خطوته ترافق خطواتي ، أحياناً يكون في الخلفية و أحياناً يبرز بوضوح ، دائماً ينقر إدراكي برفق ، أتناول أول ملعقة من طعامي ، فيؤمي أن كفى ، هذا كثير.
ألمح حسناء ترفل في نعمة الله و لا تبالي بمعصيته ، تستخف نفسي بحظها من الحياة و تهم بأن تـُعجب بالحسناء ، فيشير إليَّ أنه يقصفها عما قريب ، يضعها في سجن أبدي بدون مفاتيح التوبة و الرجوع!
لا أدري أتراه اقترب أجلي أم أنه دوماً كان قريب ؟ لكنه يواكبني منذ عام ، حاضر قريب جداً.
************************
أفتش هذه الأيام عن مقبرة للعائلة فيروعني أنها تـُشترى بمال غالي و أن أصحابها اتخذوها تجارة يصنعون منها مداد الحياة الدنيا!
لا يشاء المولى حتى الآن أن نجد واحدة ، مقبرة العائلة تغص بالموتى . أترى المرء حين يدفن مع آخرين ، يكونون أصحابه و جيرانه كما الحياة الدنيا ؟
أتراه يتأثر بما ينالهم من عذاب أو نعيم ؟ أم أن كلٌ على شاكلته؟!
في الحقيقة لا أود أن أدفن بين البشر ، أريد مكاناً بعيداً مجهولاً و ميتة خفية شبيهة بحياتي الحالية بها أشياء و أناسي كثير ، لكن الحقيقة ، أن لا شيء هناك!
************************
التفت للحياة الدنيا ، ينقص بيتي الكثير ليكتمل و تصلح فيه الحياة ، في السوق أطالع المحلات و الأجهزة و الأثاث،
لا أشتري إلا قليل.
أستخير ثم أستخير مطولاً ، ينساب الموت بين جنبات النفس ثم يعصف بخططي ، يتركها شعث، أدراج تغيير الظروف و تقلب الأمزجة و الأسعار.
************************
و هناك مشكلة المال ، أ أدبره كما لو كنت أحيا أبداً ؟ أم أنفقه كأنني أموت غداً؟ لو عندي علم بأجلي لأحسنت رسم الخطط و وضع القرارات الصائبة!
هنا حيث القدر إشارة واضحة أن اختياراتي محدودة جداً ، الأرض مرسومة المعالم و المال له مكانه و لكل خطوة موضع لا يتبدل .
ما معنى إرادتي إذاً؟
لا تخلطي الأمور كما الحمقى ، حيثما موضع الخطوة التالية فإنك بالطبع ستعرفين.
************************
ربي الواحد الأحد في علاك ، أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و إذا استرحمت به رحمت و إذا استفرجت به فرجت ، أصلح لي شأني كله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
************************