عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-06-2010, 12:09 PM
الصورة الرمزية مسترسمير إبراهيم
مسترسمير إبراهيم مسترسمير إبراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 5,807
معدل تقييم المستوى: 21
مسترسمير إبراهيم is on a distinguished road
Exll ملف: صندوق الدنيا... للكاتب الكبير أحمد بهجت ((متجدد))

صندوق الدنيا
الحرير حرام
بقلم: أحمد بهجت


قبل الثورة بقليل وربما بعدها أيضا كان بعض خطباء المساجد يدعون للسلطان قلاوون أن ينصره الله علي من يعاديه‏.‏ وكانت هذه الدعوة توجه للمناطق النائية من ريف مصر أو الصعيد أو البراري غير مدركة أن السلطان قلاوون قد توفي الي رحمة الله وأن عرش مصر قد صار مسكونا بغيره‏.‏
وكانت هناك كتب صفراء تضم خطب المساجد‏,‏ وكان الغالب علي هذه الخطب لغة مسجوعة كتبت في عصور انحطاط اللغة‏.‏
وكان مضمون هذه الخطب لايراعي البلاغة بمعناها الحقيقي‏.‏
وكان المتصور أن زركشة اللغة وتنميقها هما الأولي بغض النظر عن المعني‏.‏
وكان يحدث كثيرا في المناطق الفقيرة في صعيد مصر أو الريف أن يقف الخطيب وسط مجموعة من الفقراء المصابين الذين يرتدون هلاهيل لاتستر أجسادهم ولاتدفع عنهم البرد‏,‏ ويقرأ الخطيب علي هؤلاء العرايا خطبة عصماء مضمونها أن من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة‏,‏ وأن من أكل في أطباق من ذهب في الدنيا لم يأكل فيها في الآخرة‏,‏ وكان هذا الانفصال الرهيب بين واقع المسلمين وعدم مراعاتهم لقانون الأولويات هو أول سبب في انسحاب المسجد وتقهقره وعدم تأثيره في الناس‏.‏
ولقد أسهم الاستعمار قبل رحيله من مصر علي إبقاء المسجد خارج دائرة التأثير في الناس‏,‏ وكانت السفارة البريطانية تتأكد كل عام أن عدد زوار قبور الأولياء في أنحاء مصر المختلفة يصل الي الملايين‏,‏ وكان الاستعمار حريصا علي أن يظل المسجد صورة مزركشة منمقة في حياة الناس لادعوة الي التغيير والثورة علي المحتل أو الأوضاع الظالمة‏.‏
كما حرص الاستعمار علي تغذية الجوانب الخرافية في حياة الناس وتشجيع الموالد والراقصين والمجاذيب علي حساب الفكر الاسلامي الحقيقي‏,‏ وكان الاستعمار يدرك أن في الاسلام رواجا اذا انطلق لم يصمد له الظلم أو الظلام‏.‏
__________________
رد مع اقتباس