عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 03-07-2010, 10:19 AM
الصورة الرمزية مسترسمير إبراهيم
مسترسمير إبراهيم مسترسمير إبراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 5,807
معدل تقييم المستوى: 21
مسترسمير إبراهيم is on a distinguished road
Exll ملف: صندوق الدنيا... للكاتب الكبير أحمد بهجت ((متجدد))

في الحياة والموت‏!‏
بقلم: أحمد بهجت


من المناطق الغامضة المجهولة في حياة الخلائق‏..‏ منطقة الموت‏,‏ وسر غموضها أن احدا من الموتي لم يقم من الموت ليحدث الناس عما رآه باستثناء معجزة سيدنا عيسي عليه السلام حين أحيا أحد الموتي‏.
ورغم أن الموت حقيقة مطلقة ولا يتسلل اليها الشك‏,‏ إلا أنها ليست حقيقة معلنة‏..‏ حين شاءت رحمة الله تعالي اخفاء هذا السيف الذي يلامس رقاب العباد رحمة بهم‏.‏
وعلي المستوي الفلسفي يقف البشر مسكونين بالدهشة امام فكرة الموت‏,‏ وكل الاجابات الفلسفية أو الأدبية أو الروحية التي يقدمها البشر عما بعد الموت هي اجتهادات غير مسئولة‏,‏ لأنها تقوم علي الظن والتخيل‏.‏
والإجابة الوحيدة الصادقة هي وحي الله تعالي للأنبياء‏.‏
يقول تعالي في سورة الملك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا‏.‏
وأول ما نفهمه من الآيات الكريمة أن الموت مخلوق كالحياة سواء بسواء‏..‏ فهو ليس اقوي منها وليس بديلا لها وليس نهاية لها‏.‏ انما هو صورة من صور الوجود كالحياة‏.‏
وقد قدم الله تعالي الموت علي الحياة لأن البشر والخلائق كانوا عدما قبل حياتهم ثم أحياهم الله تعالي‏.‏
يقول سبحانه في سورة غافر قالوا ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين‏.‏
وقد ورد في تفسير القرطبي عن ابن عباس وابن مسعود ان الموتة الاولي كانت في اصلاب الرجال قبل الخلق‏,‏ ثم احياهم الله في الحياة الدنيا ثم اماتهم فيها‏..‏ وهذه هي الميتة الثانية في الدنيا‏,‏ ثم يحييهم يوم البعث والقيامة‏..‏ وهذه هي الحياة الثانية‏.‏
ورغم أن الجسد يتحول إلي التراب ثم يتبدد التراب ويتطاير وينمحي أثره‏.‏
وقد توهم بعض البشر صعوبة البعث أو استحالته‏,‏ ورد الله تعالي علي هذا الوهم في سورة يس وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم‏.‏
__________________
رد مع اقتباس