حديث الرئيس محمد أنور السادات
لمجلة اكتوبر
فى٩ أبريل ١٩٧٨
سؤال : سيادة الرئيس إن اللقاء السريع بينك وبين وزير الدفاعالاسرائيلي قد فتح علينا ابواباً للاجتهادات والأستنتاجات الكثيرة فمن بين ما قيلإن فايتسمان هذا هو " رجل السادات المفضل " أو أنه الشخص المرغوب فيه عندنا وفي ذلكإشارة الي أن هناك أشخاصا آخرين غير مرغوب فيهم ، وقيل إن السادات يريد أن يحدثصدعا في الحكومة الاسرائيلية .. وقيل إن بيجين قد أرسل وزير الدفاع الي القاهرةووزير الخارجية الي أوروبا حتي لا تتسلط الاضواء علي احدهما دون الآخر وإنك تعلمهذه اللعبة جيداً ولذلك كان ترحيبك الشديد بفايتسمان في أي وقت ولأي سبب
الرئيس : لاحظت ذلك وربما كان سبب هذه الاجتهادات انني قد ابديت رأيي في عيزرا فايتسمانبعد زيارتي للقدس ، فقد رأيت الرجل في القدس ، علي إثر حادث أصابة .. وتحدثت اليه .. ثم رأيته في الاسماعيلية وقلت إنه رجل لطيف وإنه محدث مرح وإنني أحب هذا الطرازالجاد من الناس والمرح أيضا ، عندما تحدثت عن موشي ديان قلت إنه في اجتماعاتالاسماعيلية كان مرنا ، وكان حريصا علي أن يجد نقط الوفاق وان يؤجل النظر في نقطالخلاف .. لعل هذه الملاحظات علي الرجلين ، أو علي فايتسمان بالذات هي التي جعلتالصحف تري أنه الرجل الذي افضل الحديث اليه .. ولكني اعلم يقينا أن القرار السياسيفي النهاية سوف يكون لبيجين وهذا طبيعي وعلي الرغم من أننا اعلنا عن مضمون هذهالزيارة قبل أن يصل فايتسمان الي اسرائيل وقلنا بوضوح إننا نحاول أن نحرك السلاموإن كنا لم نصل الي اتفاق علي المباديء حتي الآن ، بل إنني ذهبت الي ابعد واوضح منذلك عندما قلت إن رد بيجين علي مبادرتي بالسلام لم يصلني بعد فإن التكهنات لم تعرفلها حدا حتي الآن ، ولا أظن أنه في الامكان ان يقال كلام أوضح أو ما سوف تسفر عنهخيالات المحللين في الشرق أو الغرب بعد ذلك
سؤال : سيادة الرئيس عندما جاء بيجين رئيسا لوزراء اسرائيل أعلنت أنبيجين هو صقر الصقور أو أن اسرائيل ليس فيها حمائم او صقور وإنما كلهم صقور وعندماقابلت شاوسيسكو سمعت منه أن بيجين رجل قوي وانه يمكن التفاهم معه وانه اذا اقتنعفهو قادر علي اقناع شعبه بما يراه وكان رأي شاوسيسكو هذا أحد الأسباب التي عجلتباتخاذ قرار المبادرة لأنه يكفي ان يقتنع بيجين بالسلام ليقنع شعبه بذلك .. ثمقابلت بيجين في القدس وفي الاسماعيلية وانفردت به فهل ما يزال رأيك فيه كما كان فيالبداية أو أنه تغير في النهاية
الرئيس : كان من الضروري أن أعرف الكثير عنبيجين وهذا طبيعي فهو طرف في قضية السلام في الشرق الاوسط وهو الرجل الذي شاء ليالقدر أن اجلس اليه وأن اتحدث معه وأن اعرفه عن قرب ليعرفني هو ايضا عن قرب ، ولابدأن شعبه قد اختاره لمزايا يراها فيه ولقد كان عليه اتخاذ القرار في قضاياه المصيريةفالشعب الاسرائيلي بأحزابه المختلفة لهم حسابات سياسية معقدة انتهت باختيار مناحمبيجين فهذا شأنهم ، وهذا قرارهم ولكن لابد أن نتابع ذلك وأن نرصده وأن نبني ايضانحن علي ما نراه اليوم وغدا ولقد اعترف لي زعماء سياسيون في اسرائيل وفي امريكا أنالمبادرة قد أخذت الرجل علي غير استعداد فلم يكن يتصور أنها ممكنه فلم يستعد للسلامقط .. لأنه رجل متشدد بتكوينه ، ولم يكن قد وضع في حسابه أن نخيره بين الارض التياحتلها والسلام الدائم للشعب الاسرائيلي ، فقد دارت في اسرائيل مناقشات عن الارضوالسلام وكان من رأي بن جوريون : السلام اهم من الارض وكان من رأي موشي ديان وآخرين : أن أرضا بغير سلام أفضل من سلام بغير ارض .. يبدو أن مناحم بيجين قد اختار الارضوالسلام معا مع أن معه الكثير من الارض المحتلة وليس عنده سلام فالأرض لم تعطهالسلام وبارليف لم يعط اسرائيل الامان
ورغم أن مبادرتي قد " زلزلت " اسرائيلوهذا التعبير من عندهم وليس من عندي - فإن بيجين يقاوم الرأي العام في العالم كلهمن اقصاه الي اقصاه وبالذات الرأي العام اليهودي والرأي العام الامريكي والرأيالعام الاوربي وهذا ما يجعلني اقول إن مبادرة السلام بدأت مصرية واصبحت عالمية .. ولا دخل لي فيها الآن ، إنها اصبحت من علامات العصر ومن ضروراته واصبح التزامااخلاقيا واقتصاديا وسياسيا أن نحرص علي السلام من أجل شعوبنا ومن أجل العالم كلهواصبحت هذه عقيدة الملايين من الناس .. وقد يكون من اهداف مناحم بيجين أن يجرنا اليمشاكل فرعية لنشغل تماما عن القضية الاساسية عن المباديء ولكن أري من واجبي أن نصبرقليلا وان نعطيه فرصة ليستوعب المبادرة المفاجئة التي كشفت تشدده وتعنته
ولأضربلذلك مثلا واحداً : ففي الكلمة التي ألقاها بيجين في الاسماعيلية وصف حرب ١٩٦٧بأنها حرب دفاعية وانهم من أجل الدفاع عن اسرائيل قد احتلوا سيناء والجولان وقطاعغزة ولم أشأ أن أعلق علي كلامه ورأيت أنه مضطر أن يقول ذلك لاعتبارات حزبية خاصة فياسرائيل ورأيت ان الخلافات الحزبية الكثيرة والائتلاف الحكومي المعقد يحتم عليه أنيقول علنا مالا يقوله سراً وأن هذه اساليب سياسية معروفة ورغم هذا كله فإن الرجلوبمنتهي الصراحة وللأسف لم يدرك أبعاده وفي نفس الوقت لم يدرك الي اي حد قد عرفالعالم كله من الذي يريد السلام ومن الذي يخافه ؟ من الذي يريد الارض علي جثةالسلام ومن الذي يريد السلام دون حاجة الي جثث ودماء
وليس من سلبيات المبادرة أن يقال : إن المبادرة قد كشفت الحكومةالاسرائيلية ، فعرف العالم ان اسرائيل عندما كانت تتهم العرب بأنهم يريدون الحربويريدون إلقاء اسرائيل في البحر كانت واهمة فنحن نريد السلام وعرضناه وذهبت اليابعد ما يتصوره اي انسان في اي عصر إن بن جوريون نفسه كان يحلم بأن يري زعيما عربياشجاعا يجاهر بالتفاوض مع اسرائيل وعاش ومات دون أن يري أو يسمع عن هذا الزعيمالعربي وكاد بن جوريون يفعل ما كان يفعله الفيلسوف الاغريقي الذي امسك مصباحا فيوضح النهار يبحث عن انسان وكانت مبادرتي التي تجاوزت كل حدود الخيال .. والتي انعشتأحلام الناس وجعلتهم يؤمنون بأن السلام ممكن وأن الحياة هبة يجب أن نحرص عليها وأنهليس من الضروري أن يكون هناك ارامل ويتامي وجنازات وعويل في كل بيت ما دمنا قادرينعلي أن نحقق بالعدل سلاماً للجميع
سؤال : سيادة الرئيس تقول ان هناك محاولات لإثارة قضايا جانبيةلتشغلنا عن القضية الاساسية وأننا يجب أن ننتبه لذلك فهل تذكر شيئا مما كان يمكن أننقع فيه ، او لعلنا وقعنا فيه دون ان ندري ؟ الرئيس : إن هناك بعض الحيل السياسيةيلجأ اليها الرجال المتمرسون في المناورة والمداورة والمحاورة وهذه الحيل لكسبالوقت أو اضاعته علينا او لعلهم اذا استدرجوا اليها .. فقد ننتقل من خطأ الي خطأوتستفحل الأخطاء وتتسع الشقة بين الاطراف وبذلك نتعاون علي خلق مساحات من سوءالتفاهم الذي يؤدي الي سوء الفهم
مثلا : ما يقال من أن فايتسمان هو شخص اخترتهانا ولم اختر سواه وأن بيجين يبعث به من حين الي حين ثم يرتبون علي ذلك نتائج بعيدةاو ما يقال - وهذا قرأته من أن بيجين قد استعان باثنين ليست بينهما مودة فهماعديلان : فايتسمان وديان .. وانني عندما " احتضنت " فايتسمان فإنني أحاول أن اضربديان أو اضرب بيجين .. الي آخر " التعليقات " السياسية العجيبة ومن ذلك ايضا بعضالعبارات أو الصفات التي جاءت علي أقلام الصحفيين المصريين مما اغضب بيجين وحاول أنينقل ذلك الي الرأي العام الاسرائيلي أو اليهودي العالمي مع أنه من الممكن أن نجدشيئاً مماثلا او أسوأ غير التي اخترناها لحل مشاكلنا
وقد حاول بيجين - بشكل ما - أن يوحي بأن حكومة كارتر لا تريده أوأنها تضغط علي الشعب الاسرائيلي لتنحيته وسبب ذلك أن امريكا قد احسنت استقبالفايتسمان ايضا وقد أعلن الرئيس كارتر أن أحداً لم يقل ذلك وأنه لاشأن له بالسياسةالداخلية لاسرائيل
وكان المطلوب هو استدراج امريكا الي أن تجرح الشعور العام فياسرائيل وذلك بإشاعة تدخلها في شئونه الداخلية وأخطر من ذلك قضية اثيرت في فترةمبكرة وهي قضية المستعمرات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة وما دار حولها من خلافاتداخل الحكومة الاسرائيلية واختلفوا بشأنها فهناك رأي بضرورة التوسع فيها الآن - أياثناء الكلام عن مؤتمر القاهرة واللجنتين السياسية والعسكرية
ورأي يقول : لاداعي للتوسع فيها أي أن موضوع بقاء المستعمرات او ازالتها ، ليس واردا ، انماالحوار كله حول الاكتفاء بما أقاموه من مستعمرات الي أن ينكشف الموقف
ورأي يقول : إن هذه المستعمرات ليست لها أية اهمية عسكرية .. إن خط بارليف نفسه لم يمنعطائراتنا ولا صواريخنا ولا جنودنا المشاه من الاختراق والقتال والانتصار بعد ذلك .. وتلقينا نحن . بمنتهي حسن النية قضية المستعمرات واستغرقتنا حتي أغرقتنا .. ونسيناالقضية الأهم : الجلاء عن كل الأراضي المحتلة وليس فقط جلاء سكان المستعمرات عنهاأو هدم المستعمرات أو فكها فبعض هذه المستعمرات من البيوت الجاهزة التي تم تركيبهاويسهل فكها عند الضرورة .. وعيزرا فايتسمان قد قال لي في الاسماعيلية وقال للفريقالجمسي
إن هذه المستعمرات ليست لها أية قيمة عسكرية .. ورغم كل الضماناتالتي تقدمت بها وأعلنتها فإن بيجين ما يزال في حالة خوف شديد وقد تركز خوفه اكثرعلي الضفة الغربية فهي مشكلة المشاكل عنده وهو مستعد أن يذهب الي أبعد مدي فيالتفاهم والاتفاق إلا ما يخص الضفة الغربية
سؤال : سيادة الرئيس .. اذا كان موقف بيجين لم يتغير وموقفنا نحنايضا .. لأننا نطالب بإعلان مباديء . وهو يرفض ذلك . ونري أن حل مشكلة سيناء لايستغرق وقتا ولكن لأننا ربطنا سيناء بالقضية الفلسطينية فلا حل لا لسيناء ولاالجولان ولا غزة ولا الضفة الغربية ... فما الذي نتوقعه ؟ وكيف نصل الي حل ؟ واذاكان بيجين يحاول عن طريق ارسال فايتسمان لنا او ديان مستقبلا ، أن يقول لامريكا إنهيريد أن تكون صلته مباشرة مع مصر ورغم ذلك فلم يحدث اي تقدم بل أنك أعلنت أنه لميظهر " ارضية يمكن الوقوف عليها من جديد للتفاهم مع بيجين .. فما هو الموقف الآن ؟وماذا بعد ؟
الرئيس : لقد قلت إن مبادرتي لم تعد مصرية .. او لم تعد ملكا لأحد .. إنها للعالم كله ولذلك فالعالم كله طرف بل إنني اذهب الي أبعد وأعمق من هذافأقول : إنه في قضايا الحرب والسلام لا يوجد شهود عيان أو متفرجون ، وإنما نحنجميعا طرف واحد فالحرب تعم والسلام يعم أيضا .. والذي حدث في قضيتنا قد هز العالمكله
ولذلك لا يصح أن يتفرج العالم علي هذا الذي يجري في الشرق الاوسط ولكن عليالدول والشعوب التي ايدت المبادرة أن تدفع السلام وأن تضغط من أجل أن يتحقق ، ولميحدث في التاريخ أن اهتز وجدان العالم كله لحدث قام به شخص واحد بالنيابة عن اربعينمليونا من المصريين كما حدث بسبب مبادرتي ، ان بعضهم قد وصفني بأنني ارتفعتبالبشرية الي القمر وأن بيجين قد نزل بها تحت الأرض .. ولكن الصحيح أنني قد اعدتالناس الي الارض .. فقد جاءت مبادرة السلام كالقمر اضاءت لنا الارض واضاءت لناانفسنا .. وعرف العالم أننا جادون .. وأننا مخلصون .. فلا خوف من أنها كشفت عنوجوهنا المشرقة الصادقة .. وانما يخاف من الضوء : اللصوص والانتهازيون والمضللون ،وليس في كل ما قمنا به شيء واحد يمكن اخفاؤه فقد جاء كل شيء علنا .. الكلمات عاليةوعلنية .. حتي الهمسات كانت دويا عبر الاقمار الصناعية .. بل إن هناك رأيا آخر يقولإنني مثل اول انسان نزل علي القمر .. وإن هناك محاولات شديدة من بيجين لإخفاء القمر . او تكذيب هذا الذي حدث .. فكيف يمكن أن نطفيء القمر واذا أمكن فكيف نمحو ذلك منعيون الف مليون من سكان الارض رآوني في لحظة واحدة ؟
الحل هو أن يقف العالم كلهيؤدي واجبه الأخلاقي من أجل السلام ومن أجل العدل وفي نفس الوقت يجب ألا نقف نحنايضا متفرجين لأنها قضيتنا في الدرجة الاولي ولذلك فنحن أولي برعايتها وحمايتهاوالدعوة لها
ثم إن امريكا هي صاحبة الدور الأكبر في عملية السلام أو التمهيد لهوتحقيقه في النهاية فأمريكا ليست حكما في مباراة ولا متفرجا ولا وسيطا متطوعا وإنماامريكا شريك لأنها هي التي تطعم اسرائيل وتنفق عليها وتحميها لاعتبارات خاصة .. وكلذلك معروف للعالم كله
سؤال : سيادة الرئيس .. أعلنت منذ وقت مبكر جدا أن اوراق اللعبة فييد امريكا .. وأن ٩٩ % من الأوراق في يدها وتضايق كثيرون من هذا التعبير ورأوا فيهإلغاء لدور الاتحاد السوفيتي ودور الدول العربية ودور مصر ايضا وأن مثل هذه العبارةهي مقامرة منك لأنك قد سلمت القضية كلها لامريكا ولم تترك للعالم كله وللعرب ولمصرإلا ورقة واحدة .. فهل لا يزال هذا رأيك أيضا؟ الرئيس : بل إنني اضيف الي ذلك أن ٩٩.٩ % من اللعبة قد أصبح الآن في يد امريكا ولا مبرر لأن يغضب احد خصوصا اذا عدناالي الحساب السياسي فرأينا معا كيف سارت الاحداث وكيف يمكن أن تسير اليوم وغداولنفعل الآن ما نفعله في الريف عندما يريد الواحد منا أن يقفز فوق احدي القنواتفكلما كانت القناة واسعة ، كان لابد أن يتراجع الي الوراء اكثر
فلنرجع اليالوراء ونعيد النظر الي ما نعرفه وإن كنا ننساه في زحام الاحداث والتعليقاتوالتخمينات والشائعات ونقول : إن امريكا لها علاقة خاصة جدا باسرائيل هذه حقيقة .. ولولا امريكا ما عاشت اسرائيل لا أمس ولا اليوم ولا غدا وهذه حقيقة وتضيق الحكوماتالاسرائيلية بهذه الحقائق فليكن ولكنها حقيقة وهناك مئات الامثلة التي تؤكد أن قلباسرائيل يدق في امريكا ، أي أن شرايين الحياة تجيء من امريكا وعندما كانت حرباكتوبر تدخلت امريكا وانزلت قواتها وقال لي كيسنجر إن امريكا لن تسمح بهزيمةلاسرائيل وهذا معروف ، وحدثت الثغرة وكان من الممكن أن نبتلع هذه الثغرة بما فيهامن ٤٠٠ دبابة وعشرة آلاف جندي ولكن كيسنجر قال لي : وزارة الدفاع الامريكية ستتدخللا محالة
وعندما حدث فك الاشتباك الأول كان نص السطر الاول يقول : اقتراحامريكي لفض الاشتباك بين الطرفين وبعد ذلك جاءت سياسة المكوك او الخطوة خطوة بيناطراف القتال واسرائيل وتفلسف الانهزاميون وتجار الكلام من اصحاب الأقلام وقالوا : إنها قطعة سلام مقابل قطعة ارض .. وحدث فك اشتباك آخر... وكلها جهود امريكية فيالدرجة الاولي وشاء القدر أن أكون صديقا لكثير من زعماء العرب والعالم قبل حرباكتوبر مما أدي الي تضامن عربي - اوروبي - افريقي وكان هذا التضامن الرائع سندي فيالقتال حتي تحقق لنا النصر الذي لم يكن يتوقعه احد والزلزال الذي مازال يئن منه