أتأمل العود اليابس في الحديقة، أبحث عن ملامح حياة ، تخبرني الأوراق المصفرة و الأغصان اليابسة أن الحياة تلاشت من ذاك الكيان. أزيل الموت من الغصن و أنتظر ظهور الحياة في اليباس.
أنتظر طويلاً ما لا يكون .. أدرك مما تخبرني به الحواس أنه جثة خامدة. أهم بقطع الفرع الرئيسي من التربة فيثنيني ما لا أفهم.
يطالعني الغصن كل يوم أثناء عبوري البوابة فأخبره أنني سأجتثه عند عودتي .. لا إجابة وأنى للأموات أن يسمعوا أو يجيبوا .
يعد زمن طويل توليفة من الأملاح الذائبة في الماء ، يداوي بها النبات أثناء سباته العميق.
لا جدوى ، لا مكان لهذا الكيان بين الأحياء مهما فعلنا.
غداً أقطعه و أتخلص مما لا ينسجم مع جمال الخضرة حوله .
لا يشاء رب الزمان أن يزول هذا الغصن العنيد ، حسناً سأنتظر حتى يحين وقته و حينها ، مؤكد سأتخلص من صورة الموت المقيتة تلك.
و لأن الحياة أقوى من الموت و لأن طرق الحياة التي تبث بها وجودها في الكائنات متعددة و غير مفهومة بعد، و لأن الزمن يمتد أشهراً و الغصن غائب عن وعيي ثم يفاجئني بغصن يانع ، يربو على المتر طولاً ، مكتمل الخضرة و الجمال.
الغصن الجديد أفضل من الأول كثيراً . السابق كان مريضاً ضعيفاً كثير الصفرة!
سبحان الخالق العظيم.