نَصْرُ المُخْتار ودَحْر الفُجَّار!
يوسف مسعود قطب حبيب
نَبِحتْ شِرَارُ الخَلْقِ تَقْذِفُ بِالتُّهَمْ لِتَ ***عِيبَ مَنْ أَرْسَــى المَبادِئَ والقِيَـمْ
أيْنَ النُّباحُ وإن تَكاثَرَ أَهْلُـــــهُ مِنْ *** نَيْلِ بَدْرٍ قَدْ سَمـا فَـوْقَ القمـمْ
أو نََيْلِ نَجْمٍٍ ساطِعٍ يَهْدِي الــوَرَى *** سَعِدَتْ بِـه وَبِنُورِهِ كُـلُّ الأُمـَــمْ
جَادَ الكَريمُ بِهِ بِأَعْظَمِ نِعْمَـــــةٍ فَتَـ *** حَ القُلوبَ بهِ وأَحْـيا مِنْ عَـدَمْ
قَدْ تَمَّمَ الأَخْلاقَ بَعْدَ ضَياعهــــا وَشَ *** فَى العَلِيلَ مِن الوَساوِسِ والسَّقَمْ
بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ قامَتْ شِرْعَــةٌ والفُ *** حْشُ والبَغْيُ البَغيضُ قَد انْهَـدَمْ
فَغَدا ظَلامُ الكَوْنِ صُبْحاً مُشْرِقـــا *** لَمّا اسْتَضاءَ بِنورِ أحْمَـدَ وابْتَسَـمْ
سَحّاءُ كَفُّ مُحَمَّدٍ بِعَطائِهـــــا *** كَالْغَيْثِ عِنْدَ عُمُومِــهِ لا بَلْ أَعَـمْ
مَن ذا يُطاوِلُ رَحْمَةً فِي قَلْبِـــهِ **** مَنْ ذا يُبارِي في السَّماحَةِ والكَـرَمْ؟
فَلْتَسألِ الثِّقلينِ عَنْ أخلاقــــهِ بَلْ *** سائِلِ الطيـرَ المُحَلِّقَ بِالقِمَــمْ
مَنْ صاحَ بالأصحابِ رُدّوا فَرْخَهَ *** كَيْ يَسْعَدَ العُـشُّ الحزينُ وَيَلْتَئِـمْ
بَلْ سائِلِ الجَمَلَ الْبَهِيمَ إذِ اشْتَكَى *** لِمُحَمَّـدٍ بِدمُـوعِـهِ مُـرَّ الألَـمْ
فَوَعَى الخِطابَ وقامَ يُعْلنُ غاضِبا **** لا يَرْحَمُ الرحمـنُ إلا مَـن رَحِـمْ
وَعَفا عَنِ الخَصْمِ اللَّدودِ وَسَيْفُـهُ **** بِيَمِينِهِ وَالخصْـمُ قَدْ ألْقَـى السَّلَمْ
هَلاّ رَأيتمْ مِثلَ عَفْوِِ محمـــدٍ عَنْ *** أهـلِ مكـةَ عَبرَ تاريخِ الأُمَمْ؟