عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 27-06-2010, 04:47 PM
الصورة الرمزية أم عمار قائد الأحرار
أم عمار قائد الأحرار أم عمار قائد الأحرار غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
العمر: 32
المشاركات: 3,125
معدل تقييم المستوى: 20
أم عمار قائد الأحرار is on a distinguished road
افتراضي

الفنانة التائبة "شادية":
ودَّعت 55 عاماً من عمري أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم


بدأت حياتي الفنية وانا صغيرة حيث تبناني مطرب تركي شهير عام 1946
هذا النجاح الذي يراه الناس "منقطع النظير" يسبب لي ألماً منقطع النظير .
طوال حياتي ... لم أجن غير الآلام والريبة والجراح على المستوى الفني!!

التوبة ليست تحطيماً ولا تخريباً للحياة الدنيا .. بل هي التعمير الحقيقي لها

۞۞۞۞۞


الفنانة الكبيرة "شادية
" كانت "نجمة الجماهير" و"معبودة الجماهير"، و"مطربة المراهقين"، على مدى 40 عاماً، قدمت خلالها أكثر من 100 فيلم سينمائي وحوالي 400 أغنية، ثم قدمت أنجح وأشهر المسرحيات العربية، بوقوفها على المسرح عام 1984م، لتقدم مسرحية "ريا وسكينة"، التي دوى نجاحها في كل مكان.. ومن فوق قمة التألق والنجاح النفني، نزلت الفنانة "شادية" إلى أرض الطاعة، رافعة يديها إلى السماء دعاءً ورجاءً بعد أن وضعت يديها على الحقيقة الكبرى.

....................؟
عدم الكلام أفضل ألف مرة.. فما فات من تاريخ فني طويل وعريض لا أحب أن أذكره على الإطلاق، وما بقي من أيام للطاعة لا أحب أن أفسده بالحديث عنه.. ويعجبني القول الطيب:
فيا ليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود، فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب

....................؟
اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.



....................؟
أتذكرها بكل حسرة وندم.. وأتمنى لو محيت من حياتي، منذ أعلنت توبتي عام 1986م... وهذا النجاح الذي يراه الناس "منقطع النظير" يسبب لي ألماً "منقطع النظير كذلك"...
لكنني مع هذا الندم.. أؤمن أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، ولا تزال كلمات المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي تملؤني بالرحمة حين قال لي: "هذه أول خطوة صحيحة في حياتك،.. واطمئني فإن التوبة الصادقة، كما تفتح باب القبول، فإنها تبدل السيئات حسنات وكان الله غفوراً رحيماً.

....................؟
اعتزلت وعمري 55 عاماً تقريباً، وكنت في قمة نجاحي الفني كما يقولون.. ولكني "زهقت" و"مللت" ووجدت نفسي أدور في حلقة مفرغة، فما يعتبره الناس جميلاً وجديداً ومبهراً، لا يمثل أية قيمة بالنسبة لي.. وظلت هذه المشاعر تنتابني منذ أديت فريضة الحج عام 1984م، وكانت هذه أول مرة أذهب فيها إلى الديار المقدسة في حياتي، فرأيت الدنيا كأني لم أرها من قبل.
نحو عالم جديد

....................؟
إذا دخل نور الإيمان إلى القلب، أنار الدنيا أمام عينيك، فرأيت على الناس والأشياء جمالاً ما كنت تراه من قبل.. لقد رأيت مكة "أم القرى"، كأن جبالها أزهى من جبال لبنان وجبال أوروبا. رغم أنها جرداء قاحلة. لكنها تنطق بالجلال والجمال وتفيض بالرحمة.. والكعبة المشرفة التي أسميها بيني وبين نفسي "حبة القلب".. كنت أراها كأن لها نبضاً ولساناً وهي ترى الناس وتكلمهم.. لقد عدت وكلي يقين أنني خطوت خطوات جديدة نحو عالم جديد.

....................؟
أنا إنسانة مرهفة المشاعر والأحاسيس وهكذا يجب أن يكون كل فنان وأتعبد الله تعالى بجماله وجلاله في كونه.. في السماء، في الجبال، في البحار والأنهار، في الطيور والفراشات..

....................؟
هذه كلها شائعات لا تخرج إلا من أفواه الحاقدين على أهل الإيمان، أو الراغبين في الشهرة والتشهير.. ولهم جميعاً نقول: سامحكم الله.


....................؟
حقيقة الحقائق.. هي أن تصل إلى الحقيقة الكبرى.. إلى معرفة الله الواحد الأحد،قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد(4)(الإخلاص).
وأن تدرك أن السعادة الحقيقية، هي وضع القدمين على طريقة عز وجل، وأن طعم الحياة الحقيقي، أن تجد المتعة واللذة في طاعته.. وأن تدرك أنك لا بد وارد عليه اليوم أو غداً.. فأين تذهبون؟!.. والكرم الأكبر أن يضعك الله تبارك وتعالى بين مقام الخوف والرجاء، فتخشاه وتحبه في آن واحد.

....................؟
الإسلام كله رحمة وجمال وحلاوة، والذين يجعلون من الدين والتدين عبئاً ثقيلاً، لا يفهمون روح الإسلام:وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 107(الأنبياء)، والإنسان الراقي.. من المفروض أن يزيده الإسلام رقياً، وذوقاً.. أرأيت أرقى من أن تكون "البسمة" في الإسلام صدقة!!، والكلمة الطيبة صدقة.. ونظرك الحسن في وجه الرجل السيئ النظر إليك صدقة؟! هل هناك جمال أروع أو أرفع من هذا!

....................؟
لا يمكن أن يجد فراغاً من انشغل بطاعة الله ومرضاته.. فالمنشغلون بالله هم "العاملون"، والمنشغلون عن الله هم "الخليّون".

....................؟
كنت كل ليلة بعد انتهاء عرض مسرحية "ريا وسكينة" أذهب في هدوء إلى النيل.. وأظل وقتاً طويلاً أتأمل السماء.. والبحر.. وسكون الليل.. وهدوء السحَر.. وكأن معاني الإبداع الإلهي تتألق أمام ناظري.. وتلوح من كل شيء في الأفق.. كما بدأت أجلس إلى القرآن الكريم في جلسات تلاوة هادئة.. وكانت معاني القرآن تنساب إلى نفسي، وتتجلى على كل ما أراه من جمال حقيقي للكون.
.. ما أجمل أن تقرأ في كون الله تعالى: والليل وما وسق 17 والقمر إذا \تسق 18 لتركبن طبقا عن طبق 19 فما لهم لا يؤمنون 20(الانشقاق).
أو تقرأ قوله تعالى: والليل إذا عسعس 17 والصبح إذا تنفس18 إنه لقول رسول كريم19 ذي قوة عند ذي العرش مكين20 مطاع ثم أمين21 (التكوير).
أو تذوب خشوعاً ورجاء أمام قول الله عز وجل:قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا 109 قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى" إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا 110(الكهف).
هذه الآيات وغيرها.. بل كل آية وكل حرف في القرآن الكريم.. تجعلك تقول آمنت بالله.. فتعال الله الملك الحق.


....................؟
طوال حياتي.. لم أجن غير الآلام والريبة والشك والجراح على المستوى الفني.. فقد كانت كل هذه الأضواء والنجومية والشهرة الجنونية، وهماً وخيالاً حين أتدبره الآن.
وعلى المستوى الشخصي، فقد فقدت شقيقيَّ وجناحيَّ في الدنيا "طاهر ومحمد" وهما في ريعان الشباب.
وعلى المستوى الصحي.. أجريت عدة عمليات جراحية.. استغرقت إحداها 10 ساعات.
ولكني أحمد الله تعالى أنني اعتزلت وأنا في قمة النجومية والتألق والشهرة.. وكان الناس.. حتى المقربون لا يصدقون.. ولكني كنت أصدق وأصْدُق أمام نفسي.

....................؟
التوبة ليست قرار المهزومين أمام القدر.. ولكنها قرار المبصرين لحقائق القدر.
التوبة ليست تحطيماً ولا تخريباً للحياة الدنيا.. بل هي "التعمير" الحقيقي لها.
ولكن لكل إنسان طريقته في القرب من الله.. والناس فيما يشتهون مذاهب.

....................؟
كنت أشعر فعلاً بالوحدة.. رغم أن الدنيا كلها كانت حولي، وملايين المعجبين.. لكن.. كنت بيني وبين نفسي أشعر بالوحدة والوحشة وعدم الانسجام.

....................؟
هذه هي أعظم مرحلة في حياتي على الإطلاق.

....................؟
وعلام أقبل التكريم في أي مهرجان عالمي أو محلي.. على عمل ودعته وانتهى أمره بالنسبة لي؟! لذلك رفضت.. وأرفض أي تكريم من هذا اللون.
حقائق وشبهات

....................؟
اسمي الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، اعتزلت الفن منذ عشرين عاماً تقريباً، عام 1986م، وتركت من عمري 55 عاماً أمام قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. في توبة أرجو لها عند الله القبول، وندم أرجو به المغفرة.

....................؟
بدأت منذ ذلك التاريخ أشعر بذاتي الحقيقية.. وأتواءم مع نفسي، وأشعر بالراحة والسعادة والأمان وصفاء القلب وسكينة الروح.

....................؟
أسأل كل أحبابي أن يدعو لي وأن يحبوا لي الخير، كما أدعو لهم، وأحب الخير لهم جميعاً.

....................؟
الشيخ "الغزالي" يجعلك ترى الإسلام من جديد، والشيخ "الشعراوي" يجعلك تتذوق القرآن من جديد.. والإسلام أصلاً كله صلاة لمن يقترب منه أو يحاول أن يتذوقه.

....................؟
بدأت الرحلة، وأنا متوافقة فيها مع فطرتي، حيث بدأت أسأل نفسي بصدق: وماذا تجدي كل هذه الأضواء، وهذه الشهرة، وهي عبارة عن ضجيج وصخب وملل، وعالم مليء بالنفاق والدس والفتنة والنميمة، والانتهازية والتكالب؟!
ثم بدأت أحرص على الصلاة.. وأتذوق معنى التوكل على الله.. ثم بدأت شيئاً فشيئاً أنسحب من صخب الوسط الفني وسهراته وهذيانه.
وفي أحد أيام الخير.. ومع صوت أذان الفجر.. صليت.. في هدوء وسكينة.. وفتح باب الرحمن الذي لا يغلق أمام أحد أبداً والله هو التواب الرحيم.

....................؟
أقرأ في كل علوم الإسلام.. فالفنان والفنانة الذي كان يحفظ دوره عن ظهر قلب.. ويتقمص الدور كأنه هو.. أحرى به في ميدان الطاعة.. أن يعبد الله عن علم.. وأن يحيا فرائض وشعائر الإسلام كأنه المخاطب بها وحده.

....................؟
لي صداقات كثيرة.. بمجموعة من المخلصين.. من أمثال الأخت "شمس البارودي"، والمرحومة الشاعرة "علية الجعار"، و"ياسمين الحصري"، وسكرتيرتي السابقة "عطيات".. وأُنسي الأول والأخير بذكر الله عز وجل.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب (الرعد:28).