عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-08-2010, 04:51 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

(أَفَلَا يَنظـُرُونَ إلَى الِإبِلِ كَيْفَ خُلـِقَتْ) الآية 17 من سورة الغاشية
قطع أحد أبناء العرب الآية من سياقها و نظر إليها فهداه عقله إلى أن القرآن من وضع رجل من أبناء البادية لأنه يفتقد الصبغة العالمية ، لماذا إذاً يشغل البشر بالتساؤل عن خلق الإبل ، حيوان صحراوي؟
و أولئك الذين يحيون في سيبيريا ، ما دخلهم بالإبل ؟ أين حظهم في القرآن مما في بيئتهم؟
أخطأ حين تجاوز أمر ربه بالنظر إلى كيفية خلق الإبل لأنه غير مقتنع أن رب القرآن له رب ، لو أنه نظر للإبل كيف خلقت لهدته الإبل إلى أن القرآن مكتوب بلغة العلم المعاصر مما يدهش أبناء الغرب بمن فيهم سكان سيبيريا فيتحولون للإسلام معتنقين عقيدته و مقتنعين بقرآنه رغم أنه نزل بلسان عربي مبين!
*****************
في الحقيقة أنا أيضاً لم أشغل نفسي بالنظر في كيفية خلق الإبل ، لكنني الآن و قد ازداد وعيي إيماناً ، أوقن أن تنفيذ الأمر له جوائز عظيمة ، ليس أقلها العلم بالنظام الطبيعي ، سبيل فلاح في الدنيا و هداية إلى طريق الفوز في الآخرة.

*****************
كنت أعِّد درس العلوم الخاص بتكيف الحيوانات مع بيئتها ، حينما أخبرني ابن الغرب أن خلق الإبل أمر مميز يستحق النظر إليه طويلاً ، إليكم خلاصة نظرهم:
في يوم صيفي حار مثل اليوم حيث ترتفع حرارة الجو أكثر من أربعين درجة يفرز جسم الإنسان العرق الذي يتبخر و يبرد الجسم بينما تبقى حرارة الجسم الداخلية ثابتة عند 37 درجة مئوية. تلك درجة الحرارة الملائمة لحياة الخلايا و ما فيها من عمليات حيوية.
أما الجمل فترتفع حرارة جسمه الداخلية حتى تصل أربعين درجة مئوية في يوم صيفي حار دون أن تتلف خلاياه و بذلك يستغني عن إفراز العرق و يحتفظ بما لديه من ماء دونما حاجة للتعرق لتبريد الجسم.
و لأن ماء الصحراء شحيح فإن جسم الجمل لو كان مماثلاً في طريقة آدائه لوظائفه الحيوية لجسم الإنسان لهلك بسبب خسارة الماء عرقاً.
يقنعني الجمل أن لكل نظام مفرداته التي تجعله يعمل بكفاءة ضمن شروط بيئته و أن نظام ما يفشل في بيئة مغايرة لم يصمم ليلائم ظروفها ، لابد أن أنتبه جيداً قبل اقتباس الأشياء كما هي.
*****************