الكبر
الكبيرة السابعة عشر : الكبر
الكبر و الفخر و الخيلاء و العجب و التيه ـ قال الله تعالى : " و قال موسى إني عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " . و قال الله تعالى : " إنه لا يحب المستكبرين " .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بينما رجل يتبختر في مشيه إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلل فيها إلى يوم القيامة " و قال عليه الصلاة و السلام : " يحشر الجبارون المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يطؤهم الناس يغشاهم الذل من كل مكان " . و قال بعض السلف أول ذنب عصي الله به الكبر ،
قال الله تعالى : " و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين " .
فمن استكبر على الحق لم ينفعه إيمانه كما فعل إبليس .
و عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال : " لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه مسلم ،
و قال الله تعالى : " إن الله لا يحب كل مختال فخور " . و قال صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى : " العظمة إزاري و الكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته في النار " . رواه مسلم ، المنازعة : المجاذبة .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم : " اختصمت الجنة و النار ، فقالت الجنة مالي ما يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ؟ و قالت النار أوثرت بالجبارين و المتكبرين " الحديث ، و قال الله تعالى : " و لا تصعر خدك للناس و لا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور " . أي لا تمل خدك معرضاً متكبراً . و المرح التبختر .
و قال سلمة بن الأكوع : " أكل رجل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم بشماله ، قال: كل بيمينك . قال : لا أستطيع ، فقال : لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر فما رفعها إلى فيه بعد " رواه مسلم . و قال عليه الصلاة و السلام : " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر " : العتل الغليظ الجافي و الجواظ : الجموع المنوع ، و قيل الضخم المختال في مشيته ، و قيل البطين .
" عن ابن عمر رضي الله عنهما : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما من رجل يختال في مشيته و يتعاظم في نفسه إلا لقي الله و هو عليه غضبان " . و صح من حديث أبي هريرة : " أول ثلاثة يدخلون النار : أمير مسلط أي ظالم ، و غني لا يؤدي الزكاة ، و فقير فخور " . و في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : المسبل ، المنان ، و المنفق ، سلعته بالحلف الكاذب " . و المسبل هو الذي يسبل إزاره أو ثيابه أو سراويله حتى يكون إلى قدميه لأنه صلى الله عليه و سلم قال : " ما أسبل من الكعبين من الإزار فهو في النار " .
و أشر الكبر الذي فيه من يتكبر على العباد بعلمه و يتعاظم في نفسه بفضيلته فإن هذا لم ينفعه علمه فإن من طلب العلم للآخرة كسره علمه وخشع قلبه و استكانت نفسه ، و كان على نفسه بالمرصاد فلا يفتر عنها بل يحاسبها كل وقت و يتفقدها ، فإن غفل عنها جمحت عن الطريق المستقيم و أهلكته . و من طلب العلم للفخر و الرياسة و بطر على المسلمين و تحامق عليهم و ازدراهم ، فهذا من أكبر الكبر ، و لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .