الموضوع: حكم النقاب ؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 27-07-2010, 02:17 PM
الأستاذ الدكتور الأستاذ الدكتور غير متواجد حالياً
رجل دين
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 64
معدل تقييم المستوى: 15
الأستاذ الدكتور is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن نرد على هذا السؤال أود أن أوجه الشكر لبعض الأخوة في المنتدى الذين أشاروا بعدم الرد على الموضوع إلا من خلال متخصصين وهذا أمر طيب لأن كثيراً من الناس الآن تحولوا إلى مفتيين دون علم منهم وإنما شهوة للكلام في أمور الدين وهذا ما تسبب في فوضى عارمة في مجال الفتوى وتبلبلت أفكار الناس وأصبح الناس يعانون من هذه الفوضى وأنا من هذا المنتدى أريد أن أقول لكل من يتصدى للفتوى أو الكلام في أمور الدين احذر لأن هذا باب خطر وإنك إذا تعرضت للإفتاء فإنك تتكلم بلسان رب العالمين فإذا حرمت شيئاً أو حللته فإنك تقول إن هذا حكم الله وإذا كنت لست أهلاً للإفتاء فحرمت على الناس حلالاً أو أحللت لهم حرماً فقد افتريت كذباً على رب العزة وانتظر من الله العقاب في الدنيا وفي الآخرة وإني لأعجب من جرأة كثير من الناس على الفتوى وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرجون من الإفتاء بما يعلمون ويلقون بالمسألة على غيرهم فيقولون لمن يسألهم اذهب إلى فلان ويود كل منهم أن يحمل أمر الفتوى أحد غيره وكان عمر رضي الله عنه يقول إن أجرأ الناس على الفتوى أجرأهم على النار وقد سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن أربعين مسألة فأفتى في إحدى عشرة مسألة وقال في الباقي لا أدري وهذا هو الإمام مالك الذي ملأ الدنيا علماً أما في زماننا هذا فإن كل إنسان أصبح يتدخل فيما لا يعنيه خاصة في أمر الدين فيفتي في كل ما يسمع وربما يكون السؤال موجهاً إلى غيره من أهل الدين فيسرع هو بالرد ويتعصب لرأيه وهو لا يملك أدوات الفتوى وإنما سمع شيبئاً من هنا أو هناك أو وقعت عيناه على كلامات في هذا الكتاب أو ذاك فظن أن هذا هو كل ما في المسألة فأفتى به وتعصب له عن جهل وجادل العلماء إذا أفتوا بغير ما أفتى هو به ومن هنا يأتي الخلل وما أريد أن أنبه عليه أن الفتوى تحتاج إلى أدوات لا يملكها إلا المتخصصون وإن المفتي المتخصص عنده من العلم والخبرة ما يجعل فتواه أقرب إلى الصحة والقبول والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفتي فس المسألة الواحدة بأكثر من فتوى حسب حال السائل والزمان والمكان والإمام الشافعي رضوان الله عليه غير مذهبه حينما انتتقل إلى مصر لأن الظروف مختلفة وأخيراً أنصحكم اخوتي ألا تقحموا أنفسكم في أمر لم يضع الله مسؤليته على كاهلك ويكفيك أن تسأل يوم القيامة عما هو من مسؤلياتك فلا تبحث عن أمور ليست من مسؤلياتك فتطيل وقوفك بين يدي الله يوم القيامة للحساب فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
معذرة على هذا الاستطراد الطويل أما عن مسألة النقاب فإنني أرى أن النقاب ليس مأموراً به ولا منهياً عنه فمن لبسته من النساء فلا تنهى عن ذلك ومن لم تلبسه فلا تلام على ذلك ومن زعم أن النقاب فرض على كل مسلمة فقد افترى على دين الله وألزم الناس بما لم يلزمهم به الله سبحانه وتعالى ولقد قرأت أن أحداً ممن أفتى في هذه المسألة قد أقسم أن النقاب فرض على كل مسلمة وأقول له قد حنثت في يمينك وافتريت على دين الله لأننا كما قلنا الحجاب ليس مأموراً به ولا منهياً عنه ولو كان النقاب فرضاً فلماذا أمر الله المسلمين بغض البصر إن غض البصر لا يفهم إلا إذا كان هناك ما يغض البصر عنه فلو أمر الله كل المسلمات بالانتقاب ما كان للأمر بغض البصر معنى وإذا كان النقاب فرضاً فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم النظرة الأولى لك والثانية عليك ولماذا أمرنا بعدم إدامة النظر هل يعقل أن يكون كل هذا لإبعاد الرجال عن النظر إلى قماش يغطي وجه المرأة هذا لم يقل به أحد وإذا كان النقاب فرضاً فلماذا قال الله سبحانه وتعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منه " قال أكثر علماء الأمة ما ظهر منها يعني الوجه والكفين وإلا فإن الاستثناء هنا سيصبح بلا معنى فقد استثنى الله بعض أجزاء الجسم من الأمر بسترها وهذا للوجه والكفين كما قلنا وإذا كان النقاب فرضاً فلماذا لم يسمح الله للمرأة في الحج بالانتقاب بعض الناس يقولون هذا أمر خاص بالحج ونحن نقول لهم هل يبيح الله في الحج السفور والتبرج كما تطلقون أنتم على غير المنقبة هل الله سبحانه وتعالى يأمر بالفحشاء والمنكر فيلزم المرأة بالتبرج في أطهر البقاع وأقدسها هذا غير معقول إنما رد الله في الحج جميع النساء إلى القدر المفروض وهو تغطية ما عدا الوجه والكفين لأن بعض نساء العرب كن ينتقبن عادة وليس فرضاً فنهاهن الله عن ذلك في الحج مما يدل على عدم فرضية النقاب وقد جاء في كثير من الأحاديث أوصاف لنساء قدمن على النبي تشير إلى أنهن ما كن منتقبات ففي الحد يث الذي رواه الإمام مسلم أن امرأة حسناء جاءت تسأل النبي وكانت حسناء وكان الفضل بن العباس يركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ ينظر إليها والنبي يحول وجه الفضل عنها مرة بعد مرة وهذا دليل على أن المرأة ما كانت منتقبة وإلا فكيف عرف الراوي أنها كانت حسناء ولماذا كان الفضل ينظر إليها والنبي يحول وجهه عنها وفي الحديث شيء عجيب وهو أن النبي لم يوبخ الفضل على استراقه للنظر إلى وجهها ولم يطلب منه توبة ولا استغفاراً وإن كان ما يفعله ليس صحيحاً ولكن انظروا إلى رحمة النبي وتلطفه مع الفضل
بعض من يفتون بفرضية النقاب يستدلون بقوله تعالى " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب " وهذه الآية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمسألة النقاب لأن هذه الآية تأمر المسلمين إذا دخلوا بيوت النبي وأرادوا أن يسألوا نساء النبي عن شيئ فلا يدخلوا عليهن حجراتهن وإنما يسألونهن من خلف ستار فالحجاب هنا معناه الستار هذا والله أعلم

آخر تعديل بواسطة الأستاذ الدكتور ، 27-07-2010 الساعة 02:25 PM