لإيلاف : قيل من التأليف ، إذ كانوا في رحلتيهم يألفون الملوك في الشام واليمن ، أو كانوا هم في أنفسهم مؤلفين ومجمعين ، وهو امتنان عليهم بهذا التجمع والتألف ، ولو سلط عليهم لفرقهم وشتتهم ، وأنشدوا :
أبونا قصي كان يدعي مجمعاً ... به جمع الله القبائل من فهر { لإِيلاف قريش } هذا الجار والمجرور متعلق بكلام قبله وهو فعلت ما فعلت بأصحاب الفيل لإِيلاف قريش رحلتيهم ، أو أعجبوا لإِيلاف قريش رحلتهم والرحلتان هما رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف إلى الشام وذلك للاتجار وجلب الأرزاق إلى بلادهم التي ليست هي بذات زرع ولا صناعة فإيلافهم هاتين الرحلتين كان بتدبير الله تعالى ليعيش سكان حرمه وبلده في رغد من العيش فهي نعمة من نعم الله تعالى وعليه { فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع } بما هيأ لهم من أسباب { وآمنهم من خوف } كذلك ولم يعدلون عن عبادته إلى عبادة الأصنام والأوثان فالله أحق أن يعبدوه إذ هو الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف بما ألقى في قلوب العرب من احترام الحرم وسكانه وتعظيمه
__________________
إن كنتَ نلت من الحياة وطيبها *** مع حُسن وجهك عفةً وشبابا
فاحذر لنفسك أن تُرى متمنيـاً *** يـوم القيــامـة أن تكــون تُرابـا
|