الله من وراء القصد
أخى العزيز
ارجوا ان تكون يأتم صحة وأفضل حال.
قرأت باهتمام ردكم الكريم على اقتراحي المتواضع . ولقد جاء ردكم واختياركم لموضوع " تدهور وتدنى الأخلاق واللامبالاة في مدارسنا " معبرا على بعد نظركم , وعمق فكركم . فدائما الأفكار الكبار تنبع من الرجال الكبار . فلقد وضعتم أيديكم على جرح عميق لم يجد من يداويه حتى الآن .ونحن لا نزعم هنا اننا سنقدم الحل السحري لهذا الداء العضال . إنما نحاول بجهد ونية خالصة .سائلين المولى -عز وجل – ان يهدينا سواء السبيل .
لقد غمرتني أمواج من الحيرة حينما قرأت ردكم وفكرت فيه , وجالت برأسي عدة أسئلة أرجوا ان يتسع صدركم لعرضها عليكم دون اسهاب .
بداية , ألا ترى معى ان التدهور والتدنى الخلقى أصبح سمة للمجتمع , ومن هنا فمن الطبيعى ان تعانى منه مدارسنا وطلابنا ,فالمدرسة هى مرآة المجتمع . ثانيا , تكلمتم عن أخلاق طلاب القرية و الا تتفق معى ان أخلاق القرية نفسها وقيمها قد اختفت فضلا عن اخلاق طلابها . ثالثا , دائما ما تجرى مقارنة –جائرة – بين الرعيل الاول من معلمى جهينة الابرار – رحمهم الله جميعا –وبين معلمى اليوم , ترى لو ان هولاء الرواد لو عاشوا بيننا الان كانوا يستطيعوا ان يمارسوا اسلوبهم الفذ فى التربية ؟ وهل سيتذكرهم طلابهم بالثناء الحسن ؟ للاسف لقد تغير كل شيى .
لكنى يا أبا عبد الله أشارككم الراى بان هذا الموضوع اصبح من أخطر القضايا التى يجب إن نتعرض لها بالبحث والمناقشة . ولكي يكون هناك منهجية فى الطرح أقترح ان تتم المناقشة حول دور المعلم فى هذه القضية ولو كبداية وهذا سأتناوله فى مساهمة أخرى ان شاء الله –تعالى - .
|