةأخبار الساعة الحادية عشرة ولكن منعته جولدا مائير من إلقاء هذا البيان وقال ديانفي ذلك الوقت ، وإن كان يتنصل الآن من كثير من انعكاساته العصبية في أثناء الحرب : إن الروح لم تعد ترد له إلا عندما اصبحت قواته علي مدي ٢٥ ميلا من دمشق
وقدصارحني حافظ الاسد ولابد أنه فعل ذلك مع زعماء عرب آخرين بأنه فقد في يوم واحد ١٢٠٠دبابة أما هذه الخسارة الفادحة فقد استعوضها من السوفييت بعد ذلك بل أن العراقبعثوا بدبابات لمساعدة سوريا وحاول حافظ الاسد توريط الملك حسين وقد نصحت الملكحسين ألا يتورط .. وأن يكتفي بإرسال قواته لتساعد سوريا فبعث اليها بلواء مدرعوالصورة كانت هكذا السوفييت عوضوا حافظ الأسد عن خسارة وأضافوا الي ذلك الكثير .. والعراق ساعدته والاردن أيضا
وقبل وقف اطلاق النار يوم ٢٢ اكتوبر كان لدي سوريا اكثر مما تحتاجمن السلاح والذخيرة .. ولا شئ من ذلك لمصر .. ولا أحد يحتاج الي مجهود كبير ليستخرجالمعني من هذا التمييز في المعاملة والإصرار علي ذلك .. وما زلت أقول إنه لو كانعندي لواء واحد مدرع لتغير وجه الحرب تماما . وهذه حقيقة يعرفها العسكريون وقد عقدتالندوات العسكرية في اسرائيل ، وفي بريطانيا وامريكا ، علي رأيي هذا وأقروني عليه ،حتي كانت مبادرتي بالسلام في الشرق الاوسط فخلقت هذه المبادرة وضعا غريبا في سوريا، ولابد أن الفكر
السياسي يتساءل : ماهو الممكن لتحقيق السلام العادل وما هو المستحيل؟ كيف يمكن تحريرالارض مع حظر السلاح علي مصر من السوفييت ، ومن امريكا ، ولو كانالسوفييت لا يعطون السلاح لكل الدول العربية لأصبح ذلك حظرا شاملا علي المنطقة وفينفس الوقت كيف يقبل السوفييت فرض هذا الحظر في مواجهة الإغداق الامريكي الهائل علياسرائيل ؟ ولكن السوفييت يعطون لسوريا وغيرها بلا حساب ولأسباب مختلفة ، إذن هميعطون أي يبيعون ، ثم إن مصر ما تزال دولة حرة وتحاول أن تسترد ارضها وفي نفس الوقتتساعد كثيرا من الدول علي نيل حريتها
وموقف مصر هذا لا يرضي السوفييت ، اذن ماالذي يرضي السوفييت ؟ لابد ان الذي يرضيهم هو الموقف السوري، والموقف السوري هوالتبعية الكاملة للسوفييت وفي نفس الوقت العداء لمصر ، وأما موقف أمريكا فلابد أنيتغير بعد مبادرتي للسلام ، فليس معقولا ولا مقبولا كما ذكرت من قبل ان نقع تحتالحظر السوفيتي والحظر الامريكي معا ، صحيح أن مصر قد وجدت وسيلة للحصول علي سلاحمن موارد مختلفة ولكن ليس منطقيا أن تكون امريكا طرفا وضمانا للسلاح في المنطقة معاستمرارها في تصعيد الاستعداد للقتال وتشجيع اسرائيل علي العدوان او التهديد به
والشئ الممكن في الموقف هو أن نحرك الركود الذي أدي الي فرض الأمر الواقع علينانحن العرب ، والأمر الواقع هو استسلام عاجز ولسنا عاجزين ، ويجب ألا نكون ، والذيفعلته هو تحريك منظم وشامل للموقف كله
ومع أننا جميعا دعاة سلام عربا وغير عربفقد تقاربت بعض وجهات النظر العربية ووجهات النظر المتطرفة في اسرائيل ولدرجة تجعلالانسان يتخيل أن هناك ما يشبه الاتفاق علي تعويق جهود السلام وحتي لا يكون سلامفلا تبقي إلا أبواق الحرب وتجارة السلاح أليس هذا شيئاً يبعث علي الأسي والاسف
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس