قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم}،متفق عليه، ولعل النظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " فليؤذن لكم" فيها دلالة على قيام رجل بالأذان حيا، لا الكترونيا.
وقد روى الإمام الترمذي في جامعه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار". وعلق الإمام المناوي على هذا الحديث بقوله: "لأن مداومته على النطق بالشهادتين والدعاء إلى الله تعالى هذه المدة من غير باعث دنيوي صير نفسه كأنها معجونة بالتوحيد والنار لا سلطان لها على من صار كذلك".
بل إن مد الصوت بالأذان من الأمور الموجبة لمغفرة الله تعالى، فكيف نمنع طريقا لمغفرة الله لعباده، فقد روى الإمام الترمذي بسنده عن البراء بن عازب
وأخرج النسائي وأبو داود عن أبي هريرة, قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الإمام ضامن, والمؤذن مؤتمن, اللهم أرشد الأئمة, واغفر للمؤذنين}. وفي رواية لأبي داود بسنده عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل : انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة" . فكيف لنا أن نمنع هذا الصلة بين المؤذن وربه سبحانه وتعالى ؟!!
أما القول لماذا توحيد الأذن من البدع ، وقيام المؤذن برفع الأذان من مكبر للصوت ليس بدعة؟
رفع المؤذن للأذان من مكبر للصوت يعتبر من المصالح المرسلة ،فهو من باب الوسائل وليس المقاصد ، ولذلك أقره العلماء ،ولا دخـل للمصـالـح المرسلة في الأمور التعبـدية مثل سنة أن يرفع مؤذن-أحدهم- الصلاة فى المسجد ، فهذا أمر تعبدى لا دخل للمصالح المرسلة فيه.
أما ما يستحسنه عالم ما بعقله ويميل إليه برأيه أو أنه: دليل ينقدح في نفس المجتهد ولا تساعده العبارة عنه ولا يقدر على إظهاره".
فلم يعرف التعبد بذلك لا بضرورة ولا بنظر ولا بدليل من الشرع قاطع ولا مظنون. والاستحسان بهذا المعنى مصداق قول الإمام الشافعي رحمه الله: "من استحسن فقد شرع".
ومعلوم أن الصحـابـة رضي الله عنهم قد حصـروا نظرهم في الحوادث والوقائع التي لا نصـوص فيهـا في الاستنباط والرد إلى ما فهمـوه من الأصـول ولم يقـل أحد منهم: "إني حكمت في كذا لأن عقلي استحسنه أو طبعي مال إليه اللهم إنا نسألك أن تمتعنا بالإسلام والسنة والعافية .
وختامـا نستعصم اللهم بك، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محـمد وآله وصحبه .
أرجو نقل الموضوع إلى قسم حى على الفلاح