الموضوع: حوار مع صوفى
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-07-2010, 11:29 PM
الصورة الرمزية الأزهرى الساطع
الأزهرى الساطع الأزهرى الساطع غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 36
معدل تقييم المستوى: 0
الأزهرى الساطع is on a distinguished road
افتراضي الشيخ المربي



جاء في رسالة(الجوهر الثمين فيآداب المشايخ والمريدين) لمؤلفهاالشيخ محمد شمس الدينالأحمديرحمه الله تعالى وفي باب تعريف الشيخ وآدابه ما نصه :

الشيخ عند القوم (المرشد) من الإرشاد وهو ضد الإضلال، ووصفه أنّهالمربّي الدالُّ على الله تعالى بأقواله وأفعاله وأحواله، وهو من إذا نصحك أفهمكوإذا قادك دلّك، وألزمك بالعمل بالكتاب والسنة وأبعدك عن البِدع، ظاهره الشرعوباطنه الشرع، ويجب أن يكون عالماً بما أمر الله به ونهى عنه، فقيهاً في الأمورالتعبدية، حسن الأخلاق، طاهر العقيدة، عارفاً بأحكام الطريق، سالكًا مساكاً كاملاً،سخياً، زاهداً، متواضعاً، حَمولاً للأثقال، صاحب وجدٍ وحال وصدق مقال، ذا قراءة،وطلاقة لسان في تعريف أحكام الطريق، مبرءاً من عوائق الشطح، طارحاً ربقة الدَّعوىوالغلو، محباً لشيخه، حافظاً شأن حرمته في حياته وبعد مماته، يدور مع الحق أين دار،منصفاً في أفعاله وأقواله، متكلاً على الله في جميع أحواله.

ثم قال : وينبغيأن يكون الشيخ متصفاً باثني عشرة صفة : صفتان من حضرة الله تعالى وهما : الحلموالسر، وصفتان من حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهما : الرأفة والرحمة، وصفتان منحضرة الصدِّيق الأكبر رضي الله عنه وهما : الصِّدق والتصديق، وصفتان من حضرةالفاروق الأعظم رضي الله عنه وهما : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصفتان منحضرة عثمان ذي النورين رضي الله عنه وهما : الحياء والتسليم، وصفتان من حضرة عليٍّالكرار رضي الله عنه وهما : الزهد الأتم والشجاعة، فمتى اتصف الشيخ بهذه الأوصافوتمكَّن قدمه وزكت شيمه، صلح أن يكون قدوة في الطريق.اهـ

ومن لم يجد مننفسه هذه الشروط فليعزل نفسه عن المشيخة ولا يتخذ لنفسه مريداً نصيحةً لنفسهوللمسلمين وإلاّ فهو آثم ومؤاخذ على ذلك يوم القيامة وداخل في الذين كذبوا على اللهتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .

وقال الشيخ أحمد زرُّوق رحمه اللهتعالى في أصول الطريقة :

_
وشروط الشيخ الذي يلقي إليه المريد نفسه خمسة : علم صحيح، وذوق صريح، وهمَّة عالية، وحالة مرضية، وبصيرة نافذة، وإن وُجد ناقصاً عنشروطه الخمس اعتمد على ما كمُل فيه وعُومِل بالأُخوَّة في الباقي.

ومن فيهخمس لا تصحُّ مشيخته : الجهل بالدِّين، وإسقاط حرمة المسلمين، والدخول فيما لايعني، واتّباع الهوى في كل شيء، وسوءُ الخُلق من غير مبالاة.

-
وكل منادَّعى مع الله تعالى حالاً ثم ظهرت منه إحدى خمس فهو كذَّاب أو مسلوب : إرسالالجوارح في معاصي الله، والتصنع بطاعة الله، والطمع في خلق الله، والوقيعة في أهلالله، وعدم احترام المسلمين على الوجه الذي أمر الله.

ووضع الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ضوابط وشروطينبغي أن تتوفر بالشيخ المرشد الذي يتصدر للإرشاد وهذه الشروط هي :

جاء فيكتاب السير والمساعي ص208 هذه الأبيات المنسوبة للشيخ عبد القادر الجيلاني رضي اللهعنه .

إذا لم يكن للشيخ خمس فوائد وإلا فدجـالٌ يقــود إلىجهل

عليم بأحكام الشريعة ظاهراً ويبحث عن علم الحقيقة عنأصل

ويظهر للورَّادِ بالبشر والقرى ويخضع للمسكين بالقـولوالفعل

فهذا هو الشيخ المعظم قدره عليم بأحكام الحـرام منالحــل

يهذب طلاب الطريق ونفسه مهذبـة من قبل ذو كـرم كلـي

لقدبين سيدي الشيخ رضي الله عنه في هذه الأبيات بعض

شروط الشيخ المربي وهي خمس . فإن لم تتوفر فيه فليس لديه الأهلية للإرشاد وهذه الشروط هي :

1.
أن يكونعالماً بأحكام الشريعة والدين عالم بالحلال والحرام عالم بحدود الشرع وعالم بالسنةالنبوية وعالم بما علم من الدين بالضرورة وهذا معنى قول الشيخ (عليم بأحكام الشريعةظـــاهراً)

2.
أن يكون عالماً بعلم الحقيقة والطريقة وعالم بأحوال القلوبوالنفوس وطرق تزكيتها وخبير بأحوال السالكين وتدرجهم في الطريق إلى الله ويكون قدأخذ هذا العلم من شيخ مرشد كامل عبر سند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلموهذا معنى قول الشيخ (ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل)

3.
أن يكون كريماً سخياًمع ضيوفه والسخاء من صفات رب العالمين ومن خلق الرسول الكريم والصالحين فلا يليقبالمرشد أن يكون بخيلاً كما جاء في الحديث ما جبل ولي الله إلا على السخاء وحسنالخلق فيكرم ضيوفه ورواد زاويته دون التقصير بحق ضيافتهم وأن تدوم البسمة على وجههوان يكون رحب الصدر وهذا معنى قول الشيخ(ويظهر للورَّادِ بالبشر والقرى )

4.
أن يكون متواضعاً للمؤمنين يخضع لهم بالقول والفعل وهذه الخصلة هي من خصال النبيصلى الله عليه وسلم حيث أمره الله فقال له (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) الحجر 88 وقال تعالى ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمبِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْتُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ لدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ َمْرُهُ فُرُطًا) الكهف 28 والتواضع هو منأحسن الصفات التي يتحلى بها المؤمن وينبغي على كل شيخ مرشد يتصدر للمشيخة أن يجعلنفسه خادماً للفقراء والمساكين وكان سيدي الشيخ رضي الله عنه معروفاً بتواضعهللفقراء وكان يجلس معهم ويطاعمهم ويتجنب مجالسة الأغنياء والكبراء والأمراءوالوزراء إلا إذا أراد نصح لهم وهذا معنى قول الشيخ (ويخضع للمسكين بالقــول والفعل )

5.
أن يكون قد ناجحاً في تربية المريدين وتزكية نفوسهم ولن يكون له هذاإلا إذا كان قد زكى نفسه قبل ذلك على يد شيخ خبير بارع وأن يكون قد أذن له بالإرشادوالمشيخة من قبل شيخه وفق سند متصل وهذا معنى قول الشيخ (يهذب طـلاب الطريق ونفسهمهذبـة من قبل ذو كــــرم كلـــــي )

وجاء في كتاب قلائد الجواهر في مناقبالشيخ عبد القادر ص13 : ويقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في بيان صفةالشيخ المرشد الكامل .لا يجوز لشيخ أن يجلس على سجادة النهاية ويتقلد بسيف العنايةحتى يكمل فيه اثنتا عشرة خصلة :

اثنتان من صفات الله تعالى وهما أن يكونالشيخ ستاراً غفاراً

واثنتان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وهما أنيكون شفيقاً رفيقاً

واثنتان من صفات أبي بكر رضي الله عنه وهما أن يكونصادقاً متصدقاً

واثنتان من صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما أن يكونأماراً نهاءً

واثنتان من صفات عثمان بن عفان رضي الله عنه وهما أن يكونطعاماً للطعام ومصلياً بالليل والناس نيام

واثنتان من صفات علي بن أبيطالب رضي الله عنه وهما أن يكون عالماً شجاعاً

وقد ورد في كتاب الجني الدانيفي مناقب القطب الجيلاني للبرزنجي أن الشيخ رضي الله عنه كان يقول: لا يصلح لإرشادالناس إلا من توفرت فيه ثلاث صفات :

علم العلماء

حكمةالحكماء

سياسة الملوك
خلاصة صفات وشروط المرشدالكامل المربي ومن لا تصح مشيخته

لقد ذكرها الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى في كتابهحقائق عن التصوف :
1.
أن يكون عالماًبالفرائض العينية.
2.
أن يكون عارفاً باللهتعالى.
3.
أن يكون خبيراً بطرائق تزكية النفوس ووسائلتربيتها.
4.
أن يكون مأذوناً بالإرشاد منشيخه
وذكر الشيخ عبد العزيزالدباغ قدس الله سره في كتاب الإبريز الجزء الثاني ص 119-121 العلامات التي ينبغيأن تظهر في شيخ التربية وهي :
1.
أن يكون سليم الصدر علىالناس
2.
أن يكون كريماً إذا طلبتأعطاك
3.
وأن يحب من أساء إليه
4.
أن يغفل عن خطايا المريدين
5.
أن يكون خالياً من الأهواء وأن يكون ذا بصيرة ولا يكونمغتراً
وجاء نفس الصفحة في صفات الشيخ المرشد هذه الأبيات وهيللشيخ عبد العزيز الدباغ قدس سره
إذا لم يكـن علم لديه بظاهــر ولا باطن فاضرب به لججالبحر
وإن كـان إلا انه غير جامـع لوصفيهما جمع على أكـملالأمر
فأقرب أحوال العليل إلى الردى إذا لم يكـن منه الطبيب علىخبر

من لا تصحمشيخته
بعد أن ذكرنا الصفاتوالشروط التي ينبغي أن تتوفر في شيخ التربية كان لا بد من أن نبين من هو الذي لاتصح مشيخته وبشكل مختصر وبسيط يتضح لكل سالك
قال أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى : من كانت فيه خمسخصال لا تصح مشيخته وهي :
1.
الجهل بالدين
2.
إسقاط حرمة المسلمين
3.
الدخول فيما لا يعني
4.
إتباع الهوى في كل شيء
5.
سوء الخلق من غير مبالاة

كلمة أخيرة حولالمرشد
بعد هذا القول عنالمرشد المربي شيخ التربية الذي بينا فيه الصفات والعلامات والشروط التي ينبغي أنتتوفر في شيخ التربية وبينا من هو الذي لا تصح مشيخته . أعتقد أن العاقل اللبيبيعرف مدى ضرورة اتخاذ المرشد في السلوك والسير إلى الله تعالى وليس هناك من حجةشرعية تمنعه من ذلك إن توفرت هذه الشروط العظيمة ونقول لهم هذه الشروط من الكتابوالسنة ومن آثار العارفين الصالحين ومبنية
كما نقول للسالكين الذين يريدون وجه الله تعالى هذه هيصفات المرشد المربي فابحث عنها جاهداً فإن وجدتها في رجل فعليك به ولا تبرح عنهفإنه بابك إلى الله تعالى فبصحبته الفلاح وبملازمته الصلاح وبإتباعه الفوز والنجاحفي الدنيا والآخرة إنشاء الله تعالى

ملاحظة :
ربما يتعسر على المريد السالك أن يجد هذه الصفاتمجموعة في رجل وخاصة في هذا الزمان فليس معنى هذا أن يبقى بدون مرشد وبدون صحبة لا . هذا خطأ وخطر عليه ولكن المطلوب منه أن يبحث بقدر استطاعته فإن وجد بعضها في رجلفعليه به حتى يوفقه الله لرجل كامل مرشد عالم عامل حتى وإن تعسر عليه ذلك فعليه أنلا يبقى بدون صحبة بل يسعى لصحبة أخ صالح يعينه في الطريق إلى الله تعالى وكما جاءعن سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه ( العزلة خير من صاحب السوء والصاحب الحسن خيرمن العزلة ) وهذه هي الحقيقة التي لا مناص عنها
عليك بالبحث عن الوارث الكامل فإن لم تجد الكامل فابحث عنرجل توفرت فيه أكثر الصفات والعلامات المطلوبة فإن لم تجد فعليك بصحبة أخ صالحيعينك في سلوكك وسيرك إلى الله تعالى
__________________
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا** وَانثُرعَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا